أحلام: بعض الناس لا يحبون محمد عبده لأننا نعيش عصر السرعة.. وأنا ونوال فقط في الخليج

قالت: إن وجودي في «آراب آيدول» منحه دعما كبيرا ولا أهتم بالشامتين.. وما فعله فضل شاكر «عيب»

أحلام: محمد عبده هرم الغناء..
TT

عندما اختارت الفنانة أحلام أن تكون عضو لجنة تحكيم في برنامج «آراب آيدول» كانت تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها في استبعاد بعض المواهب وإيصال مواهب أخرى إلى النهائيات، حيث قالت: «لا شك أننا كلجنة تحكيم نتحمل المسؤولية، والمؤسف أننا متعصبون جدا في العالم العربي، لأن أهل الأردن يريدون أن يحمل اللقب المشترك الأردني، وأهل مصر يريدونه للمشترك المصري، وأهل السعودية للمشترك السعودي، وعندما يغادر مشترك معين البرنامج، نحن من يتحمل المسؤولية ونحن من يصلنا الكلام والتعليقات. ولكن بالنسبة إلي شخصيا، فأنا كنت صادقة جدا مع نفسي ولم أهتم لجنسية أي مشترك، بقدر اهتمامي بصوته، وحضوره، ورغبتي بأن يفوز مشترك معين أو أن يحصل على بطاقة إنقاذ».

وهل ترى أحلام أن المشتركين الثلاثة الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية هم أفضل المشتركين؟ قالت: «كلنا مقتنعون بذلك ولكن أنا شخصيا كنت أتمنى أن تكون المشتركة المغربية بينهم، لأنها صاحبة صوت رائع، وإن كان هناك مشترك واحد هو الذي سوف يفوز باللقب (آيدول)».

أوضحت أحلام أنها خاضت تجربة المشاركة في برنامج «آراب آيدول»، لأن «(MBC) شركة كبيرة واسم كبير، دافعت عن تجربتي أصالة في التقديم ونجوى كرم كعضو لجنة تحكيم في برنامج (آراب غوت تالانت) هذا ليس خطأ، مثلا برنامج (آراب آيدول) يحقق أعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي، وهذا يعني أن وجودي فيه منحه دعما كبيرا».

ولكن هل يمكن أن تستثمر نجاحها وراغب علامة في البرنامج في تنفيذ دويتو غنائي مشترك؟ تجيب أحلام: «من المحتمل جدا أن أغني مع راغب دويتو في الحلقة الأخيرة من برنامج (آراب أيدول) ولكننا لم نتناقش في فكرة تنفيذ دويتو مشترك، ومن جهتي لا أرى مانعا في ذلك».

أحلام أكدت أنها ستشارك راغب علامة وحسن الشافعي في النسخة المقبلة من البرنامج، وقالت: «نحن الثلاثة كنا متفقون تماما ولكن كل واحد منا يمثل جيلا مختلفا، كما أننا نمثل بوجودنا فيه تشكيلة لبنانية، مصرية وخليجية».

وعن موقفها من الانتقادات التي وجهت إليها بسبب انتقادها لبعض المشتركين، تقول: «لا يمكن إرضاء كل الناس، وأنا تصرفت وفق ما يمليه عليه ضميري، ولم أهتم سواء شتموني أو لم يشتموني».

أحلام التي أبدت تشددا كبيرا لناحية احترام المشتركين للمسرح، وبخاصة المشترك التونسي حسن خرباش، تحدثت عن علاقتها كفنانة بالمسرح، قائلة «هو مهم جدا بالنسبة إلي، لأن المطرب عبارة عن إحساس وغناء وليس أي شيء آخر. الاستهتار على المسرح لا يجوز أبدا، وعندما يقف المشترك في منطقة الخطر وهو يضحك، فهذا يعني أنه ليس مهتما على الإطلاق وبما أنه كذلك لماذا اشترك في الأساس في البرنامج؟ لا شك أن هذا الأمر يضايق فعلا».

