بعد أن انتظر طويلا دخل الفنان السعودي الشاب محمد المشعل إلى عالم الغناء، من خلال عملين جديدين طرحتهما شركة «روتانا» دعما للمواهب السعودية الشابة. ومحمد المشعل، ابن المنطقة الشرقية ورغم صغر سنه فإن صالح الشهري وناصر الصالح راهنا على صوته منذ أكثر من 10 أعوام. ولكن محمد المشعل بنباهة عقله فكر عدم الاستعجال والتروي حتى يجيء الوقت المناسب لدخوله الساحة الفنية السعودية.
وفعلا وبعد نضوج صوته قدمه الملحن السعودي صالح الشهري إلى «روتانا» ليكون واحدا من فنانيها، حيث قدم له عملين؛ الأول لمهندس الكلمة الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن بقصيدة جديدة، بعنوان «يذكرني القمر ظلك»، وصاغ لحنها الملحن صالح الشهري، وتقول مطلع كلماتها:
يذكرني القمر ظلك عجب ياللي ظلالك نور وأنا اللي ما عرفت الليل لولا عتمة أهدابك حسبتك في السما شمس وعلى وجه السحاب طيور ونخيل باسق يشرب رضاك ويعطش عتابك وجلست أناظرك ما رف لي جفن تقل مسحور والعمل الثاني بعنوان «أحلى ما فينا»، من كلمات الشاعر سعود البابطين وألحان صالح الشهري. وتقول مطلع كلماته: أحلى ما فينا زعلنا ما يطول..
وإن بعدنا شوي.. فينا الشوق يسأل مهما نزعل.. من بعض.. نرجع حبايب..
مو حبايب بس.. لا.. وأكثر من أول يذكر أن الفنان محمد المشعل حاله فنية نادرة في السعودية، حيث إن وجوده في مسقط رأسه بالمنطقة الشرقية والتصاقه بصالح الشهري وناصر الصالح وجميع الشعراء في المنطقة الشرقية من بداية القرن الميلادي الجديد ساهم في ترديده أهم الأعمال العاطفية المكبلهة السعودية التي عرفت عربيا، حيث كان أشبه بحقل التجارب قدمت بصوته الكثير من الأعمال الشهيرة منها «بنت النور» و«اعترفلك» و«الأماكن»، وهي التي كان يؤديها المشعل أثناء تلحين الفنان ناصر الصالح لها. لذلك عاش محمد المشعل الأجواء الفنية الأصيلة بجانب عمالقة الأغنية السعودية وشرب منهم الأداء كثيرا، وفي نفس الوقت تحركت شجون المشعل وإحساسه بعد صدمته بوفاة والدته قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وهي التي كانت تلاعب مشاعره وتؤازره وتتمنى أن يحقق ابنها محمد طموحه، لذلك لا يزال المشعل حين يغني يضع صورة والدته في خياله.