ليلى علوي: أرى نفسي في عيون الآخرين .. وأسعى دائما إلى الأحسن

أكدت لـ «الشرق الأوسط» أن ما يحدث من هجوم على الفن تكرر في الثمانينات والتسعينات

الفنانة المصرية ليلى علوي
TT

بأحد الفنادق الفخمة المطلة على نيل القاهرة، وعلى مدى أكثر من ساعتين، فتحت الفنانة المصرية ليلى علوي قلبها لـ«الشرق الأوسط»، في حوار تناول الكثير من القضايا الفنية الشائكة المفروضة على الساحة، وتطرق إلى الذكريات واللحظات والمحطات المفصلية في مشوارها الفني، والشخصيات التي تأثرت بها من المخرجين والممثلين وساندوا خطواتها الأولى حتى أخذت مكانتها باقتدار في مصاف النجوم الكبار.

فبلا تردد وقبل أن تنتظر نهاية السؤال.. قالت ليلى علوي: «ليس لدي ما أغيره سوى للأفضل، فأنا أحب الطابع الاستعراضي والرومانسي في الأفلام، ولو عرض علي عمل استعراضي أو رومانسي مختلف عما قدمته فسأقدمه الآن»، نافية قلقها ومخاوفها على حرية الفن في مصر مع صعود تيار الإسلام السياسي إلى الحكم.. مشيرة إلى أنه «ليس في الأمر جديد، حدث هذا من قبل في الثمانينات والتسعينات»، لكن «ينبغي أن نضع نصب أعيننا أننا نعيش في بلد لا يزال يتحسس موضع قدمه ليخطو باتجاه المستقبل».

وبقدر كبير من البساطة والتلقائية نفسها التي تظهر بها على الشاشة، ترى ليلى علوي أنها طوال مشوارها الفني الذي قارب الـ28 عاما تعلمت من المخرجين الكبار الذين عملت معهم «ألا تمثل»، وأن تكون بسيطة صادقة حتى يصدقها الجمهور، فذلك أهم شيء بالنسبة للممثل، ثم بعد ذلك تأتي كيفية قراءة النص وكيفية التحضير للشخصية.

تروي علوي لـ«الشرق الأوسط» عن بدايتها في السينما المصرية، فتقول: «أول من اختارني هو المخرج الكبير عاطف سالم، وكان عمري 14 عاما وذلك في فيلم (البؤساء)، فهو الذي وضعني على أول الطريق، ورشحني في الأصل الفنانة هدى سلطان والفنان فريد شوقي».

وحول أكثر المخرجين الذين تركوا بصمة في مشوارها، تقول: «أكيد كل مخرج عملت معه تعلمت منه شيئا جديدا، لكن أول خطوة أعتقد أنها قدمتني، بشكل غير متوقع، كانت من خلال فيلم (خرج ولم يعد) للمخرج محمد خان، وكان هذا العمل هو الأول الذي من خلاله سافرت إلى مهرجانات، وبدأ المخرجون مثل عاطف الطيب وحسين كمال وغيرهم ينظرون إلي بشكل آخر، فعملي في هذا الفيلم كان نقطة تحول بالنسبة لي».

تضيف علوي: «عملت مع مخرجين كثيرين، مثل: عاطف الطيب وخيري بشارة وحسين كمال، وسعيد مرزوق الذي عملت معه في فيلم (المغتصبون) الذي وضعني على طريق النجومية».

بنظرة طفولية مرحة أطلت من عينيها، عادت للحديث بحنين عن فيلم «خرج ولم يعد» الذي تقاسمت فيه البطولة مع الفنان يحيى الفخراني والراحل فريد شوقي، قائلة: «كانت السيارة تأتي لتأخذني من منزلي بحي مصر الجديدة في الرابعة فجرا، ونسافر إلى مدينة بنها (شمال القاهرة)، وننهي العمل في السابعة مساء، ثم نعود مرة أخرى إلى القاهرة»، وتضيف ضاحكة: «كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها الريف المصري، فقمت بقيادة (التراكتر الزراعي) و(ركوب الحمار)، وهذا الفيلم بمجرد أن أراه يجب أن أقوم بقلي البيض».

ظهرت ليلى علوي في الفيلم في دور فتاة ريفية ابنة أحد أعيان القرية، تمتطي ظهر الحمار وترتدي الملابس الريفية دون زينة، فهو دور تراه مختلفا عن أدوارها السابقة، ولم يكن متوقعا أن تظهر بهذا الشكل بعد أدوار الفتاة الرومانسية.

