سينما

TT

* جيسيكا بيل لـ «الشرق الأوسط»: أحب أن أخاف وأن أشعر بأن الأمور ليست كما أعتقد

* في حديث حول فيلمها الجديد «سايكو»

* فيرا مايلز كانت ممثلة جيدة ومتميّزة في سينما الستينات. حافظت على مستوى جيّد من الأعمال طوال عملها في السينما من عام 1950 وحتى سنة 1995 حين اكتفت بظهورها في 44 فيلما وطلبت الاعتزال. وهي اليوم في الثالثة والثمانين لكن أسمها يتكرر ليس تمهيدا لعودتها بل لأن الممثلة جسيكا بيل (30 سنة) تقوم بدورها. فأحد أفلام مايلز الأشهر كان «سايكو» و«سايكو» فيلم رعب أخرجه ألفرد هيتشكوك وهيتشكوك بات موضوع فيلم يدور حول الفترة التي قضاها ذلك المخرج الفذ تحضيرا لفيلمه «سايكو» ثم تنفيذا له والمتاعب التي خاضها في حياته الخاصة.

بعد نحو 25 فيلما نجد جيسيكا بيل من بين أكثر الممثلات دون الأربعين انشغالا. هي في منطقة وسط بين السن الشاب وبين السن الآيل إلى النضج التام. فهي حين بدأت التمثيل سنة 1994 كانت في الثانية عشرة من عمرها، وحين أخذت تلفت الأنظار كانت أصبحت شابّة تخوض الطريق ذاته الذي خاضته ممثلات في العقد الثاني من العمر حين قمن بتمثيل أفلام رعب قبل أن ينتقلوا منها إلى أدوار درامية وكوميدية مختلفة. دورها في «هيتشكوك» الحالي أصغر حجما من دور هيلين ميرين أو سكارلت جوهانسن، لكنه لا يقل أهمية.

* بين ما يمكن لفيلم «هيتشكوك» أن يثيره من طروحات هو علاقة الممثل بالمخرج. ألفرد هيتشكوك كان صارما إلى درجة متعبة حسب شهود عيان. لكن ما رأيك أنت في العلاقة المثالية؟ أو هل هناك علاقة مثالية فعلا؟

- أعتقد أن المسألة تختلف من مخرج لآخر وحتى أجيب على هذا السؤال الذي هو بالفعل مهم علي أن أختبر واقعة كانت علاقتي فيها مع المخرج متوترة أو محكومة بالرغبة في السيطرة وهذا لم يحدث معي بعد. في رأيي أن المخرج الذي يتعامل مع الممثل بطريقة سلطوية يخلق عند الممثل شعورا بعدم الأمان. هو أو هي سيشعر بأنه فقد البوصلة الخاصّة به وصار عليه الالتزام بحرفية التعليمات وأن يخشى الوقوع في خطأ. وعادة ما تقع الأخطاء تبعا لذلك لأنه من الصعب تنفيذ التمثيل. عليه أن يأتي من داخل الممثل وليس من أي شخص آخر. هذا ما أعتقده.

* ماذا كان رأيك بفيلم «سايكو» الذي بنى الفيلم الجديد «هيتشكوك» موضوعه حول الفترة التي سبقت وشهدت تصويره؟

- شاهدت هذا الفيلم مرتين وفي المرتين كنت مدهوشة من قدرة المخرج على توفير تشويق هو «أولد فاشن» هذه الأيام، لكنه أكثر تأثيرا من كثير من أفلام الرعب الحالية. «سايكو» جعلني أنتبه وأنا لست الأولى بالطبع من أن سينما الرعب قد تكون فنية. إنه مذهل.

* هل تعاطفت مع جانيت لي في دور المرأة التي تسقط ضحية رجل مصاب بالشيزوفرانيا؟

- طبعا. مشهد قتلها في الحمام من دون لقطات دموية أو عنيفة كالتي تنتشر اليوم يترك التأثير ذاته الذي تركه عند جمهور الستينات. أريد أن أقول لك إنني أحب أفلام الرعب عموما. دائما ما كنت معجبة بأفلام «هالووين» مثلا. أحب أن أخاف على ما أعتقد. أن أشعر بأن الأمور ليست على ما يرام كما كنت أعتقد. فكرة أن هناك مجرما على الشاشة سيظهر فجأة ليرتكب مشهدا مخيفا يثيرني.

