أصالة نصري: لن أضع ابتسامتي في «غلاف ألبومي» بسبب قتل الثوار

الفنانة السورية قالت لـ «الشرق الأوسط» : السوق الفنية العربية تعاني من كساد بسبب الأزمات السياسية

أصالة
TT

تصور النجمة السورية أصالة حاليا حلقات الموسم الثاني من برنامجها «صولا»، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه الموسم الأول. وقالت أصالة في حوارها مع «الشرق الأوسط» في القاهرة إنها تعتز بتجربة «صولا» لأنها أتاحت لها الفرصة في التعرف إلى العديد من المدارس الفنية في الوطن العربي، ومنحتها فرصة الاقتراب من العديد من الفنانين وتكوين صورة ذهنية صحيحة عنهم.

وتستضيف أصالة في برنامجها العديد من نجوم الوسط الفني، ومنهم أحمد السقا، ومحمد فؤاد، وحسين الجسمي، ووائل كفوري، وبهاء سلطان، كما أنها لا تزال تحصد نجاح ألبومها الغنائي «شخصية عنيدة»، حيث تم تكريمها في حفل جوائز «غوردن أوردز – تايكي» الذي نظمته قنوات البث الأردنية، وأقيم في قصر الملك حسين للمؤتمرات في البحر الميت، ونالت جائزة أفضل مطربة عربية عام 2012.

ذلك النجاح الفني الذي تعيشه أصالة حاليا لم يستطع أن يمنع حالة الحزن التي تعيشها بسبب الأوضاع في بلدها سوريا، وما تعانيه أيضا من محاولات لهدم نجاحها سواء بمحاولة إفساد حفلاتها الغنائية تارة أو بقرصنة صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تارة أخرى، وأيضا بمهاجمتها بسبب أو من دون في كثير من الأحيان.. وإلى أهم ما جاء في الحوار..

* لماذا حرصت على تقديم جزء ثان من برنامجك «صولا»؟

- أعتز بتلك التجربة كثيرا، فالجزء الأول من البرنامج أفادني للغاية واستطعت من خلاله أن أتقابل مع العديد من المدارس الفنية المختلفة، واقتربت أكثر من العديد من الفنانين، وذلك ساعدني على أن أكون صورة ذهنية صحيحة عنهم، لأننا كنا نجلس مع بعضنا كثيرا قبل التصوير ونتكلم في أشياء كثيرة، ولمست مدى نجاح البرنامج من ردود فعل الجمهور وأيضا المقربين لي، ولم أتردد في قبول عمل جزء جديد منه، لكنني كنت حريصة جدا على أن يكون هناك اختلاف عن الجزء الأول سواء من ناحية الديكور وأيضا الموسيقيين، ونحرص على أن تكون البساطة هي السمة المميزة للجزء الثاني.

• تقديم نجوم الطرب لبرامج في القنوات التلفزيونية أصبح ظاهرة في الفترة الأخيرة.. هل يأتي ذلك بسب الكساد الذي تعاني منه سوق الكاسيت؟

- سوق الكاسيت تعاني بالفعل من كساد كبير، لكنني سوف أتحدث عن نفسي فقط، فأنا عندما تم عرض فكرة البرنامج علي وجدت أنها فكرة جديدة وغير مكررة وسوف تضيف إلى رصيدي الفني، كما أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بمجال عملي وهو الغناء، حيث أغني مع ضيوفي في الحلقات، وأتحاور معهم حول العديد من الموضوعات والقضايا، والحمد لله لمست بنفسي مدى النجاح الذي حققه البرنامج.

* وهل البرنامج يؤثر سلبا على أعمالك الغنائية، بمعنى أنه يعطلك عن إحياء الحفلات أو التحضير لألبوماتك؟

- أعرف جيدا كيف أنسق مواعيد عملي بحيث لا يؤثر تصوير البرنامج على جدول حفلاتي الغنائية أو اختيار وتسجيل الأغنيات، والدليل أنني طرحت ألبومي الأخير «شخصية عنيدة»، وحقق نجاحا كبيرا على مستوى الوطن العربي الحمد لله، وهناك ردود فعل طيبة من الجمهور، كما أشاد به العديد من النقاد والموسيقيين في الوطن العربي، ونال استحسان جمهوري، لدرجة أنني طرحت منه عدة نسخ بعد نفاد الطبعات الأولى.

* لكن طرح الألبوم تأجل أكثر من مرة، والبعض أرجع ذلك إلى انشغالك في البرنامج؟

- ليس صحيحا، لأن تأجيل الألبوم يرجع إلى قلقي الكبير من توقيت الطرح، حيث كنت أعتقد أنه ليس من الملائم طرحه في ذلك التوقيت، نظرا للأحداث التي يشهدها الوطن العربي، لكنني بعد تفكير طويل قررت طرحه لأنني شعرت بأن الناس تحتاج إلى أي شيء يجعلها تشعر بالفرح والبهجة، لأن الموسيقى والغناء يسهمان بشكل كبير في إزاحة هموم الناس وطرحها جانبا وأخذهم إلى عالم أكثر هدوءا وبعيدا عن مشاكل وأزمات حياتهم اليومية ومشاهد الدم التي أصبحت تحيط بهم من كل اتجاه.

