الدراما اللبنانية في رمضان 2012 تكتفي بـ4 مسلسلات

الكاتبة كلوديا مارشليان: لا يمكن أن تتفاءل بشكل مسبق عندما يتعلق الأمر بلبنان

ندى أبو فرحات تتوسط مازن معضم وطوني عيسى في مسلسل الغالبون (الشرق الأوسط)
TT

لا يبدو أن الدراما اللبنانية ستكون حاضرة أو جاهزة للمنافسة في رمضان 2012 على الرغم من الرهانات الكبيرة التي كانت معقودة عليها في ظل الأحداث التي تعيشها سوريا ومصر، البلدان العربيان اللذان يحتلان موقع الصدارة في صناعة الدراما العربية. في العام الماضي أبدى المنتجون والقائمون على الفن التمثيلي في لبنان تفاؤلا كبيرا، بنيت عليه آمال لا يستهان بها، حين تحدثوا عن ازدهار تعيشه الدراما المحلية، يمكن أن يؤسس لانطلاقة واعدة لمسلسل لبناني بمواصفات عالية، وخاصة أنه تتوفر كل العناصر المطلوبة لإنجاح أي عمل درامي، تمثيلا ونصا وإخراجا، بل وحتى مشكلة الإنتاج وجد لها حل عن طريق الإنتاجات المشتركة أو تلك التي تقوم على جهود فردية. ولكن يبدو أن الآمال لم تكن على قدر التوقعات، ربما لأن محطات التلفزة اللبنانية تخشى المغامرة، وخاصة في الموسم الرمضاني حيث تكون هناك وفرة في الأعمال الفنية التي «يضيع» المشاهد في المفاضلة بينها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، لأن القائمين على محطات التلفزة في لبنان، باتوا متيقنين أن برامج «التوك شو» هي ملعبهم الحقيقي والمضمون الذي يقيهم شر الإقدام على خطوات غير مضمونة النتائج في ظل المنافسة الكبيرة التي تشهدها الفضائيات العربية لاستقطاب المشاهدين من المحيط إلى الخليج.

الرهان الدرامي في رمضان 2012 سيكون محصورا في أربعة مسلسلات هي «الغالبون-2» بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول في رمضان الماضي، و«أجيال-2» الذي ستعرضه قناة الـ«m.t.v» والتي يبدو أنها لم تحسم قرار تصوير الجزء الثاني من مسلسل «باب إدريس» الذي حقق جزؤه الأول نجاحا كبيرا في رمضان الماضي، و«ديو الغرام» الذي ولدت فكرته من برنامج «ديو المشاهير» الذي عرض على شاشة الـ«l.b.c»، و«العائدة» للكاتب شكري أنيس فاحوري والمخرجة كارولين ميلان، وهو من بطولة كارمن لبس، ويعرض الجزء الأول في رمضان على أن يستكمل تصويره ليقدم الجزء الثاني منه في موسم الخريف، وهو مرشح للعرض على أكثر من فضائية في رمضان، من بينها الفضائية السورية.

مروان حداد صاحب شركة «مروى غروب» التي تولت إنتاج مسلسلي «أجيال 2» و«ديو الغرام»، وفي رد حول ما إذا كان هناك إفراط في التفاؤل حول صناعة الدراما في لبنان اعتبر أن «عام 2012 صعب جدا، ونحن عانينا من أزمة ولكننا تمكنا من تجاوزها، وأنا قمت بتصوير أربعة مسلسلات دفعة واحدة، من بينها مسلسل (لولا الحب) الذي سيعرض مباشرة بعد شهر رمضان و(حياة دراما) الذي عرض قبل فترة، وقريبا سوف أباشر تصوير أربعة مسلسلات جديدة، وهذا يؤكد أن العجلة الدرامية بخير وأننا نستطيع تخطي الأزمات، وعام 2013 سيشهد العصر الذهبي للدراما اللبنانية. بالنسبة إلى مسلسل (ديو الغرام) فهو ضخم ورائع وقد رصدت له ميزانية ضخمة وأنا أتوقع أن يحقق نسبة نجاح عالية جدا، فهو يجمع بين التمثيل والغناء والاستعراض، وأنا متأكد أنه سينافس أهم الأعمال العربية، وخاصة أنه يحمل توقيع المخرج السوري سيف الدين سبيعي. وقد ولدت فكرته بعد مشاهدتي للحلقة الأخيرة من برنامج (ديو المشاهير) وأعجبني الدويتو الغنائي (اعتزلت الغرام) الذي شارك فيه كارلوس عازار وماغي أبو غصن فاتصلت بالكاتبة كلوديا مارشليان ونقلت إليها فكرتي، وبعد أن كتبتها على الورق نفذنا العمل».

وعن أسباب تراجعه عن تصوير الجزء الثاني من مسلسل «باب إدريس»، أوضح حداد أنه «أولا بسبب التأخير في الكتابة، وثانيا لأن الـ(l.b.c) انشغلت بأشياء أخرى، وبما أن الجزء الأول منه عرض على شاشتها وجدت أنه من الأنسب أن يعرض الجزء الثاني عليها أيضا، لأنني وفيّ بطبعي مع كل الأشخاص الذين أعمل معهم، على عكس الأشخاص الذين يتعاملون معي، وقد تم الاتفاق بيننا على إرجاء للعام المقبل. أما مسلسل (ديو الغرام) فقد صورته قبل أن أتفق مع أي محطة تلفزيونية، ولأن الـ(l.b.c) أحبته سارعت إلى شرائه مني».

