هاني رمزي: برنامجي يقدم وجبة إعلامية خفيفة.. وألمس فيه روح المسرح

قال لـ «الشرق الأوسط»: «الليلة مع هاني» اختبار صعب.. وانتظروني في عمل درامي خليجي

TT

اختار الفنان المصري هاني رمزي الإطلال على جمهوره بشكل مختلف من خلال تجربة إعلامية وليست فنية، حيث الاتجاه إلى التقديم التلفزيوني عبر برنامج «الليلة مع هاني» الذي يعرض حاليا على شاشة قناة «MBC مصر».

في حواره مع «الشرق الأوسط» بالقاهرة يتحدث رمزي عن تجربته الجديدة هذه، وكيف سيناقش من خلال حلقات البرنامج هموم المواطن المصري، حيث يبين أنه سيقدم وجبة إعلامية خفيفة مليئة بالضحك، كون الجمهور يحتاج إلى ذلك الأسلوب في الوقت الحالي، لكي يبتعد عن كل الأحداث السياسية التي أصابته بالملل والضجر في الفترة السابقة.

ويتطرق رمزي في حديثه إلى أن برنامجه سوف يناقش كل القضايا والموضوعات دون خطوط حمراء، مبينا أنه لا يخشى انتقاد التيار الإسلامي في البرنامج، لأنه سينتقد كل ما يراه سلبيا بشكل ساخر.

وفي حواره يوضح أيضا أنه يستعد لتصوير فيلمه الجديد «توم وجيمي»، إلى جانب التجهيز لعمل درامي مصري خليجي بعنوان «أنا والسفاح وهواك»، الذي يضم مجموعة كبيرة من فناني الدول العربية. وهذا نص الحوار.

* ماذا عن ردود الأفعال التي وصلت إليك بعد عرض الحلقات الأولى من برنامجك «الليلة مع هاني»؟

- مع عرض الحلقات الأولى انهالت تعليقات الجمهور التي تشيد بأدائي وبفكرة البرنامج، وبصراحة هذه الردود فاجأتني، خصوصا عندما أخبرني البعض بأنهم سيستمرون في متابعة كل حلقات البرنامج بعد أن أعجبتهم طريقتي، وطلبوا مني الحفاظ على التلقائية التي ظهرت بها، كما طلب مني البعض مناقشة بعض القضايا الأخرى التي يعاني منها المواطن المصري في مجالات مختلفة، وللعلم فقد كنت حريصا على الاستماع لكل الآراء سواء كانت سلبية أو إيجابية.

* هل كنت قلقا من ردود الأفعال على البرنامج؟

- أنا معتاد على القلق عند دخولي أي عمل فني، سواء كان عملا دراميا أو سينمائيا، لأني أعتبره اختبارا، لكن مع تجربتي الأولى كمقدم برامج قلقي كان مضاعفا، فالاختبار أصعب لأن الخطأ فيه لا يمكن تصحيحه في برنامج آخر، بعكس الأعمال الفنية، فردود أفعالها تأتي على مدار الوقت، ويوجد الكثير من العوامل لتقييم نجاحها مثل إيرادات شباك التذاكر وتكرار عرض العمل على الكثير من القنوات الفضائية، كما أنني إذا فشلت في عمل يمكن تعويضه في عمل آخر، وذلك خلاف تقديم برنامج تلفزيوني، وقد وافقت على خوض هذه التجربة بعد عمل استطلاع رأي موسع لكل من حولي بسؤالهم عن خوض هذه التجربة من عدمه، فوجدت الجميع يشجعني على خوض هذه التجربة بنسبة مائة في المائة، فوافقت رغم أنه كانت تأتيني عروض لتقديم برامج كثيرة ولكني كنت أرفضها.

* ولماذا وافقت تحديدا على «الليلة مع هاني»؟

- بسبب عدة عوامل، منها الرغبة في التغيير ثم العودة لأعمالي الفنية بشكل مختلف، وكذلك طبيعة البرنامج الخفيفة، حيث لا أقدمه كمذيع تقليدي ولكن بطريقة فيها أداء وتمثيل، وهذه النوعية من البرامج لا بد أن يقدمها فنان متمرس على التعبير وليس مقدم برامج جادة.

* معنى ذلك أن البرنامج يتناسب مع كونك فنانا كوميديا؟

- بالتأكيد، وهذا يسعدني، ولو كانت فكرة البرنامج في إطار تراجيدي أو اجتماعي كنت سأرفضها فورا، فأنا لست الشخص المناسب لها، والبرنامج يعوضني بنسبة قليلة عن غيابي عن المسرح لأني ألمس فيه نفس روحه، فمنذ ثماني سنوات وحتى الوقت الحالي انقرض المسرح نتيجة عوامل كثيرة، منها الظروف السياسية في مصر التي ساعدت في عدم وجوده نهائيا، فبرنامج «الليلة مع هاني» يحاول تقديم وجبة خفيفة مليئة بالضحك و«الهزار»، فالجمهور يحتاج إلى ذلك الآن كي يبتعد عن كل الأحداث التي أصابته بالملل والضجر، فبرنامجي يهدف إلى أن «يفك» الشعب ويتحدث معه بصراحة، وكنت أتمنى أن أقوم بتصوير الحلقات على البحر مرتديا الشورت والـ«تي شيرت».

