نيشان ديرهاروتيونيان: المصريون يجيدون إمساك مقاليد الهواء و«الربيع العربي» حجم الفن

المحاور اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: لا أتصارع مع ضيوفي واعتماد خورشيد فاجأتني

TT

قال الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن برنامجه «أنا والعسل» الذي عرض خلال شهر رمضان الفائت على قناتي «الحياة» المصرية و«إم تي في» اللبنانية شكل محطة فاصلة في حياته المهنية بحيث أصبح من الممكن القول إن هناك نيشان ما قبل «أنا والعسل» ونيشان ما بعده. واعتبر أنه صار حاليا يفضل أن يحمل لقب المذيع بدل الإعلامي وأن دراسته العليا في إحدى الجامعات السويسرية (EGS) عام 2011 بدّلت حياته تماما وزوّدته بالحرية فتخلّص من عقده وجعلته يتحوّل إلى نيشان آخر لم تعد تجذبه معالم الإضاءة على شخصيته ولا استخدام ضيفه مطيّة له بعدما اكتشف أن الحياة روح وقلب وليست قشورا وسطحية وقال: «تجربتي في سويسرا أضفت إلي الشعور بالرضا الأمر الذي لم يعطني إياه الإعلام ولعلّ المثل الذي إعطانا إياه أحد أساتذتنا في جامعة EGS السويسرية في حصته الدراسية تحت عنوان (kinder chocolat theory) عن أننا نتعامل في حياتنا مع الأشخاص الآخرين تماما كما نتعامل مع بيضة شوكولا (كيندر) الذائعة الصيت إذ نهرع إلى تعريتها من غلافها ومن ثم إلى إمساك نواتها بعنف وهرسها بأصابعنا لنحصل على اللعبة التي في داخلها أثر في ودفعني إلى إعادة النظر في حياتي أنا الذي كنت أعتبر نفسي المحور الرئيسي في حواراتي التلفزيونية لأستقر على رأي مغاير تماما مفاده أن الاهتمام بالآخر هو الأساس وأني بمثابة فعل (لازم) وليس (متعدّيا) في الإعلام وأنه علي أن أعزف على أوتار ضيفي لا أن أحطمها أو أهشمها». وعن سبب ظهوره في لوك جديد وفي حوارات تميل إلى الشفافية أكثر من الدبلوماسية قال: «أردت أن أزيح عن شخصيتي الخطوط الداكنة التي غلفتني في بداياتي إلى حد ما والأسود هو اللون الذي اعتمدته في إطلالاتي الأولى (في ثيابه) كان فيه الكثير من النرجسية الإعلانية فقررت أن أتلون بألوان الطبيعة فأكون أقرب إلى ضيوفي أتقبلهم كما هم دون مصارعتهم أو تحديهم وبكلمة فقد تخلّصت من جهلي وأستطيع القول إني ولدت من جديد في قناة (الحياة) حتى إن المعد طوني سمعان لاحظ ذلك فوصفني بالهادئ والمراقب الرصين». وعما إذا كان ما يزال يملك نفس الحماس عند محاورته أهل الفن على الرغم من معرفته المسبقة بهم اليوم وبعد خبرته الطويلة في محاورتهم لا سيما أن غالبيتهم تضع الأقنعة على وجوهها قال: «هي مهنتي وأنا متحمس دائما لها وعندما يكذبون أو بالحري (يتجملون) بمواقف غير حقيقية لا أهتم فأنا أتقبلهم ولا أحاول تغييرهم» وأضاف: «سياسة إقحام الضيف في مواقف محرجة إلى درجة مدمية لم تعد رائجة إذ تبين أن الحوار الراقي من شأنه انتزاع إجابات سبّاقة أيضا دون أن يخدش الضيف أو أن يزعجه». وعن أكثر الضيفات التي شغلت فكره وحازت على اهتمامه ردّ نيشان أن اعتماد خورشيد تركت لديه انطباعا جيدا واستطاعت أن تترك أثرها الطيب عليه قائلا: «إنها سيدة غير عادية أحببت روحها فلم أكن أحاور سيدة يتجاوز عمرها الثمانين بل صبية ذات عيون عسلية معبّرة استطاعت أن تأسرني بجمالها وذكائها على الرغم من تقدمها في العمر ولا أنسى طبعا ضيفاتي الأخريات وبينهن فردوس عبد الحميد ولبلبة اللتين حصدت حلقتاهما نجاحا كبيرا وتأثرت بالنضوج والحنان والخبرة التي تجمعهما الأولى في شخصيتها وبالطفلة التي ما تزال تعيش في رحم أمها عند الثانية».

