الأنظمة قليلة الخبرة كسولة التجربة

TT

> تعقيبا على مقال وفيق السامرائي «إنها الحرب.. باردة وصدام مباشر»، المنشور بتاريخ 27 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: لم تعد هناك حروب تعتمد على عدد النفوس أو كبر وصغر الدولة، والنيران المباشرة لم تعد هي الحل الوحيد لكسر الخصم وتحقيق الانتصار على الأرض، بل حلت محلها حروب باردة لكنها أكبر تأثيرا من قنابل نووية، خصوصا الحرب الإعلامية والمخابراتية. وها هي أميركا تفرض نفوذها بمجرد أن سحقت العراق عسكريا، فقد سقط الشرق في يد أنظمة سياسية ستكون المنفذ الدقيق لكل مخططاتها في المنطقة والحارسة لمصالحها، إذ إن هذه الأنظمة المستحدثة قليلة الخبرة حلت محل أنظمة سياسية محترفة قادرة على المحاورة والمناورة وفرض الشروط السياسية. ويبدو أن المخطط الأميركي كان متعدد ومتنوع السيناريوهات، فبعد أن اجتاح العراق سهلت الأمور، وتهيأت الفرص للخطوات التالية، ففتحت حدود العراق، وجرت على أرضه معارك وتصفيات سياسية حفزت الرأي العام العربي، وزُرعت في أوساطه أبواق مدربة بشكل جيد لاستثارة المشاعر، ثم اشتعلت ثورات الربيع العربي. وسحبت أميركا الدعم عن الأنظمة الصديقة! وبعد أن انتهى دورها، بدأت في تنفيذ فصل جديد. لقد كان احتلال العراق مصيدة للنظامين السوري والإيراني، حيث سحبا إلى فخ محكم فادى سلوكهما الأحمق إلى حتمية سقوطهما الوشيك.

مازن الشيخ – ألمانيا [email protected]