2011.. عام رحيل نجوم زمن الفن الجميل في مصر

أبرزهم هند رستم وكمال الشناوي وعمر الحريري

TT

غيب الموت في مصر في عام 2011 عددا كبيرا من الفنانين والفنانات داخل الوسط الفني، سواء في مجال الطرب والغناء أو التمثيل، بعد أن تركوا خلفهم تركة فنية كبيرة، يحتفظ بها جمهورهم العريض في ذاكرته الفنية، ليزيد رحيلهم من حالة الألم التي تضرب الوسط بسبب تداعيات ثورة 25 يناير (كانون الثاني) على الحالة الفنية وقلة الأعمال المقدمة.

ولم يسلم فنانون آخرون من شائعات لاحقتهم تفيد بوفاتهم، على رأسهم الفنان عادل إمام الذي استأثر بمفرده بخمس شائعات على مدار شهور العام، ثم كانت شائعة الفنانة الشابة منة شلبي هي آخر تلك الشائعات.

فبعد ساعات قليلة من بداية العام فقد الوسط الفني المصري الفنان محمد الدفراوي، الذي غيبه الموت عن عمر يناهز الـ90 عاما بعد صراع مع مرض الكبد، وبعد رحلة عطاء حافلة مع الفن عبر نصف قرن، قدم خلالها أكثر من مائة عمل مسرحي وتلفزيوني وسينمائي، كان أشهرها أفلامه «النوم في العسل»، و«الإرهابي»، و«الباشا تلميذ»، و«الطريق إلى إيلات»، و«الناجون من النار»، ومن أهم مسلسلاته «إمام الدعاة»، و«أهالينا»، و«ذئاب الجبل»، كما قدم أدوارا متنوعة في مسرحيات «دنشواي الحمراء»، و«كفاح شعب»، و«تحت الرماد»، و«السلطان الحائر»، و«مصرع كليوباترا».

وشهد 2011 رحيل الفنانين كمال الشناوي وعمر الحريري، نجمي الزمن الجميل اللذين تركا بصمة متميزة بفنيهما، فالشناوي رحل في شهر أغسطس (آب) الماضي عن 89 عاما، وهو أحد «دنجوانات» السينما المصرية في عصرها الذهبي، وأحد أهم كبار نجومها، حيث قدم على مدار حياته أكثر من 300 فيلم تنوعت من الخير للشر والدراما والكوميديا، وخلال الأربعينات والخمسينات كان الشناوي فتى الشاشة الأول نظرا لوسامته من ناحية، كما تمتع بإحساس فني وبحضور لافت وجذاب على الشاشة، ساندته مقدرة على التنوع والتقمص لشتى الأدوار في الدراما والكوميديا.

أما عمر الحريري، فلحق بالشناوي بعد شهرين، عن عمر يناهز 85 عاما، و60 عاما من العطاء الفني، وهو أبرز الذين لعبوا دور «الرجل الثاني» في السينما المصرية، ويبلغ رصيده السينمائي 103 أفلام، منها «الوسادة الخالية» و«الناصر صلاح الدين»، و«سكر هانم»، كما أنه يعد من ألمع نجوم التلفزيون بتقديمه لمسلسلات شهيرة مثل «أحلام الفتى الطائر»، و«خالتي صفية والدير»، و«ساكن قصادي»، و«عمر بن عبد العزيز»، و«السيرة الهلالية»، و«شيخ العرب همام».

«مارين مونرو الشرق» هند رستم كانت هي أبرز الفنانات الراحلات، بعد أن غيبها الموت عن عمر يناهز 82 عاما بعد تعرضها لأزمة قلبية مفاجئة توفيت على أثرها، ورغم اعتزال رستم التمثيل قبل سنوات طويلة فإن تاريخها كان لامعا، بعد أن قدمت 74 فيلما، مثل أفلام «إشاعة حب» و«سيد درويش» و«الراهبة» و«الزوج العازب» و«تفاحة آدم» و«الخروج من الجنة» و«شفيقة القبطية» و«ملكة الليل» و«كلمة شرف». وتضمنت قائمة أفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين أربعة أفلام لها تعد من كلاسيكيات السينما العربية، هي: «رد قلبي»، و«باب الحديد» و«بين السماء والأرض» و«صراع في النيل».

رحلت كذلك الفنانة خيرية أحمد عن عمر يناهز 74 عاما، وتعد الراحلة واحدة من أبرز الفنانات المصريات على الرغم من أنها لم تقدم دور البطولة المطلقة، لكنها نجحت في حجز مكان متميز في قلب الجمهور، وعلى الرغم من أنها لم تقدم طوال مشوارها الفني أي عمل رومانسي ولم تجسد مطلقا دور الفتاة الرومانسية البريئة؛ وقدمت أفلاما كثيرة منها «شيلني وأشيلك» و«إخواته البنات» و«أميرة حبي أنا» و«عجايب يا زمن» و«السيرك» و«فطومة». كما عانت أيضا في الدراما التلفزيونية من حصر المخرجين لها في دور الأم الذي حاولت من خلاله أن تقدم نموذجا مشرفا للأم المصرية لتقدم ذلك في مسلسلات كثيرة منها «الحقيقة والسراب» و«العميل 1001» و«أين قلبي».