* هل شعرت بأن الفيلم الجديد أراد أن يُثير الرغبة في تقديم الستينات كمرحلة تاريخية ربما تحبين العيش فيها؟

- في الحقيقة لا. لا أعتقد أن غاية الفيلم كانت نوستالجية. لكن طالما أنك طرحت السؤال، أشعر على صعيد منفصل أن الستينات هي فترة لا أمانع في أن أعيش فيها. هي فترة صعبة بلا ريب على صعيد الأحداث العامّة. أسمعك تقول إن الفترة الحالية هي أيضا صعبة وهذا صحيح. لكن بالنسبة لممثلات السينما لا أدري إذا كنت سأقبل بالشائع بأنهن كن يتمتعن بالحرية والتلقائية في الاختيار. في الخمسينات وما قبلها كان الممثل موظّفا كل في استوديو أو شركة وعليه أن يقبل بما يطلب منه تمثيله إلا إذا كان ممثلا بالغ الشهرة. في الستينات كان نظام الاستوديو قد انهار لكن السينما كانت لا تزال ذكورية التوجّه. معظم العاملين فيها ومعظم الأفلام المنتجة قدّمت المرأة في أطر تقليدية. على ذلك إذا كان لا بد لي من الاختيار فالستينات هي الفترة التي أحب أن أعود إليها.

* كلامك ينقلني إلى فيلم انتهيت من تمثيله قبل فترة وجيزة هو «إيمانويل والحقيقة عن السمك»، ليس بالطبع من سلسلة «إيمانويل» الفرنسية (تضحك).. هو يتحدّث عن مشكلات نسائية واقعية.

- إنه فيلم صغير جدا لا أعرف كيف عرفت عنه. صحيح يتناول حكاية امرأة وحيدة خسرت طفلتها الصغيرة فانهارت نفسيا وأصبحت تنظر إلى الحياة بعينين داكنتين. فجأة تجد في جارة شابّة عمرها ثماني عشرة سنة فرصة للخروج من كآبتها، فتلك الفتاة كانت خسرت أمّها وهي في سن صغيرة ما يوفّر أرضية لقاء مشترك بين المرأتين.

* متى سيعرض هذا الفيلم؟

- لا يوجد حسب اعتقادي موعد لعرضه في الصالات، لكني آمل أن يتوجّه هذا الفيلم إلى مهرجان سندانس المقبل.

* هل تعتبرين مثل هذا الفيلم تغييرا عن النمط بالنسبة إليك؟

- نعم.. إلى حد كبير.

* هل ستبحثين عن المزيد من الأفلام الصغيرة والمستقلة كي تقومين ببطولتها؟

- لا أستطيع القول إن هذا سيصبح هاجسي. يعتمد ذلك على السيناريو والظروف. أحيانا لا يكون الوقت مناسبا لتمثيل فيلمين متتابعين من هذه النوعية. ما أبحث عنه حاليا هو فيلم رومانسي كبير. تراجيديا يونانية (تضحك). شيء داكن.

* ألا يوجد مثل هذه الأعمال في سينما اليوم؟

- لا أعتقد. الحكايات الأنثوية ما زالت تنتمي إلى الإنتاجات الصغيرة وحدها. لكن ما أبحث عنه بالفعل هو العمل مع مخرجين كبار ومع طواقم كانت أثرت في حياتي الفنية. هذا أصعب بحث يمكن لي أو لأي ممثل آخر القيام به.

* إذ تتحدثين عن الفيلم الرومانسي يداهمني الآن أن معظم أفلامك الجديدة من النوع التشويقي أو الأكشن. ومعظم أفلامك الأولى كممثلة كانت أيضا من هذا النوع. ما رأيك؟

- في البداية كان علي أن أقبل ما أستطيع الحصول عليه. إذا كنت تقصد «مجزرة تكساس المنشارية» The Texas Chainsaw Massacre وBlade: Trinity فهذا صحيح. لكني محظوظة إذ استطعت بعد ذلك الانتقال إلى أفلام أكثر تنوّعا.

* مثل؟

- «إليزابيث تاون» و«وطن الشجعان» و«المتخصص بالوهم» The Illusionist. بالنسبة للأفلام الأخيرة تتحدّث عن أفلام رئيسية جذبتني أفكارها مثل «فريق أ» و«توتال ريكول». لكن لا تنس أنني مثلت أفلاما رومانسية أيضا مثل «يوم فالنتاين».

* لم يكن في الأمر أي تخطيط من جانبك.

- في البداية لا. الآن يختلف الوضع كثيرا. أنت كممثل تجد نفسك أمام خيارات لكونك معروفا. مسؤوليتك أن تبقى بين تحقيق ما تهدف أنت إليه وبين ما قد يعود إليك بالفائدة.

