توتر المشهد السياسي بمصر يلقي بظلاله على أفلام منتصف العام ويوقف أعمالا جديدة

صناع السينما والتلفزيون يشكون من ضعف الإيرادات

الفيلم السينمائي الجديد «واحد صحيح» ضحية الأوضاع السياسية الحالية
TT

حالة من الركود تسيطر حاليا على دور العرض السينمائية في مصر، خاصة تلك التي تقع في منطقة «وسط البلد» التي تتميز بوجود الكثير من السينمات الشهيرة، وذلك في ظل الأحداث المشتعلة حاليا في الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية واعتصام الثوار في ميدان التحرير، وعقب أحداث مجزرة بورسعيد التي لقي فيها 74 فردا مصرعهم، وهو ما أثر أيضا على توقف تصوير بعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية.

وتراجعت إيرادات الكثير من الأفلام المعروضة في موسم منتصف العام الدراسي ولم تحقق الإيرادات المتوقعة منها. وبحسب مدير سينما كوزموس، أحمد حسنين، يشهد شباك التذاكر في الوقت الحالي حالة من عدم الاستقرار لم تشهدها من قبل، مبينا لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم حدوث انتعاشة مع منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي في الإيرادات، وذلك مع طرح أفلام جماهيرية ومواكبة ذلك لعطلة منتصف العام الدراسية، فإنه مع التطورات الأخيرة باتت دور العرض مشلولة تماما، وأثرت أحداث التحرير على إيرادات الأفلام التي تعرض حاليا».

ويعد الفنان هاني سلامة أكثر المتضررين من عرض فيلمه «واحد صحيح» في موسم إجازة منتصف العام، الذي لم يحقق سوى 4 ملايين جنيه ونصف المليون، حقق نصفها في أسبوعين فقط منذ بدء عرضه وتراجعت إيراداته يوما تلو الآخر.

ويؤكد المنتج أحمد السبكي لـ«الشرق الأوسط» أن شباك التذاكر تأثر سلبيا باشتعال الأحداث في ميدان التحرير، ولم تفلح الضجة التي أثيرت حول الفيلم والتي تتعلق بتضمنه ألفاظا خادشة للحياء والدعاية المكثفة له في جذب الجمهور، الذي انشغل بمتابعة جلسات مجلس الشعب، ومتابعة تطورات المشهد السياسي.

ولم يحقق الثنائي تامر حسني ومي عز الدين النجاح المتوقع منهما في فيلمهما السينمائي «عمر وسلمى 3»، حيث حقق نحو 10 ملايين جنيه إيرادات، وهو أقل من الرقم الذي حققه الجزآن السابقان من الفيلم نفسه، اللذان عرضا منذ عدة سنوات في دور العرض، حيث وصلت إيراداتهما نحو 25 مليون جنيه، بل نال الفيلم انتقادات شديدة، وكان معظم جمهوره من المراهقين والمعجبين بالجزأين السابقين.

ورغم تميز فيلم «بنات العم»، بطولة الثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد، وتضمنه وجبة كوميدية ساخرة، فإن الأحداث الأخيرة في مصر أثرت على إيرادات الفيلم التي لم تتجاوز بعد أسبوعين من عرضه المليون جنيه.

من جهة أخرى، ألقت الأحداث السياسية بظلالها على الأعمال التي يجرى تصويرها، مما أدى إلى توقفها بشكل مؤقت حتى هدوء الأحداث. كان أول هذه الأعمال فيلم «المصلحة» الذي يقوم ببطولته كل من أحمد السقا وأحمد عز، حيث أشارت مخرجته ساندرا نشأت لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «العمل في الظروف القاسية التي تمر بها مصر هذه الأيام غير مُجد، حيث فقد الجميع القدرة على التركيز بسبب الحالة النفسية السيئة التي يعيشها الجميع».

نفس الحال تكرر مع فيلم «جيم أوفر»، الذي تقرر وقف تصويره، وهو من بطولة الفنانة يسرا، إلى جانب مي عز الدين، التي توضح أنها منذ أن وقعت أحداث بورسعيد وهي تعيش في حالة من الاكتئاب، هي وكل فريق عمل الفيلم. كذلك أعلن الحداد الفنان مصطفى قمر، الذي أوقف تصوير فيلمه «لحظة ضعف».

المسلسلات الدرامية لم تكن ببعيد عن سخونة الأحداث، حيث توقف تصوير عدد من الأعمال، من بينها مسلسل «خطوط حمراء» بطولة أحمد السقا ورانيا يوسف، التي تشير إلى أنها وفريق العمل أعلنوا الحداد وتوقف تصوير المسلسل حزنا على شهداء بورسعيد ووزارة الداخلية.

وتواجه الفنانة غادة عبد الرازق أيضا توقف تصوير مسلسلها «مع سبق الإصرار» الذي يشاركها بطولته الفنان ماجد المصري، وكذلك مسلسل «كاريوكا» الذي تقوم ببطولته الفنانة وفاء عامر والذي يجسد قصة حياة الراقصة المصرية الراحلة تحية كاريوكا، وقد تأجل البدء في تصوير مسلسل «الهروب» الذي يعد أولى البطولات المطلقة للفنان كريم عبد العزيز، بعدما تم الإعلان عن انعقاد مؤتمر صحافي للحديث عن تفاصيله، إلا أن وقوع مجزرة بورسعيد دفع صنّاعه للبدء في تأجيل أول مشاهده.

كما توقف أيضا مسلسل «النار والطين» للفنانة الأردنية ميس حمدان، تماما مثلما حدث مع مسلسل «ورد وشوك» بطولة صابرين وأحمد خليل وداليا مصطفى، حيث إن الساعات التي تم تصويرها منه لم تتجاوز الثلاث ساعات فقط.

وقد تأجل كذلك البدء في تصوير مسلسل «ويأتي النهار» للفنانين عزت العلايلي وعمرو واكد وفردوس عبد الحميد، ومن تأليف مجدي صابر وإخراج محمد فاضل، حيث كان من المزمع البدء في تصويره أوائل الأسبوع الماضي، إلا أنه توقف حتى تهدأ الأوضاع، وهو نفس القرار الذي اتخذته أسرة مسلسل «أشجار النار» الذي يقوم ببطولته فتحي عبد الوهاب وعلا غانم وعبير صبري.

وعلى الرغم من بدء جلسات العمل بين الفنانة فيفي عبده والمؤلف حسين مصطفى محرم استعدادا للبدء في تصوير الجزء الثاني من مسلسل «كيد النسا»؛ فإن بدء التصوير قد تأجل لأجل غير مسمى، وهو نفس مع حدث في مسلسل «مولد وصاحبه غايب» الذي تشارك فيه فيفي أيضا، لكن هذه المرة مع المطربة اللبنانية هيفاء وهبي، في أولى التجارب التلفزيونية لها.

ومع قيام الفنانة شريهان بتوقيع عقد مسلسل «دموع السندريلا»، إلا أن وقوع أحداث بورسعيد حالت دون بدء العمل. كما توقف مؤقتا العمل على مسلسل «ابن موت» للفنان خالد النبوي، كما لم يتم الإعلان أيضا حتى الآن عن موعد البدء في تصوير مسلسل «باب الخلق» للفنان محمود عبد العزيز رغم اكتمال فريق العمل.