تبتسم وهي تتابع: «لم يكن من المتوقع أن الناس سوف تحب (خرج ولم يعد) بهذه الدرجة الكبيرة، وكذلك فوجئت بردود فعل الجمهور تجاه فيلم (يا مهلبية يا) الذي قمت بإنتاجه، رغم أني كنت أعرف أنه عمل جيد، ولكني لم أكن أتوقع له هذا النجاح، وأيضا فيلم (ألوان السما السبعة)، ولكن كانت مشكلته في توقيت عرضه، فمن الجائز أن تكون وجهة نظر الإنتاج أو التوزيع في ذلك الوقت أن الفيلم لن يلقى إقبالا جماهيريا وهذا آلمني جدا، ولكن مردود عرضه في السينما والتلفزيون كان جيدا».

وعما إذا كانت تفضل في عملها؛ الاتجاه الذي يتماشى مع أذواق الجماهير أم الاتجاه الذي يفضل الرقي بذوق الجماهير، تجيب علوي: «أنا مع الاتجاهين، فقد عملت على ذلك في الماضي، وأعمل حاليا عليهما، وسأعمل في المستقبل أيضا، لأني أقدم ما يهم ويفيد الناس ويمتعهم، ولا أستخف بهم، لكن لن أجري وراء رغبات الناس بمعنى أنني لن أقوم بعمل لا أحسه أو لا أحبه أو لا أرى فيه شيئا مختلفا، فيجب أن أحترم عقل الجمهور بشكل ممتع. على مدار السنوات الماضية، كنت أفاجئ الجمهور، ودائما كنت أسعى للتغيير، لكن يجب أن أقدم للناس تغييرا يهمهم وشيئا يريدونه ويصدقونه، ويمكنني القول إنني أعمل ما يريده الناس، ولكنهم لا يعلمون ماذا يريدون». وبمناسبة الكلام عن «التغيير»، أوضحت علوي أنها في عملها تسعى دائما نحوه، ولذلك تبحث عن أن يكون عملها المقبل بعيدا عن الطابع التاريخي، ففي موسم رمضان الماضي جسدت علوي شخصية «نفيسة البيضا» أو «أم المماليك» زوجة مراد بك في المسلسل التاريخي «نابليون والمحروسة» للمخرج شوقي الماجري، الذي تقول علوي عنه: «(نابليون والمحروسة) أعتبره أول عمل فني تاريخي حقيقي أقوم بأدائه، فلم أكن أعتبر نفسي قد قدمت عملا تاريخيا حتى ذلك الوقت، فبالنسبة لفيلم (المصير) للمخرج الراحل يوسف شاهين الذي كان يتناول حياة ابن رشد، كان costume؛ أي تم بالأزياء والمناظر التاريخية، ولكني لا أشعر بأنه عمل تاريخي توثيقي».

وتستطرد علوي: «برأيي أن كل الأعمال التاريخية، يكون عنصر الماضي فيها يواكب الواقع الذي نعيشه في الوقت الحالي، مثلا أن تكون بعض الأمور شبيهة ببعض، أو كما يقال: التاريخ يعيد نفسه، وبالتالي أنا لا أرى أعمالا لي مثل (بنت من شبرا) أو غيرها تاريخية بمعنى الكلمة، لكنها أعمال تتكلم عن فترات معينة، وفي النهاية فهي من خيال المؤلف، حيث يأخذ رموز شخصيات معينة».

وحول مخاطرة خوض تجربة تاريخية في السينما، خاصة أن آخر الأعمال التاريخية السينمائية لم تقدم منذ نحو 15 عاما كان آخرها «المصير» لشاهين، تقول علوي: «تعلمنا أنه لا يوجد عمل دون مخاطرة، قد تزيد نسبتها في واحد وقد تقل في آخر، ولكني أعتقد أنه كلما زادت نسبة المخاطرة في عمل في حالة نجاحه يكون نجاحا كبيرا، وأعتقد أن هذا حدث مع (نابليون والمحروسة)، فرغم ثقتي بمخرج العمل شوقي الماجري، فإنني لم أكن متوقعة التقدير والنجاح الذي ناله العمل على جميع المستويات من نقاد في البلاد العربية وأيضا الجماهير، فكنت أشعر بأنه سيكون عملا جيدا، ولكن كنت قلقة من ردود فعل الناس، فهناك أعمال كثيرة جيدة، ولكن ردود الفعل لا تلمسها في حينها، ومن الجائز أن يشعر بها الجمهور لاحقا».

ورغم الزخم الدرامي هذا الموسم بوجود ما يزيد على 60 مسلسلا أثرت على نسب المشاهدة لكثير من الأعمال، أبدت علوي سعادتها من المنافسة الدرامية الشديدة بين المسلسلات والفنانين في موسم رمضان الماضي، وحسب ما تقول: «ليست مشكلة أن تتأثر بعض الأعمال، لكن المهم أن تكون الصناعة ككل كبيرة، والعمل الذي سيفوت المشاهد في شهر رمضان سيراه لاحقا، وأتمنى الأعوام المقبلة أن تكون المنافسة أكبر، ويكون فيها كم التنوع كبيرا من الكتاب والنجوم والوجوه الجديدة، فأنا أشعر بأن هذه السنة كانت سنة غنية وكان بها الكثير من الاختيارات».

