أمل حجازي: الكذب والزيف من الصفات الموجودة في الوسط الفني

الفنانة غابت لعامين بسبب الأمومة.. وعادت بـ «يا ويلك من الله»

TT

انتهت الفنانة أمل حجازي من تصوير أغنية «بعيونك زعل» تحت إدارة المخرجة ميرنا خياط، التي ستباشر محطة «روتانا» بعرضها على شاشتها، وهي تتمنى أن تحقق هذه الأغنية نجاحا مماثلا للنجاح الذي حققه آخر كليباتها «يا ويلك من الله»، ولكنها تنتظر رد فعل الجمهور عليها.

أمل حجازي، التي ابتعدت عن الساحة الفنية لمدة سنتين بسبب ظروف حملها وإنجابها، هل تجد أن أمورها الفنية تسير وفق الاستراتيجية التي رسمتها لنفسها، وهل نجحت بتحقيق معادلة التوازن بين بيتها وأمومتها من ناحية وبين فنها من ناحية أخرى، تقول «أنا لا أعيش كل حياتي من أجل الفن، بل أوزع وقتي بينه من ناحية وبين عائلتي وبيتي من ناحية أخرى، ولم أصل إلى مرحلة الاختيار بينهما. أنا أمنح كل مجال وقته، والأمور تسير وفق ما أرغب به، ولم تعترض مسيرتي الفنية حتى الآن أي عراقيل. في الفترة الأخيرة، تعمدت إرجاء بعض المشاريع الفنية مراعاة للظروف التي تمر بها الدول العربية، ولكنني لم أشعر يوما بتضارب بين ارتباطاتي الفنية وارتباطاتي العائلية، ولم يحصل يوما أن أهملت بيتي لمصلحة فني أو العكس. الحمد لله كل الأطراف راضية، أنا وزوجي وابني وجمهوري».

وعن موقفها من الفنانات اللواتي يعشن أزمة ضمير تجاه أولادهن، بسبب ابتعادهن عنهن، نظرا للمتطلبات التي يقتضيها السفر وإحياء الحفلات خارج لبنان، توضح حجازي «لم أعش هذا الشعور على الإطلاق، ولن أسمح لنفسي بأن أعيش عذاب الضمير، لأن خياراتي محسومة لمصلحة ابني كريم. عملي لا يتطلب مني غيابا عن البيت طوال اليوم، كما أنني أستطيع أن أنجز الكثير من مشاغلي الفنية في البيت، من بينها الحوارات الصحافية، وأحيانا أضطر للسفر، ولكن لفترة محدودة وقصيرة جدا، أما مواعيد الاستوديو فإنني أنجزها ليلا».

وعن رأيها في العمل تحت مظلة شركة إنتاج، أو الاستقلالية في العمل. تقول: «ليس كل الفنانين المتعاقدين مع شركات إنتاج ناجحون وليس كل الفنانين الذين يعملون خارجها، هم ناجحون أيضا. بإمكان الفنان أن يطرح أغنية ضاربة وبتكسّر الدنيا بدون شركة إنتاج، والعكس صحيح أيضا. شركة الإنتاج توفر على الفنان تعبا وجهدا ومالا، وفي المقابل هي تتقاضى جزءا من أتعابه، بينما عندما ينتج على حسابه الخاص فإنه يستفيد أكثر من الناحية المادية. إلى ذلك، فإن الألبوم قد لا يحقق نسبة مبيعات مرتفعة، وفي مثل هذه الحالة، فإن شركة الإنتاج هي التي تتحمل المخاطرة، التي يضطر الفنان إلى تحملها بنفسه، عندما يعتمد سياسة الإنتاج الخاص».