وهل ترى أن الجيل الحالي «مستهتر» بعض الشيء لأن الشهرة تصله بسهولة عبر برامج الهواة، بينما جيلها الفني عانى الكثير لكي يحقق الانتشار؟ تجيب أحلام «البرنامج كبير وأعطاهم شهرة واسعة على امتداد العالم العربي، وهم مشهورون الآن، وإذا مشت دنيا أو كارمن أو يوسف في الشارع، فالناس سوف يعرفونهما، أي أنهم حصلوا على الشهرة بسهولة، على الرغم من أنهم تعبوا، بذلوا جهدا ووقتا وعاشوا القلق. هم نافسوا ووصلوا ولكن ليس كما عليه الحال في زمني. لا شك أن التعب أفضل بالنسبة إلى الفنان، لأنه لن يجد كل شيء جاهزا، ومن يحصل على الأشياء بسهولة لن يشعر بقيمتها. مثلا ابني طلب مني (سي دي) ألعاب ولم نجده في دبي وقطر، فطلبت من شخص أن يحضره لي معه من أميركا، وهو عادة كان يكتفي بمشاهدة الـ(سي دي) مرة أو مرتين ثم يرميه، ولكن هذا الـ(سي دي) تحديدا، لا يزال يحتفظ به حتى اليوم، ويضعه تحت وسادته عندما يخلد إلى النوم. ولكني لا أعتقد أن الشهرة السريعة يمكن أن تؤثر سلبا على المستقبل الفني للمواهب الذين يتخرجون من برنامج (آراب آيدول)، إذا عرفوا كيف يكملون الطريق بنشاط وهمة وحيوية، لأنهم نجوم في النهاية». ولا توافق أحلام حسن الشافعي الرأي بأنه يتمنى لو أنه يوجد في هذه الزمن أغنيات كتلك التي غناها كبار الفنانين «هذا الكلام غير صحيح، نحن الخليجيين كلنا نؤدي أغنيات راقية و(ثقيلة) وهذا الأمر ينطبق أيضا على بعض الفنانين اللبنانيين والمصريين. مثلا أنغام وأصالة تقدمان أغنيات (ثقيلة) وهناك نجوى كرم من لبنان، وإليسا التي تتميز باختياراتها الرائعة التي تدل على ذكاء و(حرفنة)، وبإحساسها العالي، ولكن الوقت تغير، ولم يعد بإمكان الجمهور الاستماع للمطرب وهو يغني لفترة طويلة. في الخليج مثلا يعتبر محمد عبده هرما في الغناء، وهو يؤدي أغنيات يمكن أن تجاوز مدتها نصف الساعة، وأنا شخصيا أحبه كما أحب هذا اللون الغنائي، ولكن بعض الناس لا يحبونه لأننا نعيش عصر السرعة». وهل لا يزال غناء دويتو مع فنان العرب محمد عبده حلما يراودها، قالت: «غنيت مع محمد عبده الكثير من الدويتوهات، وإذا كنت تقصدين دويتو رسميا، طبعا أتمنى ذلك، ولكنني لم أطلب منه ذلك، وعلى الرغم من أنني من بين المطربات اللاتي غنين من ألحانه ومعه، وشاركته جلسة غنائية في (روتانا)، وحظيت بأشياء كثيرة منه».

