إيلي فغالي: ليس كل ما يلمع ذهبا

المخرج يتجه إلى القضاء بعد تفكك فريق البرنامج الساخر «اربت تنحل»

إيلي فغالي
TT

فجأة وبدون مقدمات وبعد ثماني سنوات من العمل و«الصحبة» والصداقة العائلية والمهنية، انفرط عقد فريق البرنامج الانتقادي الساخر «إربت تنحّل» للمخرج إيلي فغالي، وأطل اثنان من أعضاء الفريق، الممثلان شربل إسكندر وميلاد رزق، على شاشة الـ «إل. بي. سي» في برنامج خاص بهما بعنوان «ما حلوا»، وليستمر فغالي ببرنامجه، بعد تطعيمه بوجوه جديدة، وأيضا بعد لجوئه إلى القضاء لاستعادة حق له مع إسكندر ورزق.

ولأن القضاء هو سيد الموقف بين «الأصدقاء القدامى»، أصر فغالي على أن يكون اللقاء مسجلا، ربما تحسبا لما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة.

* فجأة تحولت إلى شخص حذر وتريد اللقاء مسجلا؟

- عندما يحصل أمر ما مع أي شخص يصبح حذرا في كل شيء.

* وماذا حصل معك؟

- ما تسمعونه في الإعلام.

* سمعنا عن خلاف في فريق «اربت تنحل» أدى إلى انشقاق شربل إسكندر وميلاد رزق وانتقالهما إلى شاشة أخرى؟

- كيف يمكن أن نتحدث عن خلاف، إذا كانا قد غادرا البرنامج في 22 أغسطس (آب) وأطلا بعد 3 أيام أو أربع أيام على شاشة «إل. بي. سي».

* تقصد أن ثمة شيئا ما كان يحضّر تحت الطاولة؟

- طبعا. تلقيت قبل أربعة شهور عرضا من تلفزيون «إل. بي. سي»، ولكن عقدي مع تلفزيون «الجديد» ينتهي في العام 2012، ويبدو أن «الشباب اشتغلوا» على العرض، وهذا ما يبدو ظاهرا حتى الآن.

* لا شك أنه يوجد سبب جوهري دفعهما إلى قرار مماثل؟

- كل إنسان أدرى بمصلحته. في كل الأحوال هناك مدير محطة «الجديد» وصاحبها وكان بإمكانهما قرع الباب وعرض مشكلتهما. ولقد اتصلت بهما إدارة التلفزيون، لتعرف سبب مغادرتهما، ولم تقتنع بتبريراتهما.

* وكيف بررا موقفهما؟

- أنا لا أعرف مضمون الاتصال، بل نتيجته فقط. من يعاني من مشاكل مادية لا يقدم على خطوة مماثلة، ومن تكون مشاكله معنوية، يمكن أن يعرضها. هما يتحدثان عن مشاكل عمرها سنتان، وأنا لا أفهم هذا الكلام، خاصة أننا نقدم عملا مسرحيا منذ ثمانية شهور وبدون عقد، وهذا ما يؤكد أن ثمة أمرا ما حصل في الفترة الأخيرة وتحديدا بعد عرض «إل. بي. سي». من حق كل إنسان أن يتقدم، ولكن لا يحق له التصرف بالطريقة التي تصرفا بها، حتى إنهما لم يقولا لي إنهما سيتركانني. الإنسان الذكي لا يفكر بطريقة «أنا أو لا أحد»، يحفظ خط الرجعة ولا «يستعدي» الناس. كان بإمكاني أن أقبل بعرض تلفزيون «إل. بي. سي» وتلفزيون «إم. تي. في» قبله، ولكنني صاحب مبدأ. بسببهما كان يمكن أن يفرط عقدي مع «الجديد»، كما عقدي مع الفندق الذي نعرض فيه المسرحة. هما لم يفكرا بكل هذه الأمور، بل حتى إنهما كانا يخططان لأخذ رودريك معهما، ولم يكن ينقص سوى أن يقولا لي «نفذ البرنامج أنت وزوجتك»، وربما لو لم تكن باتريسا زوجتي، لكانا عرضا عليها هي أيضا المغادرة. أنا لا أفهم سبب كل هذا الحقد، مع أنه يوجد بيننا «خبز وملح» وزيارات عائلية.

