علي عسيري: منع قصيدتي شرف لي.. والأغنية الخليجية تدهورت بعد احتلال الكويت

وزارة الثقافة والإعلام ترفض فسح قصيدته.. والشاعر يناشد الوزير

الطبعة الخاصة بالسوق السعودية
TT

استغرب الشاعر السعودي علي عسيري من موقف قسم الفسوحات في وزارة الثقافة والإعلام السعودية من عدم فسح قصيدته «أنا ومريم والمسيح» التي ينوي طرحها في ديوانه الصوتي الجديد بجانب تسع قصائد أخرى له.

والغريب في الأمر، أن الشاعر عسيري سيقدم ألبومه الصوتي في السوق السعودية بدون قصيدة «أنا ومريم والمسيح»، فيما سيقدم القصيدة في طبعة منطقة الخليج والوطن العربي، ويحتوي على عشر قصائد شعرية بمصاحبة آلات موسيقية وعزف على آلة العود نفذها الملحن القطري الكبير مطر علي.

وقال علي عسيري لـ«الشرق الأوسط»: «بعد كل هذه الأوضاع والانفتاح الفكري الذي نعيشه لم أكن أتوقع أن يمنع فسح هذه القصيدة أبدا، وحين سألت الموظف الخاص في قسم الفسوحات قال لي «أنت تمجد المسيح» تفاجأت من رده وعلمت أنه لا يدرك أن القرآن الكريم في آياته يمجد المسيح». وأضاف: «أنا أدرك أن وزير الإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه يعاني كثيرا في هذه المرحلة من ضغوطات لأنه شخصيه انفتاحية وقدم الكثير للإعلام السعودي وأسهم حتى في رفع قيمة القنوات التلفزيونية لأنه رجل أديب وشاعر ولديه إلمام كبير بالثقافة والشعر وهو محب له، لكنّ هناك مسؤولين غير أكفاء ليس لهم أي إلمام بالأدب والشعر، أنا أناشد الدكتور عبد العزيز خوجه الاهتمام أكثر بقسم الفسوحات في السعودية وتخصيص ناس أكفاء». ويستمر علي عسيري في حديثه: «كنت أتوقع أننا تجاوزنا هذه المرحلة بكثير، ولكن في الوقت نفسه عدم فسحهم لألبومي أعتبره فخرا وأنا أشكرهم على ذلك لأن منعي سيسهم في انتشار الألبوم، عموما سأسعى في الفترة المقبلة إلى إهداء نسخ من ديواني الصوتي إلى الدكتور عبد العزيز خوجه وأنا متأكد أنه سيرد اعتباري».

وعن تأخره في تقديم أعماله، أكد عسيري أنه متوقف عن الساحة الغنائية في هذه الفترة وقال: «أنا في عالم آخر بعيد عن هذا العالم لأنه في عالم غير مريح وعالم لا تحس فيه بالأمان كما ترى الكل يأكل الآخر، عالم غير منطقي، لذلك من الواجب أن نتوقف قليلا عن الغناء». وعما ذكره الشاعر خالد المريخي في حديثه الأخير لـ«الشرق الأوسط» أن الأغنية الكويتية فقدت توهجها في الآونة الأخيرة، رد علي عسيري: «أنا لا أتفق مع حديث المريخي هو له رأي يخصه ولديه مشكلة مع الإخوة الكويتيين، لكن الأغنية الخليجية كلها تدهورت بعد احتلال نظام صدام حسين للكويت، وهذا شيء طبيعي بعد كل الحروب أن تتدهور الأغنية الخليجية، أنا أرى أنه ليس الأغنية الخليجية فحسب بل حتى العربية، والآن كما ترى هناك ابتعاد فني وتوقف من القائمين على الفن عن تقديم نشاطهم لأنه يوجد غباء غير إنساني، يوجد أناس مع الأسف منا وفينا لا يهمم أي شيء غير القتل والدمار وإعادتنا إلى الوراء و(بشار) أكبر مثال على ذلك، وأتوقع أن القتلى في سوريا أكثر بكثير من المعلن الآن عبر القنوات الإخبارية».

وعن توقف الفنانين عن طرح ألبوماتهم في الفترة الحالية بسبب الأوضاع السياسية، تحديث عسيري: «بصراحة أشكرهم كثيرا على موقفهم، وأشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على موقفه الإنساني بإيقاف الأوبريت الوطني لمهرجان الجنادرية».

وامتدح علي عسيري نجوم الأغنية السعودية، حيث قال «بصراحة أهم اثنين لدينا هما راشد الماجد الذي يملك ذكاء فنيا فطريا، فهو من أذكى الفنانين في الوطن العربي وأسلوبه بالابتعاد عن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هو أسلوب ذكي للغاية ويسهم في تشويق الجمهور إليه وطبعا لا أنسى أهم صوت أنجبته السعودية وهو الفنان عبد المجيد عبد الله ولا يوجد صوت نقي مثله، وعبد المجيد وراشد الماجد هما «رمانة الميزان» فيما أرى أن الفنان العراقي كاظم الساهر لا يزال يقدم القصيدة بأسلوبها الصحيح وكما شاهدت الحضور الجماهيري الكبير له على خشبة مسرح قرطاج لأنه فنان كبير يجيد كسر قاعدة «الجمهور عاوز كده».

وعن عدم توقف نشاطه مع رفيق دربه وتوأمه الملحن السعودي ناصر الصالح واتجاه الأخير لتلحين قصائد الشاعر عبد الله أبو راس: «أنا وناصر الصالح أكثر من أخوين ونحن معا منذ 25 عاما ونحن هكذا نعمل وفي كل تلك الفترة ناصر يعمل معي ومع غيري من الشعراء وهذا شيء جميل أنا كنت أشجعه لذلك يعطي المجال لتقديم شيء جميل ومختلف لكن أعمالي التي أقدمها ذات نفس طويل وما يقدمه الصالح من ألوان خفيفة لا تناسبني وتناسب مثلا عبد الله أبو راس وغيرهم من الشعراء، وبالمناسبة عبد الله أبو راس الآن يعتبر من أميز وأفضل الشعراء في الوقت الحالي هو والشاعر عبد الله الأسمري». فيما امتدح عسيري الأصوات السعودية الشابة التي ظهرت أخيرا وخص بالذكر الفنان الشاب تركي وأيضا الفنان نايف البدر الذي قال عنه إنه ابن مدرسة الغربية فهو يذكره بأسلوب طلال مداح والفنان عبد الله محمد. وعن الأعمال القريبة إلى قلبه يقول عسيري: هناك أعمال كثيرة لا أحصيها ومنها «نعم 2000» و«وكان ودي نلتقي» و«يانسي العشرة» و«المدينة» وغيرها الكثير ولكن أقربها إلى قلبي هي قصيدة «النورس» وهي فعلا تعيش وقائع طائر النورس، وعلى الرغم من عدم ظهورها الرسمي وتنقلها إلا أنها أخذت صيتا كبيرا في المنطقة، و«النورس» يعيش هموم الناس يتنقل من مكان إلى الآخر لا يمكن أن تأسره لأنك إذا أسرته مات وهي الحالة التي تعيشها هذه القصيدة «النورس».