سميرة أحمد: سوزان مبارك شخصية مكروهة وأرفض تجسيدها على الشاشة

قالت : سعيدة بالثورة المصرية وأريد مساعدة الناس بدخولي مجلس الشعب

TT

لو قدر لنا أن نعرف السن الحقيقية للممثلات لقلنا إن الفنانة سميرة أحمد هي الفنانة الوحيدة التي لا تزال موجودة فنيا بين بنات جيلها.. ربما لأنها تتولى مسؤولية إنتاج أعمالها وأعمال فنية أخرى، وربما أيضا لأنها تؤمن بأنها ستستمر في العطاء ما دامت قادرة عليه.

الشيء الوحيد الذي يميزها عن ممثلات جيل الأسود والأبيض هو أن نظرتها لفن اليوم مختلفة تماما عن نظرتهن إليه، فهي تعترف بوجود أعمال جيدة وناجحة وبممثلين مميزين أثبتوا نجوميتهم، وإن كانت ترى أن لكل وقت زمانه ووجوهه وممثليه.

* أمضيت الفترة الماضية إلى جانب شقيقتك الفنانة خيرية أحمد في المستشفى.. كيف أصبح وضعها الصحي؟

- هي ترقد حاليا في المستشفى في قسم العناية المركزة.

* وما مرضها؟

- الحمد لله.

* وهل أنت شقيقتها الوحيدة؟

- نعم.

* هل يتأثر الفنان، عادة، أكثر من غيره بالظروف الصعبة التي يمر بها؟

- نعم، ربما لأنه حساس أكثر ممن غيره... أنا وخيرية شقيقتان، ولا بد أن أتأثر في كلتا الحالتين، من ناحية كونها شقيقتي ومن ناحية كوني فنانة.

* هل هي مريضة منذ فترة بعيدة؟

- هي دخلت المستشفى منذ ثلاثة أيام فقط.

* بماذا تفكرين عندما تنظرين إليها وهي ترقد في المستشفى، بعدما كانت في الماضي تملأ الشاشة ضحكا وحركة وفرحا؟

- «هي تعبانة شوية»، وتخضع حاليا للعلاج... كلنا معرضون للإصابة بالمرض في أي لحظة.

* كنت قد تحدثت عن مشروع فني للموسم الرمضاني الفائت، هل من أسباب معينة حالت دون أن يرى النور؟

- الظروف التي تمر بها مصر لم تسمح بتنفيذه.

* لكن غيرك من الممثلين المصريين قدموا أعمالهم، على الرغم من أن الظروف التي تعيشونها واحدة.

- لا مشكلة في ذلك، ولكنني شخصيا لم يكن من الممكن أن أفعل ذلك على الإطلاق.

* وهل نشاطك السياسي كان سببا من الأسباب؟

- أنا كنت قد ترشحت لانتخابات مجلس الشعب في العام الماضي، ولكني تعرضت للمشكلات بسبب «شوية بلطجية». لا أعرف كيف أتحدث عن هذا الموضع ولكني نجوت والحمد لله، وهذا يكفي.

* بعد أن تغير المشهد السياسي في مصر، هل تفكرين بالترشح لانتخابات مجلس الشعب في الدورة المقبلة؟

- أنا أتمنى أن تتحسن ظروف البلد وأن يستتب الاستقرار فيها. أنا سعيدة جدا بالثورة التي حصلت في مصر، ويكفي الحرية التي نعيشها اليوم.

* وماذا عن الترشح للانتخابات المقبلة؟

- التجربة السابقة كانت سيئة جدا، ولذلك لا أحب أن أكررها مرة ثانية.

* ولكن الظروف تغيّرت.

- هذا صحيح، ولكن الأثر الذي تركته التجربة السابقة في نفسي كان قبيحا جدا.

* يبدو أنك اعتزلت العمل السياسي.

- هو ليس عملا سياسيا، أنا كنت أنوي دخول مجلس الشعب لمساعدة الناس، وهذا كان الهمّ الوحيد عندي.

* هل تعتقدين أن الفنان قادر على خدمة الناس أكثر من السياسيين؟

- والسياسي يستطيع مساعدة الناس أيضا. أنا كنت أرى الخطأ بعيني ولذلك سعيت إلى إصلاحه، قدر المستطاع، من خلال مجلس الشعب.

* بما أن تجربة مجلس الشعب كانت قاسية عليك، لماذا لا ترشحين نفسك لرئاسة مصر، خصوصا وأن هناك نساء أعلنّ عن نيتهن الترشح لهذا المنصب؟

- هذا غير ممكن، ولا أفكر بهذا الموضوع. في الأساس أنا كنت أريد مساعدة الناس فقط، لأنني لست بحاجة للشهرة ولا المال.

