هدى ياسين: تفاجأت من المستمع وبحثه عن البرامج الجادة بعيدا عن الأغاني

مذيعة «هدى وهن» قالت إن السعوديات الأكثر تجاوبا مع البرنامج

هدى
TT

ربما طرح مواضيع حساسة وجدية جعل من برنامج «هدى وهن» الذي يذاع عبر أثير «بانوراما FM» برنامجا قادرا على حصد جماهيرية واسعة بين مستمعي الراديو في السعودية خلال فترة وجيزة بعد إطلاقه.

مذيعة البرنامج هدى ياسين أكدت أنها اكتشفت بعد تقديمها الحلقات شيئا لم تكن تتوقعه، وقالت: «توقعاتنا أن الناس يرغبون فقط بالاستمتاع بالأغاني والفقرات الخفيفة، لكنني تفاجأت عندما تلمست تفاعلهم مع مواضيع هادفة وجادة وحساسة مثل القضايا التي طرحناها في حلقات سابقة، حتى أن تفاعلهم كان أكثر بكثير من فقرات خفيفة كثيرة قدمتها من قبل». وأضافت: «فموضوع البويات مثلا الذي ناقشناه في البرنامج منذ مدة تلقيت عليه الكثير من الاتصالات والتعليقات على (تويتر)، وربما اللافت للناس أننا لم نكن نناقشه من وجهة نظر معينة، وإنما بطريقة توعوية هادفة، بعيدا عن محاولات إثارة بلبلة أو ضجة إعلامية».

وأشارت هدى إلى أن الناس في مجتمعاتنا يخجلون من الحديث في هذه المواضيع وهو ما يمنع الكثيرين من الذهاب إلى مختصين للحديث عن مشكلاتهم، وهو ما يوفره البرنامج للناس، وقالت: «هدفنا أن نقدم نصحا وإرشادا، وأن نخاطب النساء والفتيات بطريقة تدخل القلوب والعقول، وأن نعلمهن ماذا يجب أن يفعلن في بعض المواقف، وما العواقب التي قد يواجهنها في حال أخفين بعض الأمور ودفعتهن الحشمة إلى عدم البوح أو الاستشارة في مواقف أخرى. المفيد في البرنامج أننا أيضا نقدم مختصين يطلعون على حالات المتصلين من دون الكشف عن هويتهم، وهو ما يفضله الكثيرون بسبب الخوف من الفضيحة أو الخجل في حال انتشر الخبر، لذا فالبرنامج ملجأ للكثيرين، وخاصة من جنس (هن) للبوح بكل ما يقلقهن أو يفكرن به».

وعن فكرة البرنامج أوضحت هدى أنها جاءت من رغبة القائمين على الإذاعة في أن يأتوا بجديد ومغاير لما يذاع، وكان الحديث عن شيء خاص بالنساء، مختلف عن أجواء «بانوراما FM»، برنامج جدي بعيد عن الأغاني والفقرات الترفيهية، وولدت فكرة «هدى وهن» ليكون برنامجا خاصا بالمرأة السعودية، وقالت: «وجد القائمون على (بانوراما) أنني الأنسب لتقديمه»، وأضافت: «عادة ما تركز الإذاعات على القضايا السياسية أو الاجتماعية، لكن تلك التي تركز على قضايا المرأة قليلة، و(بانوراما FM) يناسبها هذا البرنامج، فنسبة استماع المرأة لها عالية، وأن نذيع برنامجا خاصا بالمرأة أمر لافت وجيد، وخاصة أن للمرأة مشكلات أكثر من أي رجل».

وفي ما يخص أهمية البرنامج قالت: «للأسف، لم نصل في عالمنا العربي بعد إلى مستوى طرح المشكلة وإيجاد الحل لها، لكن ما نفعله على الأقل هو أننا نضيء ونناقش ونحلل، وإن شاء الله سنصل للمرحلة التي نتمكن فيها من إحداث تغيير»، ولمحت إلى أننا نعيش في فترة تتميز بانفتاحها من ناحية إمكان مناقشة قضايا مختلفة، من دون قيود أو حواجز.

تستقي هدى أفكار البرنامج والقضايا المطروحة فيه من اقتراحات الناس والأحداث التي تعيشها النساء في مجتمعاتنا بشكل يومي وتكون حديث الشارع، كما تستخرجها من تعليقات الناس ونقاشاتهم عبر «تويتر» و«فيس بوك»، حيث أشارت إلى أنها تتواصل مع الناس بنفسها، وما يعجبها أنها صارت تشهد على نقاشات بمواضيع وتعليقات بطريقة تدل على تطور تفكير الناس، وقالت: «لدي الكثير من المواضيع التي أتمنى أن أناقشها، وقريبا سنفتح قضايا حساسة أكثر، لكن كل شيء في وقته، فنحن حاليا نسعى لمناقشة القضايا الآنية».

البرنامج فيه نوع من فعل الخير والتوعية، وهما من دون جنسية معينة أو لون معين، وكثير من السعوديين يساعدون أناسا من مصر أو لبنان أو غيرهما، فهل يتوقف الخير ضمن حدود جنسية فاعلها؟ واعتبرت هدى البرنامج توعويا يمد يد المساعدة لكل النساء والفتيات بغض النظر عن جنسيتهن. وختمت: «إذا نجح البرنامج في التفاعل مع الناس أكثر وأكثر فسيكون له ربما مستقبل على شاشة التلفزيون».