* كيف وجدت شربل وميلاد في برنامجهما الجديد؟

- المقارنة بين نسبة المشاهدة في برنامجي وبرنامجهما، تبين أن برنامجي لا يزال الرقم واحد، بينما لم تصل نسبة مشاهدة برنامجهما 2 في المائة، على الرغم من «البروباغندا» الإعلامية التي حصلت إثر انقسام الفريق والضخ الإعلامي الذي قامت به محطة «إل. بي. سي» للترويج لبرنامجهما. لا يسعني سوى القول «حرام»، ويبدو أن ليس كل ما يلمع ذهبا.

* تبدو «الشماتة» واضحة في كلامك؟

- لست «شمتان ولا زعلان»، بل أشعر بالندم على كل شيء. على العلاقة والغلطة التي اقترفتها قبل 8 سنوات.

* تتحدث عن غلطة وتنسى نجاحا مشتركا عمره 8 سنوات؟

- كل عمل له قائد، مسؤول عن نجاحه أو فشله، ومن يعملون معه ليسوا ثابتين بل يمكن أن يتغيروا. عندما بدأت البرنامج، كان معي 8 ممثلين، ثم أجريت تعديلا عليه إلى أن توصلنا إلى التركيبة التي كنا عليها طوال السنوات الأربع الماضية. أنا لا أتنكر لدور الكتّاب والممثلين في نجاح البرنامج ولكن بوجود قائد. في كل الأحوال، ليس برنامج «اربت تنحل» هو الذي صنعني كمخرج.

* أنت صنيعة الدراما المحلية؟

- طبعا.

* آخر تجاربك الدرامية لم تكن موفقة؟

- هذا رأيك. آخر أعمالي الدرامية كان مسلسل «لما انقطعت الكهربا» مع الكاتب شكري أنيس فاخوري والخلاف كان حول بطلة العمل.

* ما مصير الشخصيات التي كان يجسدها شربل وميلاد؟

- هما ممنوعان من استعمالها ونحن لا نريدها. يمكننا ابتكار شخصيات جديدة، ولست أبدأ بوارد تقديم شخصيتي «ابن صبري» أو «ابن نجيم»، لمجرد أن شخصيتي «صبري» و«نجيّم» كانتا موجودتين في البرنامج.

* ولكن شخصية «صبري» محورية حتى إنه أعدّ برنامجا خاصا بها؟

- حتى البرنامج لم يحقق نسبة المشاهدة المطلوبة، بل كان عاديا جدا. من يريد الوصول، عليه أن يتسلق السلم درجة درجة، وعندما يصل عليه ألا يشعر بأنه أصبح في الهواء، «وما تكبر الخسة برأسه».

* على ذكر الرؤوس، هل يمكن أن نرى برنامجك على شاشة «إل. بي. سي» بعد انتهاء عقدك مع تلفزيون «الجديد» من قبيل التحدي و«لتكسير رأسيْ» شربل وميلاد؟

مشكلتي في الكونترا وليست مع «إل. بي. سي»، وربما لن يستمر شربل وميلاد لمدة سنتين على شاشتها.

* وإذا استمرا؟

- لا علاقة لي بهما. لو أنني أريد الانتقال ببرنامجي إلى محطة «إل. بي. سي» أو أي محطة سواها لكنت فعلت ذلك منذ فترة بعيدة. برنامج «اربت تنحل» في تلفزيون الجديد، يشبه السمكة في الماء. ما هي ضمانتي إذا انتقلت إلى تلفزيون «إل. بي. سي»! لنفترض أنني وقعت معها عقدا لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، ولم يحقق البرنامج النجاح المطلوب، هل تعتقدين أن «إل. بي. سي»، أو أي محطة أخرى، يمكن أن تعترف بالكونترا. هي ببساطة ستبعده عن الهواء حتى لو دفعت «فوقها وتحتها». برنامجي يحظى بنسبة مشاهدة عالية على «الجديد» وهو الرقم واحد، وأحصل على كل ما أريده وأعامل أفضل معاملة، وأنا أدين لهم بذلك وأعاملهم بالمثل، فلماذا أتركهم!.

