وفاء عامر: أشعر بالمسؤولية تجاه «كاريوكا» والتلفزيون المصري لم يرفض المسلسل

قالت لـ «الشرق الأوسط»: أعلنت توبتي عن الكلام في أمور السياسة

TT

تخوض الفنانة وفاء عامر هذا العام تجربة درامية مختلفة بتقديم السيرة الذاتية للراقصة والفنانة المصرية الراحلة تحية كاريوكا، ومع بدء العد التنازلي لشهر رمضان وتسابق القنوات التلفزيونية على عرض المسلسلات، تردد مؤخرا أن هناك رفضا من جانب التلفزيون المصري لعرض مسلسل «كاريوكا» على قنواته.

في حوارها مع «الشرق الأوسط» نفت وفاء أن تكون هناك أزمة بسبب المسلسل، موضحة أنه لم يعرض على التلفزيون المصري كي يتم منعه أو رفضه.

وعن تفاصيل العمل أوضحت أنها حققت أمنيتها بتجسيد شخصية كاريوكا التي شعرت بالمسؤولية تجاهها، وأنه كان عليها مسؤولية في أن تبين كيف ضحت كثيرا من أجل الفن، وقدمت عدة تضحيات من أجل وطنها.

وفي حوارها اتهمت وفاء عامر الأفلام المصرية القديمة (الأبيض والأسود) بأنها أساءت إلى شكل المنتج والفنانة والراقصة، كما أعلنت توبتها عن الحديث في السياسية بعد تصريحاتها التي حرفت مؤخرا.. وهذا نص الحوار:

* ما سبب منع عرض مسلسل «كاريوكا» على التلفزيون المصري؟

- المسلسل لم يعرض على التلفزيون المصري كي يتم منعه أو رفضه، ولكن تردد ذلك بالفعل من جانب البعض، لكني اتجهت إلى منتج العمل وسألته إذا كان قد عرض المسلسل على التلفزيون أم لا، فأكد لي أنه لا يمكن عرض المسلسل على التلفزيون المصري بسبب بيعه حصريا إلى إحدى القنوات الفضائية المصرية، وتم دفع مبلغ كبير في المسلسل، وبالتالي مستحيل أن يعرض عليه، وهو ما تأكدت منه أيضا من التلفزيون.

* لماذا لم تفكري أنت في عرض المسلسل على التلفزيون المصري؟

- لا أملك هذا القرار، فأنا ممثلة فقط أقوم بالتمثيل بكل طاقاتي وإحساسي وأخذ أجري وتنتهي علاقتي بالعمل، لو نجح زاد من أسهمي، ولو فشل العمل يقلل من وجودي على الساحة، أما عرض المسلسل على القنوات الفضائية فهو من اختصاص المنتج والمخرج.

* ما توقعاتك لمسلسل «كاريوكا»؟

- لا أستطيع التوقع، فالجمهور هو الحكم الوحيد والتقييم يرجع له، لكن بالتأكيد أمنياتي أن ينال إعجابه لأنني تعبت فيه وبذلت فيه مجهودا كبيرا كي يليق بالسيرة الذاتية للراحلة تحية كاريوكا، فتجسيدي لحياتها كانت أمنية من أمنياتي وبالفعل تحققت هذه الأمنية.

* تردد أنك واجهت صعوبات للفوز بتجسيد «تحية كاريوكا»؟

- أنا لا أحارب من أجل تجسيد أي شخصية، ولم أدخل في منافسة مع أحد، ولم أسعَ للوصول إلى أي عمل قدمته من قبل، فأنا أجلس في بيتي وتعرض علي الأعمال، وأعتبر ذلك رزقا من الله، و«كاريوكا» كانت رزقا جاءني من الله وأحمده على ذلك.

* هل يخوض العمل في تفاصيل دقيقة في شخصية كاريوكا لا يعرفها أحد؟

- بالطبع العمل يمر منذ بداية هروبها من منزلها ومجيئها إلى القاهرة، مرورا بعلاقاتها برجال السياسة، بداية من الملك ومرورا بالحكام: جمال عبد الناصر وأنور السادات، وما أود قوله إنه على الرغم من أني أقوم بدور راقصة فإن الجمهور لن يشعر بذلك، فأنا لم أقدم في العمل سوى أربع استعراضات فقط، وكل استعراض يستغرق دقيقة وربع الدقيقة.