* اليوم كيف تجدين الوضع في مصر؟ وماذا توقعين للمستقبل، خصوصا وأن الجميع يتحدث عن ثورة مضادة؟

- لا شك أن هناك ثورة مضادة كما يقال، ولكن الظروف تغيرت، وأصبح في مصر حرية وأصبح بإمكان أي مواطن مصري أن يعبر عن رأيه بصراحة... إحساسي بالحرية يكفيني، وما حصل كان حلما من الصعب جدا تحقيقه.. كانت معجزة فعلا.

* كيف تتحدثين عن حكم حسني مبارك؟

- في عهده لم يكن بإمكان أحد الكلام أو التعبير عن رأيه، و«اللي يقول رأيه.. بياخد على دماغه»، لكن اليوم تغيّر هذا الوضع تماما، والشيء الصعب الذي لا أتستطيع تحمله هو «السرقات الكبيرة» التي تمّ الكشف عنها.

* من هو مرشحك للرئاسة في مصر؟

- لا أستطيع أن أعلن ذلك الآن، لأن هناك مجموعة كبيرة، يوجد بينها عدد من الشخصيات، ولم أقرر من سيكون من بينها مرشحي للانتخابات الرئاسية.

* والشخصية الأكثر حظوظا عندك؟

- حتى الآن لا شيء محدد.

* لكنك ترشحت في الانتخابات النيابية عن حزب الوفد.. فهل يمكن أن يكون مرشحك هو رئيس هذا الحزب؟

- كنت في حزب الوفد، واليوم لم أعد معه.

* ومع أي حزب أنت اليوم؟

- لست مع أي حزب.

* لماذا تخلّيت عن حزب الوفد؟

- لأنه صدرت عنه بعض التصرفات التي لم تعجبني، فهو تحالف مع أحزاب أخرى، دفعتني أنا والنائب علاء عبد المنعم ومصطفى الجندي إلى تجميد عضويتنا فيه.

* تقصدين أنه «ضحك عليكم»؟

- أنا لا أقول ذلك.. مثل هذه الأمور يمكن أن تحصل.

* هل ترين أن عمرو موسى هو المرشح الأكثر حظا؟

- لا أعرف.

* هل أنت تؤيدينه؟

- بل أنا أؤيد مجموعة كبيرة من الشخصيات من بينهم محمد البرادعي، حمدين الصباحي، عمرو موسى، هشام البسطويسي، وكلهم رجال جيدون، ولكن لم يعلن أي منهم عن برنامجه الانتخابي.

* ولو ترشحت للانتخابات الرئاسية، ما أبرز النقاط التي يمكن أن يتضمنها في برنامجك الانتخابي؟

- «ما فيش لو».. لأنني لن أترشح.

* ما أبرز مطالبك من الرئيس المقبل؟

- أريد رئيسا تهمه مصلحة بلده وناسه وشعبه، ويقضي على الفقر الموجود في مصر.

* تنتمين إلى جيل ممثلات الأسود والأبيض، ولأنك لم تهجري الشاشة، على الرغم من أن ممثلات جيلك الفني وحتى الجيل الذي تلاه، آثرن الاحتجاب والابتعاد. ما الذي يجعل فنانة مثلك تتمسك بالمتثيل، في وقت تؤكد الأخريات أنهن لسن راضيات عن فن اليوم؟

- ما دمت قادرة على العطاء فلن أتأخر أبدا عن جمهوري الذي أحبني وشاهدني، وما دام الله قد منحني القدرة لأن أعطيه كل ما يعجبه ويرضى عنه.. وهذا يكفيني.

* لكن بعض ممثلات جيلك ينتقدن مستوى الفن الذي يُقدم اليوم، ويتحسرن على فن أيام زمان.

- أنا لا أوافق هذا الرأي. صحيح أن فن زمان لا يمكن أن يعوّض أبدا، ولكن اليوم هناك أعمال رديئة لا تستحق المشاهدة وأعمال جيدة تستحق المشاهدة «ونُصّ». مسلسل «رجل من هذا الزمان» كان من الأعمال العظيمة والمشرفة التي عرضت في رمضان الفائت.

* هل تابعت مسلسل «الشحرورة»؟

- نعم.

* هل أعجبك؟

- لا يمكنني أن أعطي رأيي، لأن هناك أشياء كثيرة لم تعجبني فيه، وكنت أتمنى لو أنه كان أفضل مما شاهدناه.

* هل يمكن أن تعطي أمثلة؟

- ما فيش مثلا.. هو كده بس.

* هل توافقين أن تتحول حياتك إلى سيرة ذاتية؟

- لا.. لم أحب سيرة حياة صباح والتركيز على الرجال الذين تزوجتهم. على فكرة صباح صديقتي وأنا أحبها كثيرا.

