راغب علامة: أعاني من افتقاد السلام ولا ألوم نجوى كرم على موقفها مع هيفاء وهبي

الفنان اللبناني قال لـ «الشرق الأوسط»: هنا مكان أحلام المناسب.. وما يحصل بيننا ليس مفتعلا

راغب علامة
TT

قال الفنان اللبناني راغب علامة إنه «يحق لوزير الثقافة التونسي أن يقرر من سيشارك في مهرجانات قرطاج»، وذلك تعليقا على تصريحه الأخير الذي أعلن فيه أنه يرفض اشتراك كل من نانسي عجرم وإليسا وفضل شاكر في مهرجانات قرطاج، معتبرا ذلك بأنه يدخل ضمن الصلاحيات المعطاة له، وأشار راغب علامة إلى أنه ليس متعصبا للبنان، بل للإنسان عامة، ولكنه فخور بلبنانيته، وأضاف: «عندما رفضت أن يتم تشبيه السيدة فيروز بالمطربة شيرين عبد الوهاب جاء ذلك من مبدأ أن فيروز لا يمكن تشبيهها بأحد».

وعن السبب الرئيسي الذي دفعه للموافقة على المشاركة في برنامج «آراب أيدول» ردّ راغب علامة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن سبب موافقتي يعود بالتحديد لأهمية قناة «إم بي سي»، وللدور الريادي الذي تلعبه في العالم العربي، ولأنني أعرف مسبقا أنها لا تقدم على أي عمل تلفزيوني غير قيّم، كونها تضع فيه جميع الإمكانيات اللازمة لإنجاحه، كما أن العرض الذي قدم لي ككل جاء مناسبا ومواتيا لي ولمتطلباتي».

ووصف ما يجري بين أعضاء لجنة الحكم ومباشرة على الهواء بأنه «ليس مفتعلا، إلا أن المياه تعود إلى مجاريها فيما بينهم فور خروجهم من الاستوديو».

وأبدى راغب رأيه في المطربة أحلام، مشيرا إلى أنها «في مكانها المناسب»، وأنه نصح الموسيقي حسن الشافعي بعدم إظهار تعصّبه للأصوات المصرية، فعمل بالنصيحة.

وكشف راغب عن العرض الذي قدمته له قناة «إم بي سي»، مؤخرا للمشاركة في موسمين مقبلين للبرنامج، وأنه وافق حاليا على الموسم الثاني منه دون البت في الموسم الثالث. وعما إذا كان قد اطلع على النسخة الأجنبية للبرنامج للوقوف على كيفية التعاطي مع المشتركين، وعلى أجواء البرنامج ككل، أجاب: «لقد شاهدت حلقة واحدة منه فقط كي لا أتأثر بتصرفات أعضاء لجنة الحكم فيه أو بطريقة تعاطيهم مع المشتركين».

واعتبر صاحب لقب السوبر ستار أنه سعيد جدا بهذه التجربة التي يخوضها، والتي جعلته يكتشف أشياء لم يكن يعلم أنه يتمتع بها في داخله، وعندما استوضحته «الشرق الأوسط» عن طبيعة هذه الأشياء، قال: «كإجادتي مثلا الحكم على الآخرين بأسلوب القاضي العادل في حكمه، وهذا حلم لطالما راودني، لأنني أكره الظلم وأؤمن بأن لكل إنسان حقوقه ولا يجب أن يُحرم منها».

وعن هدوئه وطريقة تعاطيه مع مجريات وأحداث البرنامج بنضوج، قال راغب: «هذا أنا، وهكذا أتعاطى مع الأمور في حياتي اليومية، ولم أصطنع أي رد فعل أو موقف متأت عني، ولا أساير أحدا على حساب قناعاتي».

وكرر ما سبق وردده بأن الموسم الثاني من البرنامج سيحمل، دون شك، مشاركة لبنانية بامتياز، لأن الساحة اللبنانية فيها أصوات رائعة لم تتح لها الفرصة بدخول المسابقة في الموسم الأول من «آراب أيدول».

وتطرّق المطرب اللبناني إلى موضوع نجوى كرم، وقصة رفضها المشاركة في برنامج «ديو المشاهير» إلى جانب هيفاء وهبي، معتبرا أنه لا يلومها على تصرّفها هذا، وأن قرارها نابع دون شك من قناعة لديها، وأنه يؤيدها عليه. وعما إذا سبق واعترض على مشاركة أو إطلالة أحد الفنانين معه، قال: «أنا شخصيا نادرا جدا ما أعترض على إطلالة أي فنان آخر معي، والدليل على ذلك مشاركة عدد من الفنانين الصاعدين في حفلاتي لأن هذه الأمور لن تزيد أو تقلل من قيمتي».

وأشار إلى أنه يعاني حاليا من افتقاده للشعور بالسلام، طالما أن كل ما يحيط به لا يمت إلى السلام بصلة، وأن هناك من هو موجوع ومتألم ومريض ولا من أحد يساعده أو ينجده من مآسيه، في الوقت الذي يتحكّم بالبلد فعاليات سياسية لا تفكّر إلا في مصلحتها الخاصة، والطائفية مستشرية في نفوسهم.

