تامر حسني: أنا لم أهرب إلى أميركا ولست قلقا من «التيارات الإسلامية»

الفنان المصري لـ «الشرق الأوسط»: لدي الملايين من المعجبين على «فيس بوك» و«تويتر»

TT

حالة من النشاط الفني يعيشها حاليا المطرب المصري تامر حسني، تواكب تعاقده مؤخرا مع شركة إنتاج عالمية، التي ينتج معها ألبوما كاملا بعد أن اختارته من بين المطربين العرب كافة.

وفي حواره مع «الشرق الأوسط» يوضح تامر أن الاختيار الذي وقع عليه يناسبه تماما، كونه يتوافق مع سعيه الدائم للاختلاف في الموسيقى التي يقدمها وكذلك الشكل الذي يظهر به، كما أنه يعتبرها فرصة تساعده لكي يصل إلى العالمية.

ويكشف تامر في حديثه أن الجنسية الأميركية عرضت عليه، كما عرضت عليه جنسيات عربية، ولكنه رفضها جميعا، مؤكدا أنه لن يحمل سوى الجنسية المصرية التي يعتز بها.

وعن خططه الفنية الأخرى، أوضح أنه يجري دراسة لعمل سينمائي مع المطربة اللبنانية هيفاء وهبي سيكون مفاجأة للجمهور العربي، وفي الوقت نفسه يبين أنه يحتاج لكثير من التفكير لكي يكرر تجربة الدراما التلفزيونية بعد أن قدم العام الماضي مسلسل «آدم» والذي يعتبره تجربة فنية صعبة عليه. وهذا أهم ما جاء في الحوار.

* ماذا عن الجولة الفنية التي قمت بها مؤخرا لأميركا؟

- لم تكن جولة فنية فقط، حيث قمت خلالها بالتعاقد مع أكبر شركة إنتاج في العالم وهي شركة يونيفرسال، وجاء التعاقد معي بإنتاج ألبوم بعد قيامهم بالبحث عن فنان عربي من خلال الإنترنت، ومع متابعتهم لمشواري خلال السنوات الماضية تم اختياري، وهذه الشركة أنتجت للعديد من النجوم العالميين كالنجمة شاكيرا، بينما لم تنتج من قبل لأي فنان عربي، لذا أحلم معها بالوصول إلى العالمية من أجل أسباب كثيرة، منها توصيل ثقافة وطننا العربي وتصحيح صورته في الخارج، ورفع علم بلدي، وأعد جمهوري أنني سأبذل كل جهدي في سبيل ذلك.

* هل وافقت على العرض فور ترشيحك له؟

- العرض لم تعجبني بعض بنوده، مثل مطالبتي بالعيش في أميركا مدة لا تقل عن ستة أشهر، والغناء باللغة الإنجليزية فقط، ولكني رفضت ذلك، فلا أستطيع أن أعيش بعيدا عن مصر طوال هذه المدة، أو التخلي عن لغتي التي تعبر عن عروبتي، وبالفعل أقنعتهم بذلك.

* لماذا تم اختيارك من قبل هذه الشركة دون الآخرين؟

- قالوا إن الاختيار جاء بناء على حجم جماهيريتي، فلدي ملايين من المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، وكذلك لأنهم رأوا أنني لدي رصيد يؤهلني أن أتعامل معهم، وأعتقد أن الاختيار يناسبني لأنني أسعى دائما للاختلاف في الموسيقى التي أقدمها وكذلك الشكل الذي أظهر به، كما أنها فرصة تساعدني لكي أصل إلى العالمية، فأنا أعاني كثيرا هناك لأني عربي وأواجه العنصرية بكل قوة.

* هل تمت الاستعانة بوجهة نظرك في اختيار هذا الألبوم أم أن الاختيار الكامل للشركة؟

- بالتأكيد لهم وجهة نظر كبيرة في الألبوم والخطوط العريضة الخاصة بالكلمة والموسيقى، لأنهم يعرفون طبيعة المستمع الأجنبي لديهم، ولأنهم أيضا يعلمون المدارس الفنية المطلوبة هناك، فعلى سبيل المثال توجد مدرسة لا تهتم بالكلمة بل تهتم بالموسيقى فقط، ولكني حاولت إبداء وجهة نظري ورحبوا بها وهو تعديل بعض الكلمات على الأغاني والموسيقى، وأيضا قمت بتأليف أغنية ونالت إعجابهم.