* هل ترين أنه لا يوجد إنصاف للفنانين في المسلسلات التي روت سيرة حياتهم؟

- المسلسل الذي روى سيرة السندريلا لم يكن جميلا ولا حقيقيا، والأمر نفسه ينطبق على العمل الذي تناول سيرة عبد الحليم حافظ. كنت أتمنى لو أنني شاهدتها بطريقة أفضل.

* لو عرض عليك تجسيد حياة سوزان مبارك على الشاشة، هل تقبلين العرض؟

- لأ.. لأ! هذا الأمر لم يعرض علي، وإذا عرض علي فسوف أرفضه، «ما احبِّش أعمل الشخصية دي».

* لماذا؟

- لأنها شخصية مكروهة جدا.

* وهل أداء الشخصيات المكروهة يمكن أن يؤثر على محبة الجمهور لك؟

- أنا لا أحب هذه الشخصيات، ولا يمكن أن أقدم أدوارا تُضايق الناس مني.

* ثمة من توقع موت الدراما التلفزيونية في مصر بعد موت الدراما السينمائية فيها، لأن نجوم التلفزيون هم أنفسهم نجوم السينما. هل توافقين هذا الرأي؟

- الدراما التلفزيونية لا يمكن أن تموت أبدا، وسيدخلها هذه السنة نجوم كبار بإنتاجات ضخمة.

* هل سيكون لك حصة فيها؟

- لم أقرر حتى الآن، وكل ما أعيشه اليوم هو بلدي.

* بلدك يشغلك عن الفن؟

- وعن كل شيء آخر.

* يبدو أنك تريدين التعويض لبلدك عن كل المرحلة السابقة.

- أي مرحلة تقصدين؟

* مرحلة حسني مبارك.

- نحن قدمنا كل شيء في الفترة السابقة، والأعمال الفنية كانت جيدة جدا. فترة حكم حسني مبارك لم تمنعنا عن شيء، بل كنا نشعر أننا مكبوتون.

* هل كنتم تشعرون أن مصر «مخطوفة» منكم خلال فترة حكم مبارك؟

- نحن لم فكر في يوم من الأيام أن مصر يمكن أن تضيع منا كمصريين. من يحب بلده لا يمكن أن يفكر بهذه الطريقة.

* سمعنا كثيرا عن فضائح فنية حدثت خلال حكم مبارك، من بينها ما حصل مع الفنانة الراحلة سعاد حسني، حنان ترك...

- (... مقاطعة) لا أحب أن أتكلم في هذه المواضيع.

* ما قصدت قوله...

- ... هي ليست فضائح.

* لنسمِّها مشكلات؟

- حتى المشكلات لا أحب أن أتحدث عنها.

* لننتقل إلى موضوع آخر. بصراحة، ألا تستغربين كيف أن مسألة النجومية والألقاب الفنية لا تزال تسبب إشكالا بين الفنانات، منذ زمن جيلك الفني وحتى زمن الجيل الفني الحالي؟ هل عانيت يوما من إشكالية مماثلة؟

- على الإطلاق. من وجهة نظري، الجمهور والناس هم الحكم في مثل هذه المسائل.

* هل نفهم أنك لا ترين أن لقب «سيدة الشاشة العربية» الذي تحمله فاتن حمامة فيه ظلم لك وللفنانات الأخريات؟

- فاتن حمامة هي فاتن حمامة، ولن تأتي فاتن حمامة سواها، كما أنه لن تأتي سعاد حسني ثانية أو شادية ثانية، لأنهن نجمات ولن يتكررن أبدا.

* لو عدنا بالزمن إلى الوراء، كيف تتحدثين عن المنافسة التي كانت تحصل بينك وبين فنانات جيلك؟ وما رأيك في طبيعة المنافسة بين ممثلات هذا الجيل، التي تصل إلى حدّ المحاربة و«سرقة الأدوار»؟

- هذا الأمر لا يجوز أن يحصل، بل يجب أن يرتبط بالعرض والطلب. في زمننا كانت المنافسة شريفة، وكنا نفرح لأي ممثلة تقدم عملا جيدا.

* ومن هنّ منافساتك في ذلك الوقت؟

- لم يكن هناك شيء اسمه منافسة.

* أقصد منافسة شريفة.

- أنا كنت متخصصة في تقديم الأدوار الصعبة، التي يكن يقدمها أحد غيري.

* تقصدين الأدوار التي جعلت الصحافة تلقبك بـ«ممثلة العاهات»؟

- نعم.

* هل هذا يعني أنك كنت كممثلة أبرع من غيرك في ذلك الوقت، عندما قدمت الأدوار المعقدة؟

- بصراحة، خفت أن «تلزق بي» تلك الأدوار، خصوصا وأنها لا تتكرر دائما، وقررت أن أتجه إلى تقديم أدوار أخرى، كي لا أتوقف عن العمل بسبب ندرتها.

