آمال ماهر: لست نسخة من أم كلثوم.. والدويتو مع محمد عبده خطوة مهمة

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن الجمهور الخليجي مختلف عن المصري.. وأتمنى وجود مهرجان غنائي في مصر

آمال ماهر
TT

قالوا عنها إنها امتداد لزمن الفن الجميل.. وقد استطاعت بالفعل أن تقدم نفسها للوطن العربي عن طريق تقديمها أغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم.. وقد بدأت آمال ماهر الغناء في الثالثة عشرة من عمرها، وحققت نجاحا ليس فقط على الصعيد المصري حتى استحقت لقب «صوت مصر»، بل حتى إنها حققت نجاحا على صعيد الوطن العربي بتقديمها وصلات غنائية لأم كلثوم والجزائرية وردة، وأصبحت ضيف دائمة على أغلب المهرجانات الغنائية المهمة في الدول العربية.. عندما تجلس معها ينتابك أحساس بأنها إنسانة من زمن أم كلثوم بالفعل؛ فهي بسيطة في الطريقة وبسيطة في التعامل، وعلى الرغم من زواجها المبكر وأمومتها، فإنها تتمتع بروح الطفولة مهما حاولت إخفاءها.

آمال ماهر تحدثت لـ«الشرق الأوسط عن طرحها الألبوم الأخير بعنوان «رايح بيا فين» وعن سر نجاحها في تقديم أغاني أم كلثوم، ومقابلتها نجم الغناء العربي محمد عبده.. وإليكم تفاصيل الحوار:

* كيف تابعت ردود فعل طرح ألبومك «أعرف منين» بعد غياب دام خمس سنوات؟

- لم أطرح ألبومي مرة واحدة لخوفي الشديد، فقمت بطرح أربع أغاني كي أعرف رد فعل الجمهور، ووجدت إقبالا غير عادي على هذا الطرح، مما شجعني وعوضني عن فترة غيابي، فقد غبت عن الساحة الفنية لمدة خمس سنوات بالفعل، ولم أتوقع ردود الفعل الإيجابية سواء عن طريق الإنترنت أو الطرق الأخرى، فأنا أقدم موسيقى مختلفة عما قدمت من قبل كي تناسب العصر الذي نعيش فيه.

* القلق الذي انتابك قبل طرح الألبوم كان سببه الغياب أم الشكل الجديد الذي ظهرت به؟

- البعيد عن العين بعيد عن القلب، والفنان دائما في الوطن العربي يجب أن يظهر باستمرار وأن يوجد على الساحة.

* ولماذا غبت كل تلك الفترة؟

- كان وجودي على الساحة الفنية مرتبطا بالأغاني القديمة، ولم أكن أعتقد أن الأغنية المفردة مني (سينجل) يمكن أن تلقى قبول الجمهور، في حين أني أستطيع أن أقوم بألبوم كامل، وقد أخذ هذا الألبوم مني تجهيز ثلاث سنوات كاملة، وهي ليست مدة كبيرة مع التدقيق في كل أغنية.

* كيف اخترت أغاني الألبوم؟

- تعبت جدا في اختيار الكلمات واللحن والتوزيع، وكنت من كل مائة موضوع أختار موضوعا كي أضمه للألبوم، وكنت أركز على أن يحتوي كل مضمون على رسالة واضحة، كما أن الألبوم انتهيت منه منذ عام تقريبا، ولم أعد النظر في استبدال أي لحن أو كلمات أو أغاني كاملة، لأني مقتنعة جدا بالأغاني، وأنا لم أسجل أكثر من تلك الأغاني، ولكني اقتنعت بها منذ البداية.

* كيف كانت حياتك في تلك الفترة الماضية؟

- كانت فترة صعبة جدا، ولكنها أمدتني بخبرة كبيرة جدا في مشواري الفني؛ على سبيل المثال تعلمت كيف أختار الأغاني، تعلمت أيضا كيفية التعامل مع الناس.. اهتممت بمتابعة الحياة لاكتساب خبرة من خلال المشاهدة، وبصراحة لم أكن أعرف السبب في توقفي كل هذه السنوات، لكنها إرادة الله.. المهم الآن أنني انتهيت من الألبوم وتم طرحه.

