أحمد شاكر عبد اللطيف: أدائي شخصية العالم مشرفة أبكى أسرته.. وثورة 25 يناير أنجحت المسلسل

قال: حفيدة الراحل كانت موجودة بيننا داخل الاستوديو

بطلا مسلسل «رجل لهذا الزمان»
TT

خطوة واثقة ومختلفة قطعها الفنان الشاب أحمد شاكر عبد اللطيف، على درب الفن واستطاع أن يرسي ملامح ورائحة خاصة في فضاء مسلسلات السيرة الذاتية، حيث يجسد في دراما شهر رمضان لهذا العام شخصية عالم الذرة المصري الراحل الدكتور مصطفى مشرفة، من خلال مسلسل «رجل لهذا الزمان» للمخرجة إنعام محمد علي، وهو نهج جديد على الدراما المصرية التي اعتادت أن تقدم قصص حياة المشاهير من نجوم الفن والأدب فقط.

في حواره مع «الشرق الأوسط» يكشف شاكر أنه يجني ثمار جهده في المسلسل الذي أخذ منه مجهودا لسنوات متتالية، وهو ما تعكسه ردود أفعال الجمهور، معترفا بأن ثورة 25 يناير أسهمت في مضاعفة نجاح العمل.. وهذا ما جاء في الحوار:

* ما ردود الأفعال التي تلقيتها بعد تجسيدك لشخصية العالم دكتور مصطفى مشرفة؟ وهل واجهتك انتقادات بشأنه؟

- الحمد لله جاءت كل ردود الأفعال مطمئنة للغاية من الجمهور، الذي يقابلني ويستوقفني في الشارع ويناقشني في تفاصيل الحلقات، وهذا بالطبع شيء يثير السعادة في نفسي، لأنني تيقنت أن مجهودي في هذا العمل الذي استمر لسنوات طويلة كانت كلها دراسة وبحث في تفاصيل الشخصية لم تضع هباء، كما أثنى الجمهور على العمل بشكل عام لكونه عرفهم بالسيرة الذاتية لهذا العالم المحترم الذي وصفوه بـ«الرمز»، والشيء السلبي الوحيد الذي استقبلته من الجمهور كان في توقيتات عرض المسلسل، حيث إنها غير مناسبة للكثيرين، لكن على الرغم من ذلك فنسبة المشاهدة جيدة جدا.

* هذا عن رأي الجمهور، لكن كيف تلقت أسرة العالم المصري مصطفى مشرفة المسلسل؟

- هم يعلمون منذ سنوات أننا نحضّر لهذا العمل الضخم، وكانت حفيدة العالم الراحل الدكتورة إيمان ووالدها الدكتور عادل معنا في الاستوديو أثناء التصوير ليلا ونهارا، لتصحيح بعض المفاهيم في المراجع العلمية التي تتحدث عن دكتور مشرفة، وقد أفادونا كثيرا، كما أن جميع أفراد الأسرة حاليا أثناء عرض المسلسل أشادوا بالعمل وتفاصيله، ومنهم من قال لي إن معظم حلقات المسلسل أبكتهم، فلم يكن لديهم أي انتقادات على تناول الشخصية، بل عبروا لي عن إعجابهم بأدائي لها، وأعتقد أن السبب قد يكون أن معظم أسرته كانت على اتصال دائم بفريق العمل.

* من المعروف أن مسلسلات السيرة الذاتية تثير بعض المشكلات أثناء التحضير لها أو عرضها، فما السبب في وجهة نظرك؟

- الهجوم ليس شاملا لكل الأعمال التي تقوم على سرد السيرة الذاتية، والدليل عدم الهجوم على مسلسل «رجل لهذا الزمان»، فنوعية الهجوم تختلف من عمل لآخر، والأسباب أيضا تكون مختلفة، فإما أن يكون تقصيرا من الممثل نفسه لعدم وعيه بكل تفاصيل الشخصية التي يقدمها وعدم دراسته لها بشكل كافٍ، أو أن يكون النص نفسه ضعيفا، وفي تلك الحالتين يكون فشل المسلسل، لكن في حال نجاح مسلسل يتناول سيرة ذاتية لأي من الأشخاص فهذا يوازي نجاح ثلاثة أو أربعة أعمال عادية.

* وما رأيك في التعامل مع المخرجة إنعام محمد علي؟

- لا أحد يختلف على اسم هذه المخرجة العبقرية التي تصنع من الممثل شيئا لم يكن موجودا به، وتخلق فيه حالة من الإبداع، فاهتمامها بكل التفاصيل يجعلها تمثل حالة إخراجية خاصة، وعن نفسي أتمنى أن يتوافر العمل الجيد الذي يجمعني بها مرة أخرى، لأني بكل صدق تمتعت بالوقوف أمام الكاميرا معها.

* يعرض المسلسل العام الحالي وكان من المفترض أن يعرض في رمضان الماضي، فهل عرضه بعد ثورة 25 يناير أسهم في نجاحه؟

- هذا الأمر حدث بالفعل، لأن الثورة المصرية حينما خرجت أبهرت العالم كله بالمطالبة بمصر أفضل، فأستطيع أن أقول إن اتجاه الثورة كان للأفضل والأفضل لا يأتي إلا بالعلم، وهو ما حدث مع مسلسل «رجل لهذا الزمان»، فهو قائم على سرد رمز من رموز العلم وهو الدكتور مصطفى مشرفة، في الوقت نفسه حدث إحجام جماهيري على المسلسلات الأخرى التي تقوم على السطحية.

* هل تتابع أيا من أعمال السير الذاتية المعروضة حاليا؟

- لم أشاهد سوى بعض الحلقات من مسلسل «الريان» وأعجبني للغاية أداء الفنان خالد صالح، وما عدا ذلك لم أشاهد سوى مسلسلي «رجل لهذا الزمان» نظرا لضيق وقت الليل في شهر رمضان، حيث أنتهز فرصة أني غير مرتبط بتصوير أي من الأعمال في الزيارات العائلية والخروج مع الأصدقاء.

* هل تجسيدك لمثل هذا العالم الجليل سيصعب عليك مرحلة الاختيار في المرحلة المقبلة؟

- دائما أنتظر الدور الذي يحمل قيمة فنية وإيجابية تكون لها هدف، فلا أسعى وراء التواجد لمجرد التواجد فقط، وأعتقد أن لدينا مؤلفين ومخرجين كبارا نستطيع الاعتماد عليهم في الفترة المقبلة، وبالتالي الاختيار لن يصبح صعبا، خاصة أن نجاح ثورتنا المصرية خلق حالة من الإبداع في عقول القائمين على صناعة الفن المصري بشكل عام.