وودع الوسط الفني كذلك عددا من المطربين الذين ودعوا جمهورهم لكن ما زالت أصواتهم تشدو بالغناء، كان في مقدمتهم المطربة سعاد محمد، التي يضم رصيدها الغنائي الكثير من أجمل الأغاني الشرقية، منها «وحشتني» وأغاني فيلم «الشيماء». وُلدت في بيروت لأب مصري هاجر من بلدته أبو تيج في محافظة أسيوط وأم لبنانية، لكنها نشأت في دمشق التي أطلقت موهبتها الغنائية منها واستكملتها في حلب التي تعتبر مدينة الطرب العربي. ولسعاد محمد مشاركتان سينمائيتان فقط هما فيلم «فتاة من فلسطين» عام 1948 الذي يعتبر أول فيلم عربي عن القضية الفلسطينية، و«أنا وحدي» عام 1951.

ورحل المطرب الشعبي حسن الأسمر، الذي كان يعتبره البعض خليفة المطرب أحمد عدوية في هذا اللون، حيث بزغ نجمه في أوائل التسعينات من القرن الماضي بأغنيات حققت انتشارا واسعا بين المستمعين، منها «كتاب حياتي»، و«الواد الجن»، و«مش هسيبك»، و«أنا أهه»، كما شارك الأسمر في عدد من أفلام اتّسم أغلبها بالطابع التجاري، مثل «فتحية والمرسيدس» و«امرأة و5 رجال»، كما شارك في بطولة عدد من المسلسلات أبرزها على الإطلاق «أرابيسك».

وغيب الموت أيضا المطرب طلعت زين، في شهر أغسطس الماضي، بعد صراع طويل مع المرض، اشتهر زين بعشقه للموسيقى، خاصة الموسيقى الغربية، واقتحم طلعت زين المجال الفني من خلال انضمامه لفرقة «بتى شاه»، التي غنى المغني العالمي جيمس براون معها إحدى أغنياتها، لكنه اكتسب الشهرة بعد ظهوره في كليب أغنية «تعالى» للمطرب عمرو دياب في أوائل التسعينات من القرن الماضي. ومن أهم أفلامه «أفريكانو» مع أحمد السقا، وتجسيده شخصية الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في فيلم «جمال عبد الناصر»، بينما كان آخر أفلامه «الزمهلاوية» عام 2008. وأنتج زين ألبوما غنائيا وحيدا باسم «تيك تاك».

وكانت المفاجأة التي أصابت الوسط الغنائي هي رحيل المطرب عامر منيب، الذي غيبه الموت عن عمر يناهز 48 عاما، وذلك بعد صراع قصير مع المرض، نشأ عامر منيب في أسرة فنية، حيث تربى في بيت جدته الفنانة الشهيرة ماري منيب، ليتعلق عامر بالتمثيل وتمنى أن يخوض تجربة السينما، لكن القدر شاء أن يذهب به إلى عالم الغناء، ليشتهر بلقب «ملك الرومانسية»، بعد أن بدأ مشواره الغنائي عام 1990 عندما أطلق ألبومه «لمحي»، وذلك بعد 3 سنوات من اكتشاف الموسيقار حلمي بكر لموهبته عند سماعه وهو يغني في إحدى السهرات الرمضانية عام 1987.

كذلك شهد عام 2011 رحيل الفنان المصري سيد عزمي، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، واشتهر عزمي بأداء شخصية محببة للأطفال في فترتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي من خلال الأداء الصوتي لشخصية «بقلظ» التي كانت عبارة عن عروسة ماريونت تظهر بشكل دائم مع الإعلامية والفنانة نجوى إبراهيم في برنامج الأطفال «صباح الخير»، الذي استمر لمدة 17 عاما متواصلة.

وبعده بأيام قليلة غيب الموت الفنان محمود عزمي عن عمر يناهز 86 عاما، وذلك بعد إصابته بهبوط حاد في القلب، كان الرحل زميلا للكثير من الفنانين مثل شكري سرحان وفريد شوقي وغيرهما، وشغل قبل رحيله منصب مدير المسرح الحديث. كما كان له تاريخ طويل مع السينما حيث قدم الكثير من الأعمال مثل «سنوات الحب»، و«حياة وأمل»، و«إني راحلة»، و«بين السماء والأرض»، و«مطاردة غرامية»، و«شاطئ الأسرار». وأبرز أعماله التلفزيونية «أبو حنيفة النعمان»، و«هارون الرشيد»، و«هارب من الأيام».

كما رحلت الفنانة نادية عزت عن عمر يناهز 73 عاما، وقد بدأت حياتها الفنية بفيلم «السايس» في عام 1950 وشاركت في أكثر من 71 عملا بين السينما والتلفزيون منها «معبودة الجماهير» و«التلميذة والأستاذ» و«لا يا من كنت حبيبي» و«جبروت امرأة» و«عائلة الأستاذ شلش» و«انتبهوا أيها الأزواج» و«المال والبنون» و«خالتي صفية والدير» و«يوميات ونيس».

كما رحل خلال العام الفنان محمد ناجي، الذي اشتهر بأدوار الشر في السينما والتلفزيون، ومن أبرز أدواره في السينما «أبناء وقتلة»، و«أقوى الرجال»، وفي التلفزيون مسلسل «المصراوية» و«ليالي الحلمية» و«أيام الرعب والحب» و«مبروك جالك قلق».

واختتم العام برحيل الفنان أحمد سامي عبد الله، وذلك عن عمر يناهز الـ81 عاما، أشهر عجوز في السينما المصرية، كما اشتهر الراحل بأدوار الرجل الطيب في الدراما التلفزيونية، ومن أشهر أفلامه «الكيت كات» بطولة محمود عبد العزيز، وفيلم «المولد» مع عادل إمام، كما شارك بصوته في مسلسل الأطفال الشهير «بوجي وطمطم»، وبدأ الراحل مسيرته الفنية في سن متأخرة للغاية حيث بدأت حياته الفنية في سن الـ50 عاما.