هدى حسين: نجحت في تجسيد الدور من عمر العشرين إلى الخمسين.. وأفكر في دخول عالم الإنتاج

الفنانة الكويتية قالت إن الاستقرار السياسي في الخليج رفع من شأن الدراما

في عملها الجديد الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل على قناة «إم بي سي»
TT

توقعت الفنانة الكويتية هدى حسين أن يلقى مسلسلها «حلفت عمري» إقبالا جماهيريا كبيرا، وأن يحقق نسبة مشاهدة عالية خلال شهر رمضان. يعتبر المسلسل الذي كتبه المؤلف عبد العزيز الحشاش وأخرجه سلطان خسروه من الأعمال التي تتطرق لقضايا اجتماعية عديدة ومتشابكة ضمن قالب رومانسي.

وعن دورها في المسلسل قالت حسين: «تدور قصة العمل حول فتاة بريئة وطموحة أحبت أن تكمل تعليمها، وأن تتزوج بمن تحب، إلا أن حلمها لم يتحقق بسبب العادات والتقاليد، لتضع أسرتها حدا لعلاقتها ولتصبح حبيسة المنزل تحت عيون الأب والأم وإخوتها. ولاحقا تقرر الزواج اعتقادا منها بأن الزواج هو منفذها إلى لعالم الخارجي، ولكنها تقع في فخ زوج بخيل سكير، أنجبت منه طفلتين وتطلقت وعادت إلى قيودها الأولى في بيت أهلها». وأضافت حسين: «ومع هذه القيود والضغوطات تولدت عندها الإرادة، وقررت العمل والاعتماد على نفسها لكي تنفق على بناتها وتتمكن من منحهم ما حرمت منه لسنوات طويلة من حب وعاطفة وتعليم».

وعن تقمصها لشخصية الدور الذي تلعبه في مراحل عمرية مختلفة قالت حسين: «لا شك أن عوامل كثيرة تضافرت معا لأتمكن من أداء دور فتاة في العشرينيات، وصولا إلى الخمسينيات. فالممثل الحقيقي هو القادر على امتلاك أدوات وموهبة التحكم بالصوت والحركات الجسدية والإيماءات، وكيفية التعامل بالنظرات مع الكاميرا، وغيرها، لتأتي بعد ذلك مرحلة الفوتوشوب وهو أمر معمول به في السينما العالمية».

وأشارت حسين إلى أن العمل على تطور الشخصية عمريا اقتضى مساعدة ومتابعة نفسية من المخرج ومساعديه للانتقال من مرحلة إلى مرحلة، وأضافت: «تمكنت من تجسيد دور امرأة في الخمسين أو الستين من العمر، وكان الدور صعبا. لكنني راهنتُ على نجاحي في الأداء كما نجحت في مسلسل عيون الحب سابقا، والمخرج سلطان كان يتابعني على الدوام لناحية ما يجب القيام به خلال المَشاهد كطبقات الصوت التي كان على تبديلها عند الانتقال من مرحلة عمرية لمرحلة أخرى».

وفيما يتعلق بما يمكن وصفه «المخاطرة بتاريخها الفني» مع مخرج شاب، قالت حسين: «سلطان خسروه يخرج معي عمله الأول في حياته المهنية، حيث عمل سابقا كمخرج منفذ مع المخرج القدير محمد دحام الشمري. ولكنني رغبت في أن أعطيه الفرصة، فأنا أؤمن أن كل مخرج شاب يسعى لأن يضع كل ثقله وثقافته الفنية والإخراجية في حال تعامل مع نجم كبير، ليخرج العمل بأبهى صورة، وهو ما نجح فيه فعلا، فقررتُ أن يخرج لي عملي الثاني في هذا الموسم الرمضاني». وبخصوص تعاونها مع مؤلف العمل عبد العزيز الحشاش، قالت حسين: «هذا ثالث عمل لي مع المؤلف الشاب عبد العزيز الحشاش، وأنا أعلم أنها مغامرة، ولكنها مغامرة شيّقة ومن الجميل خوضها. وبطبيعة الحال، فإن جميع الأمور في الحياة قابلة للنجاح أو الفشل، وعلى الإنسان أن يضع مجهوده، لكنني وبكل صراحة لم أكن خائفة على الإطلاق».

