سينما

TT

* مورغن فريمان: إذا ما أردت أن تبقى في هذه المهنة.. عليك أن ترقص على رؤوس أصابعك

* قال إنه اعتاد على تسلم مشاريع فنية ليست مكتوبة على أساس عنصري منذ بداياته في النصف الثاني من السبعينات حمل الممثل مورغن فريمان نفحة من الشخصية التي تستدعي الثقة والاطمئنان. غالبا في أدوار الرجل المفكر الذي لا يمكن زحزحته عن جديته. الرجل، الذي بصرف النظر عن وضعه الاجتماعي، البعيد عن إيقاع الحياة السريعة. ذلك الذي يأخذ مسافة مما يدور حوله ويمعن النظر محللا.

كان السجين الصامت في فيلم آرون روزنبيرغ الجيد «بروبايكر» (1980 - بطولة روبرت ردفورد) ثم السجين الفيلسوف في «إصلاحية شوشانك» (فرانك دارابونت - 1994)، وكان شريرا في دورين مساندين فقط، أولهما «Streetwise» (جيري شاتزبيرغ - 1987) والثاني «جوني هاندسام» (وولتر هيل - 1989).

فريمان تسلل إلى قلوبنا حين لعب الدور المساند الأول في «روبين هود: أمير اللصوص» إلى جانب كفن كوستنر وفي «قيادة الآنسة دايزي». وكان باهرا في «غير المسامح» مع كلينت إيستوود، و«سبعة» مع براد بت، ثم عاد إلى تمثيل العقل المفكر في فيلم آخر مع إيستوود هو «مليون دولار بايبي». كل ذلك مجرد نماذج سريعة لسيرة فيلمية تتجاوز التسعين عملا حتى الآن، آخرها فيلمان معروضان حاليا: «صعود الفارس الأسود» و«سحر بيل آيل». في الأول هو، كما عهدناه، أحد أصدقاء باتمان، وفي الثاني يؤدي دور كاتب انقطع عنه الإلهام حتى لجأ إلى الريف ووقع في حبه وحب من فيه.

* في «سحر بيل آيل» نراك في دور رومانسي. هذا جديد عليك إلى حد بعيد، أليس كذلك؟

- بلى.. الدور الرومانسي هو ما لم أقم به في حياتي، لكن السبب ليس رغبتي في دور رومانسي، ولو كنت أتمنى لو أن ذلك حدث في شبابي (يضحك)، بل يكمن في أن السيناريو كان جيدا ومن النوع الذي لا يمكن رفضه.

* دورك هنا دور كاتب لجأ إلى الشرب كحلّ لأزمة إبداعه وبحثا عما يلهمه. هل كانت لديك كفنان مثل هذه المشكلة؟

- في هذه الفترة من حياتي لا أدري من أين يأتي الإلهام. لماذا أقوم من فراشي كل صباح؟ لكني محظوظ من حيث إن السيناريوهات التي تعرض علي تؤلف مشاريع جيدة. أعتقد أنه إذا لم تستفد من الفرص المتاحة لك، وإذا لم تجد بين المعروض عليك ما يلهمك، فإن الخطأ قد يكون عندك. أنت بحاجة إلى سبب وجيه لكي تنهض من سريرك صباح كل يوم.

* لاحظت أنك في كثير من الأحيان تجد أدوارا لا تنص على لون البشرة. أعني أن هذا الدور قد يؤديه أبيض أو أفرو - أميركان. هل هذه ملاحظة صحيحة؟ هل تمت كتابة الفيلم على هذا النحو؟

- نعم. هي ملاحظة صحيحة. هناك نوعان من الكتابات، واحد يقدم الممثل حسب جنسه وعنصره، صيني أو أسود... إلخ. وآخر مكتوب من دون الالتفات إلى هذا العنصر. ولسبب ما اعتدت تسلم مشاريع ليست مكتوبة على أساس عنصري. من حسن حظي أنها ليست مكتوبة لي كممثل أسود، بل هي موجهة إلي كممثل فقط.

* بالنظر إلى تاريخك الطويل في المهنة، هل تعتقد أن ممثلي اليوم من الجيل الحالي لا يستطيعون الاحتفاظ بنجوميتهم طويلا؟

- لا، لا أعتقد ذلك. هذه المهنة تتطلب شيئين أساسين: المثابرة والحظ. لا أكترث من أنت أو أين أنت.. الحظ يلعب دورا كبيرا في نجاحك. وإذا ما أردت أن تبقى محظوظا في هذه المهنة عليك أن ترقص على رؤوس أصابعك. عليك أن تواصل الحركة والاندفاع. هذه هي المثابرة.

