سينما

TT

* بيرس بروسنان: حياتنا اليوم تفتقد الحب

* العميل بوند يقول إن سبب لياقته رغم أنه ستيني أنه يأكل جيدا ويلعب التنس 3 مرات في الأسبوع ويعيش بالقرب من الشاطئ

* إنها الذكرى الخمسون لأول فيلم جيمس بوندي. ذاك الذي لعبه شون كونيري تحت عنوان «دكتور نو» سنة 1962 والذي امتد نجاحه نصف قرن إلى اليوم. معظم الذين تشملهم الإحصاءات، من حين لآخر، يجدون أن شون كونيري وروجر مور ما زالا أفضل من لعب تلك الشخصية. لكن بيرس بروسنان لا يأتي بعيدا بين الممثلين الستة الذين قاموا بتشخيص العميل البريطاني الأشهر.

في عام 1995 تسلم بيرس بروسنان المهمة من تيموثي دالتون (الذي ورثها عن روجر مور) وظهر حتى عام 2002 في أربعة أفلام من السلسلة هي «عين ذهبية» (1995) و«الغد لا يموت أبدا» (1997) و«العالم لا يكفي» (1999)، ثم «مت في يوم آخر» (2002).

ترك بروسنان بوند، لكن صورته بقيت معلقة على ذلك الجدار. رغم ذلك، فإنه انتشر في ما وراء ذلك الدور، فظهر في أفلام درامية خفيفة مثل «قوانين الجاذبية» وفي أفلام وسترن وأكشن من بينها «شلالات سيرافيم» و«ممزق». كذلك عهدناه مؤخرا في «الكاتب الشبح» لرومان بولانسكي في دور رئيس وزراء بريطاني يكتب مذكراته، ثم عاد إلى الكوميديا الخفيفة في «تذكرني» و«لا أعرف كيف تفعل ذلك».

الآن يخوض، وهو في التاسعة والخمسين من العمر، عملا جديدا قد يكون بداية لفصل جديد؛ العمل مع مخرجة (هي سوزان باير) من تلك التي تحمل أفلامها علامات فنية معروفة، والتي سبق لها أن أنجزت شهرة عالمية بفضل اختياراتها من المواضيع السياسية. الفيلم هو «الحب هو كل ما تريد» الذي يتحدث عما قد يحدث لرجل وامرأة كلاهما محمل بتبعات ومشكلات في مراحل سابقة من عمره وعليهما الآن استغلال الفرصة للبدء من جديد.. إذا استطاعا. الفيلم عُرض في مهرجان فينيسيا ثم في مهرجان تورونتو واستقبل باهتمام يستحقه..

* هذا دور جديد عليك إلى حد بعيد.. دراما عاطفية من إخراج سوزان باير التي لم تقدم سابقا فيلما من هذا النوع بدورها..

- سوزان هي السبب في أني ألعب هذا الدور. بالنسبة لها هو نوع من التغيير من دون أن تلغي مقوماتها السينمائية. الفيلم يصدمك، وفيه مفاجآت غير متوقعة في أكثر من مكان من الحكاية. إنه نوع من الأفلام الذي بينما يبدو كما لو أنه ناعم فيما يتولى سرده، يفاجئك بموقف يتطلب تفكيرا عميقا. خذ مثلا الموقف الذي يعيشه ابني في الفيلم.. إنه يبحث عن هوية وانتماء وتراوده أسئلة مختلفة في هذا الشأن.

* كيف آل إليك هذا الدور؟

- كنت في نيويورك في مطلع هذا العام عندما اتصل بي وكيل أعمالي وقال: «سوزان باير تريدك لفيلمها الجديد». كنت شاهدت فيلم «في عالم أفضل» الذي أذهلني، فشاهدت أفلامها الأولى أيضا.

* هل كانت لديك أي ملاحظات بالنسبة لعملك في فيلم دنماركي أو في فيلم يكشف عن جانب رومانتيكي لم نعهده فيك من قبل؟

- (يضحك) لكني شخص رومانتيكي. أنت لم تأخذ بالك. لا. الشيء الوحيد الذي كان يشغل بالي هو ما إذا كنت مناسبا الظهور في فيلم دنماركي.. أعني ما سيكون عليه موقف الجمهور هناك من وجود هذا الممثل غير الدنماركي في الفيلم. حين ذكرت ذلك لسوزان طلبت مني أن لا أقلق من هذه المسألة، وقالت: «كلنا هناك نتحدث بالإنجليزية».

* العنوان يقول أشياء كثيرة عن المضمون..

