فنانون سوريون معارضون لـ «الشرق الأوسط»: «هذا إفلاس».. ونتوقع أكثر من ذلك

ردا على وثيقة تزعم تجسس نظام الأسد على الفنانين المقيمين في الخارج

الممثل السوري جمال سليمان
TT

ردا على وثيقة متداولة تزعم قيام المخابرات السورية بالتجسس على الفنانين المعارضين للنظام والمقيمين خارج سوريا، قال فنانون سوريون مقيمون في مصر لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا أمر متوقع من نظام بشار الأسد، الذي يحارب معارضيه بكل قوة»، واصفين مثل هذه التصرفات بأنها «نوع من الإفلاس»، وأن هدفها «الترهيب المعنوي وإخافة المعارضين للنظام».

وكانت وثيقة قد تسربت منذ شهرين تزعم تورط فنانة سورية، موالية لنظام الأسد، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات في التجسس على الفنانين المقيمين في مصر. وكشفت هذه الوثيقة، الموقعة بتاريخ 29 أغسطس (آب) 2011 عن أن «المخابرات السورية طلبت من هذه الفنانة إمدادها بمعلومات سلبية عن المعارضين السوريين في القاهرة لتقوم بنشرها في وسائل الإعلام التي يملكها المصريون المؤيدون لمواقف النظام السوري».

وجاء هذا الكشف بعد وثيقة أخرى نشرت بتاريخ 27 مايو (أيار) 2011 وتحوي على معلومات بشأن عدد من الفنانين المعارضين منهم الفنانة أصالة نصري وكندة علوش ومي سكاف المطلوبة للمحكمة باتهامها بالعمالة ضد سوريا، وكانت تشير إلى صورة لغياث مطر المدون السوري الذي مات خلال فترة اعتقاله.

وردا على هذه المعلومات، قال الفنان جمال سليمان «هذا متوقع من هذا النظام، هم يحصون علينا أنفاسنا ويحاربوننا بكل ما أوتوا من قوة، لدرجة أننا غير قادرين أن نستخرج ورقة رسمية كشهادة ميلاد». واعتبر سليمان أن ما يفعله النظام هو «نوع من الإفلاس في المواجهة التي يجب أن يكون فيها الفكر بالفكر»، مبديا استياءه من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الحروب المشينة. وذكر سليمان بعضا منها قائلا «منذ يومين تم نشر صورة لي على موقع (فيس بوك) وأنا أرقص مع راقصة بإحدى السهرات وكتبوا تحتها أنه تم التقاطها من يومين، لكن في الحقيقة هذه الصورة التقطت منذ خمس سنوات في حفل أقيم على شرف الفنان محمود عبد العزيز وليلى علوي بسوريا، وكانت راقصة موجودة هناك وقامت بشدي وجاملتها بالرقص، وتم تسريب هذه الصورة وأنا في نفس الوقت أرافق والدي المريض بأبوظبي».

وشدد على أن «الفنانين السوريين ليسوا مسلحين وغير منتمين لأي حزب سياسي، ولكنهم يدعون إلى دولة سورية تعددية يحكمها صندوق الانتخابات، ومع ذلك يلاحقوننا ويعملون على تشويه صورتنا في الإعلام»، مؤكدا أنه «يستند على تاريخه الذي يعرفه ويعلمه جيدا جمهوره وكل من يعرفه واتجاهاته الواضحة للجميع التي تعني الالتزام بالأخلاق والأعراف العامة».

وحول منعه من دخول سوريا، قال «لا أعرف أنني ممنوع أم لا، لكن سمعت بعض الأخبار شفهيا تؤكد أنني من الممنوعين من الدخول، بل من الموضعين على قائمة المطلوبين للاعتقال بمجرد محاولة الوصول للحدود»، لكنه نفى ما تردد عن استدعائه من قبل السفارة السورية بمصر. وأضاف أنه «يشعر بالأمان في مصر حيث يعمل منذ سبع سنوات».

من جانبه، قال الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان، المقيم بمصر، إنه «تم اطلاعه على هذه الوثيقة المسربة، ويرى أنه تعمد تسريبها كنوع من الترهيب المعنوي والخوف للمعارضين»، مؤكدا أن «هذا هو الأسلوب المتوقع من نظام الأسد»، مؤكدا أن «هاتفه الجوال مراقب بشكل مستمر ورسائل التهديد تتزايد يوما بعد يوم، آخرها بعد ختام مهرجان الإسكندرية السينمائي بمصر عندما تلقى رسالة نصية كتب فيها عبارة (انتظرونا)».

وعن مزاعم تورط فنانة سورية قال قطيفان: «تداولت بعض الأخبار التي تؤكد أنها متورطة في هذه العمليات ولا أستبعد ذلك»، معتبرا أن هذه وثيقة «هزيلة» مقارنة بما يحدث في سوريا الآن من قتل وذبح للأطفال. وعقبت الفنانة لويز عبد الكريم بالقول «النظام السوري يراقب كل موطن قبل وبعد اندلاع الثورة»، معتبرة أن «تسرب هذه الوثيقة ليس بالأهمية، فهذا النظام معتاد على أن يلاحق كل مواطني سوريا حتى داخل منازلهم».

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالفنانة السورية للرد عن هذه المعلومات، لكن الذي أجاب على هاتفها شخص يدعي أنه مدير أعمالها، وقال «إنها ترفض الرد على وسائل الإعلام.. قبل أن يغلق الهاتف».