* يرى البعض أيضا أن فكرة برنامجك تشبه إلى حد كبير فكرة برنامج «آدم شو» الذي قدمه الفنان أحمد آدم على إحدى القنوات الفضائية، ما ردك؟

- لا تشابه على الإطلاق، فالبرنامجان مختلفان تماما، ففكرة «آدم شو» تقوم على «استاند أب كوميدي» وتناقش قضايا يغلب عليها الطابع السياسي، أما برنامجي ففكرته تقوم على الترفيه والمرور على كل الزوايا وتعليقات مواقع التواصل الاجتماعي، أما فقرة الـ«استاند أب» فلا تتعدى عشر دقائق من زمن الحلقة، وأعتقد أن التجربة لو نجحت ستجعل فنانين يفكرون بشكل عملي في خوض تجربة التقديم التلفزيوني.

* ما القضايا التي يتم مناقشتها خلال حلقات البرنامج؟

- أناقش كل القضايا والموضوعات التي تحدث في عالمنا، من دون خطوط حمراء، مع التركيز على الأحداث المثيرة التي تحدث في الوقت الحالي من خلال موقعي «فيس بوك» و«يوتيوب» على الإنترنت، فهما أحدث ما يربط الجمهور بعضه ببعض، كما أن هناك فئة كبيرة من الناس لا يتابعون هذه المواقع، ولكن من خلال حلقاتي سوف أجعلهم في بؤرة ما يحدث فيها، وسأتطرق إلى قضايا المرأة التي أصبح حقها مهضوما في هذا الوقت، وهدفي الرئيسي في البرنامج إضحاك الجمهور بشكل فيه سهولة وغير مبتذل، بمعنى أنني لا أعمل على إضحاك الجمهور «غصب عنه».

* قلت إنك تناقش القضايا من دون خطوط حمراء، فهل ستتطرق إلى نقد التيارات الإسلامية التي تعتلي المشهد السياسي في البلاد؟

- بالتأكيد سأنتقدهم خلال الحلقات وأنتقد كل ما أراه سلبيا من جانب الحكومة بشكل ساخر، وكل شخص له حق الرد، فثورة 25 يناير قامت من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وكذلك الديمقراطية التي تعني تقبل الرأي والرأي الآخر بمنتهى الحرية، وإذا هاجموني فهذا يعمل على كشفهم أمام الشعب، ومع احترامي للصندوق الانتخابي الذي أتي بهم إلى الحكم فإنني مختلف معهم فكريا، وأراهم يريدون الاستحواذ على كل شيء، وأقول لهم إذا كنتم تريدون تطبيق الشريعة فقبل تطبيقها وفروا للمواطن كل التزامات الحياة. وما أود قوله هو أن اختلافي معهم ليس لكونهم تيارا إسلاميا، فأنا كنت من أشد المعارضين للنظام السابق، والدليل أحاديثي وأعمالي الفنية ومعاناتي مع الرقابة الفنية في الماضي لتخرج هذه الأعمال إلى النور.

* ألا تقلق من هذا الانتقاد؟

- أنا أتوقع الهجوم على برنامجي، لكن الذي يقلقني هو أن أي أحد يعارضهم يعتبرونه مزدريا للأديان، وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يواجهه المجتمع المصري ويعمل على تهديد علاقة المسيحي والمسلم، اللذين تربطهما علاقات أقوى من أي مؤامرات، فنحن شعب يحب بعضه بعضا، والخوف فقط من أن يتأثر غير المثقف بذلك، ولكني أراهن على الأغلبية المثقفة والواعية، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح.

* هناك انتقادات توجه لما يعرض حاليا على الساحة الفنية، هل ستنتقد حال الفن في برنامجك؟

- من أبرز القضايا التي سأهتم بها الفن، وسأنتقد الفنانين والكتاب والمنتجين الذين يستسلمون لما يحدث الآن على الساحة الفنية، بمعنى انتقاد ما يقدمونه من فن هابط، والهابط هنا ليس معناه الفن الشعبي، الذي ينظر إليه البعض على أنه هابط، وهذا غير صحيح لأنه يوجد فن شعبي محترم.

* هل أنت قلق على الفن؟

- أنا قلق على كل ما هو ترفيهي كالرياضة والفن والإبداع، لكني أرى أنه لن يستطيع أحد أن يمنع الناس من الابتسام مهما حدث.

* ماذا عن فيلمك الجديد «توم وجيمي»؟

- أقوم بالتحضير له الآن، وقريبا سأدخل التصوير، وهو عمل كوميدي اجتماعي، أقدم فيه إسقاطات سياسية من خلال شخصية «توم»، بينما يلعب الفنان حسن حسني دور «جيمي»، والعمل من تأليف ورشة عمل، ومن إخراج أكرم فريد.

* ماذا عن العمل الدرامي الذي تقوم بالتجهيز له الآن؟

- أقوم بالتجهيز لعمل مصري خليجي بعنوان «أنا والسفاح وهواك»، تأليف حمدي يوسف وإخراج أشرف سالم، وهو عمل كوميدي بوليسي يضم مجموعة كبيرة من فناني دول الوطن العربي مثل الإمارات والكويت والأردن وتونس.