باسكال مشعلاني: لست نادمة على ابتعادي عن الساحة الفنية وسأعود أكثر نضجا

قالت لـ «الشرق الأوسط»: هناك أصوات جميلة لم تجد النجاح لأنها لا تتمتع بالشكل الخارجي المطلوب

TT

قالت المطربة اللبنانية باسكال مشعلاني إنها ليست نادمة مطلقا على الفترة التي أمضتها بعيدا عن الساحة الفنية والتي استغرقت نحو السنة، واصفة إياها بأجمل مرحلة عاشتها في حياتها إذ وجدت في كنف دفء العائلة وتربية طفلها «إيلي» الشعور الحقيقي بالسعادة.. هي الفنانة التي عاشت المجد من أطرافه وحققت خلال مسيرتها الفنية انتشارا واسعا في لبنان والعالم أجمع.

وأشارت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه الأيام بالذات زودتها بالقوة والحماس لعودة فنية أكثر نضجا، وخصوصا أنها لم تشعر يوما بهذا الكم من الأحاسيس الجميلة والتي غلب عليها الهدوء والطمأنينة والسكينة مما جعلها تتحول إلى امرأة قليلة العصبية متحررة تماما من الشعور بالقلق والتسرع. وأضافت أن «الفنان بشكل عام يبقى فريسة استمراريته متوترا ومتشنجا دائما بسبب الضغوطات الفنية التي تلاحقه من هنا وهناك ولكن المرحلة التي ابتعدت فيها عن الفن بسبب انشغالي بتربية ابني حررتني من هذه المشاعر وزادتني تعلقا بعائلتي فصرت أقوم بأعمالي الفنية على مزاجي من دون أن أشعر بهذا الضغط على حالتي النفسية والجسدية، وخصوصا أن ابني وبصورة غير شعورية أخذني إلى عالمه المليء بالبساطة والفرح فكانت أقصى درجات سعادتي تتمثل برؤيته يقوم بأولى خطواته أو بلفظه أولى كلماته وحتى مشاركتي له في ألعابه.. كل ذلك أنساني العالم بأجمعه وصرت باسكال أخرى لا يهمها سوى إحياء السلام في عائلتها الصغيرة». ولكن هل تعتبر نفسها أما موسوسة؟ ترد مبتسمة: «لا أخفي عليك أنني كنت هكذا في البداية ولكن مع الوقت تخلصت من هذه العادة السيئة لأصبح كباقي الأمهات فبدأت في التأقلم مع وضعي الجديد رويدا وصرت أكثر توازنا ومعرفة بأمور الأطفال، فلا تنسى أنها التجربة الأولى لي في هذا المجال واليوم لدي خطة تربية خاصة أطبقها على (إيلي) بينها مثلا حثه على سماع الموسيقى بأنواعها من الكلاسيك إلى البوب إلى الجاز وغيرها، كما أن والده بصفته موسيقيا يحمله معه أمام آلة البيانو ليشاركه في عزف موسيقى ما، كما أنني لا أبالغ في تدليله كثيرا ولا أحب أن أقسو عليه إلا عند الحاجة». ثم تضيف ضاحكة: «من الممنوعات الأولى التي أمارسها عليه عدم السماح له بتناول الشيكولاته مثلا والحبل على الجرار». أما الإحساس الأهم الذي شعرت به منذ إنجابها ابنها حتى اليوم فوصفته بالطيران، إذ اعتبرت أن أجمل نبضات القلب التي يمكن أن يشعر بها الإنسان هي عندما يحمل ولده بين يديه ويضمه إلى صدره، وهذا الأمر لم تكن تعرفه في الماضي إذ كانت تعتقد أن الحب وحده يدفع بالإنسان إلى القفز فرحا.

«أحلام البنات» هو عنوان الأغنية الفردية التي تنوي المطربة اللبنانية باسكال مشعلاني العودة من خلالها إلى الساحة الفنية وهي من تأليف وتلحين الفنان مروان خوري وتوزيع زوجها ملحم أبو شديد، وتتناول فيها موضوعا جديدا لم يسبق أن تطرقت إليه كما ذكرت في سياق حديثها مع «الشرق الأوسط» فتنقل أفكار وأحلام النساء في أي عمر كنّ وهي تنوي تصويرها في الأيام القليلة المقبلة تحت إدارة المخرج اللبناني جو بوعيد، ويعتبر هذا التعاون الأول من نوعه بينهما وأيضا بينها وبين الفنان مروان خوري إذ سبق أن تعاونت معه قبل ذلك فقط على صعيد كتابة كلمات أغنية «دقدق عالقلب».