* ألم تقلق من اتهامك بأنك هربت وتركت مصر في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها وسافرت إلى أميركا ثلاثة شهور؟

- لم يشغلني هذا التفكير على الإطلاق، عندما تكون بلدي تعاني من عدم استقرار، لا بد لي أن أفكر في نجاحات حتى أرفع من اسمها، وليس كل فنان يذهب إلى مكان ليحقق نجاحا لبلده يكون متهما بأنه هرب، فلا بد أن نكف عن التفكير بهذه الطريقة، فمثلا عندما أعمل وأحاول أن أجعل فنانا بحجم «سنوب» يغني معي باللغة العربية فهذا نجاح، وكل الذين لا يفهمون ذلك سوف يعرفون أهمية هذا الأمر السنوات المقبلة، فكثير من الناس تفهم ما أقوله ولكنها لا تحب الاعتراف به، فلا بد أن نعمل وننجح في هذا الوقت الصعب، وليس بأن نجلس في البيت.

* ولكن الجمهور لا يفكر بهذه الطريقة وسوف ينتقدونك لأنك تركت البلد في فترة صعبة؟

- أنا أحترم النقد البناء، فعندما انتقدتُ عند تقديم إحدى الأغنيات كونها لا تليق، اعتذرت. لكني منذ أن دخلت الوسط الفني وأنا أجد انتقادات مستمرة، مثلما قمت بالكتابة وبعدها بسبب التلحين، فقالوا «صاحب بالين كداب»، ثم مثلت وكتبت سيناريو وانتقدت أيضا، لكني والحمد لله نجحت في كل هذا، فأنا أستغل كل مواهبي ولا أنظر إلى أي أحاديث جانبية.

* ماذا لو عرضت عليك الجنسية الأميركية؟

- لن أوافق على الإطلاق، فجنسيتي المصرية تفتح لي كل الأبواب، وعندما أسافر إلى أميركا أجد الناس تنتظرني في المطار وتعانقني، والناس تسأل من هذا فيقولون هذا مطرب مصري فأنا أرفع بلدي خارج الوطن، وكذلك أنا ناجح في بلدي، وللعلم الجنسية الأميركية عرضت علي بالفعل، كما عرضت علي الكثير من الجنسيات العربية ولكني رفضتها جميعا، فلن آخذ جنسية أخرى غير جنسية بلدي.

* هل اختياراتك الفنية اختلفت عن السنوات الماضية خاصة أن مصر تعيش مرحلة جديدة؟

- لا لم تختلف اختياراتي، لأن كل مرحلة في حياتي لها أدواتها واختياراتها، وأنا أحاول أن أطور من نفسي في كل مرحلة، فالآن أصبحت أكبر وأكثر نضجا، فالذي كنت أغنيه في الماضي كان يناسب المرحلة التي كنت فيها، والأغاني التي أغنيها الآن تناسب هذه المرحلة، بالإضافة إلى أنني أستمع جيدا للنقد الذي يوجه لي لأنني أتحدث عن الناس وأعبر عنهم.

* وماذا عن رؤيتك للمرحلة الحالية التي نعيشها الآن؟

- كثير من الناس توقفت أعمالها في كل المجالات، لكن لا يجب أن نقول إننا في الفترة الأسوأ، فأنا أتوقع أن القادم سيكون أفضل إن شاء الله.

* لماذا لم تقبل على تقديم مسلسل درامي في الموسم الرمضاني هذا العام؟

- مسلسل «آدم» الذي قدمته العام الماضي وضعني في مأزق بسبب النجاح الكبير الذي حققه، حيث حقق أعلى نسبة مشاهدة وفق استفتاءات عديدة ولا يزال حتى الآن يعاد عرضه على القنوات الفضائية، لذلك أنا أحتاج الكثير من التفكير لكي أكرر هذه التجربة بسيناريو قوي وموضوع أهم مما قدمت في «آدم»، كما أن العمل في الدراما صعب، فحينما قدمت «آدم» فكرت مرارا وتكرارا أن أعتذر عن العمل بسبب صعوبة المشاهد المليئة بالمطاردات والتعذيب، فكانت تجربة صعبة علي للغاية.