- تعلم شيئا؟ أعتقد أننا اليوم في هذا المجتمع وفي هذه الظروف التي نعيشها، هناك الكثير من الحيرة والهيجان. الحب يبدو كما لو تركنا وغادر. كل يوم تقوم «الميديا» بإذاعة كارثة جديدة في حياتنا. كل يوم هناك خبر سيئ جديد.. السماء تتساقط، ثلوج القطبين تذوب؛ وهذه حقيقة. لكن هذا ما يجعلني أعتقد أن حياتنا اليوم تفتقد الحب. لا يوجد ما يكفي منه في حياتنا لكي نحتفل به كما كنا نفعل أو كما كانت الأجيال السابقة تفعل. هذا الفيلم هو عن رجل في منتصف العمر يحمل أعباء من عدم الرضا والضياع، ومن دون سابق إنذار أو تخطيط يلتقي بتلك المرأة الرائعة التي تعاني من سرطان الثدي والتي لم يمنعها هذا المرض من أن تواصل البحث عن حب كبير. نعم العنوان يقول أشياء كثيرة وهو رائع.

* ذكرت قبل أيام قليلة أن الفيلم كان مفاجئا لك، لكنه كان أيضا مفاجئا لنا نسبة لما اعتدنا مشاهدتك فيه..

- صحيح. كان أكثر من ذلك. لقد شعرت بأنني أسهم أخيرا في تقديم شخصية واقعية بدلا من كل تلك الشخصيات الخيالية التي قمت بها.. لست أنكر دورها الكبير في حياتي أو أنني اعتبرها اليوم أقل قيمة مما هي عليه، على العكس؛ بل لأن الدور نوع من الأدوار التي تعني الكثير لممثل أفلام كثير منها أكشن وجاسوسية كما تعلم.

* كيف وجدت نفسك في الدنمارك؟

- كما لو كنت في بيتي.. الناس هناك مثقفة وتتحدث أكثر من لغة بالفعل، وقد ذهلت لحرفية المواهب التي كانت معنا سواء أمام الكاميرا أو خلفها.. كانت تجربة رائعة بلا ريب.

* لكن الدنمارك ليست هوليوود، كيف وجدت العمل هناك؟

- السينما الدنماركية لديها خامتها الثقافية المعتنى بها جيدا.. لديها ممثلون ومخرجون رائعون وكتاب مسرحيات ودراميات مهمون. لذلك، وكما يقول المثل القديم: «يزرعون ويعرفون بصلهم». حين وصلت بصفتي ممثلا «هوليووديا» استقبلت جيدا. أفسحوا لي المجال في قلوبهم. طريقة العمل كانت تجديدا رائعا يختلف عما اعتدت عليه. المسائل مفتوحة والممثل أكثر حرية.. أكثر ملكا لقراره الخاص.. تأتي إلى مكان التصوير تنتظر دورك.. تقول ما لديك.. تنجز ما جئت من أجله من دون روابط صناعية وحرفية كثيرا ما تحدد ما تريد القيام به.

* 50 سنة مرت على سلسلة «جيمس بوند» منذ أن قام شون كونيري ببطولة «دكتور نو» وإلى اليوم.. وأنت لعبت هذا الدور أيضا.. كيف تنظر إلى هذه المناسبة اليوم؟

- خمسون سنة تقول الكثير عن أي شخصية سينمائية تستطيع العيش لنصف قرن. بالنسبة إلى، كان تمثيل شخصية جيمس بوند هدية.. شخصية مفرحة ومثيرة.. إنها شخصية طاغية، ما إن تصبح جيمس بوند حتى تبقى جيمس بوند للأبد. ممثلو هذه الشخصية إلى اليوم هم مجموعة محدودة من الرجال، لذلك أشعر بفخر لأني أحدهم. لقد منحني الدور فرصة تمثيل مشاهد خطرة وفرصة موازية في ثرائها هي الذهاب إلى مناطق مختلفة من العالم. أنت، بطريقة ما، سفير حين تؤدي جيمس بوند وحين تبقى بوند حتى من بعد توقفك عن لعب الدور. في السينما هناك كثير من الشخصيات المتشابهة في كل أسبوع، لكن هناك جيمس بوند واحد، وحاليا هو دانيال كريغ الذي يتصدى للدور وهو في مرحلة مناسبة.. إنه المركز والواجهة.. وهذه هي جاذبية وسحر بوند.

* كيف تنظر إلى ماضيك في السينما حين تنظر إلى الوراء؟

- دون ريب؛ المضي في السن تحد دون شك. أعتقد أن المسألة تحتاج إلى شجاعة كبيرة. الحياة ذاتها، وفي أي مرحلة من مراحلها، صعبة. تحتاج إلى شجاعة وتحتاج إلى معرفة، وهي مليئة بالتحديات. وحين يكبر المرء تتحول هذه التحديات، أو بعضها على الأقل، صوب الممكن وغير الممكن القيام به. هل ما زلت أستطيع القيام بأدوار معينة؟ هل أرتاح لأدوار أخرى؟ الآن أقترب من سن الستين وأجده رقما مذهلا.. أعني أن الحياة تمر بسرعة.

