ربما تكون هذه هي المرة الأولى، منذ ثلاثة عقود، التي يبتعد فيها نجوم الأغنية الخليجية والعربية عن إحياء سهراتهم الفنية والغناء في فنادق القاهرة ومسارحها، وهي التي كانت تقام في فترات الصيف وتحظى باهتمام جماهيري، سواء من السياح الخليجيين أو من المصريين.
ولكن التطورات السياسية الأخيرة، والانفلات الأمني الذي تشهده بعض الدول العربية، أسهما في عزوف متعهدي الحفلات عن إقامة نشاطهم فيها، خوفا من فشل تلك الحفلات وخسارتهم ماديا. لذلك خلت أجندة الفنانين من ذكر «القاهرة»، بين الدول التي يحيون فيها حفلاتهم، على الرغم من رفع حظر التجوال منذ أول من أمس (الأربعاء).
الطريف في الأمر، مثلما يقال، أن «مصائب قوم عند قوم فوائد»، فتركيا لم يكن دورها سياسيا فقط في الأزمات الأخيرة التي تمر بها المنطقة العربية، بل هناك دور آخر تلعبه السياحة التركية هناك، حيث تلتفت الأنظار حاليا للمدينة الحالمة إسطنبول لإقامة تلك السهرات الخليجية والعربية فيها.
وتتوزع حفلات الصيف بين تركيا ودبي ولندن وباريس، فبعد أن نجحت الدراما التركية في خطف شريحة كبيرة من السياح الخليجيين، تعود الآن لتخطف نجوم الأغنية العربية لإقامة سهراتهم في الفنادق التركية.
وسيشارك رسميا الفنان السعودي رابح صقر في إحياء سهرة فنية في تركيا خلال شهر يوليو (تموز) المقبل، وكان لرابح صقر نشاط فني كبير في القاهرة، ولكن صقر سيغيب هذا الصيف عن القاهرة مثلما غاب عن بيروت مؤخرا.
وسيشارك صقر أيضا في حفلة جماهيرية مرتقبة في تركيا، يحضرها السياح الخليجيون والعرب، إلى جانب إحياء حفلات أخرى في دبي 7 يوليو، وبعدها سيغادر إلى لندن لإحياء سهرته، ثم يكون ختام صيفه في تركيا.
ومن بين الفنانين المشاركين في تركيا سيحيي الفنان الكويتي عبد الله الرويشد والفنان ماجد المهندس حفلات متفرقة في تركيا، بينما يشارك الفنان الإماراتي حسين الجسمي في سهرة فنية في أحد فنادق تركيا مع الفنانة اللبنانية يارا. وتشارك الفنانة إليسا وحسين الجسمي في حفل يقام في لندن، وقد اختار الجسمي مشاركاته بين لندن وتركيا وباريس، كما تتوزع مشاركات ماجد المهندس بين لندن وتركيا وباريس أيضا.
وتمنى أكثر الفنانين أن يعود الهدوء والاستقرار للعاصمة المصرية (القاهرة) ليعودوا إلى تقديم إبداعاتهم ونشاطهم الفني بجانب كبار الموسيقيين المصريين، فيما يتوقع المهتمون بهذا الشأن أن تعود تلك الحفلات الفنية إلى طبيعتها في القاهرة خلال الأعياد المقبلة.