* لكن خمس سنوات فترة طويلة للابتعاد؟

- هذا حقيقي، لكنني كنت موجودة على الساحة على الأقل من خلال الحفلات ولم أكن مختفية تماما، وبعدما رأيت حب الناس قررت أن أعمل في الألبوم المقبل في الشهر التالي مباشرة.. هذه كانت فترة وانتهت من حياتي. نعم كان غيابي طويلا، وكل ما أتمناه الآن أن يقبل الجمهور العربي اعتذاري بهذا الألبوم.

* وكيف جاء اختيار اسم الألبوم؟

- أغنية «أعرف منين» كانت أصعب أغنية أثناء تحضير الألبوم، حيث اخترت اللحن في البداية، ولذلك كان صعبا اختيار الكلمات، وكنت متحيرة أن أضعه رومانسيا أو عتابا أم ندما، حتى استقر الأمر على الشكل التي ظهرت به، وهي أقرب أغنية لقلبي، وقد حلمت بهذا الاسم وكنت مؤمنة به، والمصادفة أن اسم الألبوم الأول «اسألني أنا»، والثاني «أعرف منين».. هي مصادفة، ولكن المقربين قالوا نتمنى أن نعرف الإجابة في الألبوم المقبل.

* لكنك لم تقدمي على تصوير الأغنية.. لماذا؟

- ربما أفكر في ما بعد في تصويرها، لكن حتى الآن فضلت تصوير أغنية «رايح بيا فين»، فهي الأنسب من حيث الموسيقى السريعة القريبة من روح الشباب، وهذا ما أحتاجه الآن في مشواري، لكن كانت الصعوبة الأساسية في اختيارها اسما للألبوم أن اسمها طويل بعض الشيء.

* هل لاختيارك الكلمات علاقة بشخصيتك؟

- هناك بعض الأغاني التي تعبر عني شخصيا مثل «فيه حتة غرور»، و«أنا الأصل»، فأنا أكره غرور الرجل وطريقته في الجلوس مع أي امرأة، فإنه يتعمد إيصال إحساس أنه مغرور، وأنا لا أقابل هذه النوعية من الرجال، ولكني عندما أقابله فسأهدي إليه أغنيتي «فيك حتة غرور»، لكن أغنيه «اتقي ربنا فيا» فبعيده كل البعد عن شخصيتي.

* ألم تقلقك إطلالتك الجديدة في الأغنية المصورة «رايح بيا فين» وكيفية تقبل المصريين للأمر؟

- أنا قصدت هذا الاختلاف، وكنت أتمنى أن أسمع مقولة: «هذه ليست آمال ماهر التي نعرفها»، ولكني حرصت على تقديم هذا الشكل الجديد بطريقة محترمة تناسب المجتمع المصري وتناسب شخصيتي ويكون شكلا جديدا للبنت المصرية، ولا أنكر أن هذا نال استحسان بعض الناس، وهناك من رفضه لأن الشكل الأوروبي لم يعتد عليه المصريون، لكن الانتقادات كانت قليلة، وأنا سعيدة جدا بهذه الأغنية، وساعدني في الظهور بهذا الشكل المخرج الدكتور سمير صبري، وأعتز أيضا بكليب «يا مصر» للمخرج أحمد مهدي لأني أشعر أنهما يعبران عن شكلي الطبيعي.

* وماذا عن الأغنيتين السابقتين فيه «إيه بينك وبينها» و«أرجوك»؟

- بالفعل لم أحب تصوير هاتين الأغنيتين لأنهما لم يعبرا عن شكلي الطبيعي الذي يجب أن أظهر به وأقدم نفسي للجمهور من خلاله، فأنا أحب البساطة، ولكني ظهرت بشكل فيه مبالغة.