* ما هو ملاحظ عليك أنك لا تبدو في الستين.. كيف تفسر ذلك؟

ليس هناك من أسرار.. آكل جيدا وأقوم بلعب التنس ثلاث مرات في الأسبوع وأعيش بالقرب من الشاطئ. في هذا السن، ما زلت أستطيع أن أطرح نفسي لأفلام تتطلب جهدا بدنيا في التصوير.. وأملك ذهنا وقادا يجعلني أتطلع إلى المستقبل بثقة.. عليك فقط أن تواصل الإيمان بنفسك وبقدرتك على المواصلة وهذا يجعل الأمور سهلة إلى حد كبير.

* جولة بين الأفلام الجديدة

* في نقلة إلى الأفلام التي يمكن إطلاق هذه التسمية عليها، فإن «مسكن الشر: رد فعل» هو جزء جديد من سلسلة Residence: Evil الذي انطلق قبل أكثر من خمس سنوات بوصفه فيلم رعب، ولا يزال. لكن الجديد فيه عبر خمسة أجزاء إلى الآن هو أنه تحول من حكايات أرواح إلى حكايات غيلان ووحوش تحاول، كما في هذا الجزء الجديد، إبادة الجنس البشري من الوجود بالتهامه. على المرء أن يفحص قائمة هذه الوحوش، فلربما كان سام باسيل واحدا منها.

هل سينقذ هذا الفيلم وضعا صعبا عاشته صالات السينما في الأسبوع الماضي عندما بلغ إيراد الفيلم الأول في القائمة (كما يرد هنا أدناه) أقل من عشرة ملايين دولار؟ هذا الأسبوع دخل التاريخ على أنه الأسوأ منذ عام 2001 (لا علاقة) واستوديوهات السينما في أميركا قلقة من استمراره، خصوصا أن الأفلام الأخرى التي تنطلق بدءا من اليوم ومنها «عشر سنوات» و«بشرة نظيفة» و«أربتراج»، كلها أفلام صغيرة ومتوسطة. وهذا الأخير من بطولة سوزان ساراندون، وهي ابنة الخامسة والستين حاليا، التي لديها حاليا وقريبا خمسة أفلام جديدة بينها دورها المقبل في «الصحبة التي تحتفظ بها» و«كلاود أطلس».

لكن من بين هذه الأفلام ما يعود بنا إلى موضوع الإرهاب على الشاشة وفي الحياة، وهو فيلم «عشر سنوات» الذي يأخذ على عاتقه تصوير متطرف «بريطاني الولادة» (مما يعني أنه ليس أبيض البشرة) في مسعاه للقيام بتنفيذ مهمة إرهابية، فيتصدى له عميل المخابرات البريطاني إوان (البريطاني شين بين). الفيلم من إخراج هادي حجاج.

* بين الأفلام

* ما بعد الغضب.. «غضب» Outrage: Beyond إخراج: تاكيشي كيتانو أدوار أولى: تاكيشي كيتانو، وفوميو كوهيناتا النوع: بوليسي داكن/ اليابان (2012).

تقييم: (3*) (من خمسة)

* فيلم المخرج المتمرد تاكشي كيتانو الجديد هو تكملة لفيلمه السابق «غضب» (2010) الذي تناول فيه أحداثا تدور في رحى عصابات الياكوزا الشهيرة. فيه لعب شخصية قاتل محترف من العصابة ينتهي إلى السجن حيث تتم محاولة اغتياله فيه. يتركنا هناك معلقين بين أن يكون مات أو بقي على قيد الحياة، كذلك مع صور دامية لمشاهد عنف بولغ في العناية بها.

الفيلم الجديد لا يبدأ به؛ بل يأتي ظهوره بعد نحو نصف ساعة من بداية الفيلم. حين يظهر لا تتمحور القصة حوله كثيرا، ولا يظهر في غالبية المشاهد، بل يؤدي دورا مساندا في فيلم تتساوى فيه الشخصيات بأسرها؛ إذ يخلو من بطولات فردية. بل قل إنه يخلو من أي «بطولات»؛ فالجميع هنا شرير والجميع هنا فاسد بمن فيهم البوليس. لكن ما ينقذ الفيلم من تدمير نفسه هو الصورة الكاريكاتورية الهازئة التي يرسمها المخرج حول كل الشخصيات. يجعلك تريد الضحك وأنت تشاهد ما هو جاد للغاية.