* في أكثر فيلم مثلته، وهذا الأخير من بينها، تظهر حنينا إلى الماضي. ما أشياء الماضي التي تستهويك؟

- كثيرة، منها السفر بالحصان. أتذكر عربة العائلة التي كان يجرها بغلان. كنت في الثامنة من العمر، وكان والداي يستخدمانها في الانتقال من المزرعة إلى البلدة. كنت أستيقظ في الرابعة والنصف صباحا وأنضم إلى والدي في الحقل حتى مغيب الشمس. عمل لا أتمناه لأبغض أعدائي. لكن إذا ما قارنت بين تلك الأيام وهذه الأيام «التكنولوجية» التي نعيش، تجد أن عالم الأمس كان أكثر أمنا. هناك كثيرون لا يؤمنون بأننا ندمر الحياة على الأرض بتكنولوجيتنا، لكننا نفعل ذلك. بعد ألف سنة قد ينتهي هذا الكوكب تماما، يصبح فينوس ثانيا.

* هل هناك فرق بين التمثيل في فيلم صغير الحجم مثل «سحر بيل آيل» وآخر كبير الحجم، أو عملاق الحجم في الواقع مثل «صعود الفارس المظلم»؟

- ما دمت أؤدي الدور المسنود إلي برغبتي فليس هناك من فوارق. الممثل مصنوع لكي يمثل بصرف النظر عن طبيعة الإنتاج، بل وأعتقد أن الانتقال من نوع سينمائي إلى آخر أمر مفيد. كذلك مفيد الانتقال من دور في فيلم ضخم مثل أفلام باتمان، إلى دور في فيلم مصنوع لجمهور محدود هو أيضا مهم. ربما الإدمان على نوع واحد هو الخطأ الحقيقي في مهنة تتطلب الكثير من المعرفة.

* هل تشاهد الأفلام التي تمثلها أو أنك، كعدد ملحوظ من الممثلين الآخرين، لا يريدون مشاهدتها لأنهم لا يرغبون في ملاحظة ما يقومون به.

- طبعا أقوم بمشاهدة أفلامي. وأستمتع بما أقوم به إذا ما كنت أستطيع القول (يضحك). عليك أن تثق بما تقوم به، وإذا كانت الثقة معدومة فلربما لا تريد أن تشاهد نفسك على الشاشة.

* على كثرة الأدوار التي قمت بها.. أي نوع سينمائي ترغب فيه أكثر من سواه؟

- كما ذكرت لك، عليك أن تنوع، وإذا ما أعجبني السيناريو فإن النوع آخر ما أهتم به. حين كنت لا أزال في الثامنة من عمري بدأت قراءة الكتب.. قراءة كل ما يصل إلي. وعندما أصبحت ممثلا أخذت أمثل كل ما يصل إلي ما دام السيناريو جيدا ككل وليس لي فقط.

جولة في سينما العالم سبايدر مان وإيليا سليمان

* إنه أسبوع الرجل العنكبوت هذا الأسبوع، إذ انطلق حول الكرة الأرضية يربطها جميعا بخيوطه. «سبايدر مان» قد يبدو في بحث دائم عن شيء ما في هذا الفيلم (وفي أحد مشاهده تقول له موظفة الاستقبال: «هل ما زلت تبحث عن نفسك؟»)، لكن هواة سينما السوبرهيرو سيجدون هذا الفيلم مرتسما على كل الشاشات الرئيسية في كل مكان، وقبل أسابيع قليلة من إطلاق الفيلم الجديد من سلسلة «باتمان»، الذي إذا ما صدقنا معالجات مخرجه كريستوفر نولان السابقة، والمقدمات المنتشرة (تريلرز) للفيلم، فإنه سيضع سبايدر مان في جيبه الصغير بلا عناء.

* في المواجهة، ولو على نحو غير مباشر، هناك الفيلم الذي اشترك في إخراجه الفلسطيني إيليا سليمان وعنوانه «سبعة أيام في كوبا». كل يوم من الأيام السبعة هو نواة فيلم قصير من إخراج سينمائي مختلف، وإيليا سليمان هو مخرج يوم الخميس. والآراء، حين عرض الفيلم في «كان» قبل شهر ونصف اختلفت حول الفيلم واختلفت أيضا حول الفيلم الذي حققه سليمان وعنوانه «مفكرة مبتدئ». أحد نقاد مجلة «فاراياتي» قال إنه «في بعض الأوجه فيلم سليمان هو أفضل المجموعة»، في حين قرر ناقد على موقع «أفكار حول فيلم»: «الأسوأ هو فيلم سليمان كونه أكثر ادعاء». ورأي هذا الناقد من رأي الأول، ولو أن سليمان يرسم صورته ذاتها في أفلامه الفلسطينية السابقة ما يجعلها تبدو، من الخارج، بلا تطور يذكر. لكنه إذ يفعل يعكس أيضا ذلك القدر من الشغف التلقائي بالشخصية التي تفتح عينيها لأول مرة على الحياة ولا تبتهج.

