مايا نعمة: الشهرة وجمع المال أكثر ما يهم بعض الفنانات

نجمة «ستار أكاديمي» تنتظر «رخصة» تعليم فن الرقص في لبنان

TT

تحاول مايا نعمة أن تكسر الصورة النمطية التي يعرفها الناس عن الفنانة، فهي تدرّس مادتي الموسيقى والرقص في منطقة صور، وتعمل حاليا على بناء معهد خاص بها، وتقول في هذه الصدد «درست التربية الموسيقية وأحمل شهادتين في العزف على البيانو، وأستعد قريبا للحصول على رخصة لتعليم فن الرقص. أعرف جيدا حجم العذاب الذي تكبده أهلي من أجل تعليمي وتثقيفي، ويهمني أن أخدم الجنوب فنيا، لأن دور الفنانة لا يقتصر على الغناء وجمع المال والقيام بالاستثمارات، بل عليها أيضا أن تخدم وطنها، وأن تعمل من أجل تحسين المنطقة التي تنتمي إليها. يوجد في الجنوب عدد كبير من الفنيات الموهوبات، ولست الفنانة الوحيدة الموهوبة في منطقتي، ولذلك أتوقع أن تبرز في المستقبل مواهب عديدة مثلي بل حتى أفضل مني».

وتنفي نعمة أن يكون عدم الإقبال عليها كمغنية هو السبب الذي جعلها تتجه نحو تعليم الفن قائلة «من المعروف أنني الفنانة الوحيدة التي أكملت تعليمها الجامعي من بين فنانات (ستار أكاديمي)، بينما الأخريات كرسن كل وقتهن للفن، ولكن للأسف لم تبرز أي منهن في مجال الغناء. كان يهمني كثيرا أن أثقف نفسي وأن أطور تجربتي، وأعتقد أنه بإمكان أي فنانة أن تفعل مثلي، لأن عملنا كمغنيات يقتصر على الغناء ليلا، كما أنه ليس بإمكان أي فنانة أن تحيي أكثر من أربع حفلات شهريا، بالإضافة إلى ظهورها الإعلامي المكثف. لذلك وإلى جانب كل هذه الأشياء، يمكن أن تكون لديها انشغالات أخرى، وأن تعمل من أجل تنشيط حياتها الاجتماعية، وأن تحقق إنجازات في ميادين مختلفة، وألا يكون الغناء هو الإنجاز الوحيد في حياتها. ولأنني من الأشخاص الذين يفضلون أن يعملوا في أكثر من مجال في وقت واحد، فقد فكرت ببناء معهد خاص بي، قسم منه مخصص للرقص، وقسم آخر للموسيقى، كما أنه يضم أيضا ناديا رياضيا».

وتؤكد نعمة أنها راضية تماما عن كل ما حققته غنائيا «أنا أدرس خطواتي الفنية جيدا وأعمل على تنفيذها بهدوء وترو. كل الفنانين الذين وصلوا إلى النجومية بسرعة ما لبثوا أن اختفوا عن الساحة بسرعة أكبر، بينما راغب علامة ونوال الزغبي ونجوى كرم احتاجوا إلى وقت طويل قبل أن يصلوا إلى المرحلة التي هم عليها اليوم. لا أعتقد أنه توجد فنانة غيري طرحت خمس أغنيات خلال سنتين، كما أنني سوف أقوم قريبا بتصوير أغنية جديدة من إنتاج شركة (نيو وايف) التي أملكها وزوجي وليد المسيح. أنا في أوائل العشرينات، وما قدمته حتى الآن ليس بقليل، كما أن الناس يعرفونني جيدا، ويرددون أغنياتي، ولديهم فكرة عن المشروع الذي قدمته مع الإعلامي المقعد فادي الحلبي، الذي رافقني بالرقص على كرسيه المتحرك. لست (أي فنانة) خطر لها أن تطرح أغنية، بل أنا فنانة حقيقية أكملت تعليمها وثقفت نفسها فنيا».