* كيف تقدمين شخصية راقصة ويتم تقديم أربع استعراضات فقط؟

- العمل لا يحتمل أكثر من ذلك من وجهة نظر الدراما، فالدراما ليست داخل الكباريه فقط، فالعمل يتعلق بشخصيتها وعلاقاتها بمن حولها من أهلها وزيجاتها الأربع عشرة، ولو تطرقت لكل الرقصات التي قدمتها فسيتحول العمل إلى عمل استعراضي، وأنا أرفض أن أقدم عملا استعراضيا عن حياتها، لأن حياتها مليئة بالأحداث المهمة، فهي رقصت ستة عشر عاما من بين خمسين عاما هي حياتها المليئة بالأحداث.

* ولكن الجمهور عرف كاريوكا كراقصة لديها مدرستها الخاصة في فن الرقص، أليس من الأفضل أن يبرز العمل ذلك بشكل كبير؟

- بالفعل حاولت إظهار ذلك، فهي صاحبة رقصة «الكاريوكا»، وحاولت أن أبرز هذا بشكل مختصر، ولكن العمل الدرامي مختلف عن عملها كراقصة، فلا يصح في كل مشهد أن أبرزها كراقصة، فالعمل يجسد ويبرز واقعا وحقائق وقعت بالفعل كتبها التاريخ عن هذه الشخصية، والمشاهد سوف يكتشف ذلك، فهو لا يشاهد عملا عن راقصة فقط، بل يتطرق إلى حقبة زمنية كاملة مهمة سيكون لها دور في إظهار من هي تحية كاريوكا.

* كيف حاولت التقرب إلى شكل تحية في طريقتها وأسلوبها في الحوار؟

- حاولت التقرب إلى شكلها ولكن من غير تقليد، فأنا حافظت على شكلي كممثلة أستطيع أن أدخل في الشخصية وأجسدها بإظهار روح تحية، وكثير من الذين كانوا يتعاملون معي في «لوكيشن» التصوير كان ينتابهم إحساس أنني في ذلك الزمن الذي عاشت فيه تحية، فقد قمت قبل تقديم الشخصية بالقراءة عن هذا الزمن والكثير من تفاصيله وأحداثه.

* إلى أي مدى تأثرت بشخصية تحية كاريوكا؟

- تعاطفي معها وصل لدرجة أنني لدي إحساس بالمسؤولية تجاهها، وأن لها دينا في رقبتي، فكنت أريد أن تأخذ حقها فقد ظلمت، ولا بد أن يعترف الجمهور بأنها كسيدة ضحت كثيرا من أجل الفن وقدمت عدة تضحيات من أجل مصر أيضا، حيث تبرعت من مالها الخاص لإنقاذ ديون مصر في وقت من الأوقات، وساهمت في الاقتصاد المصري بنسبة كبيرة، وهي من وجهة نظري لا تقل أهمية عن الملكة نازلي والملك فاروق، فهي سيدة شريفة.

* في اعتقادك لماذا ظلمت كاريوكا؟

- الأفلام القديمة الأبيض والأسود والأفلام التي بعدها هي التي ظلمت المنتج والفنان والراقصة، فالمنتج أظهرته كرجل جاهل، أما الفنانة فهي من تمسك بسيجارة وكأس الخمر، والراقصة تخطف الرجال وتسطو على المال العام، وهذا كلام غير صحيح بالمرة، فالمنتج رجل مثقف ورجل محترم، والفنانة والراقصة تؤديان عملهما كنوع من أنواع الفن.

* معنى كلامك أن الفن كان يشوه في الماضي والآن لا يتم تشويهه؟

- حتى الآن يتم تشويه الفن عن طريق وسائل كثيرة، وأبرزها الإنترنت، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت نقمة على الفنان، فعن نفسي وفي الفترة الماضية واجهت الكثير من النقد والهجوم علي عن طريق هذه المواقع بشكل فيه نوع من الخروج عن الآداب، لكني اتجهت إلى القانون لأخذ حقي لأنهم يعتادون على حرمة بيتي ولن أتنازل عن حقي في ذلك. ولكن من يقوم بذلك يعمل على إيذاء الفن ويضعون جميع الفنانين في سلة واحدة.