* «سبعة أيام في هافانا» فيلم فرنسي / إسباني مشترك لكنه ليس الجديد الوحيد الذي يتضمن أكثر من مخرج بين غلافيه. هناك فيلم فرنسي آخر هو «اللاعبون»، أمه ستة مخرجين فرنسيين من بينهم ميشال أزانافيتشوس صاحب «الفنان»، الذي يجب أن تسحب أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأوسكار الذي منحته إياه عن فيلمه السابق عقابا على إنجازه فيلما ضعيفا عنوانه «الضمير الطيب». لكن على الأقل ليس الأضعف، بل يتساوى وبعض أفلام المخرجين الآخرين ويرتفع فوق بعضها الآخر. بطل كل هذه الأفلام ممثل واحد هو جان دوجاردان الذي منح الأوسكار أيضا عن دوره في «الفنان»، والذي يجسد شخصيات محورها الرجل الذي له حق خيانة زوجته أو لديه مبررات لذلك على الأقل.

* الفيلم المرتقب بالفعل هو «متوحشون» لأوليفر ستون من بطولة بلايك لايفلي وتايلور كيتش وبنيثيو دل تورو (أحد مخرجي «سبعة أيام في هافانا») من بين آخرين. وسبب ترقبه هو أنه من إخراج صاحب أكبر انحدار مهني لمخرج معروف في السنوات الأخيرة. فالمخرج الذي عرف بجرأته النقدية في أفلام مثل «ولد في الرابع من يوليو» و«ج ف ك»، فقد بوصلة تلك الجرأة في سلسلة من الأعمال التي تطرقت إلى مواضيع صعبة عالجتها بخوف مثل «وورلد ترايد سنتر» ثم «وول ستريت 2: المال لا ينام أبدا»، تكفي المقارنة بين هذا المذكور الأخير وبين «وول ستريت» كما أخرجه ستون نفسه سنة 1987 لتجد أن الرجل لا يعرف كيف يقرر وجهته السياسية. الأفضل مقارنة «وول ستريت 2» بفيلمين أصغر حجما وكلفة حول الموضوع الاقتصادي الذي تسببت فيه حفنة المصرفيين في وول ستريت، هما «رجال الشركة» (جون ولز - 2010) و«نداء هامشي» (ج س شاندور - 2011) لتبين ركاكة فيلم ستون السابق. بعض من شاهد «متوحشون» يقول إن المخرج عاد إلى أصوله. نقول ربما إلى أن نشاهد الفيلم.

* وآخر أرقام فيلم «678» للمصري محمد دياب المعروض حاليا في فرنسا أن عدد تذاكره المبيعة وصلت إلى 188 ألف تذكرة في شهرين وأسبوع واحد، وعدد النسخ الموزعة منه ارتفعت من 117 إلى 171 وحاليا إلى 181.

* فيلم الأسبوع أوهن الخيوط المذهل ـ سبايدرمان

* إخراج: مارك وب.

أدوار أولى: أندرو غارفيلد، إيما ستون، رايز إفانز، دنيس ليري.

النوع: خيال علمي / أكشن.

تقييم: (2*) (من خمسة) حسب فناني الكوميكس ستان لي وستيف ديتكو، فإن «سبايدرمان» هو شاب قرصه العنكبوت فتحول إلى رجل عنكبوتي من حيث قدرته على استخدام الخيوط الواهنة (عادة) كحبال لا يمكن بترها. يستطيع أن يقيد بها العدو، أو ينتقل ما بين المباني الشاهقة. يستطيع أن يوجهها لضرب شخص أو إنقاذ حياة آخر. هذه هي صفات «سبايدرمان» وهي ليست بعيدة عن صفات «باتمان» أو «آيرون مان» أو «سوبرمان» من ناحيتين: تخلق تلك المزايا غير الطبيعية لكل واحد القدرة على التحول إلى سوبرهيرو يجير قواه لخدمة العدالة، هذه واحدة. ويعاني من تأثير تغييب مبكر للأب في حياة البطل.