وعن طبيعة الدور الذي تؤديه في العمل، وأدوار المرأة الضعيفة أو القوية قالت حسين: «التنويع جميل عند الممثل، وأنا لا أفضل شخصية على أخرى، بل أبحث عن الدور المميز وعن النص القوي وهي عمليه متعبة بالنسبة للفنان. ولشدة انسجامي في العمل، فإن كل شخصية أؤديها تستمر معي سواء أكانت (نكدية) أو (متسلطة) أو غير ذلك، وهذا يستمر إلى أن أبتعد عن أجواء العمل». وأضافت حسين: «قدمت في (عيون الحب) المرأة العجوز المسكينة التي دخلت المصح العقلي، وقدمت في (فضة قلبها أبيض) مع الفنانة القديرة سعاد العبدالله دور المرأة المتسلطة القوية وصاحبة النكتة، وكان التناقض بين الشخصيتين واضحا، فصار المشاهدون يكرهونني في الليل ويحبونني في النهار، وهنا يستمتع المشاهد بأداء الفنان وقدراته، فالفنان يتفنن أمام الكاميرا، وهذه هي وجهة نظري، وعندما يشاهد الناس الممثل بدور الضعيف ودور القوي، فإنهم سيدركون قدراته التمثيلية».

إلى جانب ذلك، أكدت الفنانة هدى حسين أنها في حالة قراءة يوميا بحثا عن النص الجيد لأن العمل الجيد والدور المميز مسؤولية على عاتق الممثل، وأضافت: «في العام المقبل سأطل في عمل رمضاني وحيد، ولن أخوض تجربتين تلفزيونيتين، ومن الوارد أن لا أطلّ أبدا، ولن أخجل من هذا الموضوع، فأنا لا أرغب في أن أحرق نفسي عند المشاهدين ولا أن أخسر ثقتهم بي».

وأشارت حسين إلى أنها تسعى دائما إلى الوجود مع فنانين عمالقة في كافة أعمالها، وأنها تتمنى الظهور في عمل مع القديرتين حياة الفهد وسعاد العبدالله كثلاثي في عمل واحد، وقالت: «الفنان الذي لا يثق بقدراته يسعى إلى إظهار الممثلين الصغار معه فقط، ولكن برأيي الشخصي فإن الممثلين الكبار يجب أن يطلّوا معا لإظهار موهبتهم، وفي حال وجود النص الجيد فأنا أتشرف بالوجود مع القديرة حياة الفهد والرائعة سعاد العبدالله، فهما صاحبتا تاريخ طويل ومشرق في عالم التمثيل». وأضافت: «في مسلسل (خادمة القوم) مثلا كان كل من معي أبطال قاموا بأدوار رائعة، مثل إبراهيم الحربي وانتصار الشراح وعبير الجندي وهدى شداد وحسن البلام وغيرهم، فارتفع بذلك مستوى العمل. وأنا في نهاية المطاف لا أقوم بالتمثيل لأظهر وحدي فقط».

وعن حالة الإنتاج الدرامي العربي في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية قالت حسين: «إن الاستقرار السياسي في الخليج رفع من شأن الدراما حتى إنتاجيا، ومن الممكن أن أتوجه لإنتاج أعمالا ببطولة عربية مشتركة. ولكن نادرا ما تلقى كاتبا يستطيع كتابة عمل عربي يجمع عدد من الممثلين وكلٌّ بلهجته الخاصة، مع أن هذه الفكرة يجب أن تحقق، فنحن كمواطنين عرب لدينا نفس المشكلات، ولكن لا يوجد من يستطيع تجسيد هذه الأفكار في نص واحد يجمع الجنسيات العربية. وفي حال وجود النص وجودت النية لإنتاج عمل عربي الطابع». وختمت حسين: «يمكن أيضا أن أنتج عملا سوريا أو مصريا أو لبنانيا، فأنا لا أفكر في أن أبقى حبيسة الخليج، وهي خطوة سبقني إليها عدة منتجين».