ماذا تقول عن ألبومها الجديد الذي سوف تنتجه لها شركة «روتانا»، وهل سويت الأوضاع بينهما؟ توضح أحلام «لطالما كانت علاقتي جيدة بشركة روتانا، وألبومي الجديد سوف يكون الأخير بموجب العقد الموقع بيننا ولكنه لن يكون الأخير معها. ولقد انتهيت من تسجيل عدد كبير من الأغنيات ولكنني لا أعرف الصورة النهائية التي سيكون عليها الألبوم، لأن هذا الأمر لا يزال يتطلب المزيد من الوقت. كان من المفترض أن يطرح الألبوم في شهر فبراير (شباط) 2012 ولكنني أرجأت هذه الخطوة، إلا أنه لم يعد من الممكن التأجيل أكثر من ذلك لأنني لم أقدم أي جديد منذ ثلاث سنوات، وربما بعد شهر يكون في الأسواق، ولقد تعاملت من خلاله مع محمد أبو دلة ووليد الشامي في أول تعاون بيننا، والحمد لله كل الذين تعاملت معهم قدموا لي أغنيات جميلة». ولا تستبعد أحلام الغناء باللهجة اللبنانية في يوم من الأيام بقولها: «لست ضد الغناء باللهجة اللبنانية أو بسواها من اللهجات أخرى، وربما تعجبني أغنية لبنانية وأغنيها. وهذا لا يعني أنني غيرت رأيي بالنسبة للغناء بلهجات أخرى، ولكنني ضد أن يغني الفنان ألبوما كاملا بغير لهجته. أنا مثلا لا يمكن أن أطرح ألبوما كاملا باللهجة المصرية ولكن لا شيء يمنع من (ألون) وأن أطرح أغنية مصرية، مغربية أو لبنانية، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق في ألبومي الجديد لأنه (خلاص مشطب)».

وعن السبب الذي جعلها تختار الفنانة شذى حسون لتتعامل معها كملحنة قالت: «هي التي طلبت مني لحنا، ولو أن أحدا سواها طلب مني ذلك لكنت أعطيته هو أيضا لحنا ولكن لا يوجد فنان أو فنانة معينة، أتمنى أن يغني من ألحاني، لأن موضوع التلحين لا يشغلني في الأساس، ومع شذى حصل هذا الأمر عن طريق الصدفة وكان من المفترض أن أعطيها لحنين وليس لحنا واحدا ولم أتمكن من ذلك بسبب كثرة انشغالي، ولكنني أحببت كثيرا الطريقة التي أدت فيها شذى الأغنية، لأن اللون الخليجي واللون العراقي متقاربان كثيرا وهما يتميزان بروح واحدة».

أحلام التي تحمل لقب الملكة، لا تشعر أنها ملكت الكون، كونها زوجة وأم وفنانة، حيث تقول «الملك لله وحده، ولكن أولادي وزوجي وأسرتي هم أهم شيء في حياتي، بل وأهم من فني. ولكنني لا أفكر حاليا بإنجاب المزيد من الأولاد، لأنني لا أزال متعبة بسبب ولادتي الأخيرة، هذا عدا عن أن الأنسجة (متعبة) هي أيضا». وعن أي تجربة خرجت أحلام من مرضها، تجيب «كانت تجرب صعبة من دون أدنى شك، ولكنها مرت، ولكنني لم أعشها بتفاصيلها، لأنني كنت بين يدي الله».

أحلام تؤكد أن الفن لا يدوم، بل الأسرة والعائلة وحدهما يبقيان للفنان «أنا لا أقول هذا الكلام لأنني أخاف من الفن، ولكن عندما أشعر بأنني لم أعد قادرة على العطاء، سوف أجلس في بيتي، ولن أقول أبدا أنني سأعتزل، والفنانة ذكية لا يمكن أن تقول أنا سوف أعتزل الفن، بل ببساطة تنسحب وتقعد في بيتها وخلاص. لا مشكلة عندي في العيش بعيدا عن الأضواء والشهرة لأنني أمتلكهما في الأساس، وأي مكان أوجد فيه تكون عيون الناس مسلطة علي، وسواء غنيت أو لم أغن، سوف أظل محاطة بأجواء الشهرة».

أحلام التي حرصت في برنامج «آراب آيدول» على التجديد في مظهرها الخارجي، تقول «أنا معتادة على الظهور في الحفلات، ولم أطل يوما في برنامج والناس لا تعرف من أنا، ومن خلال (آراب آيدول) تعرف الناس علي. أنا كسائر النساء تعني لي كثيرا المجوهرات، الملابس، التسريحات والماكياج، ولكن الاهتمام باللوك الخارجي لا يصل عندي إلى حد القلق، ولا أعيش هوس الموضة، فأحيانا وبعد أن أكون قد قررت الظهور بملابس معينة، أبدل رأيي قبل الظهور على الهواء مباشرة وأرتدي ملابس أخرى».

