أروى: أنا أخلف نوال وأحلام في النجومية

بعد زواجها من إعلامي لبناني.. الفنانة اليمنية تبحث عن الاستقرار

TT

آخر أعمال الفنانة أروى الغنائية «سنغل» باللهجة اللبنانية بعنوان «غلطك صح»، من كلمات فارس إسكندر وألحان سليم سلامة، والتي تحقق مراتب متقدمة في سباق «Top 10»، ولذلك فهي تفكر في تصويرها قريبا بطريقة الفيديو كليب. وترى أروى، الفنانة ذات الجذور اليمنية، وهي من مدينة «الحامي»، إحدى مدن محافظة حضرموت، والتي تزوجت مؤخرا من رجل الإعلام اللبناني عبد الفتاح المصري، أنه مطلوب من الفنان أن يغني بكل اللهجات. تقول: «من وجهة نظري يجب على الفنان أن يغني لجمهوره في أي بلد وجد فيه. أنا مثلا أحب لبنان، وإطلالاتي الإعلامية كفنانة كانت مميزة جدا فيه، هذا عدا عن كون الأغنية اللبنانية ناجحة جدا في كل الدول العربية، كما أنني أغني أيضا باللهجة الخليجية التي تحظى حاليا برواج كبير، وإضافة إليهما فأنا أؤدي أيضا باللون المصري، لأن هناك جمهورا مصريا يحبني وأغنيتي الأخيرة (بتخبي علي) حققت نجاحا كبيرا في مصر».

وبسؤالها عن موقع الأغنية اليمنية في حساباتها الفنية، وهل ترى أنها ساهمت في انتشارها؟ قالت: «بدايتي الفنية كانت باللهجة اليمنية، وأنا مستمرة في تقديمها، وأعتمد عليها في كل حفلاتي. ولكني أعتقد أن الفنان يمثل بلده بشخصه وليس فقط بلونه الغنائي. الفنانة لطيفة تونسية ولكنها لا تغني اللون التونسي فقط، بل أيضا تغني باللونين المصري والخليجي، ومثلها الفنانة السورية أصالة، وكذلك كانت الفنانة الراحلة ذكرى».

أروى التي تحتل موقعا فنيا متقدما في بلدها اليمن، كما في الخليج، ترى أنها حققت انتشارا في لبنان من خلال الأغنيتين اللبنانية والمصرية، تقول: «لا شك أنني فرضت وجودي كنجمة في لبنان، وهذا ما استنتجه من خلال الناس الذين يتعرفون علي عندما أكون من دون ماكياج ويطلبون مني أن أتصور معهم، ويؤكدون لي أن أغنياتي جميلة. لا ينقصني شيء كمغنية، وأنا راضية عن وضعي الفني، ولكن هناك فنانين، يكتب الله لهم النجاح من أول أغنية يطرحونها في الأسواق، وهناك آخرون يحتاجون إلى فترة أطول، وأنا من الفئة الثانية، ولكنني أحقق النجاح في كل خطوة أقدم عليها».

خليجيا، كيف تصنف أروى نجومية الفنانات؟ أجابت: «الفنانتان أحلام ونوال تنتميان إلى جيل فني واحد، ولا يمكن لأي فنانة أن تنافسهما لأنهما من جيل مختلف، وأنا أعتبر أنني أخلفهما في النجومية، وإلى جانبي توجد الفنانة البحرينية هند، صاحبة الصوت الرائع، وكذلك الفنانة السعودية وعد. هناك فنانات ناجحات خليجيا وأنا أعتبر نفسي واحدة من فنانات هذا الجيل القوي».

أروى التي اعتاد الناس على مشاهدتها كإعلامية، بعد تجربتين ناجحتين في التقديم من خلال برنامجي «آخر من يعلم» و«لو»، أشارت إلى إطلالة قريبة لها على شاشة «mbc»، مشددة على العلاقة القوية جدا التي تربطها بهذه المحطة بقولها «لست حصرية معها، ولكن الأولية لها، لأنني نجحت معها، والقيمون على المحطة يحبونني لأنني نجحت معهم. بالنسبة للبرنامج الجيد، لم تكتمل صورته حتى الآن لأننا بصدد التحضير له».