* وماذا يمثل لك فوزك بجائزة أفضل مطربة عربية من مهرجان «تايكي» الذي أقيم مؤخرا بالأردن؟

- سعدت كثيرا بتلك الجائزة، لأنها تأتي لتتويج جهد كبير بذلته خلال الشهور الماضية، خصوصا أن الجائزة هي من تصويت الجمهور، وأحب أن أؤكد أنني أعتبر الجائزة ليست لي فقط، بل لجميع فريق عمل الألبوم الذي نجح في إخراج كل أغنية تختلف عن الأخرى، فكل واحدة حالة منفصلة عن الأخرى ولا تشبهها في شيء، فهناك أغنيات مختلفة ومبتكرة ومنها «كبرتك على سيدك» كلمات محمد جمعة، وألحان كريم محسن، و«أنا حبك»، كلمات عبد الحميد حباك، وألحان إيهاب عبد الواحد، و«شاغل بالي» كلمات عبد الحميد حباك، وألحان حسام حبيب، و«بجد تجنن»، كلمات وائل توفيق، وألحان مدين، و«روحي واخداني»، كلمات وائل توفيق أيضا وألحان أحمد محيي. وأنا سعيدة جدا بالروح التي وجدتها من الشعراء والملحنين في التعاون معي في الألبوم، وأعتبرهم شركاء لي في الجائزة.

* اسم الألبوم «شخصية عنيدة» هل يحمل جزءا من ملامح شخصيتك؟

- بالفعل، فأنا عنيدة ولا أحيد عن موقفي وآرائي ما دمت أشعر بأنها صحيحة، أما أغنية «شخصية عنيدة» في الألبوم فهي مختلفة جدا عما سبق أن قدمته من أغان، وهي من النوع الشرقي وتصلح لجميع الأعمار السنية سواء للأطفال أو المراهقين أو الشباب أو كبار السن، وهي تحفز وتشجع المرء على النجاح والسعي لتحقيق أهدافه في الحياة، وأن يترك الماضي بما فيه من مساوئ ومطبات لكي ينظر إلى الأمام.

* لكن خلو الألبوم من أي أغنية لوطنك سوريا كان محل الكثير من الانتقادات خصوصا أنك معروفة بتأييدك للثورة السورية ومهاجمة النظام الحاكم؟

- هناك سببان لذلك، أولهما أنني أردت أن يبتعد الناس قليلا عن الأوجاع التي يعيشونها يوميا، وحاولت أن أرسم البهجة والسعادة على وجوههم بدلا من أن أنكد عليهم بأغنية تجعلهم يتذكرون مشاهد القتل والدمار الذي يحدث حاليا في سوريا، أما السبب الثاني فأنني خشيت من أن أستغل بشكل ما الثورة من أجل الترويج لألبومي، وأنا شديدة الحساسية في تلك النقطة، وقد أكون مخطئة لكنه قرار اتخذته، حيث كانت هناك بالفعل أغنية لسوريا لكنني فضلت أن أطرحها بشكل منفرد حتى تأخذ حقها الكامل وأن تكون حدثا خاصا بنفسه، وهناك أمر أريد أن أوضحه هو أن أغلفة الألبوم خلت من أي صورة أبتسم فيها، لأنني أشعر بوجع كبير على بلدي وما يحدث به، وقتل النظام للآلاف من الثوار من دون رحمة، فلم أستطع الابتسام على غلاف الألبوم.

* النجاح الفني الذي تحققينه مؤخرا هل يسهم بشكل ما في تخفيف حدة الألم الذي تشعرين به؟

- لا شيء يستطيع أن يجعلني أنسى بلدي ولو للحظة، فلو تحقق هذا النجاح في ظروف أخرى أفضل مما تعانيه سوريا حاليا لكنت أسعد مخلوقة على وجه الأرض، لكن قلبي يعتصر ألما خصوصا في ظل التجاهل الذي يعانينه الثوار، وما يجعلني أشعر بمرارة شديدة هو الاتهامات التي تنهال على الثوار بالعمالة والخيانة.

* ألا تخشين من رد فعل المؤيدين للنظام السوري من آرائك المهاجمة له؟

- لا أخشى غير الله، وطيلة حياتي لا أخشى أحدا غيره، ولم أخف من بشر مهما كان، ويحاول كثير من مؤيدي النظام أن يعرقلوا مسيرتي الفنية، فتارة يهددون باقتحام حفل لي في قرطاج، لكن الحفل مر بسلام بفضل الله وأيضا بفضل جهود المنظمين للحفل، الذين سيطروا على قلة كانت تريد إفساده، وتارة أخرى يقومون بالسطو على صفحتي الخاصة على «فيس بوك» لكن فريق عمل الصفحة استطاع استعادتها مرة أخرى، ويحاولون مرارا توجيه السباب والشتيمة لي واختلاق قصص وهمية لتشويه صورتي، لكن كل ذلك لا يهمني، وأنتظر اليوم الذي تنتصر فيه الثورة السورية، وأضع علم سوريا على باب منزلي في القاهرة وأدعو الله أن ينصر الشعب السوري.