كريم عبد العزيز: «الهروب» يعيدني للدراما التلفزيونية.. ورفضت أعمالا تدور حول الثورة

قال لـ : المسؤولية زادت على الفنانين المصريين بعد 25 يناير

TT

رغم نجاحه في السينما المصرية وتصنيفه ضمن نجوم الصف الأول بها؛ فإن الفنان كريم عبد العزيز لم ينس الدراما التلفزيونية، التي يراها بيته الذي شهد بداياته، وهو ما جعله يعود إليها بمسلسل «الهروب» الذي يصور مشاهده حاليا.

يوضح كريم لـ«الششق الأوسط» أن سعيه للعودة للأعمال الدرامية، ليس لمجرد الوجود وإنما لكونها تتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة ومختلفة عن جمهور السينما، لذا لم يتردد عندما عرض عليه الكاتب بلال فضل سيناريو «الهروب»، وعلى الرغم من ذلك، فإنه يبدي قلقه على الرغم من إعجابه الشديد بفكرة المسلسل التي تجمع باقة من الحالات الإنسانية.

وفي حواره، تطرق عبد العزيز إلى الوعكة التي ألمت به، لافتا إلى أنه كان يتمني لو كان موجودا في ميدان التحرير يهتف مع الشعب المصري في ثورته، حيث كان يتابع الأحداث وهو في غرفة العناية المركزة. وهذا نص الحوار:

* لماذا اخترت مسلسل «الهروب» للعودة به للدراما التلفزيونية؟

- منذ 8 سنوات وأنا أسعى للعودة إلى بيتي الذي شهد بداياتي، فكنت أبحث عن نص جيد للرجوع به، وعندما عرض علي الكاتب بلال فضل سيناريو «الهروب» وافقت على الفور، وقد كان سعيي للعودة للأعمال الدرامية لأن لها قاعدة جماهيرية عريضة ومختلفة عن جمهور السينما، فالتلفزيون في كل مكان في المدينة والقرية والشارع والقهوة؛ أي في كل ركن من حولنا.

* لكن من الممكن أن يكون سبب عودتك للتلفزيون تدهور حال السينما حاليا وقلة الإنتاج؟

- إطلاقا، ليس سبب عودتي للدراما هو قلة الإنتاج السينمائي، وللعلم، فقد تعاقدت مع شركة الإنتاج على المسلسل وفيلمي الجديد في وقت واحد، لكني اخترت تصوير المسلسل أولا كي ألحق بالماراثون الرمضاني، ثم بذلك أقوم بتصوير الفيلم، ورغم ذلك، فإنني لا أنكر أن السينما ليس حالها على ما يرام.

* وما قصة مسلسل «الهروب»؟

- «الهروب» يدور في إطار اجتماعي كوميدي عن حال المواطن المصري والمجتمع قبل ثورة «25 يناير (كانون الثاني)» وبعد اندلاع الثورة، بمعنى أنه يتناول الحياة قبل الثورة وبعدها، أي الربط بين الماضي والحاضر لشريحة من المصريين، لكننا لن نتناول موضوع مباشر عن الثورة، فأنا أرفض ذلك، فالثورة لم تكتمل حتى الآن ولم تتضح الرؤية حتى نقوم بإنتاج أعمال عنها. وفي رأيي أننا نحتاج 5 سنوات مقبلة على الأقل كي نستطيع أن ننتج أعمالا تدور حولها. وقد عرض علي العديد من الأفكار التي تدور حول الثورة، ولكني رفضت، ولكن على الجانب الآخر لو عرض علي عمل عن شهيد من شهدائها مكتوب بشكل واقعي، سأقبله علي الفور.

* معنى ذلك أن المسلسل سيناقش قضية جماعية، أم فردية، مثلما تقدم في أعمالك السينمائية؟

- محوري ليس الفرد، لكنها قضية مجتمع، فأنا سأجسد شخصية الشاب محمود الذي يتخرج من كليه الهندسة، ولا يعمل ولا يستطيع الزواج، وهو من طبقة متوسطة وليست له ميول سياسية، ولكنه يتعرض لحدث شخصي أثناء حدوث ثورة 25 يناير، مما يجعل حياته تنقلب رأسا على عقب، وما أود قوله أن «الهروب» يجمع باقة من الحالات الإنسانية والكوميدية، وشخصيتي فيه رمز للمجتمع ككل بكل مشكلاته وقضاياه، على عكس أعمالي السينمائية، وأعد الجمهور أن «الهروب» سيكون مفاجأة بكل المقاييس، لأنني في حالة انبهار من الموضوع، فالمؤلف بلال فضل أبدع في كتابة المسلسل، حيث يمتلئ العمل بالمشاعر والأحاسيس والكوميديا، والتركيز على قضايا نعيشها بشكل ساخر كعادة فضل في التناول.

* يشبه في التناول بعيدا عن المضمون مسلسل «أهل كايرو» الذي عرض منذ عامين؟

- لا يمت بأي صله لأحداث «أهل كايرو»، ولكن من الممكن أن يتشابها في مناقشة الأمور السياسية، فمسلسل «الهروب» قصة غير مباشرة تلعب على تيمة سياسية بشكل مختلف لمناقشة أزمات وقضايا يعيشها الناس، ويتم التطرق عبرها إلى مشكلات الطبقة المتوسطة وهموم البسطاء والمهمشين.

