سينما

ستيفن سبيلبرغ خلال تصوير الجزء الرابع من إنديانا جونز
TT

* لوس أنجليس: محمد رُضا

* قبل أسابيع قليلة أمّ المخرج والمنتج الشهير ستيفن سبيلبرغ اجتماعا مع شركة «تونتييث فوكس». ولقد تصافح المجتمعون سريعا راسمين تلك الابتسامات المطمئنة ثم جلسوا يتحدّثون في مشروع قدّمته شركة سبيلبرغ الخاصّة «أمبلين» (من شركاته الأخرى «دريمووركس» التي تعود ملكيّتها بالتساوي إليه وإلى منتجين آخرين) إلى شركة «فوكس» قبل نحو أسبوعين فقط من ذلك الاجتماع.

المشروع بعنوان «روبوبوكاليبس» Robopocalypse مأخوذ عن كتاب لدانيال هـ. ولسون شغل نفسه بموضوع الروبوتس وغازل فكرة احتمال أن تثور على الإنسان في هبّة لا تبقي ولا تذر يصبح فيها الفرد العادي ضحية منزوعة السلاح، إلا من تلك الأسلحة التي تصبح، في مواجهة الروبوتس، تقليدية وبدائية مهما كانت في حياة الإنسان متقدّمة. ومع أن الفكرة الأصلية عولجت أكثر من مرّة سابقا، فتم تداولها في فيلم ستانلي كوبريك «2001: أوديسا الفضاء» وفي فيلم أندريه تاركوفسكي «سولاريس»، وعلى نحو أكثر تحديدا في فيلم مايكل كرايتون «وستوورلد» سنة 1973 وعلى يدي أليكس بروياس في «أنا، روبوت» سنة 2004، إلا أن الفيلم الذي كان في البال هو «ثورة كوكب القردة» الذي أنجزه روبرت يات هذا العام، ولحساب تونتييث سنتشري فوكس ذاتها، والذي أكثر من 350 مليون دولار عالميا ولا يزال معروضا.

«ثورة كوكب القردة» يدور حول القردة التي تثور على الإنسان وتنطلق لتحتل سان فرانسيسكو وما بعدها. في هذا الوضع، لا يجد الأميركي بديلا من المواجهة مكتشفا الذكاء والمهارة الفريدين اللذين تتمتّع بهما القرود مما يجعل من النضال ضدهم أمرا صعبا.

صحيح أن «روبوبوكاليبس» يدور حول روبوتس وليس قردة فإن المفهوم واحد: الإنسان يحتاج إلى ثورة تواجه الخطر المستحدث من قِبل دخلاء على المجتمع وتقاليده. لكن ما يستدعي الانتباه هو أن نجاح فيلم القردة سارع بالخطوات الضرورية لإنتاج فيلم عن الروبوتس. وقد يكون في البال غير المعبّر عنه، النظر إلى أحداث شرق أوسطية حديثة خرج فيها الناس مواجهين طغيان أنظمة تسلّطت عليهم منذ عقود.

بعد ساعة ونصف من الاجتماع انفض المجتمعون على ما التقوا عليه من وفاق وابتسامات وتحوّلوا إلى سكرتيراتهم ومحاميهم لإبرام العقود. لكن الناتج الرئيسي أيضا ليس استعجال الخطوات لمشروع لم يكن واردا قبل أشهر قليلة، فقط، بل حقيقة أن الفيلم سيكون من الضخامة بحيث سيحتل استوديوهين لتصويره هما استوديو فوكس واستوديو دريمووركس.

هذا الفيلم الذي تقرر حجز قاعاته عام 2013 ليس عودة ستيفن سبيلبرغ للسينما الكبيرة ولا لسينما الخيال العلمي ولا للسينما الترفيهية لأنه لم يتوقّف عن أي من هذه الأعمال.

