حمادة هلال: كنت في حالة إحباط قبل نزول «أمن دولت».. وأنا لا أركب موجة الثورة

الفنان المصري قال لـ «الشرق الأوسط» : وجود جهاز أمن الدولة ضروري للحفاظ على البلد

حمادة هلال
TT

لمع المطرب حمادة هلال في عالم الغناء، الذي دخله في سن صغيرة، فقدم سبعة ألبومات غنائية، ثم اتجه إلى التمثيل ليقدم أربعة أفلام سينمائية استطاع بها أن يكون نجم شباك وبطلا ينافس نجوم الفن في مصر.

حاليا يقدم هلال التجربة السينمائية الخامسة، فيلم «أمن دولت»، ذا الطابع الكوميدي الذي تدور أحداثه عن جهاز أمن الدولة المنحل بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني).

في حواره مع «الشرق الأوسط» يتحدث عن ردود أفعال الجمهور حول الفيلم، كما يرد على اتهامه بإقحام الثورة المصرية ضمن أحداثه، وعن كونه يجمل صورة ضباط أمن الدولة.

كما يوضح حمادة هلال صحة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، ويتطرق للنقد الذي لازم أغنيته «شهداء 25 يناير»، مبينا حصولها على جائزة أحسن أغنية مصرية في أحد المهرجانات الفنية بالنمسا. وهذا نص الحوار:

* ما تقييمك لتجربة فيلم «أمن دولت»؟

- بصراحة أنا راض عن هذه التجربة كل الرضا، وأرى أن الله أكرمني في هذه العمل بالتحديد، فكل طاقم الفيلم قام بدوره على أكمل وجه، سواء المخرج أكرم فريد الذي قام بمجهود كبير وجيد في الفيلم، أو المؤلف نادر صلاح الدين الذي كتب حوارا خفيفا، وكذلك جميع من شارك في العمل، ولا أنكر أن كل تجربة لي أرى فيها العديد من الأخطاء ولا يراها أحد إلا أنا، ولكني أجلس مع نفسي لكي أتعلم من هذه الأخطاء في الأفلام المقبلة.

* هل لمست ردود فعل الجمهور تجاه الفيلم؟

- رد فعل الجمهور أبهرني، وكان غير متوقع بالمرة، وحقق الفيلم إيرادات عالية في ظل منافسة أفلام أخرى له أيام العيد، حيث جاء في المركز الثاني على الرغم من أننا أخذنا قاعات صغيرة لعرضه، لأن القاعات الأخرى كان قد تم حجزها لأفلام أخرى. وأنا لا أنسى أن هناك سيدة دخلت الفيلم وقالت كلمة جميلة جدا، وهي أنها ذاهبة إلى فيلم حمادة هلال ومتأكدة أنها لن ترى شيئا سيئا أو يخدش الحياء، وما يهمني أولا هو رد فعل الجمهور لأنه هو الذي يأتي إلى السينما ويحقق النجاح للممثل، وبالنسبة لرأي النقاد مع احترامي لهم فيأتي بعد الجمهور.

* ألم تقلق من عرض فيلمك وهو مصنف كفيلم «كوميدي» مع فيلمي نجمي الكوميديا أحمد حلمي وأحمد مكي؟

- بصراحة أنا كنت «مرعوبا» جدا، إلى درجة أنني جاءتني حالة من الإحباط قبل عيد الأضحى بيومين، ولكني دعوت ربي أن يوفقني في هذا الفيلم، فأنا في الأساس من جمهور هذين النجمين وأحبهما جدا، ولكن المنتج كان حريصا على نزول الفيلم في عيد الأضحى المبارك، وأقنعني أننا ننافس بفيلم جيد جدا، وأنني نجم وأن الجمهور ينتظر أفلامي، ونصحني بألا أخاف من شيء، خاصة أن الفيلم يتطرق إلى موضوع «ضابط أمن الدولة»، بشكل أكبر مما كان يعرض في الأفلام الأخرى.

* ولكنك تطرقت إلى موضوع شائك.. ألم تخف من أن يكون رد فعل الجمهور سلبيا؟

- إطلاقا، فأكثر ما شجعني على تقديم هذا الفيلم هو شخصية ضابط أمن الدولة حيث كانت شخصية جميلة ومليئة بالأحاسيس التي تجعل الشخصية هي التي تسوق الفنان وليس العكس، وكذلك هي شخصية كوميدية، ولكن ما كان يقلقني أن الجمهور دائما يرى أن المطرب يؤدي بصورة ناعمة في أعماله، ولا يجوز له أن يجسد شخصية خشنة، وأكثر ما كنت أخشاه ألا أصدق الناس في هذه الشخصية، ولكني حاولت أن أجمع بين الشخصيتين الناعمة والخشنة كضابط أمن دولة.

