حفل تدشين جمعية الثقافة بالرياض: غاب الفن.. وكرم الفنانون

وعود بمزيد من التكريم خلال احتفالية في سبتمبر المقبل

تكريم الفنان الكبير سعد خضر و تكريم الفنان السعودي علي إبراهيم
TT

لم تكتمل فرحة الفنانين السعوديين من الرعيل الأول في حركة الدراما بالعاصمة الرياض بتكريمهم في مستهل حفل تدشين النشاطات الثقافية والفنية للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، لما شهده الحفل من إلغاء لفقراته الموسيقية، التي كان من المقرر أن تشتمل على ما يقارب 13 فقرة موسيقية وغنائية، بناء على توجيهات حكومية بمنع أي فقرة من تلك الفقرات الموسيقية، مما أثار ارتباكا لدى اللجنة المنظمة للحفل، وتذمرا من المدعوين والحضور للحفل.

وأوضح الدكتور محمد الرصيص، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، لـ«الشرق الأوسط»، أن إلغاء الفقرات الموسيقية كان أمرا خارجا عن إرادتهم كمنظمين، موضحا أنه سبق الرفع للجهات ذات الاختصاص لأخذ الموافقة على تنظيم الحفل. ولم يتطرق الرصيص بالذكر للجهة التي أصدرت قرار منعهم من تقديم فقراتهم الموسيقية.

وقد كان مقررا أن تدشن جمعية الثقافة والفنون فرع الرياض أنشطتها لعام 2012 الحالي، وذلك بمركز الملك فهد الثقافي، حيث تضمنت فقرات الحفل أمسية فنية قدمت فيها الجمعية مقطوعات من التراث السعودي، مثل «على العقيق اجتمعنا» لمحمد علي سندي، و«أرسل سلامي» لسعد إبراهيم، و«غدار أعرفك يا بحر» لمحروس الهاجري، يؤديها نجم الخليج إسماعيل مبارك، إضافة إلى بعض الأداء الفلكلوري لعدد من مناطق المملكة.

وحول تكريم عدد محدد من الشخصيات الفنية الدرامية السعودية أشار الرصيص إلى أن فقرة التكريم اقتصرت على من خدموا الحركة الفنية الدرامية بمدينة الرياض، أيام الثمانينات والتسعينات الهجرية، مؤكدا كذلك على أن التكريم سيشمل عددا أكبر ضمن احتفالية ستقيمها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في سبتمبر (أيلول) المقبل احتفاء بمرور 40 عاما على تأسيس الجمعية.

وبين الرصيص أن النهوض بالحركة الفنية والثقافية في السعودية ليس من صميم عمل الفنانين أو المثقفين، موضحا أن دورهم ينحصر في تقديم التوصيات، وأن التنفيذ يتعلق بأصحاب القرار الحكومي، لافتا إلى ما شهده الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين والذي احتضنته العاصمة الرياض خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، حيث كانت أبرز المطالبات الفنية للفنانين السعوديين تتمثل في العمل على إنشاء أكاديمية للفنون.

وأشار الرصيص إلى أن أكاديمية الفنون كانت ضمن توصيات الملتقى الأول للمثقفين السعوديين، مشيرا كذلك إلى أن تلك الأكاديمية تم النص عليها صراحة في خطة التنمية للدولة، حيث تمت الإشارة إليها في الخطة التنموية السادسة للبلاد، ويرى أن مطالباتهم تعد مطالبات شرعية، مستغربا من كون تلك الأكاديمية لم تر النور على الرغم من الوصول في خطط التنمية للخطة العاشرة.

وألقى الرصيص باللائمة على وزارة الثقافة والإعلام السعودية لكونها الجهة المسؤولة عن تنفيذ القرارات وصناعتها على المستوى الثقافي والفني، مؤكدا أنه في ظل غياب البنى التحتية للحركة الفنية والثقافية محليا، فإن تلك الحركة ستبقى أشبة بالمشلولة بحسب وصفه، لافتا إلى أن مشروع الأكاديمية يعد من المشاريع المتعثرة أسوة بعدد من المشاريع الحكومية المتعثرة.

من جانب آخر، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام لوكالة الشؤون الثقافية على عدم تلقي وزارته أي دعوة رسمية من قبل إدارة جمعية الثقافة والفنون لرعاية حفلهم، مؤكدا على أن جمعية الثقافة والفنون لها استقلاليتها الإدارية، لافتا لعدم حضور أي من مسؤولي الشؤون الثقافية بالوزارة بصفته الرسمية. وكان عدد من الفنانين وأعضاء جمعية الثقافة والفنون تذمروا من عدم حضور أي مسؤول من وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية لحفل تدشين الأنشطة، فيما اتهم البعض منهم أولئك المسؤولين بالهروب بعد علمهم بقرار المنع للفقرات الموسيقية بحفل الافتتاح.

يشار إلى أن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون أطلقت حزمة من البرامج والأنشطة الفنية والثقافية، والتي تأتي ضمن خطتها الاستراتيجية لتفعيل دورها المجتمعي في مجال الفنون والثقافة بمختلف مشاربها، فيما تضم الجمعية ما يقارب 16 فرعا لها في أرجاء السعودية. وكشف النقاب عن تنظيم فرع الجمعية بالرياض لبرامج ومناشط من أبرزها دورات في الفنون المسرحية والتشكيلية، والخط العربي، والمقامات الموسيقية، بالإضافة لمعارض فنية متعددة.