مباشرة من بعد الاستقبال الحذر من مؤيدي الحق الفلسطيني ومؤيدي الدولة الإسرائيلية على حد سواء لفيلمه «ميونيخ»، قام سبيلبرغ بإنتاج عدد كبير من الأفلام من إخراج سواه بدءا بفيلمين من تحقيق كلينت ايستوود هما «رايات آبائنا» و«رسائل من إيووجيما» وحين قرر العودة إلى الإخراج، أنجز جزءا رابعا من «إنديانا جونز» عنوانه «مملكة الجمجمة الكريستال» سنة 2008 أي بعد ثلاث سنوات كاملة من «ميونيخ». بعده واصل الإنتاج إلى حين دخوله الاستوديو لإخراج «مغامرات تن تن» الذي ينتظر عروضه قبيل نهاية هذا العام. وما إن انتهى منه حتى باشر تنفيذ فيلم آخر من إخراجه هو «حصان الحرب» ينتظر أيضا العرض في العام الحالي.

في الحقيقة سيطرح سبيلبرغ فيلمه الأول في الثالث والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وسيطرح فيلمه الثاني في الثامن والعشرين من الشهر ذاته، أي قبل يومين اثنين من بداية العام الجديد.

* محاولات فنية

* وحسب روزنامته فإن ستة أفلام مدرجة على خطّته كمخرج من العام المقبل وحتى سنة 2014 يتقدّمها فيلم «لنكولن» الذي سيُباشر بتصويره في الشهر المقبل ليكون جاهزا للعرض في ديسمبر 2012، وهو فيلم من بطولة دانيال داي - لويس في دور الرئيس الأميركي الأسبق، وجوزيف غوردن - ليفيت وتومي لي جونز وجيمس سبايدر وسالي فيلد وديفيد ستراتام من بين آخرين عديدين. دراما تاريخية تتناول حياة وممات ذلك الرئيس وأحد مشروعين أميركيين جديدين عنه.

والناظر إلى مشاريع سبيلبرغ المستقبلية، إخراجا أو إنتاجا، سيلاحظ وجود العديد من الأفلام التي تنتمي إلى سلاسل سينمائية معروفة. مثلا هناك جزء رابع من «جوراسيك بارك» وجزء ثالث من «رجال في الأسود» وفكرة لم تتبلور بعد لإعادة إنديانا جونز إلى العمل ولو من دون هاريسون فورد وذلك رغبة في استحواذ جيل جديد يجد فورد غير قادر على القيام بالمهام الصعبة المنوطة به نظرا لاعتلائه سنّا متقدّمة.

أما ناحية الاشتغال على أفلام الخيال العلمي عموما فهي مزروعة في أكثر من مكان على خارطته المقبلة. «جوراسيك بارك 4» و«رجال في الأسود 3»، بالإضافة إلى «روبوبوكاليبس»، وفيلم آخر عنوانه «حين تتصادم الكواكب».. كلّها من هذا النوع الأعلى كلفة والأكثر إقبالا في الوقت ذاته.

في وسط كل ذلك، قد يسأل المرء نفسه عمّا إذا كان ستيفن سبيلبرغ في وارد تحقيق فيلم لا يريد منه إنجاز أطنان من الأرباح.. ربما طن أو نصف طن، لكن ليس على النحو الذي تحققه أفلامه عادة.

هنا لدينا زاويتا نظر إلى الموضوع.

الأولى أن النجاحات الأسطورية للمخرج سبيلبرغ أصبحت متباعدة.

في السبعينات ومطلع الثمانينات، عندما اندلعت نيران النجاحات الأولى، أنجز المخرج سريعا صيته بمخرج البوكس - أوفيس الأول. أفلامه السابقة مثل «جوز» و«إنديانا جونز» و«غزاة تابوت العهد» و«إي تي» و«لقاءات قريبة من النوع الثالث» أنجزت في تلك الفترة مئات ملايين الدولارات علما بأن سعر التذكرة كان أقل من نصف سعرها اليوم، هذا ما يجعلها الأعلى مردودا حتى اليوم إذا ما عاملناها بسعر التذكرة الحالي (من 10 إلى 18 دولارا للتذكرة).

بذلك فإن «إي تي»، سنة 1982 الذي تحدّث عن مجموعة من الأولاد يكتشفون وجود مخلوق فضائي على الأرض فيحاولون حمايته، الذي سجّل حول العالم 435 مليون دولار، يساوي بليون دولار اليوم وهو لا يزال على قمّة أكثر أفلامه رواجا. هذا الفيلم متبوع بفيلم حديث هو الجزء الثاني من «ترانسفورمرز» لكن علاقة سبيلبرغ به هي عمله كمنتج منفّذ وليس مخرجا أو منتجا.