* البعض شبه مشوارك بمشوار عبد الحليم حافظ من حيث الهجوم عليك والنجاح الذي حققته؟

- عبد الحليم حافظ أسطورة وتاريخ كبير، وأنا سعيد أن أسرته دعتني في إحدى المرات احتفالا بذكراه معهم، حيث حكوا لي عن مواقف كثيرة لا يعرفها أحد كانت تحدث معه، وأنه تعرض لحروب لا يعرفها أحد، لذلك عندما تزيد الانتقادات الموجهة لي أتذكر ما كان يحدث معه.

* كيف واجهت الدعوى القضائية التي تم رفعها ضدك بتهمة إهانة الذات الإلهية؟

- ناس كثيرة جدا تفتعل هذه القضايا طمعا في الشهرة، وطبعا تستخدم كلمة الذات الإلهية لكي تلفت نظر الناس إلى وجود مشكلة، وأزعجني كثيرا أن فنانا بحجم عادل إمام يدخل في هذا الجدل، ولكن أنا أعيب على من يدخل على الإنترنت ويكتب شائعة فتنتشر بسرعة دون أن يتأكد أحد من الحقيقة، وأنا عن نفسي عانيت من هذه الأمور لدرجة أنني كنت أسمع أنني ليس اسمي تامر حسني وأن لي اسما آخر.

* هل تقلق من وصول التيارات الإسلامية إلى حكم مصر؟

- لا أنا لست قلقا وأرى أن الأمر ليس بهذا السوء، ومصر لن يتحكم بها أحد، فالشعب الآن سيقول كلمته وكل واحد يستطيع أن يعبر عن رأيه بوضوح وحرية والشعب المصري لن يقلقه أي شيء بعد الآن.

* ما حقيقة تعاونك في عمل سينمائي مع الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي؟

- هذا الأمر مطروح بقوة وهيفاء صديقتي، ونحن نعمل منذ فترة زمنية على هذا المشروع وهو فكرتي، ونقوم بدراسة كبيرة له لأنه سيكون مكلفا وفيه تقنيات عالية، فمثلا سيتم تصويره في استوديوهات هوليوود، لأننا نريد أن نعمل عملا سينمائيا مبهرا لم يقدم من قبل كالأفلام الأميركية حيث يدور في إطار الأكشن، لأن مشهدين في فيلم عالمي يساوي ميزانية فيلم مصري، وقد طالبت الممثل ألباتشينو بالمشاركة فيه حتى أنه قال إنه على استعداد لخفض أجره لكي يظهر في هذا العمل، ولكن في النهاية أجره مرعب بالنسبة لنا، وقد ساعدني وتحدث مع مسؤولين في هوليوود عن الفكرة وعرفني على بعض أصدقائه.

* ماذا عن أغنية «سي السيد» التي تقدمها على طريقة الفيديو كليب الآن؟

- الأغنية تتحدث عن شخصية في التراث المصري والعربي، وأريد أن أعرف الناس في الغرب من هو «سي السيد» خاصة الجمهور الأميركي كي يتعرف أكثر على العلاقة بين المرأة والرجل في المجتمع العربي وأن عاداتنا تختلف كثيرا عن عاداتهم.

* لكن اسم الأغنية يشبه أغنية قدمتها من قبل الفنانة نانسي عجرم؟

- أنا لم أعرف أن هناك أغنية بنفس الاسم، ولم أعرف أن نانسي قدمت أغنية تحمل هذا الاسم، وعلى كل حال أغنيتي فكرة جديدة تقدم بشكل كوميدي ويشاركني فيها ملك الراب «سنوب دوج».

* لماذا لم تفكر حتى الآن في الارتباط؟

- ارتبطت في الفترة الماضية بفتاة مصرية، ولكن القصة لم تكتمل نتيجة اهتمامي بعملي، فأنا شخص «مُتعب»، بجانب أني رومانسي ولن أتزوج إلا بقصة حب.