* ما الفائدة التي تقصدينها؟

- فائدة أن تبقى مطلوبا. الممثل يستطيع أن يختفي من الرادار سريعا. بأسرع ما تستطيع أن تتصوّر. بمجرد أن يعرف عنه أنه يحبّذ نوعية من الأفلام لنقل مستقلة أو صغيرة أو عاطفية تلجأ العروض إلى ممثلين آخرين ليست لديهم مشكلات مع الأفلام الكبيرة. أنها ليست لدي أي مشكلة مع هذه الأفلام لكني أصبحت قادرة على التنويع.

* أعتقد أن أحد أفلامك المقبلة هو أيضا رومانسي. أقصد Playing for Keeps - نعم هو كذلك. جيرارد (بَتلر) يلعب دور الرجل الذي يعاني من الشعور بالإحباط والوحدة بعدما ترك ميدان الرياضة وأنا أمثل من سيخرجه من ظرفه هذا. إنه فيلم رومانسي خفيف بالفعل.

* أفلام حسب الأعمار

* جولة بين الأفلام الجديدة

* ما اعتبرناه هنا، حين شاهدناه بين أفلام مهرجان «كان» السينمائي في مايو (أيار) الماضي، أفضل أفلام المخرج المغربي نبيل عيّوش، وعنوانه «يا خيل الله»، خرج من مهرجان بروكسل لسينما البحر المتوسط الثاني عشر بالجائزة الكبرى. والفيلم يستحق: دراما معيشة بتفاصيل الحياة الواقعية حول الأسباب التي تؤدي بأبناء بيئة تنمو في فقر شديد وتعاني من علاقات عنيفة بين أفرادها إلى التطرّف. صحيح أن التعبير البصري يقوم على مبدأ تحريك الكاميرا بإيقاع لاهث حبا في التوتر (وكان ذلك حال المخرج في أفلام سابقة له كما حال سينمائيين إيطاليين ولاتينيين على حد سواء) إلا أنه نفّذ ذلك بفاعلية.

* الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم «الثانية» ذهبت إلى «أطفال سراييفو» للمخرجة البوسنية عايدة باجيك التي تعرض أيضا الحياة اليومية لمجموعة من النساء المسلمات اللواتي اخترن الحجاب. هذا الفيلم أيضا من عروض «كان» وخاض بعد ذلك الكثير من المحافل.

* وعلى ذكر المهرجانات والجوائز أعلنت في الأسبوع الماضي أيضا (في التاسع عشر من هذا الشهر) نتائج مهرجان روما في دورته الجديدة (الأولى تحت رعاية ماركو مولر بعد ست سنوات قضاها مديرا لفينيسيا) وذهبت الذهبية إلى «فتاة مارفا» للاري كلارك، بينما نال الجائزة الثانية الفيلم الإيطالي «كلهم يسمونه صيفا» أو، حسب العنوان الأصلي Ela chiamano estate. رد الفعل على هذا الفيلم لم يكن إيجابيا بين النقاد وبين الجمهور على حد سواء، وهذا ما دفع عضو لجنة التحكيم فالنتينا كارفي للدفاع عن القرار بالقول إن لجنة التحكيم تدرك أن في الفيلم الفائز عيوبا «لكنه فيلم شجاع ونحن فضّلناه على أفلام تحمل تطمينات خاوية».

* وكيف كان حال المهرجان الإيطالي تحت عباءة المدير الجديد؟ هبوط الإقبال على المهرجان بمعدل ملحوظ إذ انحسرت الأرباح بنسبة 25 في المائة عما كانت عليه في العام الماضي. مولر يقول إن العروض في كل حفلة كانت ناجحة وانتهت «بالتصفيق الطويل». هذا لا يمنع أنه الآن ربما بات يدرك أن إدارة مهرجان يعتبره العالم واحدا من أهم الأحداث الفنية السنوية شيء، وخلق مستوى مماثل من مهرجان أوروبي آخر هو أمر مختلف. بالنسبة للجائزتين المذكورتين فإن رد الفعل الرافض لم يكن بخصوص الفيلم الإيطالي «كلهم يسمّونه صيفا» فقط، بل بخصوص فيلم لاري كلارك الذي يعمل خارج التقليد «نعم» لكنه برداءة. هذا من خبرة مشاهدة أفلامه السابقة التي كان مولر ينتقيها للعرض في مهرجان فينيسيا حين كان مديرا.