وفي الواقع ستّة من أفلامه العشرة الأكثر رواجا، هي لأفلام نشأت أو انتمت إلى السبعينات والثمانينات. وخمسة منها هي من إخراجه.

بالتالي، حين انطلق في منتصف السبعينات مسنودا من قبل شركة «يونيفرسال» لتحقيق أفلامه الأولى مثل «جوز» و«شوغرلاند إكسبرس» و«غزاة تابوت العهد» أسس مهده كالمخرج الذي يزن ذهبا. ذاك الذي في رأي البعض آنذاك، يستطيع أن يصنع أي فيلم يُريد، هذا في الوقت الذي كان فيه زملاؤه في مطلع الثمانينات يجدون أنه من الصعوبة لدرجة كبيرة استحواذ مقادير العمل والقرارات الفنية المتّصلة به. تجاوب البعض وامتنع البعض الآخر (ومنهم فرنسيس فورد كوبولا) الذي أصر على تحقيق الأفلام التي يريد حتى من دون مظلّة الشركات الهوليوودية الكبيرة.

من ناحية أخرى، فإن طلات المخرج على المساحة الفنيّة من أعماله، هو على نفس القدر من التباعد. في الثمانينات جرّب المنحى الفني مرتين فقط كان النجاح فيهما معتدلا: مرّة حين أخرج الدراما الأفرو - أميركية «اللون القرمزي» والثانية حين حقق «إمبراطورية الشمس» (الذي لا يزال من أفضل أعماله لليوم) والثالثة حين عالج موضوع الحب في «دائما» حول روح الزوج التي تحوم في المكان بعد موته لتدافع عن زوجته.

ثم عاد إلى الفيلم الجاد عام 1993 في فيلمه المثير للجدل «قائمة شندلر» ثم في فيلمه الآخر «أميستاد» بعد خمس سنوات و«إنقاذ المجنّد رايان» (1998) محاولتاه الكوميديّتان في «اقبض علي إن كنت تستطيع» (2002) و«ذي ترمينال» (2004) كانتا وبالا تجاريا ونقديا كما كان حال فيلم كوميدي سابق له هو «1941» الذي أنجزه سنة 1979 وكان من أفدح خسائره.

قبل «ميونيخ» أنجز فيلما حاول فيه استخدام الخيال العلمي لخلق حالة ذهنية مرتفعة بين الجمهور وذلك في فيلم «ذكاء اصطناعي» لكن مرّة أخرى عارضه النقاد وتجاهله الجمهور. ليس كل النقاد وليس كل الجمهور إنما إلى حد تحذيري. المرّة الأخيرة في اتجاه غير جماهيري تمّت مع «ميونيخ». وهو قال لهذا الناقد ذات مرّة خلال مقابلة: «ما وجدته مذهلا بين النقاد هو أنهم يطالبونني بأن أخرج أفلاما للكبار وحين أفعل يطالبونني بالعودة إلى أفلام المغامرات». وهذا ما يبدو ما استقر عليه رأي سبيلبرغ حتى الآن.

* جولة في سينما العالم

* أول لقطة

* تستطيع أن تستمع إلى النقاشات العامّة لتجد أن الذين يصغون للرأي الآخر قلّة من بين المتحدّثين. ومن دون إبحار في النماذج، يمكن ملاحظة الطريقة التي يتداول فيها المتحاورون على الشاشة الصغيرة موضوعا ما. فالرأي صائب لأن قائله لا يمكن أن يخطئ، والرأي المواجه صائب أيضا لأن صاحبه هو الذي رأي كذلك.

