سواريس رونان تنظر إلى الفيلم من زاويتها الخاصة

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها تريد أن تتأكد من أنه يعكس تطورها

TT

السؤال الذي لا يزال البعض يطرحه من دون كلل يدور حول ما إذا ما كانت السينما فنا أم تجارة أم صناعة. ليس فقط لأنه لا فن بلا ناحية تجارية ضرورية لبعثه ونشره، بل إن التجارة هي كيان صناعي في حد ذاته. بالتالي الفن ينتمي بدوره إلى الصناعة. وهي كانت كذلك في فترة محددة من عمرها (الستينات والسبعينات) حينما شهدت السينما المصرية ذروة إنتاجاتها. بعد ذلك، وكما نعلم جميعا تم إسقاط الهيكل الصناعي ومحاولة الذهاب في اتجاهين فقط، هما التجارة أو الفن. لا التجارة اعتمدت على فن، ولا الفن حاول أن يكون في متناول الجميع لينال فرصته التي يستحقها.

ينتابني كل ذلك وأنا أشاهد الملاحق الصحافية المعنية التي تصدر هذه الأيام في الولايات المتحدة حول ما سنراه في موسم الصيف من أفلام. كل من مجلة «إنترتاينمنت ويكلي» أو صحيفة «نيويورك تايمز» لديها أسلوبها في العرض، لكن الموضوع هو نفسه: تحقيقات واسعة حول الأفلام الخمسين أو الستين التي ستعرض على الشاشات الأميركية والعالمية هذا الصيف. هذا ما يجعلني أفكر، لماذا الأمور سائبة لهذا الحد في عالمنا العربي؟ لماذا السينما مقيدة إلى وضعها الكئيب وحدودها الصغيرة ولا يوجد من يعاملها كصناعة يمكن أن تُنظّم وتنتشر وتصبح واقعا متطورا كالبريطانية أو الفرنسية أو الإيطالية حتى لا نقول الأميركية؟

ليس هناك من سبب سوى أننا كثيرا ما نقرر ألا نخطو الخطوة الفاصلة بين النجاح والفشل.

المرة الأولى التي كان من الممكن لهذه المقابلة أن تتم كانت في عام 2008، حينما لعبت سواريس رونان دور الشقيقة الصغيرة للممثلة البريطانية كيرا نايتلي في «تكفير» (Atonement). نعم، هي الفتاة التي لم يكن أحد يدرك ما إذا كانت ستعيش على الشاشة لما بعد ذلك الفيلم أم لا. لكنها عاشت، منذ ذلك الفيلم إلى «موت ضد الأفعال»، و«مدينة العنبر»، قبل أن تدلف في «العظام المحببة» ليتبعها فيلمان حاليان. فهي انتهت من «طريق العودة» و«هانا» على التوالي، وكلاهما معروض حول العالم.

يختلف دورها في كل من هذه الأفلام الواحد عن الآخر. لكنها لافتة للنظر في كل منها. يعود ذلك إلى عاملين. الأول أننا دائما ما نتطلع إلى الممثلين الجدد بأمل، خصوصا إذا ما كان ظهورهم الأول جيدا، والثاني يعود إلى أنها بالفعل فتاة موهوبة وتستحق النجاح الذي حققته.

ولدت قبل سبع عشرة سنة في الولايات المتحدة، لكنها انتقلت للعيش في آيرلندا حين كانت في الثالثة من عمرها، مما يفسر اسمها الذي تنطقه سورشا. بعد ذلك عاشت في نيوزيلندا، وحين تم ترشيحها للأوسكار عن دورها في «تكفير» كانت على وشك البدء في تصوير فيلم «عظام محببة» وكان دورها صغيرا، فتم شحنه بالمزيد من المشاهد وإطلاقه كدور أول بعد تغيير السيناريو لتأكيد ذلك.

وعلى ذكر الأوسكار، كانت سواريس أو سورشا، في الثالثة عشرة من عمرها حين رشحت عن دورها في فيلم «تكفير»، مما يجعلها السادسة في صف الممثلات الصغيرات سنا اللواتي تم ترشيحهن للأوسكار، وذلك بعد تاتوم أونيل، ماري بادهام، كوين كامنغز، أبيغال برسلين، باتي مكورميك، وآنا باكوين.