* ومن مهرجان إلى آخر: الأنباء الواردة اجتمعت على الإشادة بالسجادة الحمراء التي تم فرشها لضيوف الدورة الرابعة من مهرجان الدوحة السينمائي. وقبل المضي في الإيضاح، باتت تغطية المهرجانات العربية تنضح بعبارة «السجادة الحمراء» ما يجعل المرء يتمنّى لو أن مهرجانا ما يفرش أرضه بلون قرمزي أو بني أو كاكي لنرى كيف سيتصرّف صحافيو السجادات وهم يصفون المارين فوقها. المهم هنا هو أن هند صبري ويسرا وخالد النبوي وخالد أبو النجا جاءوا للحضور والجميع تهافت للقاءات طيّارة.

* أحد أكثر الأسئلة التي يرميها الصحافيون على الضيوف هو: «ما رأيك بالمهرجان»؟ وهذا ليس في إطار مهرجان معيّن، بل في كل المهرجانات العربية من دون أن يفكّر السائل أن سؤاله ليس منطقيا فالليلة ما زالت الأولى ولا يمكن تكوين فكرة صحيحة. وبيننا، السؤال ليس منطقيا حتى لو طرح في نهاية أيام المهرجان لأن رد الضيف سيكون دائما مهذّبا. هذا كان يحدث في قرطاج والقاهرة قبل أكثر من عقدين وما زال يحدث حتى اليوم دلالة على أن النمو لم يصاحب هذه المنطقة من فن الإعلام.

* هذا هو حال بعض مهرجانات السينما هذا الأسبوع أما حال المهرجان المستمر 365 يوما في السنة وفي عشرات ألوف الصالات من شنغهاي إلى المنامة ومن لندن إلى دالاس وجوهانسبورغ فإن العروض لا تتوقّف والرابح نقديا منها هذا الأسبوع هو فيلم جديد لآنغ لي بعنوان «حياة باي». أما الخاسر الأكبر، نقديا، فهو «فجر أحمر» إذ أجمع نحو عشرين ناقدا في أميركا على أنه أقرب لأن يكون فجرا أسود. في نطاق الأفلام الكرتونية ينبري «تمرّد الحرس» أو Rise of the Guardians لتوقّعات تجارية كبيرة.

* بين الأفلام

* الطائرة تهوي والطيار أيضا Twilight Saga: Breaking Dawn - Part (2*) إخراج: بل كوندون أدوار أولى: كرستن ستيوارت، روبرت باتنسون، تايلور لوتنر النوع: رعب | الولايات المتحدة (2012).

عروض: دولية.

يبدأ «حكايات الغسق: انبلاج الفجر - القسم الثاني» من حيث انتهى القسم الأول: هناك كانت بطلة الفيلم بيللا (كرستن ستيوارت) قد تحوّلت إلى مصاصة دماء بعد زواجها مصّاص الدماء إدوارد (روبرت بتنسون) بعد قصص حب و«بوزات» لامعة أمام الكاميرا في الأجزاء الأربعة السابقة. هنا بات عليها أن تبرهن على أنها «مصاصة دماء» على الأصول والاختبار الأول منازلة تايلور لوتنر (الذي كوّنت له المؤثرات بعض العضلات المنفوخة) في «كباش» أيدٍ في مشهد ربما سيصبح كلاسيكيا. كل هذا لكي ندرك أنها تصلح لأن تكون عضوا في تلك الفئة الناشزة من الوحوش ذات المظهر البشري. الآن هناك خطر جديد: الشرير آرو (البريطاني مايكل شين الذي لم يظهر سابقا أي ميل لأدوار من هذا النوع) يريد قتل طفلتها التي أنجبتها من إدوارد حتى لا يشكّل خطرا عليه في المستقبل. الجماعة المحيطة بها ستنبري للدفاع عنها وعن طفلتها لكنها ستبذل أيضا ضراوة شديدة ضد قوى الشر. يساعدها في ذلك سيناريو مكتوب حسب الضوابط المعهودة.

في نحو ساعتين، نمر على المواقف المعهودة في تفاصيلها: النظرات الهائمة والدكانة النفسية التائهة ولزوم حث المشاهدين والمشاهدات على تقدير هذا الكم من العاطفة البلاستيكية التي تبرق فيلما شاحبا. بل كوندون في الحقيقة كان مخرجا مستقلا يحب اللمعان العاطفي ونفخ اللحظة الواحدة لتتحوّل إلى مشهد كامل من قبل، لكنه في فيلميه الأخيرين زاد من الجرعة لزوم المطلوب من سلسلة ما إن نجح الجزء الأول منها (وهذا الفيلم هو الخامس و - رجاء - الأخير) حتى تداعت المحاولات لتكرار عناصره. لا للبناء عليها وتطويرها وربما صنع رعب قابل لطرح أبعاد ما حول أحداثه، بل للبقاء تحت طلب المشاهدين دون الثامنة عشرة.