حين يأتي الأمر إلى الكتابات في مختلف المجالات، فإن المسألة تستفيد من غياب الكاميرا التلفزيونية، فالكاميرا تكشف عن انفعالات المتحدّث إذا ما فقد أعصابه، أو إذا ما ابتسم ساخرا من الرأي الآخر أو إذا ما كشّر وهو يستعد للانقضاض عليه. أما الكلمات فهي تختفي. عملية خصوصية بين الكاتب وبين الكومبيوتر أو الورقة التي يكتب عليها. وهذه العملية قد تتيح له، وهي تتيح لكثيرين في الواقع، محاولة تهشيم الرأي الآخر أو الإضرار به تبعا لحالة نزاع مع النفس. فصاحب الرأي، في عالمنا، بات من الاعتزاز برأيه بحيث قرنه باعتداده بنفسه. بذلك أن يكون على خطأ يعني بالنسبة إليه أن يكون هو خطأ وليس رأيه. وأن يكشف له أحد خطأه عيب كبير ينال من صورته أمام نفسه وأمام الناس. بذلك هو معتد برأيه ليس لأنه صحيح (وقد يكون) أو لأنه خطأ (وهو أمر يقع مع كل فرد في أي مجال في كل مكان من العالم)، بل لأنه هو قائله.

طبعا الحديث على المقاهي وبين الأصحاب يختلف عن الحديث عبر الشاشة الصغيرة أو على منصّة مؤتمر إعلامي، أو على صفحات الورق أو الإنترنت. الضوء يصبح كاشفا والمواجهة علنية وصاحب الرأي والرأي الآخر يجد أن صورته الشخصية على المحك.

ويجب أن لا تكون. الفرد الذي يتبنّى رأيا في الأدب أو في الفن أو في السياسة أو في علم النفس، أو حتى فيما إذا كان شرب الكثير من الماء مفيدا أو ضارا للإنسان، عليه أن يسمح للآخر بأن يختلف معه. وكلاهما عليهما أن ينسيا نرجسيّة الذات والاقتناع بأن وجهة النظر يجب أن تكون محط تقدير واحترام وبعيدة عن محاولة النيل من صاحبها لأنه يختلف أو يُخالف الرأي الآخر.

مؤخرا، جرى نقاش حول تاريخ السينما، فمال الصديق للرأي السائد وهو أن مجموعة الأفلام التي عرضها الأخوان لوميير، سنة 1895، هي بداية السينما، بينما هناك في الحقيقة إنجازان سابقان لذلك التاريخ؛ الأول سنة 1888 (فيلمان من فرنسي في بريطانيا) والثاني في العام ذاته (أخوان ألمانيان عرضا مجموعة من الأفلام قبل لوميير بنحو شهر ونصف الشهر). هذا ليس رأيا بل وقائع تاريخية وحقائق. وهي التي تمنح المتابع ما هو أهم من الرأي.

مؤخرا أيضا، انتقد ناقد موقف ناقد آخر من فيلم معيّن. ليس فقط أن المنتقد لم يكتب نقدا بل ردحا، بل أيضا هناك فاشية الموقف، كما لو أن الرأي المعارض، لصالح الفيلم أو ضدّه أو بين بين، لا يجب أن يُطرح إذا ما خالف رأيا أو آراء أخرى.

والحقيقة أن كل ذلك ممارس يوميا وعلى عدّة جبهات مما يدفع للسؤال: متى أصبحنا من عدم الثقة بالنفس ومن الاعتداد المزيّف بالنفس والشعور بالخطر والحذر من الغير بحيث أصبحنا نقولب العالم بأسره حسب منظورنا، عوض التواضع والإخاء والتواصل؟ وإلى أين سيصل بنا هذا التوجّه؟ ليس إلى حال أفضل بالتأكيد.

* بين الأفلام

* الخطوة المستعجلة لمرجان ساترابي Chicken With Plums إخراج: مرجان ساترابي وفنسنت بارونو أدوار أولى: ماثيو أماريك، إدوار باير، ماريا دي ميدارو، غولشفته فرحاني.

النوع: دراما ساخرة [فرنسا/ ألمانيا/ بلجيكا - 2011] تقييم الناقد: ** (من خمسة).

* مشاهدتان متواليتان (الأولى انقطعت بعد نصف ساعة بسبب موعد لم يكن من الممكن تأجيله) لم تغيّرا كثيرا في رد الفعل المستنتج من فيلم المخرجين ساترابي وبارونو.