ولا ترى أروى أن نجاحها كمقدمة برامج «خطف» من رصيدها كمغنية قائلة: «بل هو أضاف لي، مع أنني أعترف بأن أروى الإعلامية، أقوى من أروى الفنانة، لأنني في المجال الأول أطل مرتين أسبوعيا، بينما غنائيا، أنا أطرح أغنية مصورة مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، هذا عدا عن أن التحضير لألبوم كامل يستغرق شهرين، وهذا كله يعتبر غيابا ويحسب علي. ولكن تجربتي الإعلامية أضافت إلى تجربتي الفنية، لأنها زادتني انتشارا وجعلت الناس يحبونني أكثر، حتى الذين لم يكونوا يعرفونني في المغرب وأوروبا، صاروا يتصلون بي ويسألون عني، لأنهم بعدما أحبوا أروى الإعلامية، صاروا يتابعونها كمغنية».

وعن الفنانين الذين أثروا فيها أكثر عند استضافتها لهم في برامجها، تقول أروى «هم كثر، خاصة أنني استضفت أكثر من 75 فنانا. الفنان صابر الرباعي (كثير منيح)، وهو يعمل من أجل أن يكون (مضيئا) هو ومن معه في البرنامج، ويقدم كل المعلومات التي يملكها من أجل أن تكون حلقته ناجحة. أما إليسا التي يقال عنها إنها لا تقدم الكثير في إطلالاتها التلفزيونية، فإنها كانت (مهضومة) جدا معي، وكذلك نانسي عجرم، ولقد ساعدنا مدير أعمالها جيجي لامارا كثيرا، لكي تكون حلقتها ناجحة. أما بالنسبة للفنانين المصريين، فتعجبني إلهام شاهين كثيرا (وهي بتاكل أكل)، ونحن على تواصل دائم كما أنها تقدم لي التهنئة عند طرح أي عمل جديد، وهناك أيضا الممثل أحمد عز، وكذلك الفنان السوري قصي خولي. كل النجوم من هذا المستوى يريدون حلاقات حلوة وناجحة ونحن بقدر ما نشعر بأنهم (بعيدون عنا) لأنهم نجوم على الشاشة، لكنهم في حقيقتهم، أشخاص طيبون جدا».

ويبدو أن التمثيل سيكون الخطوة التالية في مسيرة أروى الفنية، حيث قالت: «أنا أتلقى عروضا منذ فترة طويلة، وكان من المفترض أن أطل كممثلة في رمضان الماضي، ولكن ضيق الوقت لم يسمح لي بذلك، وقريبا سأخوض تجربتين، الأولى مصرية من خلال مسلسل درامي مع شركة إنتاج كبيرة جدا، والثانية لبنانية - خليجية. لا تهمني البطولات، بقدر ما يهمني الدور الجميل، فأحيانا تكون نتيجة البطولة سيئة جدا على الفنان، ولذلك أنا أحرص على المشاركة في عمل يشاركني فيه ممثلون أقوياء لكي نحصل على عمل جيد».

وتنفي أروى تهمة الجشع عند الفنانات اللاتي لا يترددن في الجمع بين الغناء، التمثيل والتقديم بقولها: «لا علاقة لحب المال بذلك، ربما تحصل الفنانة من عملها الغنائي على المال أكثر من عملها كمقدمة أو ممثلة، ولكنها تعمل في هذين المجالين بحثا عن الاستمرارية إلى جانب كونها تملك موهبة التقديم والتمثيل. لماذا عرضت علي تجربة التمثيل؟ طبعا ليس لمجرد كوني وجها ناجحا، بل لأنني أقدم في أغنياتي المصورة نوعا من التمثيل الذي أحبه الناس. إلى ذلك فإن الكثرة في عدد الفضائيات، تتطلب مني التميز والنجاح، وأنا أشعر بأنني يمكن أن أكون ممثلة ناجحة، بحسب ما يقول الناس عني. أنا مثلا لم أكن مقتنعة بخوض تجربة التقديم، ولكني عندما خضتها نجحت فيها، واليوم يتكرر الشيء نفسه مع التمثيل، فلقد شاركت في (برومويين) في الـ(mbc)، وكانت النتيجة ناجحة جدا».