وتوافق أحلام على أنها قدوة في الفن، كما في الأناقة، قائلة: «أعرف كثيرين يحاولون تقليدي، وهذا الأمر يفرحني كثيرا، لأن من يحبني هو الذي يقلدني». ولكن هل تحب أحلام من يقلدنها أيضا في الفن؟ أجابت: «التقليد ليس بالأمر الجيد، ولكن لا شيء يمنع من أن يتحول الفنان إلى مدرسة، كأن يقول الجمهور لفنان ما ندما يغني لقد ذكرتنا بأحلام، أو نجوى كرم أو جورج وسوف. إحدى المشتركات ظهرت في البرنامج وقال لها راغب قلدي جورج وسوف، وأنا لم أحب ذلك، لأنه يجب أن يكون لكل فنان، كراكتر وهوية فنية خاصة به».

وكيف تفسر أحلام سبب حصر النجومية على الساحة الخليجية بها وبالفنانة نوال؟ تقول: «يوجد في الخليج الكثير من الأصوات النسائية الجميلة، من بينها هند البحرينية، ولكن هناك عادات وتقاليد وعائلات خليجية ترفض غناء بناتها أو ظهورهن على التلفزيونات، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، أنا حاربت كثيرا لكي أتمكن من الغناء».

الفنانات الخليجيات اللاتي حققن انتشارا عربيا قليلات جدا، فهل هي تشجعهن على العمل من أجل تحقيق نجومية أوسع أم أنها ترى أنهن لا يتمتعن بمثل جرأتها، تجيب أحلام «لا شك أنني أشجعهن، ومن تملك جرأتي أهلا وسهلا بها في (آراب آيدول 2)».

وترى أحلام أن عدد النجمات ضئيل في كل الدول العربية وليس في دول الخليج فقط. عدد سكان مصر 85 مليون نسمة، كم يبلغ عدد المطربات فيها! مستحيل أن يكون كل المطربين والمطربات نجوما، وهذا الأمر ينطبق أيضا على لبنان، سوريا والمغرب المغربي، إذ لا يمكن أن يبلغ عدد النجوم العشرين أو الثلاثين نجما».

وبالسؤال عن الأصوات التي تطربها، تجيب أحلام: «تطربني الأغنية الحلوة، لأن هناك مطربين يملكون أصواتا جميلة ولكنهم لا يجيدون اختيار أغنياتهم، وهؤلاء لا يمكن أن أُطرب لهم أبدا. مثلا في لبنان أحب نجوى كرم، تعجبني اختيارات إليسا، نانسي تقدم ما يعرف بالطقطوقة، ونوال الزغبي أدت أغنيتين (روعة) عندما حلت ضيفة في برنامج (آراب آيدول)، أما في مصر فتعبر آمل ماهر من الأصوات الحلوة، كما تعجبني أيضا أنغام وشيرين عبد الوهاب». وماذا عن مطربات الخليج؟ لا تتأخر أحلام بالرد «هناك أحلام ونوال فقط. أنا أتكلم عن الفنانات النجمات، ولا أتكلم عن نفسي كأحلام! أنا أتكلم عن أحلام المطربة التي تغني، والتي لا يوجد سواها ونوال نجمتين في الخليج».

عن موقفها من دعوى فضل شاكر الفنانة وردة لاعتزال الفن وارتداء الحجاب والقيام بفريضة الحج، تساءلت عن السبب ثم قالت: «هذا الشيء اسمه (عيب)! هذه وردة وليس فضل شاكر أو سواه من يجلسها في بيتها. هذه وردة العملاقة ولو ظهرت في التلفزيون». وقالت «فضل شاكر ليس مطربا»، أقول وراءها «فضل شاكر ليس مطربا. إنها وردة الجزائرية ولا يمكن لأحد أن ينكر هذه الحقيقة. وردة تاريخ ولا يعقل أن يأتي فنان، بدأ الغناء قبل سنوات وأن يقول لها (اعتزلي وتحجبي). كان من الأفضل أن ينصحها بينه وبينها، بدلا من أن يقول هذا الكلام علنا، ولا شك أنها شعرت بجرح كبير عندما سمعته».