أحد تحريي الأمن (فوميو كوهيناتا) يقنع رؤسائه بأن أفضل طريقة للتخلص من العصابتين القويتين هو التسبب في قيامهما بتصفية كل للأخرى. يتم إخراج أوتو/ كيتانو من السجن لمؤازرة إحدى العصابتين رغم أن لا أحد، حتى في العصابة التي ينتمي إليها، يحبه والجميع يتآمر ضده. مشاهد العنف تبدأ، لكنها ليست متواصلة، وحين تفعل، فهي سريعة ولغاية لا تدوم؛ إذ تكتفي بإحداث الصدمة، متحاشية هذه المرة العنف الزائد عن الحاجة. وفي النهاية، يتم القضاء على الجميع على نحو أو آخر بمن فيهم التحري الذي أذكى نار الخلافات بين العصابتين وأراد أن يجهز كذلك على أوتو للتخلص من كل مسؤولية ممكنة.

«غضب» (الأول) كان فيلما عنيفا للغاية مشربا بالدم. الفيلم الجديد ما زال عنيفا، لكنه غير دموي. كذلك هو مليء بالحوار لدرجة أن نصف مشاهده في الساعة الأولى كان يمكن لها أن تحذف بنحو أو بآخر. كذلك، فإن تشابه الأماكن (مكاتب وغرف مغلقة) والملابس والتصرفات (ناهيك بالملامح والأسماء) يجعل المشاهد في تلك الساعة غير قادر على التمييز ما إذا كان هذا الفرد يعمل لصالح هذه العصابة أو تلك. لكن الأمور ترتاح أكثر بعد ذلك، وإن لا يؤدي ذلك إلى ارتفاع حاسم. التصوير، من كاتسومي ياناجيجيما جيد ومحكم، لكن الفيلم كان بحاجة لمساحات من التأمل لم يجد المخرج كيتانو سببا لها. على كل ذلك، ومن وجهة نظر سينمائية بحتة، لا يمكن إلا تقدير كيتانو خلف وأمام الكاميرا. في المركز الأول يدفع الفيلم صوب خضم من التوتر ويبقيه على إيقاع متوتر. وفي الثاني، هو أكثر الممثلين تميزا هنا، وحين يقتل التحري في النهاية برصاصات سريعة وباردة، ترى التشابه بين شخصيته وطريقته في تنفيذ الفيلم: بارد وسريع أيضا.

* شباك التذاكر

* مجموع إيرادات هذا الأسبوع لم تزد كثيرا عن خمسين مليون دولار، مما يجعله أسوأ أسابيع السنة الحالية؛ بل، حسب مصادر الاستوديوهات، أحد أسوأ الأسابيع في السنوات العشر الأخيرة.

1 (1) The Possession: $9,366,450 (2*) 2 (2) Lawless: $6,002,912 (3*) 3 (*) The Words: $5,801,155(1*) 4 (3) The Expendables 2: $4,750,242 (2*) 5 (4) The Bourne Legacy: $4,038,360 (3*) 6 (5) ParaNorman: $3,820,766 (2*) 7 (6) The Odd Life of Timothy Green: $,511,044(3*) 8 (8) The Campaign: $3,542,007 (2*) 9 (7) The Dark Knight Rises: $3,284,652 (4*) 10 (9) 2016: Obama›s America: $2,281,259 (1*)

* سنوات السينما 1927/ الصوت المشكلة لماذا اعتبر فيلم «مغني الجاز» أول فيلم ناطق على الرغم من أن مخرجه، ألان كروسلاند، أخرج فيلما قبله مباشرة ضمنه مشاهد ناطقة؟ هذا الفيلم هو «دون جوان» (1926)؟ هناك نظريات في ذلك؛ منها أن «مغني الجاز» كان من بطولة ممثل ومغن يهودي محبوب هو آل جولسون احتاجت شركة إنتاجه إلى توظيفه نجما شأنه في ذلك شأن كل الممثلين حينها. وهناك نظرية أخرى تقول إن تسجيل الصوت لم يكن متكاملا حين حقق كروسلاند «دون جوان». لكن هذه النقطة الأخيرة لا تبدو صحيحة، فالنطق في «مغني الجاز» ليس متكاملا أيضا. ما هو أقرب إلى الصحة هو أن الجمهور فوجئ بالمحاولة أول مرة فابتعد عنها، لكنه الفيلم الثاني حثه على الحضور لأنه فيلم فيه موسيقى وغناء.

سيبقى الصوت ضعيفا وغير متكامل ومسجلا بصعوبة حتى السنوات الأربع أو الخمس المقبلة، ولكن بداية التوجه إليه انطلقت في ذلك العام، وإن بقيت كل الأفلام الأخرى آنذاك صامتة كما سنرى في الحلقة المقبلة.