* من بين الأماكن التي عشت فيها، أي مكان أحببته أكثر؟

- لا أدري بعد. أنا ما زلت في مرحلة انتقالية وما زلت صغيرة لأكوّن رأيا ثابتا. أعلم أنني سعدت بوجودي في آيرلندا وفي نيوزيلندا، لكني كنت صغيرة جدا قبل ذلك. لا أستطيع أن أقارن.

* سواء كنت في آيرلندا أو في نيوزيلندا، فإن خوض التمثيل يحمل في طياته درجة عالية من الرومانسية. أليس كذلك؟

- لم أكن حتى أشاهد الكثير من الأفلام حين كنت صغيرة. ولا أدري كيف عضتني بقة التمثيل. أعتقد أنني كنت أبحث عن طريقة للتعبير عن نفسي، وحاولت أن أرسم ولم أستمر في الرسم.

* هل تعرضت إلى موقف أثر في نفسك لدرجة أنك استندت إليه حين لعبت بطولة «عظام محببة».. إنه فيلم روحاني إلى حد ما؟

- هذا صحيح. أعتقد أنني شعرت بذلك بعد مشاهدتي له، وتذكرت ما حدث لي حينما جئت إلى لندن لكي أقوم بقراءة دوري حين كانت شركة الإنتاج تبحث عن ممثلات. حين ذهبت إلى هناك للمرة الأولى استخدمت مترو الأنفاق، وعدت بنفس الطريقة إلى البيت. لكن حين تمت دعوتي في التصفية، بعثوا لي بسيارة، وذلك في الوقت نفسه الذي تم فيه تفجير الخط الذي كنت سأستخدمه في تنقلاتي خلال العملية الإرهابية. أي إنني نجوت من الموت ما جعلني أؤمن بأن هناك قوّة غير منظورة تتدخل في حياتنا وتديرها على نحو أو آخر.

* هل صحيح أن دورك في ذلك الفيلم كان محدودا ثم توسع حين تم ترشيحك للأوسكار؟

- لا أدري إذا كان التغيير تم قبل أو بعد الترشيح لأن كل شيء تم في سرعة. حينما قمت بالقراءة لم يكن هناك أي ترشيح تم، ولم يكن مطلوبا مني أن أقرأ السيناريو كاملا. لكن أحدا ذكر لي في ما بعد أن السيناريو الذي قرأته بعد اختياري لم يكن السيناريو الأول، وأن تغييرات وقعت فيه. أنظر إلى المسألة من زاوية أن الفيلم كان يستحق الاشتراك به في أي دور. طبعا أنا ممتنة لأن دوري كان رئيسيا.

* من الصعب التفكير في أن يكون الدور أقل حجما مما جاء.. أنت الخط الرئيسي في الكتاب وفي الفيلم..

- أعرف ما تقول. لقد قرأت الرواية وكلامك صحيح، لكن معلوماتي لا تزال محدودة في هذا الجانب.

* هناك رواية أخرى تقول إنك عدلت عن التمثيل في فيلم «روبن هود» الذي أخرجه ريدلي سكوت مقابل الظهور في «طريق العودة» لبيتر وير. هل من سبب؟

- هذا صحيح. السبب هو أنني تسلمت العرض كما فعلت الكثيرات سواي. أعتقد أنه (المخرج) لم يكن حدد من يريد تمثيل الفيلم. كانت هناك ثلاث مرشحات أخريات على ما أعتقد. بينما «طريق العودة» جاءني مباشرة، وقيل لي إنني المرشحة الوحيدة له إذا رفضت سيذهب إلى غيري. أحب أعمال سكوت، لكني لا أرى نفسي فيها جيدا.

* هذا إلى حد ما غريب لأن دورك في «طريق العودة» مهم لكنه محدود الحجم. هل قررت تمثيل هذا الفيلم بسبب المخرج وتاريخه؟

- هذا أحد الأسباب القليلة، لكني أيضا رغبت في التحدث بلكنة بولندية.

* فيلمك الأخير يختلف. «هانا» فيلم رعب..

- كل ممثل أو ممثلة يجرب أحيانا ما هو مختلف، بل عليه أن يفعل ذلك.

* هناك من عاداه لأنه فيلم رعب. لكني أعتقد أنه دور مركب بالنسبة لأي ممثلة تؤديه.