* ولماذا قبلتي الظهور بهذا الشكل؟

- كنت وقتها في العشرين من عمري ولم أكن أمتلك الخبرة الكافية للرفض وإبداء الأسباب المقنعة، وكان هناك آخرون يقنعونني، ولكني عندما أراهما الآن أشعر أنها شخصية أخرى غير شخصيتي، ولكن في أغنية «رايح بيا فين» استطعت أن اعترض على أشياء وأن أرفض بعض التفاصيل.

* بدأت بالغناء لأم كلثوم.. فكيف استطعت الخروج من قالب الأغاني الكلاسيكية الطويلة لأغان تناسب السوق أكثر؟

- في ذلك الوقت كان سني صغيرا وكان طبيعيا أن أغني أغاني أم كلثوم، وأعتقد أنني نجحت في تلك الفترة، كما أن الأغاني الطويلة أسهل بكثير من الأغاني القصيرة، ففي الأغنية الطويلة يمكن أن يستمر اللحن لأكثر من ربع ساعة، بعكس الأغنية القصيرة؛ مطلوب أن أقدمها في خمس دقائق بلحن رائع وكلمات مناسبة وتوزيع مناسب لهذا الوقت لإرضاء ذوق الجمهور. وهناك كثيرات من الفنانات والفنانين قدموا أنفسهم بالأغاني الطويلة، ولكنهم استطاعوا بعد ذلك التغيير والانتقال إلى مرحلة أخرى، على سبيل المثال الفنانة سميرة سعيد برعت في الأغاني الطويلة، ثم قدمت الأغاني القصيرة، وحتى الأغاني السريعة، وقد تألقت في جميعها.

* كثيرون قدموا أغنيات أم كلثوم، ولكنك أول من نتذكر.. عند ذكر أم كلثوم، ما الأسباب في تقديرك؟

- أنا قدمت أغاني أم كلثوم بطريقتي والناس أعجبت جدا بها، خاصة أنها المعشوقة الأولى في الوطن العربي، وكنت صادقة في تقديم هذه الأغنيات، وكان من حسن حظي أنني نجحت في ذلك، والوصفة أنني لم أكن نسخة من أم كلثوم ولكني قدمت أغنياتها بطريقتي أنا وأسلوبي.

* ما الأسباب وراء كون نجاحك في الخليج ربما أكبر من نجاحك في بلدك مصر؟

- الجمهور المصري مختلف تماما عن الجمهور الخليجي، الجمهور الخليجي يمكن أن يتقبل سماع أغنية لأم كلثوم تمتد لساعة، ورغم محبة المصريين لي، فإن هناك مسألة مهمة؛ وهي كثرة المهرجانات الغنائية في الخليج، وهو أمر يدعم شعبيتي هناك.. في مصر لا أستطيع أن أقدم الأغنيات التقليدية إلا في الأوبرا.

* هناك شبه غياب كامل للمهرجانات الغنائية في مصر، كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟

- هو أمر مستفز بالتأكيد، فمصر هي انطلاقة أي فنان للعالم العربي وهي محطة مهمة وضرورية، وأتعجب كيف أن مصر أم الفنون لا يوجد فيها مهرجانات في حجم مهرجان «موازين» بالمغرب، ومهرجان الدوحة، وقرطاج بتونس، و«هلا فبراير».. وأتمنى أن تقام مهرجانات غنائية في مصر «ونتعب شوية».. مصر أهم دولة في العالم العربي، ونحن بلد الغناء، مع احترامي لكل البلاد العربية، ولا ينجح أحد إلا إذا نجح في مصر، ولكن جميع الفنانين المصريين يخرجون للغناء في المهرجانات الخليجية.

* متى غنيت أغنية «احترامي للحرامي»؟

- قمت بغناء هذه الأغنية منذ أربع سنوات، وفكرة الأغنية جديدة ولم يتناولها أحد على الإطلاق من قبل، وهي من كلمات الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد، وبالمناسبة، هذه الأغنية لم تكن على شخص من الذين كانوا موجودين في الحكم من قبل؛ بعكس ما تم تداوله على الإنترنت، وأنا أؤكد أن هذا غير صحيح إطلاقا، ولم أحدد به أي عصر من العصور.