وأوضحت علوي أنه رغم نيتها أن يكون عملها المقبل مختلفا عن «نابليون والمحروسة» فإنها لا ترى مانعا من أن يكون عملها الذي يليه تاريخيا أيضا. وردا عما يدور حول اعتزامها تجسيد شخصية الصحافية «روزاليوسف»، ورواية «رادوبيس» لنجيب محفوظ، قالت: «بالنسبة لـ(روزاليوسف)، فهي شخصية غنية جدا ومثل أعلى للصحافة والإعلام والمسرح وللمرأة، وهي فرصة لأي ممثلة أن تلعب شخصيتها، ولكن عندما جاء المنتج محمد شعبان إلي بالعمل، لم يكن النص مكتملا وكان يحتاج إلى كثير من العمل، والحقيقة أننا انتظرنا قرابة العام ولم نجد المخرج الذي يكون متسقا مع العمل، فالاثنان يجب أن يكونا كيانا واحدا، لذا اعتذرت عن العمل».

أما بالنسبة لشخصية «رادوبيس»، فلا تخفي أمنيتها في تجسيد هذه الشخصية، موضحة أنها فكرت في تجسيدها على المسرح، وقالت: «أعتقد أن الإنتاج الخاص لن يفكر بهذه الطريقة، ولكن عندما يفكر الإنتاج السينمائي في هذه الأمور تكون المواضيع بالعكس، وأعتقد أن عملا مثل هذا يجب أن يكون على المسرح القومي، وأنا أفكر في أن يكون من أعمالي المقبلة رواية أدبية تمثل على المسرح».

وحول ابتعادها لفترة طويلة عن المسرح، تقول علوي: «أعتقد أنني تركت العمل المسرحي في الوقت الصحيح في عام 1997. فبعد ذلك، لم أشعر بأن هناك شيئا فاتني كان يمكنني أن أقدمه، فالمسرح كان يمثل إحدى أدوات الرواج السياحي لمصر».

شاركت في أعمال للكاتب العالمي نجيب محفوظ مثل فيلم «الحرافيش»، وفي التلفزيون مسلسل «حديث الصباح والمساء» الذي كان يضم نخبة من النجوم الكبار والشباب، عنه تقول: «كنت مبهورة بالورق، فالرواية الأصلية معقدة للغاية من ناحية الرموز والحروف، فكان ربطها ببعض عملية مجهدة للغاية، خاصة أنني لم أكن قرأتها قبل ذلك، ولكن الراحل محسن زايد، كاتب السيناريو، سهل لي أمورا كثيرة، لأنه كان يرسم لكل شخصية من ستقابل، وكيف ستعيش، ومتى ستموت وهكذا، وكان دوري في الرواية الأصلية ليس كبيرا وإنما قام زايد بتنميته، ومن الجائز أن يغير الكاتب من حجم دور أي شخصية، سواء بالزيادة أو النقصان في الأعمال الأدبية، مثلما في (ميرامار) و(عمارة يعقوبيان)».

وحول التصريحات الهجومية ضد الفن في مصر التي خرجت مؤخرا ضد الفنانة إلهام شاهين، قالت علوي: «إننا نواجه هذه المشكلة منذ الثمانينات، ولن أنسى أنه كانت هناك أفيشات للأفلام في الشارع كان يصب عليها حبر أسود، وفي داخل دور العرض نفسها كانت هناك تعليقات تصدر من الجمهور اعتراضا على بعض المشاهد، أما الحاصل اليوم أن مناخ الحرية والديمقراطية قد يكون جديدا لدى بعض الناس، وما يحزنني أن بعض التعبيرات تخرج من شخص على سبيل المثال خريج الأزهر، ولكن يجب أن نوعي الناس بالمفهوم الحقيقي للحرية وللديمقراطية والقانون واحترام الآخر حتى نستطيع محاسبة المتجاوز، مثل ما حدث حول الفيلم المسيء للرسول (ص)، ففرنسا صرحت بأنها بلد الحريات وأنها أيضا دولة القانون وأن الشخص الذي يقع عليه ضرر من حقه أن يرفع قضية».

