وفاء الكيلاني: لن أرشح أحدا لرئاسة الجمهورية لأنني لم أقتنع بالمرشحين

قالت: كلنا مصابون بـ«الفصام» ومقياس نجاح البرنامج بعد الحلقة العاشرة

وفاء الكيلاني في برنامج «نورت»
TT

بعد أن عرفت بجرأتها وقوة حضورها في برامج حوارية سبق وقدمتها، عادت الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني لتظهر من جديد ببرنامج «نوّرت» على شاشة «MBC1» بشخصية ودودة مرحة وبابتسامة لا تكاد تفارق وجهها، تدخل من خلالها قلوب المشاهدين.

الكيلاني التي استطاعت، ومنذ الحلقات الأولى للبرنامج، تسمير ملايين المشاهدين أمام تلفزيوناتهم ليتابعوا حواراتها الشائقة مع ضيوفها، أكدت أن الشخصية التي تظهر فيها في البرنامج هي الوجه الآخر لوفاء وأنها لا تصطنعها، وقالت: «شخصيتي قوية سواء أكنت أقول (نكت) أو أتكلم بشكل جدي، أعتقد أننا كمقدمي برامج لدينا أكثر من وجه، وفي برنامجي (بدون رقابة) و(ضد التيار) كانت الملفات التي طرحناها ساخنة، لذا كان يجب مناقشتها من الألف إلى الياء بموضوعية وهو ما اعتبره البعض جرأة زائدة عن اللزوم».

«نوّرت» يختلف عما مضى، على حد تعبيرها، فهو برنامج اجتماعي «لايت» مسلّ فيه ستة ضيوف بسبعين دقيقة، وهي سابعتهم، وأضافت: «لو قسمنا الوقت علينا لحصل كل منا على عشرة دقائق، لذا فالبرنامج لا يحتمل تعقيد الأمور، ولا يمكن فتح ملفات فيه، فيجب أخذ عامل الوقت بالحسبان».

وتعتبر وفاء الكيلاني نفسها كالممثل الذي اعتاده الجمهور في أدوار الشر، ويفاجئهم بتقديم شخصية طيبة تقنعهم، وتتابع: «ولو أنني لم أكن شريرة أبدا في حياتي أو في أي من برامجي السابقة.. ما اختلف هنا أن (نورت) هو عبارة عن جلسة شاي في البيت مع الأصدقاء، لا يحتمل ثوب الجدية، وربما حان الوقت لكي يرى الناس الجانب الآخر من شخصيتي، ويمكن اعتبار البرنامج استراحة محارب، فبعد عدة إشكاليات تسببت بها برامجي السابقة مع بعض ضيوفي، من الجميل تقديم برنامج (لايت)، ومن يعرف؟! ربما أقدم بعدها برنامجا حواريا جادا من جديد».

وأكدت أن ضحكتها لا تفارقها في «نورت» كما خارج البرنامج، وأن طبيعتها ودودة، وقالت: «مظلومة والله، لست شريرة لكن ضميري صاحٍ أعطي لكل برنامج ما يستحقه من جدية وحزم إلى ضحك وابتسامة».

وعن نوعية البرنامج الأقرب إلى شخصيتها تقول: «النوعان يكونان شخصيتي، لا أستطيع أن أفصل، فكلنا مصابون بـ(الفصام)، كل البشر دون استثناء لديهم وجه جاد نخرج به في بعض الأوقات، ووجه آخر مرن نقابل به الضيوف والأصدقاء بأجواء بعيدة عن الشحن والتوتر».

ورفضت وفاء الكيلاني فكرة أن تكون قد تعمدت استفزاز ضيوفها في برامجها السابقة، وفضلت القول إنها كانت تصر على الموضوعية وأن تكون حقيقية، لكي لا تضيع وقت المشاهدين، ولتحاول الإجابة عن الأسئلة التي تراود عقولهم والتي يفكرون بها.