كيف هن الفنانات الأخريات، من وجهة نظر مايا نعمة، وما الذي لا يعجبها في تجاربهن؟.. عن ذلك قالت «أفضل أن تتحدث كل فنانة عن نفسها! عادة أنا لا أفكر في الأخريات، وكل ما يهمني هو أن أطور نفسي وتجربتي. لا أريد أن أبدد طاقتي في التفكير في الفنانات الأخريات أو الحكم عليهن، لأنني في الأساس لم أصل إلى مرحلة تقييم تجارب الفنانين. كل فنانة لديها أسلوبها وخطها، ولا أستطيع أن أحدد ما يعجبني أو ما لا يعجبني في أي فنانة، لأن تلك الفنانة قد تكون ناجحة ولا تجيد الغناء، ولكن ذكاءها هو الذي جعل منها نجمة، أو لأنها تلقت الدعم من شخص ما أو جهة معينة، وفي مثل هذه الحالة لا يمكنني سوى أن أصفق لها. أكثر ما يهم بعض الفنانات هو الشهرة وجمع المال، وفي المقابل هناك عدد كبير ممن يملكون الموهبة لا تتاح أمامهم الفرصة لكي يعبروا عنها، ربما لأن الناس يركزون على الشكل الخارجي وليس على الموهبة. المعايير تغيرت، وفي وقتنا الحالي، من لا يملك الجمال هو الذي يصل، وأصحاب المواهب يقبعون في بيوتهم، ويوجد لدي أصدقاء كثر تخرجوا في المعاهد الموسيقية لكنهم بدون عمل».

ولأن تقديم استعراض بمواصفات عالمية هو حلم مايا نعمة، فإنها توضح «هذا الحلم بدأ يتحقق لأنني بدأت بالتحضير له، وهو سيكون شبيها باستعراضات بيونسي ومادونا، بمرافقة فرقة كبيرة جدا وبإنتاج ضخم، وربما نقيمه في قاعة (البيال) أو في كازينو لبنان، لأنه سيضم عددا كبيرا من الراقصين والراقصات اللبنانيين. بصراحة أنا أشعر بالاستغراب لأن بعض الفنانات اللبنانيات، يستعن بمدربي رقص وراقصين أجانب ويدفعون لهم ألوف الدولارات من أجل أن يشاركونهن الفيديو كليبات، بينما هناك مدربو رقص مبدعون في لبنان وأنا واحدة من بينهم، ورغم ذلك فإننا في النهاية لا نشاهد في تلك الأعمال سوى استعراضات سخيفة. وهذا يعني أن الأجانب يضحكون عليهن، بينما هؤلاء الفنانات يظهرن في الإعلام ويتشدقن بالتعاون مع هؤلاء لمجرد أنهم أجانب، ولذلك أنا أتمنى عليهن أن يلتفتن إلى هذه الناحية وأن يفتحن عيونهن جيدا. الفنانة الاستعراضية لا تنتظر موعد تصوير فيديو الكليب لكي تتعلم بعض الحركات لتقدمها فيه، بل الأجدى أن تتلقى دروسا في الرقص، لكي تطور نفسها، فذلك أفضل من البهدلة التي نشاهدها في الفيديو كليبات».

ولأن مايا نعمة هي آخر الفنانات الوافدات إلى عالم التقديم، فهي تنفي أن تكون الغيرة هي التي دفعتها إلى خوض التجربة من خلال برنامج «تالنت تين»، وتضيف «المخرجون هم الذين يطلبوننا لتقديم برامج خاصة بالغناء، أي برامج لها علاقة بمجال اختصاصنا. فنحن لا نحشر أنفسنا في البرامج السياسة، ولو فعلنا ذلك فلا شك أننا سنضيع. هم اتصلوا بي وتوسلوا إلي، لأنهم وجدوا أن التجربة تناسبني. ومن بين المغنيات اللواتي خضن التجربة، تلفتني تجربة مايا دياب لأنها جميلة جدا، عدا عن كونها ذكية ومهضومة، أما أنا فـ(كتكوتة وفرفورة)».

في المقابل تؤكد مايا التي خاضت أيضا تجربة التمثيل من خلال مسلسل «فادي وراضي» أنه لا يوجد في حياتها مكان له «لا أحب التمثيل، وهو يحتاج إلى جهد ووقت وطاقة، وأوقاتي موزعة بين الغناء والمعهد والتقديم».