ولإطلالة باسكال مشعلاني الجديدة شكل مختلف عن إطلالاتها الماضية إذ أصرت على أن تعكس فيها صورة باسكال الأم والفنانة معا فبدت مشرقة لا تشبه كثيرا باسكال السابقة، سواء بتعابير وجهها أو بشكلها الخارجي الذي وقعه لها اختصاصي التجميل بسام فتوح. وتقول بهذا الصدد: «دائما ما أنوع في إطلالاتي التي ترافق كل جديد أقدمه في عالم الفن وهذه المرة أردتها إطلالة تعكس كل ما عشته من أيام جميلة مع عائلتي الصغيرة ولذلك سترون باسكال مختلفة تضج بالحب والسلام معا».

أما ألبومها الجديد الذي حسب ما ذكرت لنا انتهت بنسبة 80 في المائة من تحضيراته، فمن المقرر أن يرى النور مع بداية الربيع المقبل إلا أنها قبل ذلك ستطرح أغنيتين جديدتين في الأسواق تمهيدا لعودتها إلى الساحة الفنية. وأشارت إلى أن عملها الجديد سيتضمن إضافة إلى أغان تعاونت فيها مع الملحنين سليم عساف ومروان خوري يضم أيضا أغنية عربية فرنسية وأخرى مصرية وثالثة خليجية الإيقاع واثنتين قديمتين جددتهما على طريقتها ولا تنوي الإعلان عن اسميهما خوفا من سرقة الفكرة، وأن واحدة منها تتوقع لها النجاح الكبير.

إلى ذلك، تزخر روزنامة نشاطات باسكال مشعلاني الفنية بعدد من الحفلات التي ستحييها في لبنان وخارجه ومن بينها مشاركتها في حفل للجيش اللبناني بمناسبة عيد الاستقلال وآخر ستقيمه في تونس لليلة عيد رأس السنة وثالث بدبي في دولة الإمارات العربية.

ولم تستبعد باسكال مشعلاني فكرة اشتراك ابنها بأحد أعمالها الغنائية المصورة، وأن الأمر لن يزعجها ما دام لا يتخطى الحدود المعقولة من دون المبالغة فيه.

وعن كيفية متابعتها الساحة الفنية خلال ابتعادها عنها قالت: «كنت أتابع كل جديد ومن بين الأعمال الفنية التي لفتت انتباهي ألبوم ماجدة الرومي (غزل) فوجدته رائعا لم أتوقف عن الاستماع إليه كذلك أحببت بعض أغاني وائل كفوري وإليسا، أما ابني فيتابع باهتمام أغاني نانسي عجرم للأطفال». وعن رأيها ببرامج هواة الغناء علقت بالقول: «أحببت كثيرا برنامج (ذا فويس) ففيه أصوات جميلة جدا إضافة إلى المدربين النجوم الذين يملكون خلطة ساحرة لقلما نجدها في عالمنا العربي ولكني في المقابل لم أستطع متابعة مسلسلات الدراما وغيرها من البرامج لأنني في معظم الوقت أتابع مع ابني أفلام الصور المتحركة حتى إنني صرت أنسجم وأتمتع بمشاهدتها معه». وعما إذا كانت من محبذي فكرة برنامج «ذا فويس» والتي ترتكز على الصوت قبل الشكل أجابت بالنفي معتبرة أن من يقول العكس يكذب على نفسه، وخصوصا أن هناك أصواتا جميلة جدا لم تجد النجاح لأنها لا تتمتع بالشكل الخارجي المطلوب حاليا على الساحة الفنية.

وختمت باسكال بالقول إن من يتناولها بكلام غير صحيح وأنها نادمة على غيابها عن الساحة طيلة هذه الفترة هو غلطان بالتأكيد لأن هذا الإحساس لم ينتبها مطلقا، مشيرة إلى أن عشرات الفنانات اللبنانيات والعربيات والأجنبيات لم يتأخرن عن الابتعاد عن الساحة الفنية لمجرد إنجابهن لطفل مثل سيلين ديون وشاكيرا وغيرهما، وقالت: «إننا في النهاية جميعنا سنترك الساحة لجيل جديد، ومن حالفه الحظ سيمضي بقية عمره مع أبنائه».