* لماذا لم تعد للدراما التلفزيونية بعمل بعيد عن السياسية في ظل كثرة موضوعاتها حاليا؟

- الأعمال السياسية الفنية تمس السواد الأعظم من الشعب المصري، فهي تناقش المشكلات والهموم، التي لا نستطيع أن نكتفي بمناقشتها فقط في وسائل الإعلام، وعلى الرغم من ذلك، فإنني أتفق أن الجمهور الآن متشبع من السياسية والمشكلات والأحداث في مصر، ومن كم البرامج التي تتحدث جميعها عن هذه المشكلات، ولذلك قررت أن يكون فيلمي المقبل كوميديا وبعيدا عن السياسية، وذلك لتعطشي لهذا اللون الفني الذي أعشقه، حيث كان آخر أعمالي الكوميدية فيلم «محطة مصر» منذ عدة سنوات.

* هل أنت قلق من العودة للدراما التلفزيونية؟

- بالطبع قلق للغاية، وعلى الرغم من إعجابي الشديد بفكرة المسلسل، فإنني أفكر مرارا وتكرار في التجربة، وأنا متوتر جدا، فغلطة التلفزيون لا تغتفر لدى الجمهور.

* ما رأيك في الأعمال السينمائية التي عرضت بعد الثورة؟

- للأسف، لم أتابع أي عمل الفترة الماضية نتيجة مرضي، لكني متفاءل، وبلا شك سيحدث تغيير في كل المجالات ومنها المجال الفني بالتأكيد.

* تزامنت الوعكة التي تعرضت لها مع أحداث ثورة 25 يناير، ودعتك لمغادرة مصر لرحلة العلاج، فماذا عن موقفك، إن لم تكن قد تعرضت لهذا المرض، من النزول لميدان التحرير؟

- بالطبع، كنت سأكون مع الشعب، فالفنان لا ينفصل عن الناس، وكنت سأنزل إلى ميدان التحرير دون تردد، فالفنان هو نبض الشارع، وهو الذي يعبر عن مشكلاته وهمومه ويعبر عن آرائه، والوصول للمسؤولين وإيصال صوتهم بشكل وبآخر. وما يؤكد كلامي أنه أثناء الثورة لم تسلط الأضواء على السياسيين ولا أي أحد من الشخصيات العامة، ولكنها سلطت بشكل كبير على الفنانين، وهذا دليل على تأثير الفن على الشارع وتأثر الجمهور بالفنان.

* لكن التركيز على الفنانين أضر بكثيرين منهم؟

- ما حدث هو حالة من عدم الاتزان، فالبعض أخطأ بسرعة إبداء رأيه دون الانتظار لفهم الموقف جيدا، وقبل أن تكتمل الصورة، والبعض أعلن موقفه بكل صراحة، وآخرون صمتوا لعدم الاتزان والاستقرار الذهني، لكني أنا ضد ما يسمي «القوائم السوداء» ولا أؤيدها على الإطلاق. وأرى أن المسؤولية زادت على الفنانين المصريين بعد الثورة، فعليهم أن يختاروا الموضوعات التي تناسب هموم المرحلة الجديدة، فالمطالب تغيرت شكلا ومضمونا، ولا بد من مواكبة هذه الفترة بعد اتساع دائرة الحرية بشكل أكبر في ما يخص الإبداع والانطلاق في الكتابة، وهذه مسؤولية المؤلفين بعد أن انتهى عصر الخطوط الحمراء.

* كونك ترى أن الفنان هو نبض الشارع، فهل تؤيد فكرة ترشح فنان للرئاسة، مثلما حدث في أميركا ووصل ريغان لرئاستها؟

- أنا مع أي ترشح من أي شخص سوء كان فنانا أو مواطنا عاديا، ما دامت مواصفات للمنصب، وأنا سأكون مع الشخص الذي يريد العمل لصالح البلد، لأنه حان وقت العمل والاجتهاد للصالح العام وليس للصالح الشخصي، والبرنامج الانتخابي هو الفاصل في من سأعطيه صوتي.

* وكيف تابعت الأحداث وأنت خارج مصر؟

- كنت أتابع كل الأحداث وأنا في غرفة العناية المركزة، ولا أنسى لحظة أن أبلغني الطبيب أني في المرحلة الأخيرة من حياتي، فوقتها فكرت في أولادي وزوجتي وعائلتي وبلدي، وهذه المحنه جعلتني أعيد حساباتي وأرى الناس التي تحبني بشكل مختلف، والآن أهتم بصحتي من أجل الذين يحبوني.

* مع خلال ردودك، لاحظنا اهتمامك بما يدور حولك، فهل من الممكن أن تنضم لأي حزب أو تيار سياسي؟

- لا يمكن، فأنا غير موهوب في السياسة، ولا أعرف شيئا غير العمل في الفن، واتجاهاتي معروفة للجميع.