بعضنا يتذكّر أنهما المسؤولان عن الفيلم الكرتوني «بيرسيبوليس» الذي وضعت فيه المخرجة مرجان ساترابي ذكرياتها في إيران وتجربتها في الهجرة إلى أوروبا ورأيها الصريح فيما آلت إليه الحياة الإيرانية الاجتماعية والمدنية بسبب النظام والحكم الحاليين. ذلك الفيلم شاء أن يكشف حب المخرجة لإيران الأولى حين كانت الحريّة الفردية ما زالت ممكنة وحين كان الفرح بتغيير نظام الشاه لا يزال واعدا بنظام أفضل منه قبل أن ينقلب الحلم إلى كابوس.

الفيلم الجديد «دجاج مع خوخ مجفف» ليس كرتونيا إلا بمقدار بضع لقطات هنا وهناك، بل دراما حيّة تتحدّث عن طهران عام 1958 من خلال سيرة عازف الموسيقى ناصر علي الذي نتابع هنا قصّة الأيام السبعة الأخيرة من حياته بمزيج من المواقف المضحكة والساخرة والدرامية الجادة.

وفي حين أن المرء يستطيع أن يفهم ضرورات التصوير في استوديو بابلسبيرغ في برلين، كون المخرجة من المغضوب عليهم في بلادها، فإنه يتمنّى لو أن الفيلم امتلك الجرأة الكافية للإتيان بممثلين يتحدّثون اللغة الفارسية عوض التضحية بهذا القدر من الواقع (ذاك الذي مارسته المخرجة وزميلها في الفيلم السابق على أي حال) لأجل جلب ممثلين معروفين في أدوار صغيرة مثل الجزائري جمال دبّوز والإيطاليّتين كيارا ماستروياني وإيزابيلا روسيلليني، وإسناد البطولة إلى مجموعة فرنسية بالكامل تقريبا.

طبعا الضرورات التجارية تبدو كل ما يحتاجه الإنتاج من دافع، علما بأن فيلم بارونو وساترابي السابق تكلّم بالفارسية، معظم الوقت، وأنجز نجاحا جماهيريا كبيرا. هذا النطق بلغة تختلف عن شخصيات وموقع وبالتالي واقع الحدث، تذكّر بأفلام الوسترن التي كان النقاد الأجانب قبل سواهم يعارضونها لأنها كانت تصوّر الهنود الحمر كما لو كانوا خريجي أكسفورد أو هارفارد.

لجانب هذه النقطة فإن العمل الجديد للمخرجين يتواصل في قدر معتدل من النجاح. ناصر علي كسر آلة الكمان التي كان يعزف عليها وحين لا يجد بديلا لها يرضيه يعزم على الانتحار. بعد نحو ربع ساعة من الفيلم يتحوّل العمل إلى سرد لتلك الأيام السبعة التي ستفصل بين عزمه ذاك ونهايته المقبلة مع تعليق يصاحب الفيلم، مصدره، حسب الفيلم، الملاك عزرائيل الذي يرصد خطوات الموسيقار وما يمر به من متاعب عاطفية ونفسية.

في النواحي التنفيذية البحتة، فإن الفيلم يتعامل مع مجموعة من الفنيين والفنانين الذين لا يمكن لهم القيام بخطوة غير مهنية وماهرة واحدة. لكن على صعيد الإخراج نفسه، فإن العمل يحتاج إلى ضوابط بين الفقرات أفضل من تلك المعتمدة. في أحيان كثيرة، يبدو الفيلم يعمد إلى خلط السخرية بالواقع لأن المناسبة فرضت ذلك. ماثيو أماريك جيّد في العموم، لكن مع تذكّر أن الدراما تعوزها المصداقية فإن صياغته للشخصية التي يؤدي صياغة تتبعه بالتالي ولا تتبع الواقع.

ساترابي هي التي تبقى في مقدّمة هذا العمل بين المخرجين الشريكين. إنه عالمها وتاريخها وذكرياتها وهذا ما يمنح العمل ذلك القدر من التميّز. على ذلك، من المحتمل أن لا يحقق الفيلم الأثر ذاته، خصوصا بين الذين كانوا يتوقّعون فيلما آخر ذا موضوع سياسي معاصر ليجدوا أنفسهم في فيلم قد يطرح في أفضل الأحوال أفكارا ثم يسحبها.