- صحيح. نظرت إليه كفيلم يتعامل مع بعض المسائل النفسية. لا ريب أنه فيلم تشويقي وفيلم رعب، لكن ذلك لا يعني لي شيئا في حد ذاته، لأن الزاوية التي أنظر منها إلى الفيلم هي زاوية خاصة. أريد أن أعلم إذا ما كان دوري يستطيع أن يعكس شيئا أشعر معه بأنني أتطور.

* يقال إنك ماهرة في اللغات واللكنات. كيف تعودت على ذلك؟

- حين كنت صغيرة كنت أشاهد ألعابا تلفزيونية بلكنات متعددة. كنت أقلدها. نشأ لدي هذا الحب على ما أعتقد.

* كيف كانت تجربة العمل مع المخرج الأسترالي بيتر وير؟

- ربما تجربتي مع بيتر وير هي أفضل تجربة خضتها إلى اليوم. بيتر ذكي ومثقف ويعرف في كل شيء، وهو ملتزم جدا بممثليه، ويستمع إليهم من دون مقاطعة. حين التقينا للمرة الأولى أعطاني صورة لتلك الفتاة البولندية التي كانت تماثلني في العمر والتي كانت تبحث، مثل الشخصيات الأخرى، عن الهرب بعيدا عن القوات الشيوعية.

* إذن قصتها حقيقية..

- حقيقية تماما. وجدتها جميلة وتحمل وجها حزينا يعكس الكثير مما كانت تمر به. وهذه الصورة الواحدة أمدتني بكل ما أريده لكي أخلق شخصيتها.

* من هن الممثلات اللواتي يثرن إعجابك؟

- أحب تمثيل ميريل ستريب وسوزان ساراندون. كلتاهما جيّدة في عملها وحافظت على موقع نوعي مثير للإعجاب. كذلك أحب تمثيل جودي فوستر وناتالي بورتمان.

* هل من ممثلين؟

- نعم، شون بن وروبرت دي نيرو وجاك نيكلسون.

* العالم يشاهد

* «ثور» إخراج: كينيث براناه تمثيل: كريس همسوورث، أنتوني هوبكنز، ناتالي بورتمان الولايات المتحدة - فانتازيا/ أكشن (2011)

* الكثير من الصراخ لا يصنع شكسبير. لا هذا ولا المواقف الصادحة بالصراعات داخل العائلة الواحدة. لكن المخرج كينيث براناه يبدو أنه وجد زاوية شكسبيرية على أي حال، وهو المخرج الذي نقل للسينما بعض أعمال الكاتب المذكور، أو أعتقد ذلك. «ثُوُر» هو فيلم يطرح بعض العلاقات بين الأب وولديه، وكيف أن أحدهما من صلبه والثاني قام بتربيته طفلا، ثم الصراع بين الأخوين، لكن كل ذلك يبقى ضمن ما لا بد منه ولا يتمدد باتجاه فيلم حول أي من طروحاته.

كتب الشخصية في الستينات ستان لي، ورسمها جاك كيربي، حول رجل من أقوياء الشعب النورماندي. لكن الأحداث جابت عوالم غير تاريخية وضعها الفيلم في عوالم أخرى وكواكب بعيدة ليس الأرض سوى واحدا منها. وينطلق بصراع بين شعبين هما عمالقة الغابة وعمالقة الجليد. والغلبة للشعب الأول الذي يحرس بوابته رجل أسود عملاق. في داخل تلك البلاد (التي لا نرى منها سوى القصر وديكورات من المعمار الهندسي الغريب) هناك الملك (هوبكنز) الذي لديه هذان الولدان الصغيران. أحدهما أسود الشعر وهادئ، والثاني أشقر ومليء بالشجاعة. كلاهما يكبر. الملك يحاول توريث الثاني، واسمه ثور (همسوورث) لكنه يمتنع حينما يغير هذا على العدو بعدما حاول ذلك العدو استعادة سلاح يشكل كامل قوته.