* أشرت إلى أن نسبة المشاهدة كانت متدنية جدا بعد عرض الحلقة الأولى من برنامج شربل وميلاد.. هل تتوقع أن يستمر الوضع على ما هو عليه في الحلقات المقبلة؟

- لا أريد أن أتوقع شيئا، وكل ما أقوله أن «إل. بي. سي شاطرين وغلطتهم بألف». من ينتقل إلى محطة جديدة، عليه أن يقدم الجديد وليس شيئا مكررا، وما شاهدته كان «demode». هذا هو رأيي كمخرج.

* وماذا شاهدت؟

- بعد 8 سنوات من العمل «حرام تطلع النتيجة هيك على الشاشة». العمل يحتاج إلى مخرج وليس إلى شخص «روح روح، تعا تعا».

* وما الذي يميز برنامجك عن البرامج الانتقادية الأخرى؟

- برنامجنا مهذب.

* والبرامج الأخرى «بدون تهذيب»؟

- نحن لا نجرّح بأحد، بينما هناك برامج تجرّح بـ ميشال عون وبرامج أخرى تجرّح بـِِ سمير جعجع.

* وبرنامجكم ألاّ يجرّح بـ سمير جعجع؟

- نحن نقول الكلمة بعيدا عن التجريح. لسنا مبتذلين، ننتقد بشفافية وموضوعية مع أن هناك من يعتبر أننا مع فريق ضد فريق آخر.

* ولكن ولاءكم للجنرال عون واضح؟

- ميلاد رزق يميل للقوات اللبنانية، شربل إسكندر للنائب هادي حبيش ورودريك غصن للكتائب، فكيف نكون عونيين.

* ربما شعر «الشباب» بأنهم مقموعون سياسيا؟

- ربما.

* هل أنت ديكتاتور؟

- أنا ديكتاتور في عملي، ولكني لا أبهدل بل أحترم الناس كثيرا. أنا لم أتغير أبدأً، بل حتى إنني أصبحت أكثر سلاسة.

* هم الذين تغيروا؟

- أكيد.

* ومتى لمست ذلك؟

- من بعد برنامج «صبري على الهواء». أنا قلت للشباب، الذكي هو الذي يستمر، لأن النجومية كالجمال لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، بل هي ترتبط بوقت معين.

* ما حقيقة الكلام الذي نشر عن أن شربل وميلاد «اشتكياك» للنائب ميشال عون، هل لأنك «زلمة الجنرال»؟

- «لست زلمته». المرة الأولى التي تعرف شربل وميلاد عليه، كانا معي. هل يعقل أن يقولا للجنرال وكما أخبرني بنفسه «نحن مللنا من «إربت تنحل»، ولم نعد نستطيع تحمل إيلي، لأنه يسبك وجبران باسيل في البرنامج»، فقلت له «هل صدقتهما»... فضحك.

* ولماذا فعلا ذلك برأيك؟

- ربما لأن لديهما مصلحة معه، من أجل رخصة سوق أو رخصة بناء.

* كيف كانت أجواء التصوير بعيدا عن شربل وميلاد؟

- كنت مرتاحا جدا.

* لا تبدو كذلك؟

- مع الوقت، هناك أشخاص تصبح ثقتنا بهم عمياء وآخرون لا تصل إلى «درجة عمياء»، تماما كما حصل مع شربل وميلاد ولو قلت العكس أكون كاذبا. كنت أتوقع ما فعلاه، كما كنت أتوقع أيضا أن يكون أحدهما أكثر وفاء من الآخر، ولكني لن أذكر أي واحد بينهما.

* وما هو مضمون الدعوى التي تقدمت بها ضدهما؟

- هناك عقد موقع بيننا، وهما من أخلّ به، ويجب أن يدفعا البند الجزائي.

* كم تبلغ قيمته؟

- لا أعرف.

* نحو المليون دولار؟

- هذا المبلغ قيل جدا.

* ما فائدة المال، بما أن الشرخ حصل؟

- سوف أتبرع به لدار الأيتام. لو لم ألجأ إلى القضاء وأبادر إلى رفع دعوى، فهما من سيفعل ذلك ويدعيان أنني «شحطهما». أنا لديّ حق، أريده ولا أريد أكثر منه.