وراغب، الذي انخرط في العمل البيئي منذ فترة، كانت له إطلالات إعلامية عدة تناول بها هذا الموضوع، ومن بينها مقابلة تلفزيونية في برنامج «كلام الناس» مع مقدمه مارسال غانم على شاشة «إل بي سي»، فتردد يومها أنه قد يشغل منصب وزير بيئة أو يترشح للانتخابات النيابية في لبنان، وقال في هذا الصدد: «لا لم أفكّر يوما في هذا المنصب، كما استبعد فكرة ترشحي للانتخابات النيابية في غضون القانون الحالي لها على الرغم من أني أحب العمل الاجتماعي. فالواصلون حاليا إلى هذا المجلس لم يقدموا أي أعمال نوعية أو يحققوا أي تغييرات ملموسة في لبنان تسهم في رفع الناس من الحفرة الاجتماعية التي يعيشون فيها. وفي رأيي أنه حتى لو تم اكتشاف النفط في لبنان فهو لن يعود بالخير على اللبنانيين، لأن أهل السياسة سيتقاسمون مردوده فيما بينهم».

وأردف قائلا: «لو فرضنا أنني قد أستطيع يوما ما تشكيل كتلة نيابية من أهل الفن، فإنني سأختار ماجدة الرومي ونجوى كرم وزياد الرحباني وعاصي الحلاني وجوليا ليشاركوني فيها، تحت عنوان (كتلة حقوق الشعب)». وفيما لو تبوأ مركزا سياسيا رفيعا في لبنان، فأكد أنه يقدم على هدم ثلاثة أرباع المباني فيه، لا سيما المصدعة منها، فيعيد بناءها على المستوى الهندسي المطلوب، آخذا بعين الاعتبار مقومات السلامة العامة فيها، وأضاف: «ما يهمني أيضا هو توسيع الشوارع، كما سأبني بيروت تحت الأرض، والأهم هو أنني أنشئ مواقف للسيارات وألغي المخازن التجارية (depot) في العمارات لأنها تتسبب بشكل عام في التلوث البيئي، كما أحاول إلغاء معظم إشارات السير بحيث يتم استبدل الأنفاق والدوارات بها».

ويضيف: «أقلص قانون الاستثمار، وأستحدث فرص عمل أكبر للناس، فأنا أحلم بلبنان شبيه بسويسرا الشرق؛ أليس هكذا ما كانوا يسمّونه في الماضي أم كذبوا علينا؟».

وأكد راغب علامة أنه لم يصبه الغرور يوما أو استعمل الأقنعة، وأن «الناس ليست (غشيمة)، وهي تستطيع معرفة حقيقة كل فنان مهما حاول إخفاءها». وردا عن سبب انحراف بعض الفنانين وانغماسهم في الغلط، قال: «كل شيء في هذا الموضوع يعود إلى التربية التي يتلقاها الفنان في بيته، وأنا شخصيا أحرص على التحدث مع أولادي دائما وتصويب الأمور لديهم، والإشارة إليهم عن رموز الخير والشر وكيفية التعاطي مع الناس واحترام الآخر، والأهم تحملهم مسؤولية أي عمل يقومون به، لأنهم سيحصدون دائما ما يزرعون، فلذلك يجب أن يكونوا صادقين لا يتصرفون إلا من خلال ذاتهم». ووصف الساحة الفنية حاليا بأنها مثقلة بالضياع، وذلك بسبب عدم وجود شركات إنتاج داعمة للفنانين، وأن شركة «روتانا» في شخص صاحبها، الأمير الوليد بن طلال، حسب رأيه، كانت الوحيدة التي ساندت الفنان العربي على الرغم من أنه شخصيا لم يتعاقد معها في حياته الفنية.

وأبدى رأيه، وبكلمات مختصرة، في الحب الذي يعتبره حالة إبداع فيما وصف الأبناء بالواجب أو الحب المقدس، وأن الكذب هو دلالة ضعف صاحبه، وأن المرأة هي لغز جميل. ولم يتوانَ راغب علامة، خلال اللقاء الذي أجرته معه «الشرق الأوسط»، عن إعلام متتبعيه عبر صفحة التواصل الاجتماعي «تويتر» بأنه يجري مقابلة صحافية معها طالبا من أحد مرافقيه أخذ صورة فوتوغرافيه له، ليرفقها بالتغريدة التي أرسلها بعد أن أصبح مشاركا في هذه الموقع الإلكتروني منذ أسابيع قليلة، وقال عن هوايته الجديدة هذه: «إنها تسنح لي الفرصة لأقف دائما على ردود فعل متتبعي أعمالي الفنية، وهذا النمط من التواصل بين الفنان والناس يولّد علاقة جميلة بيننا فيها الكثير من الود والتقرب». أما جديده فاختصره بأغنية من ألحان زميله الفنان ماجد المهندس، بعنوان «بدّي أسألك سؤال»، التي سيصورها قريبا بعد أن قدمها لأول مرة في برنامج «آراب أيدول»، على طريقة الديو، مع ملحنها الذي كان ضيف الحلقة.