في «سوبرمان» تسلم رعايته مزارع بعدما طلب منه والده الكوكبي البعيد اللجوء إلى الأرض. وفي «آيرون مان» مات الأب في واحد من مغامراته العسكرية. في «باتمان» الذي عضه الوطواط صغيرا فأصبح وطواطا ما زال يحمل عقدة موت أبيه على أيدي لصوص طريق حين كان لا يزال طفلا. تعرفنا على نشأة «سبايدرمان» ضمن هذه الخطوط سنة 2002، ثم كان هناك جزء ثانٍ بعد عامين ثم جزء ثالث بعد ثلاثة أعوام، وجميعها كانت من إخراج جيد لسام ريمي. هذا الجزء الرابع هو إعادة تشغيل للجزء الأول، أو إعادة صنع إذا أردت القول، مع مشكلة أولى: ليس هناك جديد في حكاية شوهدت قبل عشر سنوات فقط. طبعا هناك تغييرات تتجاوز أن أندرو غارفيلد تسلم دفة الدور الأول عوض توبي ماكغواير، من بينها أن بعض الشخصيات المحيطة به تنتقل من لعب الدور الإيجابي إلى الدور السلبي، وذلك تبعا لحكاية مفادها قيام سبايدرمان بالبحث عن الحقيقة حول مصير أبيه الذي يبدو له غامضا.

إنه يعيش الآن مع عمه (مارتن شين) وزوجته (سالي فيلد)، ونراه في حرم الكلية متعرضا لتعنيف بعض الشباب الذين لا يعرفون مع من يتعاملون. وهو يشعر رغم ذلك بأنه يملك نصف الأرض كلما التقى بالفتاة غوين (إيما ستون).. كل شيء يبدو أهلا لفيلم من تلك التي تؤانس الخيال الشبابي باستثناء أن غارفيلد في الثامنة والعشرين من العمر وإيما ستون في الثالثة والعشرين من العمر، أي أكبر ببعض السنوات من السن المفترضة بهما تأديتها.. هذا إلا إذا كانا راسبين محترفين قررا البقاء للأبد في الثانوية. طبعا يذكرني ذلك بعمر الشريف وشكري سرحان ويوسف فخر الدين في أدوار طلاب الثانوية في «إحنا التلامذة».

حريص على أن لا أفسد متعة المشاهدة لكل الذين سيؤمون الفيلم، وذلك باختيار أقل عدد ممكن من الكلمات التي قد تشرح القصة أو تتنبأ بالأحداث. لكني في الوقت ذاته لا يمكنني إلا أن ألفت النظر إلى أن بطلنا، ولسبب في ذات المخرج، يبدو دامع العينين في الكثير من المشاهد التي تظهر فيها عيناه. هل كان ذلك جزءا من الدور أو بسبب استخدام الأبعاد الثلاثة الذي ينفر كل شيء؟ أم هما عيناي اللتان كانتا تدمعان كلما تذكرت وقتي المهدور؟

* سنوات السينما

* 1924 | أول فيلم طويل.. جدا فيلم آخر مهم من ذلك العام، وقبل الانتقال في الأسبوع المقبل إلى السنة التالية، هو «جشع» أو «Greed» للمخرج إريك فون ستروهايم المقتبس عن رواية بعنوان «ماكتيغ» لكاتب اسمه فرانك نوريس، حاول (وبنجاح كما كتب المراجعون) تقديم صورة واقعية للسنوات الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في عشرينات القرن الماضي. الفيلم جيد وفي نحو ساعتين متوفرتين حاليا على أسطوانات.

لكن حسب مؤرخين صنع ستروهايم نسخته الأولى من تسع ساعات، وحسب ناقد درامي كتب قبل رحيله، أن المخرج نقل إلى الشاشة «كل لفتة وكل كلمة حوار وكل فاصلة». أيامها لم يكن ذلك مسموحا به والمنتج إرفينغ تولبيرغ أمر بإيجازه عدة مرات حتى وصل إلى المدة التي عرضت حينها.

وحسب مؤرخين آخرين فإن رفض ستروهايم لقطع الفيلم أدى إلى معركة بالأيدي بينه وبين المنتج المنفذ (وأحد أساطين شركة «مترو غولدوين ماير») لويس ب. ماير.

* شباك التذاكر

* أهم إنجاز هذا الأسبوع هو خروج «روك الأجيال» من القائمة بعد أسبوعين عرف خلالهما إقبالا مخيبا للأمل يستحقه. في المقابل أربعة أفلام جديدة يتقدمها «تد» مع مارك وولبيرغ ودب صغير علمته الغرافيكس كيف يمثل.

1 (-) Ted: $54,107,495 (3*) 2 (-) Magic Mike: $39,155,133 (2*) 3 (1) Brave: $34,011,167 (4*) 4 (-) Madea›s Witness Protection: $26,350,194 (2*) 5 (2) Madagascar 3: Europe›s Most Wanted: $11,814,090 (2*) 6 (3) Abraham Lincoln: Vampire Hunter: $5، 251,206 (2*) 7 (4) Prometheus: $4,925,854 (3*) 8 (-) Moonrise Kingdom: $4,872,700 (2*) 9 (5) Snow White and the Huntsman: $4,405,276 (2*) 10 (-) People Like Us: $3,661,284 (2*)