أقامت شركة «سيدرز آرت برودكشن» مؤتمرا صحافيا في بيروت، للإعلان عن الانتهاء من تصوير مشاهد مسلسل «الشحرورة»، الذي يروي سيرة الأسطورة صباح في لبنان وسوريا والبدء بالتصوير في مصر، الذي ينتهي في الثلاثين من الشهر الحالي لتبدأ عملية المونتاج ويصبح المسلسل جاهزا في ثلاثين حلقة تعرض في رمضان المقبل عبر قناة «المستقبل»، و«الحياة» و«السومرية»، التي اتفقت معها الشركة المنتجة.
وقد استضاف المؤتمر النجمة كارول سماحة التي تجسد دور الشحرورة صباح، كما حضر عدد من الممثلين في العمل، أبرزهم أنطوان كرباج، وكارمن لبس، ورفيق علي أحمد وغيرهم، وقد لاحظنا أن معظمهم تضايق من عدم ذكرهم في المؤتمر وكأنهم على الهامش، وهو ما علق عليه الصحافيون، فأجابت كارول سماحة لتدارك الموقف «حدا بيرحب بأهل بيتو»؟ إلا أن تعليق كارول جاء متأخرا، حيث انسحب معظم الممثلين المشاركين في العمل قبل بدء المؤتمر الفعلي، وهناك من غادر بعده بقليل، أمثال أنطوان كرباج وكارمن لبس.
خلال المؤتمر، تحدث المنتج صادق الصباح عن أن المسلسل واجه عدة إنذارات قانونية من عدة أشخاص يتناولهم، وأن جميع القضايا تم حلها إما حبيا أو قانونيا، مؤكدا أن جميع الشخصيات التي كانت على علاقة بالصبوحة سيتم تناولها في العمل، مما يعني أن المسلسل التف على القانون بذكاء وأن الشخصيات التي اعترض ورثتها على ذكرها كعاصي الرحباني وفيروز اللذين اعترضت ابنتهما ريما الرحباني على ذكرهما، والصحافي سعيد فريحة الذي اعترض ورثته وطالبوا بعدم ذكره، على سبيل المثال، سيتم إدراجهم ضمن السياق الدرامي تحت أسماء مستعارة، كما أنه سيتم ذكر الشخصيات السياسية التي كانت على علاقة بصباح بشكل أو بآخر، ومنهم: الرئيس جمال عبد الناصر، الرئيس أنور السادات، النائب جو حمود، أحد أزواج الصبوحة ووالد ولديها، الرئيس كميل شمعون والنائب غسان التويني.
وحول ما إذا كانت صباح قد قرأت السيناريو الكامل للحلقات الثلاثين ووافقت عليها، أجاب الكاتب وفاء الشندويلي أن ابنة شقيقة الصباح وصباح اطلعتا على كل الحلقات وأبديتا بعض الملاحظات التي تم أخذها بعين الاعتبار، مؤكدا أن قواعد اللعبة الدرامية تختلف تماما عن العمل التسجيلي، وأن هذا الأمر ربما لم يكن واضحا في البداية للصبوحة، إلا أنه تم توضيح جميع الأمور وتم التعامل بحساسية كبيرة مع الأشخاص الذين يذكرهم المسلسل.
وحول ما إذا كان العمل سيظهر «صباح» على أنها ملاك كما حصل في مسلسل السيرة الذاتية لـ«أم كلثوم»، أوضح الكاتب أيضا أن العمل قدم كلا من الإيجابيات والسلبيات، وكما أن الجمهور سيتعاطف مع صباح، فهو أيضا سيعاتبها ويقف ضدها في الكثير من المواقف، كما أكد أن 90 في المائة من أحداث العمل ستفاجئ الجمهور المتابع على الرغم من أن صباح كانت أجرأ النجمات والجمهور يعرف تفاصيل كثيرة عن حياتها.
وأكد الكاتب أيضا مجيبا عن أسئلة أحد الصحافيين أن حادثة فقدان صباح لصوتها ستذكر أثناء المسلسل الذي سيكشف للمرة الأولى عن سبب تلك الحادثة، التي شكلت عقدة لصباح طوال مسيرتها الفنية، فالموقف الذي تعرضت له لم يكن سهلا أبدا.
وعما إذا كان المسلسل سيتطرق لصباح كأم لطفلين، فهي عايشت أوجاعها الخاصة كما عايشت فرح الشهرة، أكد الكاتب أن صباح عاشت طوال حياتها عقدة ذنب تجاه أولادها وهذا ما سيعايشه المشاهدون في كل حلقة من حلقات المسلسل، فالفن أناني وكذلك الزواج، وصباح اختارت الفن.