وعن إمكانية اتباع أسلوب الإصرار في «نورت»، قالت: «ممكن أن أتبع نفس الأسلوب، لكن عندها أخشى المونتاج بسبب ضيق الوقت، فنحن حاليا نصور أربع ساعات، نستخدم منها فقط 70 دقيقة، قد تخرج الأمور للناس غير مكتملة، بالإضافة إلى أن روعة برنامج (نورت) تكمن في أنه برنامج دردشة و(حواديت) وليس مواجهة».

ولم تنف وفاء الكيلاني إمكانية استضافة شخصيات سبق أن استضافتها وحصلت إشكاليات معهم، كنوع من فتح صفحة جديدة ولمحت إلى أن قلبها خالٍ من مشاعر سلبية تجاه أي من الشخصيات التي مرت عليها، وقالت: «حتى غادة عبد الرازق أحبها وليست لي مشكلة معها».

وتابعت: «من يريد أن يكون في (نوّرت) مرحب به، أنا لا أستدعي أحدا، ولم أقم بهذه الخطوة في أي من برامجي، صحيح أنني أوافق على الأسماء، لكني لست من يقوم بالدعوة، على الرغم من نصائح عدة وجهت إلي عن ضرورة مخاطبة الضيوف الذين أهتم بأن يكونوا معي في الحلقات».

كما آثرت وفاء عدم المقارنة بين «نوّرت» وبرامج أخرى قدمتها، وقالت: «لسنا في موضع مقارنة هنا، ولو حاولنا لظلمنا البرنامج، فمعرفة نجاح برنامج تقاس بعد الحلقة العاشرة وليس في بداياته، وأنا لا أقدم لأجل الشهرة بل لأجل التأثير، وهو ما نجح فيه (نورت)، ودخل بيوت المشاهدين في مختلف الدول العربية وردود الأفعال عليه إيجابية».

وعن رسوم الكاريكاتير التي تُرسم للضيوف قالت: «كما علمت من المنتجة، فهي تحتفظ بجزء كبير منها، خاصة أن بعض الرسوم يطلبها الضيوف، وبعضهم يطلبها بإلحاح كونها أعجبتهم وأضحكتهم، وآخرون طلبوها لكي لا تنتشر كونهم انزعجوا من فكرة رسمهم بطريقة ما».

وقالت: «رسم الكاريكاتير تماما كتقليد الشخصيات فيه شيء من السخرية، قد لا ينزعج منه الشخص المقلد، أنا شخصيا قلدني باسم فغالي، وهو أمر لم يزعجني بالعكس تماما، فقد استطاع أن يلمس شخصيتي سواء بطريقة الكلام أو الشكل، حتى ابنتي لم تميزه في المرة الأولى، فرحت عندما تابعت المشهد، مع أنه زوّدها شوي بالكلام».

وفي ما يخص توقعها لما بعد «نورت»، قالت: «أكره التوقعات، لا أعلم أين سأكون في المستقبل ولا أحب استباق الأمور، تخرجت في ART)) وانتقلت بعدها لعدة محطات، وأنا الآن في (MBC) وسعيدة جدا بانتمائي لها، فأي إعلامي يحلم بالعمل فيها وتحت اسمها، فهي مؤسسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي ليست مجرد قناة، سعيدة جدا بهذه الخطوة، أقدم (نوّرت) اليوم، وأترك غدا لغد».

ونفت إمكانية أن تتجه إلى تقديم برنامج سياسي أو اقتصادي، مع أنها خريجة علوم سياسية، وقالت: «لو أطللت عبر قناة سياسية، فلن أعمّر طويلا فيها، لأنني أولا لست قارئة جيدة للأخبار والأحداث، وقد أُضطر للسير في سياسة معينة، ثانيا، وهو ما يحصل مع بعضهم، شئنا أم أبينا، ولو كنت أريد التكلم عن بلدي أو أي بلد عربي شقيق، فلن ألتزم بتلك السياسة، وآرائي ستكون حتما موضوعية، لذا (بلاش وجع دماغ)». وتابعت: «حتى في انتخابات رئيس الجمهورية في مصر، لن أنتخب أحدا، إذ لم أقتنع بأي شخص ممن ترشّح، وأقول يا رب تحصل الانتخابات، شكلها (فرقعت أصلا)».