* لماذا اخترت شخصية ضابط أمن الدولة تحديدا، وليس ضابطا بقطاع آخر؟

- السياق الدرامي هو الذي تطلب أن يكون الضابط يعمل في قطاع أمن الدولة، لأن السيدة التي طلبت حمايتها هي وأطفالها كانت تحتاج إلى ضابط في أمن الدولة فلا يجوز أن يحميها ضابط مخابرات أو أي ضابط آخر، وقد حاولت أن أظهر وجها آخر من هذه الشخصية، لأنه ليس كل ضباط أمن الدولة «مش كويسين» ولكن يوجد منهم الكثير من الضباط الشرفاء الذين يؤدون عملهم على أكمل وجه وهناك صورة سيئة عنهم.

* هل تقابلت مع أحد ضباط أمن الدولة على أرض الواقع للتعرف أكثر على هذه الشخصية؟

- لدي صداقات كثيرة بأشخاص كثيرين منهم، وعندما عرض علي هذا الفيلم كنت أذهب إليهم وأشاهدهم من بعيد بدون أن أحدثهم بأنني سوف أقدم هذه الشخصية، وأنا لم أتعمق في السياسة بقدر ما أقدم فيلما كوميديا خفيفا.

* هل أنت مع وجود جهاز أمن الدولة؟

- بالتأكيد، فهو جهاز مهم ولديه مهام ضرورية لأمن البلد، ولكن لا بد من إعادة هيكلته بحيث يؤدي دوره كما هو الآن في جهاز الأمن الوطني، الذي أستبشر فيه خيرا.

* ولكنك كنت تستطيع أن تقدم هذه الشخصية بشكل أعمق مما قدمته في الفيلم؟

- أنا لا أريد التعمق في الخط السياسي البحت، ولكني كنت أقدم كوميديا خفيفة من خلال خمسة أطفال، ويأتي الكثير من المفارقات الكوميدية التي تحدث بيننا، مع تمرير العديد من الرسائل، مثل إظهار مشاهد بها تعذيب وترويع، لأنني متأكد أنها كانت موجودة في جهاز أمن الدولة المنحل، ولكني لم أتطرق لما هو أكبر من ذلك مثل قتل أحد الناس أو دفنهم، فأنا لم أره في الحقيقة ولم أحصل على ما يثبت حدوث ذلك في الواقع، لذلك لم أتطرق إليه.

* لماذا أقحمت مشاهد من ثورة 25 يناير في الفيلم؟

- لا أستطيع أن أفعل غير ذلك، لأنني أتحدث عن أهم الأجهزة التي كانت موجودة أثناء النظام السابق، فبدأت الأحداث بالتحدث عنه ثم عن حله فعليا، وبالتالي كان لا بد من التطرق لكيفية غلق هذه الصفحة، وذلك بوضع مشاهد من الثورة، فهي التي استطاعت أن تغلق هذا الجهاز، وكان علينا ألا نغفل دور الشباب الذين قاموا بالثورة.

* ألم تخش من اتهامك بركوب «موجة الثورة»؟

- أنا لم أركب الموجة، والفيلم لا يتحدث عن الثورة، المشاهد الخاصة بها في الفيلم لا تتعدى 15 ثانية، والمشاهد التي تتحدث عن اللجان الشعبية 20 ثانية، فأنا لم أقم بتقديم فيلم عن الثورة، لكن الفكرة تطلبت تلك المشاهد وهذا ليس عيبا. وأنا أعترض على مقولة «ركوب الموجة»، فأنا أرى أنها طاقة سلبية يصدرها البعض لكي لا ينجح أحد، وأتساءل: هل البلد كله «فلول» الآن؟ كما أنني ضد من يقول إن الثورة لم تنجح، على العكس فالثورة نجحت وسوف تنجح أكثر، وسوف ننتج أفلاما كثيرة عن الثورة، ويكفي أن يكتب في تاريخي الفني أنني تحدثت في عمل من أعمالي عن الثورة وغنيت أيضا لها، فأنا حريص على ذلك، ولو كان اتهامي بركوب الموجة سوف يجعلني أقدم عملا جيدا كهذا، فيشرفني ركوب الموجة.

* مع هذا الحرص، لماذا تم اقتصار الثورة في الفيلم على تلك الثواني القليلة ضمن الأحداث؟

- كان هناك مشاهد أكثر من ذلك عن الثورة، ولكني رفضت أن أتطرق للثورة بشكل أكبر من ذلك، فأنا لا أقدم فيلما عن الثورة كما أشرت، ولو فعلت ذلك لكان الفيلم لم ينجح، فلا بد من أن يكون الفيلم تجاريا.. وأنا أسعى إلى النجاح الجماهيري والتجاري، والخلطة التجارية موجودة في «أمن دولت» كما ظهر.