* هل قدمت هذه الأغنية في مصر خلال فترة السنوات الأربع الماضية؟

- لم أجد مناسبة تسمح بذلك، لكنني غنيتها خارج مصر، لأن الحفلات هناك تساعد على تقديم الأغاني الطويلة، حيث إنها تجاوزت نصف الساعة.

* شاركت نجم الغناء العربي محمد عبده في مقابلة تلفزيونية، وكان هناك انسجام واضح بينكما، حدثيني عن هذه المقابلة..

- الأستاذ محمد عبده إنسان محترم فوق العادة، وهو على المستوى الإنساني محترم جدا، وأنا أعشقه على المستوى الفني، وكان من حسن حظي أن أتقابل معه في برنامج، وقمت بالغناء معه، وكنت أشعر بأنه أبي يغني أمامي وهو سعيد بابنته، وهو ما أعطاني الدعم للغناء بأحسن طريقة من أجله، كما أني سعدت جدا بالغناء مع «سوبر ستار» العرب محمد عبده، وهو من اختارني لأكون معه في البرنامج.

* هل نتوقع غناء دويتو مع محمد عبده؟

- بعد الانتهاء من البرنامج تحدثنا عن إمكانية وجود دويتو بيننا؛ ولكن حتى الآن أنتظر هذا الدويتو الذي سيكون إضافة إلى رصيدي الفني.

* بداياتك كانت البداية نفسها لشيرين عبد الوهاب.. لكنها طرحت أكثر من أربعة ألبومات وأنت اثنين.. بماذا تفسرين ذلك؟

- بدأت الغناء قبل شيرين عبد الوهاب وظهرنا على الساحة الغنائية في الوقت نفسه، وقدمت أول ألبوم لي بالتزامن مع أول ألبوماتها، وسبقتني بأربع البومات ولم أغضب، لأن ذلك «قدري ونصيبي».

* من وجهة نظرك.. ما سبب قلة الأصوات الغنائية المصرية؟

- هناك أصوات كثيرة؛ ولكن التقصير هم السبب فيه، لأنه يجب أن يبذلوا كثيرا من الجهد للتغلب على العقبات الموجود وللظهور للنور.

* يتردد أنك تفتعلي مشكلات كثيرة..

- أنا لا أحب المشكلات على الإطلاق، ولو أساء أحد لي أتركه، ولا ألتفت إليه؛ فمعروف عني أن احترامي لاسم الفنانة أكبر بكثير من المشكلات، ويجب أن أحترم هذه الكلمة جدا.. وبعيدا عن كوني فنانة، أقدر الناس في التعامل، فأنا إنسانة في المقام الأول وسر وجودي هو الناس.

* هل تفكرين في التمثيل؟

- لا أفكر في التمثيل على الإطلاق على الرغم من العروض الكثيرة، وأشعر أنني لا أستطيع التمثيل، ولكن يمكن أن تكون هناك عروض لا تقاوم، لكنها حتى الآن لم تأت.

* كيف أثر زواجك المبكر في مسيرتك الفنية؟

- زواجي وأنا في الثامنة عشرة من عمري ساعدني في حياتي الشخصية؛ فهي مرحلة كان يجب أن أخوضها، ولحسن حظي أني خضتها في وقت مبكر، سمح لي بإنجاب ابني عمر، الذي أثر كثيرا في طريقتي وأسلوبي، ووجوده في حياتي منحني خبرة عشرين عاما.

* ما رأيك في مقولة: آمال ماهر هي «صوت مصر»؟

- هذه المقولة أجمل حاجة سمعتها في حياتي، وهذا أمر يشرفني أن أكون صوت أعظم بلد في الوطن العربي، وأكون سعيدة جدا عندما أجد المجلات والصحف تتكلم عني على الرغم من عدم وجود أي نشاط فني أو ألبومات، ولكني شعرت دائما أني موجودة في قلوب الناس.