وبرأي علوي، فإن انتشار مفاهيم مغلوطة حول الحرية في مصر في هذه المرحلة يأتي طبيعيا، خاصة بعد فترات طويلة من الكبت، كما أنه من الطبيعي أيضا أن يكون محفوفا بمؤشرات خطرة، وعلى حد قولها: «هذا طبيعي من منظور فهمي للماضي والوضع الحالي، فأشعر بأن المصريين لم يعودوا يدا واحدة، صحيح جميعنا نقول إننا نحب مصر، لكن من الذي يعمل على هذا الأساس، وفي الماضي كان الكثيرون يعملون من أجل مصالحهم فقط، وآخرون يعملون لمصالحهم من خلال مصلحة البلد، وهذا في كل المجالات والمهن، فالكل مسؤول عن الذي مضي وعن الحالي».

ولا تخشى علوي من إعادة عمل قدمته سابقا، قد لا يتواءم مع المرحلة الحالية، وحسب ما تقول: «ليس لدي ما أغيره سوى للأفضل، فأنا أحب الطابع الاستعراضي والرومانسي في الأفلام، وقدمت هذا الطابع من قبل في فيلم (سمع هس) و(كل هذا الحب) على سبيل المثال، ولو عرض علي عمل استعراضي أو رومانسي مختلف عن ما قدمته فسأقدمه».

على مدار مشوارها، عرفت علوي كواحدة من نجمات الصف الأول في السينما المصرية، كان آخرها قبل 4 سنوات من خلال فيلم «ليلة البيبي دول»، عن تلك الفترة من التوقف توضح علوي: «لم يعرض علي فيلم سينمائي جيد، فأنا أبحث عن الورق، وأريد تقديم شيء مختلف، بخلاف الدراما التي تعرض علي بكثرة».

وعن المشاكل التي تواجهها صناعة السينما في مصر وما إذا كانت سببا في اتجاه عدد كبير من نجومها لشاشة التلفزيون، مثل الفنانين عادل إمام ومحمود عبد العزيز وأحمد السقا وكريم عبد العزيز، توضح علوي: «أعتقد أن الفنان عادل إمام كان المنتجون يلحون عليه منذ أكثر من عشر سنوات للعمل بالتلفزيون، وهو اختار أن يقدم مسلسلا من قبل الثورة وكان وضع السينما جيدا جدا، ونفس الوضع بالنسبة للفنان محمود عبد العزيز وأنا أرى أنه مقل، أما بالنسبة لجيل الشباب مثل أحمد السقا وكريم عبد العزيز وغيرهما، فالناس تريد أن تراهم في المسلسلات التلفزيونية، والدراما بشكل عام تشكل عنصر اجتذاب لنجوم السينما».

وباعتبارها أحد أعضاء اللجنة الفنية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعن مدى إمكانية أن يقام المهرجان هذا العام بعد إلغائه العام الماضي نظرا لحالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير، كما أن العام الحالي يحيط بالمهرجان الكثير من المشاكل القضائية، تقول: «لا أعتقد أن إدارة المهرجان وحدها هي التي بها مشاكل، فلا يوجد في مصر أي إدارة أو مؤسسة أو حتى منزل ليس بداخله مشاكل، فالبلد في أكوام مشاكل متداخلة مع بعضها، وأهمها على الإطلاق هي أننا لسنا متفقين مع بعض، ورغم ذلك هناك هدف بأن يوجد مهرجان، ويجب أن ينجح بأقل الإمكانات وبمجهودنا الكبير جدا وبعلاقاتنا، وأي شخص لديه ما يفيد المهرجان يجب عليه ألا يتأخر في تقديمه».

تستطرد علوي: «في عامي 1995 و1996. كان يقام المهرجان والإنتاج السينمائي في مصر لا يتعدى سبعة أفلام في العام، وفي بعض السنوات أقيم المهرجان دون مشاركة مصرية، وفي فرنسا على سبيل المثال كان يقام (مهرجان كان) بمشاركة فيلم فرنسي واحد، وإذا لم يقم المهرجان هذا العام فسنكون في مشكلة كبيرة، حيث ستسحب الرخصة الدولية منه، فـ(مهرجان القاهرة) هو أحد 12 مهرجانا دوليا منضما إلى اتحاد المهرجانات الدولية، وكنت أرى الراحل سعد الدين وهبة وطاقمه كيف بذلوا مجهودا لسنوات حتى يأخذ المهرجان الرخصة الدولية وكنت شاهدة على هذه اللحظة في (كان)».

وأشارت علوي إلى أن إقامة المهرجان ستكون بمثابة رد عملي للخائفين من القدوم إلى مصر، أو أن مصر ليس بها فن وليس المهم أن يعرض المهرجان في قنواتنا المصرية فقط بل للعالم كله».

تنهدت علوي، بعمق، عند سؤالها حول تقييمها لمشوارها الفني، ثم قالت: «أنا شخصيا لا أدري، فإنا أرى نفسي في عيون الآخرين، وتقديري يأتي منهم، لأني دائما أشعر بأنه من المفروض أن أكون أحسن»، وتقول: مبتسمة: «أنا راضية عن نفسي، ولكن ليس كثيرا».