* وتلك الأدوار ميّزت تجربتك كممثلة؟

- النقاد والناس هم من قالوا هذا الكلام.

* هل صحيح أن علاقتك بالفنانة الراحلة سعاد حسني كانت مميزة دون سواها من الفنانات؟

- هي من الممثلات النادرات في تاريخ السينما المصرية، ولن يأتي مثلها أبدا لأنها فنانة شاملة. سعاد حسني فنانة في كل شيء، أداء وشكلا وقبولا.

* وبسببها اعتزلتِ أدوار الشر؟

- نعم، ذلك بعد فيلم «غراميات امرأة» الذي نافستُها فيه وضربتها «علقة»، وكانت النتيجة أن الناس تضايقوا مني، وصاروا يقولون لي كلما التقيت بهم «حرام عليك.. كده تضربي سعاد؟»، ومن حينها أقسمت أن لا أقدم أدوار الشرّ مرة ثانية.

* ما صحة ما يقال بأن التمثيل لم يكن حلمك، وأنك دخلته عن طريق الصدفة، بسبب مرض والدك؟

- كنت بحاجة للعمل بسبب مرض والدي، ويومها وقف أنور وجدي إلى جانبي، واختارني «من وسط البنات» وقال لي: «إنتِ راح تبقي بطلة».

* وكنت تؤدين يومها دورا صامتا في أحد أفلامه؟

- يومها لفتُّ نظره وقال لي: «قولي الجملة دي»، فقلتها وأنا خائفة جدا من أن لا أجيد ذلك.

* ولكنك لم تختاري مهنة التمثيل بإرادتك؟

- بصراحة أنا لم أكن أتصور أنني قد أصبح ممثلة أو نجمة، وعندما كنت أخرج إلى العمل وأقف بين البنات كنت أقول في نفسي: «معقول أكون زي النجمات؟!».

* من المعروف أنك شاركت بدور بسيط في أحد أفلام فاتن حمامة.

- كان دور بائعة يانصيب، وكنت أنظر إليها وأقول: «هل يعقل أن أصبح مثلها؟».

* وهل فرق العمر كبير جدا بينك وبينها؟

- أعتقد أن فارق العمر بيننا بسيط وليس كبيرا جدا. دائما كنت أتمنى أن أكون مثل فاتن حمامة، لأن الأمر كان صعبا جدا.

* وتحقق؟

- تبقى فاتن حمامة سيدة الشاشتين، الكبيرة والصغيرة.

* برأيك لماذا لم تتمكن أي ممثلة من ممثلات هذا الجيل من اكتساب هالة ونجومية جيلكن الفني؟

- هناك ممثلات من الجيل الجديد أثبتن وجودهن، ونحن بحاجة دائما إلى وجوه جديدة.

* ولكن هل هن نجحن في ترك الأثر نفسه الذي تركه جيلكم الفني؟

- الزمن اختلف.. وكل وقت له زمانه.

* من يلفتك من الفنانات الموجودات حاليا على الساحة؟

- منى زكي، هند صبري، وياسمين عبد العزيز.

* كيف تفسرين اتجاه نجوم السينما نحو التلفزيون؟

- ولِم لا؟.. التلفزيون يدخل كل البيوت وما يقدم فيه يجذب المشاهد. هناك أناس لا يحبون السينما ويفضلون مشاهدة التلفزيون عليها، وأنا منهم.

* لكن للسينما وهج آخر ومختلف.

- السينما والتلفزيون مختلفان تماما. «السينما هتفضل سينما... دا أكيد». حاليا، يوجد في السينما جيل جيّد من الممثلين، من بينهم أحمد السقا، أحمد عزّ، كريم عبد العزيز، وهم شاركوا في أفلام مهمة حققت نجاحا كبيرا.

* هل ترين أن نجاح النجم سينمائيا يؤكد حتمية نجاحه تلفزيونيا؟

- لِم لا؟ بما أنه نجح في السينما... حاليا نحن نستعد لإنتاج مسلسل لكريم عبد العزيز.

* وكيف تفسرين عدم تحقيق الفنان يحيى الفخراني لنجومية سينمائية تضاهي نجوميته التلفزيونية؟

- يحيى الفخراني لم يلعب في الأساس دور البطولة في السينما، بينما هو جذب الناس إليه في الأدوار التي قدمها والتي حققت نجاحا كبيرا.

* وأنتِ عن أي دور تبحثين؟

- أنا لا أبحث عن دور معين. أي رواية تعرض علي وأشعر أنها أعجبتني بكل شخصياتها يمكن أن أقبل بها.