أما كارول سماحة، التي تألقت بفستان أزرق وإطلالة خمسينية، فأعلنت أنها شعرت بداية بأنها بعيدة كثيرا عن الدور، وأنها ضحكت ساخرة حينما اتصلت بها الشركة المنتجة، لأنها لا تشبه صباح شكلا، إلا أنها عدَلَت عن رأيها حين قرأت السيناريو ورأت أنها بدأت تتقمص الدور.
واعترفت كارول بأنها بداية كانت مهووسة بأن يكون شكلها قريبا من شكل صباح، لأن الجمهور العربي سيركز على هذا الأمر في الحلقات الأولى، إلا أن هذا الهوس اختفى لديها لأنها باتت تعرف أن الجمهور سيتعلق بالأداء التمثيلي، وسيتخطى هذه المرحلة، وقالت: «ذبتُ في صباح وما بقا عم فكر بالشبه».
وحول المخاطرة التي اتخذتها والمسؤولية الملقاة على عاتقها، قالت: «حدا غيري ما كان عملها، فالسير الذاتية هي الأصعب على الإطلاق في التمثيل، وهناك مسلسلات لسير ذاتية فشلت فشلا ذريعا، كتلك التي قدمت عن عبد الحليم حافظ»، وأضافت ممازحة: «هلق أنا هون، ويا ربي التوبة على المسلسلات».
ومما قالته كارول أيضا إن المسلسل سيتضمن بعض الحوارات باللهجة اللبنانية، خصوصا عندما كانت صباح لا تزال تعيش في «وادي شحرور» في كنف عائلتها، وأن هذه ليست نقطة سلبية توضع على المسلسل، وأضافت: «خلينا الممثلين المصريين يحكوا لبناني» وكنا نرتجل كثيرا على بلاتوه التصوير، حتى إننا استبدلنا ببعض الكلمات اللهجة المصرية وجعلناها باللبنانية كأن قلنا: «يا دلّي»، بدل الـ«يا لهوي».
وأضافت كارول أنها كانت تودّ في المشاهد التي تحكي فيها باللهجة اللبنانية أن تحكي لهجة الضّيعة، فصباح كانت بنت ضيعة في بداياتها، إلا أن المنتج اقترح عليها استخدام اللهجة البيضاء، فالمسلسل سيعرض على جمهور عربي عريض، قد لا يفهم لهجة بنت الضيعة.
أما مخرج العمل الشاب أحمد شفيق، فقال إن قبوله إخراج العمل هو نقطة تحول لأنه كان يشعر بأنه لا يحب أعمال السير الذاتية، لكنه بدل رأيه حين جلس مع كارول سماحة وصباح وعرف تفاصيل كثيرة عن حياة الأخيرة، وأن أكثر حادثة أثرت فيه هي تلك التي روتها له صباح عن أن زوجها خيرها بين الفن وابنها، وأن هذه الحادثة كانت النقطة الأساسية التي دفعته إلى الموافقة على المسلسل.
ولعل أهم ما جاء في المؤتمر هو الإعلان عن أن نهاية المسلسل لم تحدد بعد، فهناك ثلاث نهايات تمت كتابتها ولم يعرف بعد أيها سيتم اعتماده، وهو أمر سيقرره فريق العمل في مصر حيث يتوجهون لتصوير المشاهد النهائية، وحينها سيكونون مرتاحين أكثر وسيتفرغون لأخذ هذا القرار؛ إذ إنهم أرهقوا جميعا خلال التصوير في سوريا ولبنان.
يُذكر أن الصحافيين عاتبوا في أسئلتهم وتعليقاتهم وزير الثقافة، فادي عبود، الذي حضر المؤتمر، معتبرين أنه على الدولة اللبنانية أن تكون أحد الأطراف المنتجة في عمل كهذا، وأنه يجب أن يعرض على تلفزيون لبنان، فدافع الوزير عن نفسه مؤكدا أن الوزارة تحاول دعم المواهب الجديدة في الإخراج والتصوير وأن ميزانية وزارة الثقافة تدفع إلى الضحك، فهي تبلغ 20 مليار ليرة لبنانية، منها 13 مليارا تصرف كمعاشات للموظفين، كما دافع المنتج صادق الصباح عن الدولة اللبنانية مؤكدا أنه لقي كامل الدعم من كل الأطراف الرسمية أثناء العمل على المسلسل في لبنان.