في الوقت ذاته وعلى الأرض، هناك بعثة علمية في ولاية نيومكسيكو، وما هي إلا بعض دقائق قبل أن يرتبط العالم الماضي بالعالم الحاضر، ذلك لأن الغارة التي قام بها ثور أدت لا إلى منعه من تولي المملكة بل إلى الطرد منها عبر إرساله إلى الأرض في ما يشبه الأنبوب الكهربائي. فإذا به يسقط من السماء من دون أن يصاب بأذى، وتصاب جين (بورتمان) بخفقة قلب طاغية. لقد وقعت في حب هذا الإنسان الذي لم ير مدينة حديثة من قبل، لكن ذلك لا يعوقه على الإطلاق. وفي ظل ديكور رخيص من مخلفات فيلم فقير (علما بأن هذا الفيلم تكلف 150 مليون دولار)، تقع معركة فاصلة بينه وبين مخلوق من الحديد الصلب يتم فيها تدمير البلدة تدميرا كاملا. تريد أن تتأثر لشيء، لكن الفانتازيا لا تلتقي جيدا مع الحاضر ولا الحاضر جديد من نوعه، لأن جين تعمل لصالح وكالة أبحاث علمية وهناك منظمة غامضة تصادر أبحاثها وتختفي بعد ذلك من دون أن يكون لوجودها أو لغيابها أي تأثير حقيقي على أي شيء.

الحق يعود لأصحابه.. ثُور يتسلم المملكة بعد أن نال ثقة والده.. وأخوه الذي لم يكن شقيقه يقع في شر أعماله. كذلك يقع المخرج الذي كان عبّد طريقا فنيا، ثم قرر أنه ربما بحاجة إلى تحقيق فيلم هوليوودي من هذا النوع: عضلات وخزعبلات والكثير من البرق والرعد.

* شباك التذاكر في الولايات المتحدة فيلم سباقات يتسابق «خمسة سريعون» فيلم أكشن من سلسلة «Fast and Furious»، لكنه يحمل جديدا ومختلفا، وفي الوقت المناسب لتجديد نشاط السلسلة. وهو لبى رغبة الكثيرين واحتل المركز الأول، بينما حل فيلمان جديدان آخران في مراكز متوسطة.

1 - «Fast Five» (New): $86.198.765 جديد - انطلاقة قوية لفيلم الأكشن، من بطولة فين ديزل ودواين جونسون 2 - «Rio» (1): $14.787.836 تراجع - أنيميشن بأصوات كارين ديشر، صوفيا سالدانا وليزلي مان 3 - «Big Happy Family» (2): 9.860.929 تراجع - كوميديا لتايلر بيري مع إيسيا مصطفى 4 - «Water For Elephant» (3): $9.342.413 تراجع - عاطفي مع ريز ويذرسبون وروبرت بتنسون أكبر سنا من المناسب 5 - «Prom» (New): $4.712.638 جديد – يدور حول مراهقين ومراهقات يستعدون لحفل التخرج 6 - «Hoddwinked Too» (New): $4.108.630 جديد - أنيميشن من ديزني لا يحرك ساكنا 7 - «Soul Surfer» (7): $3.367.876 ثابت - أكشن يقوده دينيس كوايد وهيلين هنت وأنا صوفيا 8 – «Insidious» (8): $2.689.720 ثابت - رعب في بيوت مسكونة مع باتريك ولسون 9 -«Hop» (6): $2.683.222 سقوط - أنيميشن آخر 10 - «Source Code» (10): $5.063.142 ثابت - تشويق خيالي علمي مع جايك جيلنهال

* قريبا

* مهرجان: «كان» الحدث الأهم عالميا المعروف بمهرجان «كان» يطل من جديد في مناسبته الرابعة والستين، ويعد بأن يكون من أفضل الدورات الجديدة.

* فيلم: «قائمة القتل»

* (The Hit List) تشويق ذو فكرة جديدة: رجلان يضعان، تحت تأثير الشرب، لائحة بمن يريدان قتلهما، وأحدهما يفيق على خطورة ما فعله، فيسعى للوصول إلى المهددين قبل أن ينفذ الآخر خطته. كوبا غودينغ في البطولة.

* دي في دي:

* «الضغط» (The Squeeze) فيلم تشويقي جيد مع ستايسي كيتش وديفيد همنغز وإدوارد فوكس. حققه سنة 1977 مايكل أبتد قبل سنوات من أفلامه الأهم شأنا مثل «غوركي بارك» و«ثندر هيرت» و«نل».

* وجه:

* كريستوفر بلمر في سن الحادية والثمانين لا يزال كريستوفر بلمر يجد الفرص الجيدة لأدوار أولى. شاهدناه مؤخرا في «المحطة الأخيرة» و«مبتدئون». الفيلم المقبل: «راهب».

* مخرج:

* تارسم سينغ أنهى تصوير «الأحياء دوما» من بطولة هنري كافيل وفريدا بينتو وميكي رورك. سينغ هو الذي أخرج سابقا فيلم الرعب «الخلية».