بين الأفلام

TT

إخراج: مايكل باي تمثيل: شايا لابوف، روزي هنتينغتون وايتلي، جون تورتور جون مالكوفيتش الولايات المتحدة - خيال علمي (2011).

تقييم الناقد: * (من خمسة).

* خلطة أضواء داكنة

* قد يمر وقت طويل قبل أن ينافس هذا الفيلم، فيلم آخر من إنتاج بهذا الحجم سوءا. قد يمر الصيف بأسره والصيف المقبل كذلك، وهما الموسمان التقليديان لإطلاق الأفلام الكبيرة قبل أن نجد فيلما نستطيع أن نقول إنه أسوأ من هذا الفيلم - وقد يكون هذا التنبؤ مخطئا إذ أن هوليوود وقد فقدت البوصلة على الطريق ما بين شباك التذاكر والبنك، تبرهن على أنها قد تحقق أكثر الأفلام سوءا وهي لا تدري. أو بفضل الملايين المحتشدة لإنجاح مثل هذه الأفلام - تدري ولا تكترث.

هناك مقدمة من نحو سبع دقائق، ثم سبع دقائق أخرى لافتة في مطلع هذا الفيلم. بعد ذلك هو عمل خال من الفواصل الصحيحة والروابط المتينة والشخصيات التي لديها ما تعكسه أو تبلوره. في نصف الساعة (بعد الأربع عشرة دقيقة الأولى) يردد الشاب سام (لابوف) على مسامع من في الفيلم، وعلى مسامعنا بالطبع، أنه أنقذ العالم (بأسره) مرتين من قبل. يقصد طبعا في الجزأين الأول (أفضل الأجزاء) والثاني. بالتالي، يقول، هو بحاجة إلى أكثر من وسام من الرئيس باراك أوباما (يشاهد ممثلا شبيها بالرئيس الأميركي وهو يقلد سام الوسام).. إنه بحاجة إلى عمل. نعم أنقذ العالم كله مرتين بطوليتين وضن عليه العالم بوظيفة. من هنا كل الحسابات الأخرى خاطئة: صديقته الحسناء (مظهر ليس إلا) كارلي (وايتلي) تصر على التمثيل بساقيها والمسؤولة عن الدفاع الأرضي ضد وحوش الفضاء (فرنسيس مكدورماند) ليس لديها ما تقوم به سوى التظاهر بأنها امرأة جادة فوق العادة.

الحقيقة هي أن أحدا ليس لديه ما يقوم به. حلل الفيلم ستجد أن شخصياته البشرية تؤدي أدوارا ثانوية في كنه الصراع القائم بين مخلوقات ميكانيكية نقلت حروبها من كوكب بعيد إلى كوكب الأرض. فريق من هذه المخلوقات يحب أهل الأرض (شكرا جزيلا) وفريق آخر عدو للأرض من باب عداوته للفريق الأول. والدمار، يبشرنا الفيلم شامل. كما العادة، السيارة الصغيرة تتحول وحشا، كذلك تفعل شاحنة قديمة.. هل كان على الوحش أن يتقمص شكل شاحنة قديمة.. أو أي شاحنة على الإطلاق؟ لم لم يتقمص شكل آلة تدفئة تبعث ببعض الدفء في أوصال هذا الفيلم البارد؟ أو غسالة تغسل مشكلاته المختلفة؟

الفيلم بثلاثة أبعاد، بينما لا يحتمل البعدين. والنافر منه (وقد شاهدته كاملا ببعدين وربع ساعة بالأبعاد الثلاثة) هو خلطة داكنة من الضوضاء البصرية خالية من عنصر الإيحاء والفن. الرغبة - كما الحال دائما في أفلام مثلثة - هو وضع ما يثير المشاهد في حضنه. حسنة البعدين أن ذلك ليس مطلوبا وهذا يكشف عن ناحية سيئة لا أدري إذا كان المشاهد المقبل على الأبعاد الثلاثة سيدركها وهي أن الفيلم سطحي في العمق فعلا. المشاهد في الحالتين (كما أتصور) يبقى في مقعده غير ملزم ولا متشوق لكي يندمج مع ما يراه. وفي المشاهد التي كان يمكن للمخرج مايكل باي إنجاز بعض القيمة فيها، تراه يختار تشويهها بمونتاج ليس لديه الوقت لكي يترك الممثلين ينتهون من كلامهم أو يمنح أحدهم حسنة التعبير لثانية واحدة بعد انتهاء الجملة. ليس أن السيناريو لا يستحق أن يعامل مثل ورق الساندويتشات، لكن على الأقل كان يمكن تحسين بعض الجوانب بحيث يستطيع العنصر البشري التنفس طبيعيا بعض الشيء.

«ترانسفورمرز - 3» فوق كل ذلك، عنصري النزعة. كل شخصية غير أميركية (ولدينا هنا روس وواحد من أصل آسيوي و«شرق أوسطيين») هي شخصية تتمتع إما بالغباء أو بالجنون أو بالإخفاق أو