* شباك التذاكر

* نجاح متواصل للأسبوع الثالث على التوالي يحتفظ فيلم «المساعدة» بالمركز الأول منجزا حتى الآن نحو 120 مليون دولار. ولا بد من القول إن هوليوود لم تكن تتوقّع لفيلم صغير ونسائي وذي ميزانية صغيرة أن ينجز مثل هذا النجاح. لكن لا ننسى أن الأفلام الكبيرة التي حضّرتها هوليوود لموسم الصيف مرّت وانتهت، وأن الموسم الجديد هو موسم الأفلام المتّجهة صوب ترشيحات الجوائز العديدة من الآن ووصولا إلى الأوسكار 1 (1) The Help: $14,594,623 ثابت | الجنوب الأميركي كما تراه هذه الكوميديا الاجتماعية ذات الشخصيات النسائية.

2 (-) The Debt: $9,949,109 جديد | هيلين ميرين عميلة موساد تداهمها ذكريات العملية الأخيرة بحثا عن نازي سابق.

3 (-) Apollo 18: $8,704,271 جديد | فيلم رعب حول بعثة جديدة إلى الفضاء بحثا عن مصير ملاحي فضاء من ناسا.

4 (-) Shark Night 3D: $8,404,806 جديد | سمك القرش يرتع ويلتهم في خليج المسيسيبي ليثير الخوف بين السابحين والمشاهدين.

5 (4) Rise of the Planet of the Apes:$7,818, 436 تراجع | القردة تتقدّم على الإنسان في سان فرانسيسكو وعليه استرداد مكانته.

6 (2) Colombiana: $6,799, 350 ---

سقوط | زو سولدانا (بطلة «أاتار») مثيرة للشغب في هذا الفيلم التشويقي الذي يحط ضعيفا.

7 (5) Our Idiot Brother: $5,128,555 تراجع | وضع متأخر لفيلم كوميدي حول شقيق غبي يفرض حضوره على شقيقتيه.

8 (3) Don›t be Afraid of the Dark: $4,941,344 سقوط | فيلم رعب حول تلك المرأة التي تخشى على طفلها من أن يخطفه الجن.

9 (6) Spy Kids: All the Time in the World: $5,637,007 سقوط | الأسبوع الثاني من هذا الفيلم الكوميدي الجاسوسي ليس لديه وقت ليحصي خسائره.

10 (7) The Smurfs: $4,270,562 تراجع | رسوم متحركة حول تلك الكائنات الزرقاء المطرودة من قريتها إلى عالم فانتازي.

4. «المساعدة» على القمة أسبوعا ثالثا.

* يحدث الآن

* رون هوارد يندفع

* المخرج رون هوارد باشر تصوير فيلم جديد بالتعاون مع كاتب السيناريو بيتر مورغان بعنوان «اندفاع» يدور حول أحداث حقيقية وقعت في لندن السبعينات. الممثل الرئيسي في هذا الجهد هو كريس همسوورث الذي شوهد مؤخرا في بطولة فيلم الأكشن التاريخي «ثور». هذه ثاني مرّة يحقق فيها هوارد فيلما من كتابة مورغان. الأولى كانت قبل ثلاثة أعوام في دراما مأخوذة أيضا عن وقائع حقيقية عنوانها «فروست/ نيكسون».

* ايستوود يفتتح مهرجان الفيلم الأميركي * الفيلم الجديد للمخرج كلينت ايستوود، «ج إدغار» سيفتتح مهرجان «معهد الفيلم الأميركي» الذي سيقام مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) في لوس أنجليس. الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو يتناول شخصية رئيس الإف بي آي لأكثر من أربعة عقود ج. إدغار هوفر ويباشر عروضه التجارية قبل نهاية هذا العام.

* جون مالكوفيتش يبحث عن أبدان دافئة

* آخر المنضمين إلى مشروع فيلم رعب جديد عنوانه «أبدان دافئة» هو الممثل المعروف جون مالكوفيتش الذي يعيش فترة مزدهرة هذه الأيام ليس كممثل بل كمنتج أساسا، إذ لديه أربعة أفلام قيد مراحل مختلفة صوّر واحدا منها بعنوان «راشدون شبان» مع تشارلز ثيرون وباتريك ولسون، وآخر في مرحلة التصوير، والآخران يدخلان التصوير في الأسابيع القليلة المقبلة.