إنه ذات المفهوم الذي ساد أفلاما تحوّلت فيها شخصيات كان من المفترض بها أن تبقى ضمن الأنماط الشريرة، إلى شخصيات بطولية. فمص الدماء لم يعد الفعل الشائن طالما أن الفريق يدافع عن مسألة تم تقريبها عاطفيا من المشاهدين. في المقابل هناك مصاصو دماء سيئون على مصاصي الدماء الأخيار القضاء عليهم ضمن نظرة مفادها أن علينا أن نقبل الاختلاف وهو المفاد الذي شاهدناه في الفيلم الكرتوني «البحث عن نيمو» وفي سلسلة «رجال إكس». في الجزأين الأول والثاني من هذا المسلسل والد بيللا (البشري مائة في المائة) على خطأ في معارضة وقوع ابنته في حب «فامباير».

إنه من اللزوم الإنتاجية تقسيم الجزء الرابع من السلسلة التي وضعت مؤلفاتها ستيفاني ماير إلى قسمين تحت عنوان فرعي هو «انبلاج الفجر» لكن الحكاية لم تكن تتطلب مثل هذا الفعل والدليل تبلور هنا إذ إن معظم الفيلم لا يحتوي على أحداث بل استطرادات. بطيء حتى ربع ساعته الأخيرة ثم غير مقبول بإيقاعه المفتعل. خاوٍ إلا من النظرات العابرة وهي بدورها خاوية.

شباك التذاكر مائة مليون دولار الفارق بين إيراد الفيلم الأول «حكايات الغسق 2» وإيراد الفيلم الثاني «سكاي فول» الذي اضطر لهجران مركزه الأول. فيلم سبيلبرغ «لينكولن» يحط ثالثا.

1 (-) The Twilight Saga: Breaking Dawn 2: $141,067,634 (2*) 2 (1) Skyfall: $41,104,505 (4*) 3 (-) Lincoln: $21,049,820 (3*) 4 (2) Wreck it Ralph: $18,582,622 (3*) 5 (3) Flight: $8,802,044 (3*) 6 (4) Argo: $4,002,911 (4*) 7 (5) Taken 2: $2,826,300 (2*) 8 (8) Pitch Perfect: $1,415,502 (2*) 9 (9) Here Comes the Boom: $1,200,888 (2*) 10 (10) Hotel Transylvania: $9,174,093 (1*)

* سنوات السينما

* 1929 | ابتزاز هيتشكوكي

* الفيلم الذي قصدنا الحديث عنه في الأسبوع الماضي هو «ابتزاز» الذي أنجزه ألفرد هيتشكوك سنة 1929 وفيه ما يساعدنا على فهم جوانب من عبقرية هذا المخرج. وأول هذه الجوانب سخريته من نفسه والموقف الذي يدفع شخصياته فيه. على سبيل المثال، هو في لقطة من الفيلم يجلس في قطار متذمّرا من مشاكسة صبي لا يعرفه له. في حوار تالٍ، تقترح بطلة الفيلم أليس (آن أوندرا) لصديقها التحري فرانك (جون لونغدن) مشاهدة فيلم بوليسي وتقول: «مخرجه مجرم». لكن العنصر الطاغي هو تحبيذ تلوين الفنانين على صورة عدائية. أليس هنا تصاحب رسّاما إلى شقّته من دون أن تعرف نواياه الحقيقية، وحين يحاول اغتصابها تقتله. على صديقها فرانك أن ينقذها من هذه الورطة وإخفاء دليل وجودها في تلك الشقّة وهو قفازها. إنه موقف يتعامل والمبادئ الأخلاقية: الحب أم الواجب. كذلك فإن الاغتصاب عنصر مهم كون الفيلم يبدأ بإلقاء القبض على مجرم آخر بتهمة الاغتصاب أيضا.

هناك ما هو مشترك بين هذا الفيلم وبين فيلم سابق لهيتشكوك حققه سنة 1927 بعنوان «المستأجر» من حيث التكوين العام: عائلة الفتاة صغيرة. الفتاة بريئة. الصديق تحرٍّ مرتاب والشرير رجل وحيد يعمل في الفن.