وعن عفويتها ومواقفها الصريحة والواضحة، ترى حجازي أن ذلك أفضل بكثير من الخبث «إنها طبيعتي التي خلقني الله عليها، فأنا لا أتصنّع ولا أعرف إلاّ أن أكون كذلك. بصراحة حاولت أن أغيّر نفسي وأن أتحكم بعفويتي و(روقي يا بنت وفكري قبل ما تحكي.. بس ما مشي الحال). أنا أعبر عن رأيي بصراحة وأقول كل ما في قلبي وما يجول في عقلي، ولكنني لا أدّعي بأن هذا الأمر صحيحا، ولكنه يبقى أفضل مائة مرة من الخبث. عفويتي وصراحتي لم تسببا لي إحراجا في يوم من الأيام، لا على المستوى الفني ولا على المستوى الاجتماعي (أنا مش هبلة) ولا يمكن أن أتفوّه بكلام مؤذٍ أو فيه تجريح للآخرين، بل دائما أقيس الأمور على نفسي، قبل أن آتي على سيرتهم. صحيح أنني صريحة جدا ولكن ليس إلى درجة التجريح. هناك فنانون بشخصيتين، شخصية أمام الشاشة، وشخصية أخرى مناقضة تماما لها وراءها، وأنا لا أستطيع أن أكون مثلهم، لأنني لا أجيد التمثيل وبعيدة كل البعد عن التصنع. الفنان الذي يتصنع أما الكاميرا، يشعر الجمهور بتصنّعه، ولهذا السبب نجد أن هناك فنانين غير مقبولين عند الناس، لأنهم يشعرون أنه يوجد حاجز بينهم وبينه».

كما ترى حجازي أن الزيف والكذب والتمثيل سمات تطبع الوسط الفني «هذه المواصفات موجودة بكثرة في وسطنا كما في سائر الأوساط الأخرى، فهناك العاطل والجيد في كل المجالات، وليس في الوسط الفني وحده، الذي يمكن القول إن المجاملات هي التي تسيطر عليه. فالفنان يجامل أكثر من غيره، وهذا ليس خطأ، بل هو واجب عليه، إذ لا علاقة للناس بمشاكله الخاصة، فهو مثلا عندما يقف على المسرح، يجب أن يطل على جمهوره بأبهى صورة. أحيانا أكون مرهقة، ويطلب أحد المعجبين التقاط صورة له معي، فأرحب بذلك، لأنه لا يمكنني إلا أن أكون كذلك، والتعامل بدبلوماسية أمر أساسي بالنسبة للفنان».

مع سقوط بعض الأنظمة، بدأت تنتشر في الإعلام فضائح فنية، من خلال نشر صور لفنانات عربيات مع بعض الزعماء والرؤساء السابقين أو مع أولادهم، وعن ذلك تقول حجازي «هذه ليست فضائح، لأنه يمكن لأي فنانة أن تلتقي في حفل ما برئيس أو بابنه وأن تتصور معه، وهذا النوع من الصور لا يعتبر مخلا للآداب. هل هم مثلا وجدوا صورا للفنانة وهي في سرير الرئيس؟ إذا كان الأمر كذلك، عندها يمكن التحدث عن فضيحة».

وتؤكد حجازي أن المال هو السبب الرئيسي الذي يدفع الفنانة إلى الغناء «طبعا هو المال، لأن الفنانة لا يمكنها أن تكون مغنية في الليل وبائعة ملابس أو سكرتيرة في النهار. هي بحاجة إلى المال لكي تعيش وتستمر، ولكن الفن لا يشكل المصدر الوحيد للمال عند كل الفنانات، بل توجد فئة كبيرة منهن، لا يشاركن في حفلات ويظهرن فجأة وهن يقدن سيارات من أحدث طراز ويمارسن هواية «الشوبينغ». ويبدو أن أمل حجازي التي تعتبر أن 95 في المائة من الرجال العرب خائنون، لا تزال مصرة على موقفها «أنا قلت 95 في المائة من الرجال العرب خائنون، لكي لا أقول إن 99 في المائة منهم خائنون. الخيانة منتشرة في كل العالم، وهي بشعة بالنسبة للمرأة كما للرجل».