ونفى حداد أن يكون قد تقرر عرض مسلسل «أجيال 2» في اللحظة الأخيرة، قائلا «هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، ولكنني لا أحب أن أعلن عن مشاريعي في وقت مبكر. منذ اللحظة الأولى التي تمت فيها برمجة الدراما على محطة الـ(m.t.v) كان هذا العمل من ضمن الأعمال الدرامية التي سوف تعرض في رمضان».

الكاتبة كلوديا مارشليان أكدت أنها لا يمكن أن تتفاءل بشكل مسبق عندما يتعلق الأمر بلبنان قائلة «المفاجآت عندنا كثيرة ولا أحد يمكن أن يتوقع ماذا يمكن أن يحصل. بصراحة لا أعرف ما هي الأعمال اللبنانية التي ستعرض في رمضان، ولكنني علمت بمسلسل (الغالبون)، كما أنني سعيدة بعودة شكري أنيس فاخوري في الموسم الرمضاني الذي سيكون لي فيه عملان».

وعما إذا كانت راضية عن كمية الأعمال التي تقرر عرضها في رمضان 2012 قالت «عن نفسي أنا راضية جدا ولكنني لا أعرف كيف هو الوضع بالنسبة للآخرين. أنا أتعب كثيرا وأقوم بأكثر مما هو مطلوب مني كما أنني أحضر دراما إذاعية ستبث عبر أثير راديو (صوت الغد). كان من المفترض أن يعرض نحو 12 عملا، لأنني على يقين أن هناك مجموعة مسلسلات جاهزة للعرض، وربما محطات التلفزة هي التي تقف وراء ذلك، لأنها تعتبر أن الذي يعرض في رمضان (يحترق) بسبب كمية الأعمال التي تعرض فيه كالمسلسلات وبرامج المنوعات و(التوك شو). وأعتقد أن اللبنانيين متفوقون في برامج المنوعات والتي تضاهي بمستواها المستوى الأوروبي».

هل تعتبر مارشليان نفسها أنها «منقذة» الدراما اللبنانية، تجيب «أنا (ترهبنت) للكتابة وقد تعبت كثيرا إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، ولا شك أنني سعيدة جدا بذلك».

مسلسل «الغالبون» سيكمل في جزئه الثاني مع المخرج رضوان شاهين، ومخرج العمليات العسكرية مهدي قانصو، سيرة المقاومة بين عامي 1985 و1992، وتحديدا منذ الاندحار الأول لجيش الاحتلال عن صيدا وقسم من الجنوب، وتمركزه على الشريط الحدودي، وتسلط الأحداث الضوء على المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تفريق المجتمع واستدراج الناس نحو العمالة وتهديدهم بالاعتقال، ومحاولتها كسر إرادة المقاومين وإلغاء نموذج العائلة المجاهدة الذي قدمه العمل من خلال عائلة أبو حسين (أحمد الزين)، التي تضم أم حسين (وفاء شرارة)، وناصر (مجدي مشموشي)، وعلي (طوني عيسى)، وحسين (حسن فرحات)، وبتول (إلسا زغيب). ومن أبطال الجزء الأول أيضا، يعود مازن معضم في شخصية فارس، وبولين حداد، ويوسف حداد، كما يطل في الجزء الثاني ياسر الموسوي مجسدا شخصية السيد عباس الموسوي، فيرصد السنوات الأخيرة من حياة الأمين العام السابق لحزب الله منذ تكليفه بقيادة منطقة الجنوب، مرورا بدوره في تأسيس بنية العمل الجهادي للمقاومة، وصولا إلى استشهاده، إضافة إلى شخصيات أخرى تركت بصمتها في تاريخ المقاومة منها الشهيد سمير مطوط المعروف بالحاج جواد الذي يؤدي دوره رودريغ سليمان، وميشال غانم (في دور الشهيد رضا حريري)، وباسم مغنية في شخصية قاسم، الذي يعتقل إثر عملية للمقاومة، كما تظهر نماذج أخرى لإضفاء أبعاد اجتماعية على حكاية المقاومة، أبطالها فيفيان أنطونيوس، وطلال الجردي، وبديع أبو شقرا، وسعد حمدان، ونادين ويلسون نجيم، وأنجو ريحان، وإيلي متري، وآن ماري سلامة، ورنده حشمي، وماري تيريز معلوف، وغيرهم.

أحمد الزين الذي يجسد شخصية «أبو حسين» يستمر في مقاومة المحتل بأسلوبه الخاص وتتطور علاقته بأم حسين بشكل لافت وينتقل إلى بلدة «جرجوع» ليسكن مقابل موقع سجد حيث يصبح بيته محطة لشباب المقاومة، عن دوره في العمل قال الزين «إن الكاتب محمد النابلسي ساهم في تلميع شخصية (أبو حسين) بشكل رائع ومنحها بعدا إنسانيا سيلمسه المتلقي بشكل كبير».

ويرى الزين أن كل عمل فني له خلفية خاصة به قائلا «أحترم الأخلاق العالية في العمل الفني وهذا ما يميز (الغالبون) وأي دراما أو سينما تتناول المجتمع المؤمن بقضيته المحقة. في (الغالبون) هناك تقدير للتفاصيل كما للمرأة التي هي نصف المجتمع وهذا العمل يقدمها بصورتها الحقيقية والراقية والحرة والقادرة على البناء والعطاء».