* ماذا تفعلين لو تدخلت التيارات الإسلامية في عملك كفنانة؟

- حتى الآن لم يهاجمني أحد أو يتطرق إلي أو يمنعني من ممارسة عملي، ولو حدث ذلك فسأهاجم من يهاجمني، فلكل فعل رد فعل، فأنا شخصية حرة وسأموت من أجل حريتي، وقد حزنت على القضايا المقامة ضد الفنانين وعلى رأسهم الفنان عادل إمام، فهو نجم لا بد أن نحافظ عليه وتراث وشخصية كان لها تأثير كبير في وقت من الأوقات على الترويج السياحي، وكان سفيرا للوطن، فلا بد أن نحترم عظماءنا من النجوم.

* أعمالك السينمائية القديمة كانت بها بعض المشاهد الجريئة، فماذا تفعلين لو قام أحد برفع دعوى قضائية عليك بسببها؟

- أنا لم أعد أقدم الأعمال الجريئة التي كنت أقدمها من قبل، فقد انتهيت منها منذ عشر سنين، ولا أجرؤ على تقديمها الآن، وليس معنى ذلك أني أعيب على من يقدمها الآن، لذلك لا أخشى ولا أخاف من أحد لأنني أعرف حدودي جيدا.

* ماذا لو تم رفع دعوى قضائية ضد مسلسل «تحية كاريوكا»؟

- كوني قمت بعمل هذا المسلسل فهذا معناه أنني مقتنعة به جدا ولا أسمح لأحد بالتدخل فيه، وأنا أستطيع أن آخذ حقي بالقانون، وبالفعل تم رفع دعوى قضائية منذ فترة لوقف مسلسل «تحية كاريوكا» من جانب أحد المحامين بحجة إهدار المال العام، ولكني أشفقت عليه لأن الدعوى قالت إنني أعمل في المسلسل بفلوس الحكومة وهذا غير صحيح، وقد قمت برفع دعوى قضائية ضده مطالبة بحقي الأدبي.

* تجسيدك للسيرة الذاتية لتحية كاريوكا هل سيجعلك تغيرين مسارك في أعمالك المقبلة؟

- سوف آخذ إجازة من العمل لمدة عام على الأقل، حيث إني أرى أن نجاح «كاريوكا» سوف أشاهده على مدار سنوات، وسوف أتفرغ قليلا لابني عمر لأنه يدخل مرحلة دراسية جديدة، فبيتي وابني وزوجي أهم شيء في حياتي.

* لكن ألا تخافين من أن يتهمك البعض بأنك جلست في البيت بسبب أنك لا تجدين أعمالا تعرض عليك؟

- لا يهمني من يقول ذلك، وليقل ما يشاء، فأنا سئمت من الأقاويل والشائعات، فهناك من قال إني أعمل بفلوس زوجي المنتج، كما اتهمت بأشياء كثيرة آخرها ما نسب لي من أقاويل محرفة، لكني سأمضي في طريقي ولن أستمع إلى كلام أحد.

* لماذا صرحت بأنك تبت عن الكلام في السياسة؟

- بالفعل أعلنت ذلك لأنني اكتشفت أن أي تصريح أقوله يتم تحريفه، وهو ما ينال مني ومن زوجي وابني، لذا سأترك السياسة لأهل السياسة، وأنا ألوم نفسي لأنني تحدثت فيها من قبل.

* صرحت بأنك ستقومين بتجسيد شخصية سوزان مبارك في عمل درامي، والفنانة إلهام شاهين صرحت بذلك أيضا.

- الموضوع بالفعل تم عرضه علي وقام زوجي بشراء الفكرة، وتمت كتابة العمل حتى بداية ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وننتظر الانتهاء من المحاكمات؛ لأنه عمل تاريخي سيؤرخ وسأحاسب عليه، فلا بد أن أقدمه بمنتهى الشفافية بإظهار السلبيات والإيجابيات حتى لو هوجمت، أما بالنسبة لإلهام شاهين فأنا لا أعترض، وأرحب جدا بأن تقوم بتجسيده، فهي فنانة محترمة، ولو فضلت أحدا غيري لتجسيد هذه الشخصية فسأفضل إلهام شاهين لهذا الدور، وأيضا لدي سيرة ذاتية أخرى لدكتورة القلب أمينة كريم التي اغتالها الموساد، وسأقوم بتجسيدها في عمل درامي.