ولكن لماذا أصر مقدم «أنا والعسل» أن يقطّر العسل اللبناني لمشاهديه في مصر والعالم العربي فاستهلّه بالحلقة الأولى بماجدة الرومي وختمه في الأخيرة مع أليسا فرد موضحا: «حافظت أولا على لهجتي اللبنانية إذا لاحظت فلم أتحدث بالمصرية إذ رغبت أن أدخل مصر من خلالها لأبقى نيشان الذي عرفوه في برامجي السابقة والتي كان لمحطة (إم بي سي) دورها الكبير في تقديمي إلى المشاهد العربي وعندما يكون الشخص مدعوا إلى مكان ما (إلى قناة الحياة المصرية) عليه أن يحمل هدية ترمز إلى شخصيته أو بلده ولذلك كان لا بد من أن أبدأ وأنهي حلقاتي مع نجمتين من لبنان». وعن سبب غياب النجمات الخليجيات عن برنامجه قال: «لقد حاولت أن أستضيف كلا من أحلام ونوال الكويتية ولكنهما اعتذرتا لاحتجابهما عادة عن الإطلالات التلفزيونية في الشهر الكريم». وعن التغيير الذي لاحظه على الفنانات ما بعد ثورة الربيع العربية أجاب: «قد رفعن السقف أكثر خصوصا أن السياسة حجمت الفن بشكل عام والمصريون برأيي أكثر من يعرف كيفية إمساك مقاليد الهواء في البث المباشر فهم يتفننون بالحوارات ويعرفون كيف يتقنونها ويجذبون المشاهد إليها». وعن الوجه اللبناني الذي كان يتمنى أن يحاوره في برنامجه قال: «المخرجة اللبنانية نادين لبكي هي من الشخصيات التي كنت أرغب في محاورتها ولكن ظروف البرنامج حالت دون ذلك». وعن إمكانية عرض جزء ثانٍ للبرنامج نفسه في الموسم المقبل من رمضان أوضح نيشان أنه من المتوقع ذلك خصوصا أنه وقع عقد عمل مع قناة «الحياة» لثلاث سنوات مقبلة وأنه يتمنى أن يستضيف فيه كل من نادية لطفي ونادية الجندي وميرفت أمين كما يستعد قريبا لتقديم برنامج أسبوعي يفرج عن خطوطه في الوقت المناسب. أما لماذا اختار اسم «أنا والعسل» ولماذا أراده تكريما لصباح إذ كان يطلب من جميع ضيفاته أداء أغنيتها «زي العسل» قال: «عندما كنت أحضّر للبرنامج مع معده طوني سمعان ومخرجه باسم كريستو أدرجت اسم وردة الجزائرية لتكون ضيفتي في اليوم السابع من رمضان وعندما تلقيت خبر وفاتها تأثرت كثيرا وشعرت بضرورة تكريم هؤلاء العمالقة بشكل أو بآخر من هنا فكرت بصباح لأن الوقت بات لا يسمح لنا بالتفريط بذلك واستبدلنا اسم البرنامج من (زي العسل) إلى (أنا والعسل) لأنه تبين أن الأول مسجل رسميا لجهة إعلامية أخرى وهكذا صار». وعن سبب إدراجه الشوكولا إلى جانب العسل لتقديمه لضيفاته على مرّ 30 حلقة رأى المذيع اللبناني أنه حلوى لذيذة تقدّم للضيف ولكن مع الأسف اعتبرته الغالبية يهدد أنوثتها (يزيد من الوزن) فلم تعرف أي منهن (من الضيفات) كيفية قضم قطعة منها والتلذذ بها. فالغرب - يضيف نيشان - يعتبر تناول الشوكولا بمثابة استراحة (break) يجب التمتع بلحظاتها دون منازع وهذا ما كنا نقوم به أثناء دراستنا الجامعية.

وعن الحلقة الاستثنائية التي خصصها للفنانة هويدا ابنة المطربة صباح فوصفها بأنها حصلت بالصدفة مباشرة بعد تحضيره لحلقة (best of) من البرنامج عندما اتصل به مزين صباح ورفيق دربها جوزف الغريب يعلمه بأن هويدا موجودة في لبنان فاغتنم الفرصة وأجرى معها هذا الحديث الذي كان بمثابة الهدية التي قدّمها كمسك ختام لوالدتها الشحرورة صباح ولاقت صدى طيبا لدى المشاهد نظرا للعفوية والصراحة اللتين سادتا طيلة وقت الحوار وللحقائق والوقائع التي أدلت بها هويدا خلالها. أما الحلقة التي استضاف فيها المذيعة رزان المغربي في إطلالة تلفزيونية بعد طول غياب بسبب ما تعرضت إليه من تطاول على حياتها الشخصية قال نيشان: «كانت حلقة مميزة أردت أن أؤكد من خلالها أن حياة المشاهير ليست مستباحة وأن لكل منا حياته الخاصة ومساحة مسيجة لا يمكن أن يتخطاها أي كان». وختم نيشان ديرهاروتيونيان بالقول: «سبق وقلت في حديث لـ(الشرق الأوسط) إني أرى نفسي في المستقبل أسير في أحد الأروقة الجامعية (كأستاذ جامعي) واليوم أؤكد ذلك وأضيف أنني أتطلع إلى إجراء حوارات مع شخصيات عالمية في المستقبل غير محصورة فقط بعالم الفن».