* ألا ترى أن موضوع الفيلم أكبر من هؤلاء الأطفال الذين ظهروا معك في هذا الفيلم؟

- على العكس، فالموضوع خفيف ويناسب الأطفال، ووجود الأطفال ساعدني في إظهار فكرة العمل، كما أن العمل لم يخل من روح الدعابة والكثير من الإفيهات حتى من لواء أمن الدولة، فأرى أن الفيلم قدم بشكل متوازن، وراعى كونه فيلما خفيفا (لايت) ويتحدث عن شيء مهم.

* لماذا قمت بتغيير اسم الفيلم من «صابر مان» إلى «أمن دولت»؟

- اسم الشخصية في الفيلم كانت «صابر»، ولكن قمنا بتغيير الاسم إلى «حسام»، وبالتالي غير منطقي أن أضع اسم حسام بدل صابر، ففضلنا أن نستخدم اسم السيدة التي أقوم بحمايتها «دولت» الموجودة في الفيلم، فجاء اسم «أمن دولت» واسم الفيلم فيه نوع من الشغف والدعاية.

* ردد البعض أن فيلم «أمن دولت» متشابه مع فيلم «الدادة دودي» لياسمين عبد العزيز وفيلمك «الحب كده»، ما قولك؟

- الأفلام التي تدور حول الأطفال كلها «تيمة» واحدة، ولكن موضوع فيلم «أمن دولت» مختلف عن فيلم ياسمين عبد العزيز، لأنها كانت شخصية سارقة وتريد أن تعمل في بيت ضابط لديه أطفال، وبالتالي فالموضوع مختلف تماما.

* من المطرب الذي ترى أنه نجح في التمثيل والغناء؟

- أنا من مدرسة محمد فوزي، فهو أكثر المطربين في جيله الذين استطاعوا أن يقدموا لونا مختلفا بتقديمه اللون الكوميدي في تمثيله، وكذلك أكثر من قام بالغناء للأطفال، وأعتبره عبقريا في الأداء لكونه بسيطا وتلقائيا.

* هل توافق المشاركة مع أي فنان في أي عمل من أعماله؟

- طبعا أوافق جدا، فأنا ليس لدي هذه الحساسية، فأنا أقبل الظهور في أفلام الآخرين ولو في مشهد واحد، بل يشرفني تقديم دور معهم في أعمالهم.

* ماذا عن إشاعة انضمامك إلى الإخوان المسلمين؟

- كل ما في الأمر أنني دعيت في حفلة خيرية فاستجبت وغنيت فيها، وكلما غنيت أغاني دينية تأتي هذه الإشاعة بأنني أنتمي للإخوان المسلمين، وأنا لا أهتم بمثل هذه الإشاعات ولا أركز فيها، فأنا أعامل البشرية كلها معاملة شخصية وأتعامل مع أي شخص مسلم أو مسيحي.

* هل تابعت الألبومات التي طرحت مؤخرا في الأسواق؟

- بالتأكيد تابعتها، وأعجبني جدا ألبوم أمال ماهر، وكذلك أغنية عمرو دياب «بناديك» رغم أنني لم أسمع باقي الألبوم ولكنها أغنية جيدة جدا.

* متى تطرح ألبومك الجديد؟

- انتهيت بالفعل من معظم أغانيه وجاهز للطرح قريبا، ولكن نظرا للأحداث الجارية في مصر والاستعداد لإجراء الانتخابات البرلمانية نهاية الشهر الحالي، فضلت أن أطرحه بعد الانتخابات.

* لماذا لم تكمل ألبومك عن الثورة الذي كنت تقوم بتحضيره؟

- أوقفت التحضير بإرادتي ولم يجبرني أحد، ولكن بيني وبين نفسي قلت «كفاية أغاني عن الثورة» ونجعل الناس تعمل وتركز فيما بعد الثورة، وكذلك أغنيتي «شهداء 25 يناير» حصلت على جائزة أحسن أغنية مصرية تم غناؤها للثورة المصرية في مهرجان النمسا.

* لكن هناك كثير من الانتقادات وجهت لهذه الأغنية تحديدا؟

- فرحت جدا بها، لأن هذا الانتقاد معناه أنني نجحت، ولكن ما أحزنني أنني وجدت من يسخرون من كلمة «شهداء» في الأغنية، ولكن الأغنية نجحت والحمد لله وحققت مراكز أولى في الكثير من الاستفتاءات وكذلك في الانتشار على موقع «فيس بوك».

* أخيرا، أين أنت من الدراما التلفزيونية؟

- لدي العديد من السيناريوهات وأنا أحب التلفزيون جدا، ولكني لم أستقر حتى الآن على تجربة بعينها.