الجرأة تبدو سمة من سمات الفنانة أورى، قالت: «لا أخاف التشتت ولا يمكن أن أضيع بين الغناء والتمثيل والتقديم، ما دمت أنظم وقتي بشكل جيد، فلا شيء يخيفني. بعد نجاح تجربتي كمقدمة، شعرت وكأنني تناولت حبوب فيتامين، وزاد نشاطي الغنائي وعدد حفلاتي».

ولكن كيف تجد الوقت لبيتها وزوجها؟ تقول: «زوجي رجل متفاهم، كوننا نعمل في مجال واحد، ولذلك أنا لا أعاني من أي (إرباكات) زوجية، لأن التفاهم والنظام يحكمان علاقتنا. الزواج أمر مهم بالنسبة للفنانة، وفنانات اليوم يستفدن من تجارب فنانات الجيل السابق، وأنا أرى أن فنانات جيلنا ذكيات، لأنهن تعلمن من خبرات الفنانات اللاتي سبقنهن. هناك فنانات كبيرات أمتعننا بفنهن العريق، ولكنهن بقين من دون عائلة وأولاد. الفن لا يدوم، ولا يجوز أن نمضي شيخوختنا وحيدات. من وجهة نظري، الإنجاب والأولاد لا يعطلان عمل الفنانة، خاصة في وجود عائلة متفاهمة ومساعدة. الأمومة هي نعمة من عند الله، ونحن لم نولد من أجل أن نعمل فقط، بل أيضا لكي نؤسس عائلة ونزيد النسل البشري».

كيف تنظر أروى إلى الوسط الفني، هل ترى أنه موبوء، وهل هو يخيفها في ظل أزياد وانتشار الفضائح الفنية؟ تقول: «أنا لا أخاف من الوسط النفي، وكل وسط له مشكلاته، ولكن الأضواء علينا أكثر من غيرنا، ولذلك تنتشر أخبارنا أكثر من الناس العاديين. أما بالنسبة للفضائح الفنية، فهي لم تصبح أكثر، ولكن الأعلام الذي ينشرها هو الذي زاد عدده، والإعلاميون يبحثون عن المادة المثيرة. صحيح أنني أنا أيضا إعلامية، ولكنني (إعلامية مختلفة)، ومحطة الـ(mbc) لا يمكن أن تستضيف الفنانين أصحاب الفضائح، بل هي تستبعدهم عن برامجها. في برامجي لم أسع أبدا إلى (تصييت) فنانة أو (وضعها تحت الأرض)، بل إلى تحقيق فن جيد وإمتاع المشاهد بعيدا عن المشكلات».

أمر وحيد يخيف أروى في هذه الحياة وهو على حد قولها: «الموت حق، وهو لا يخيفني أبدا، لكنني مقتنعة بأننا لم نولد فقط من أجل أن نعمل ولكي نصبح مشهورين، بل يجب أن نفكر في الآخرة. لا شيء يدوم إلا آخرتنا، ولكن الشهرة وإيقاع الحياة السريع يمكن أن يوصلا الإنسان إلى أماكن بعيدة وليس الفنان وحده. وهناك مسألة خطيرة جدا، وهي أن الفنان يكون محبوبا من الناس مع أنهم لا يعرفونه، وأكثر ما يبكيني على الهواء، هو أن يبكي شخص من أجلي، مع أنه لا يعرفني. ربما أكون إنسانة سيئة، ولكنني أكون مثلا أعلى عنده، وهذا الأمر يؤثر في كثيرا. الحمد لله أنا معروف عني أنني فنانة من دون فضائح ولا (خبصات) ومشكلات، لأنني أعمل حسابا للآخرة».