سينما

TT

* راسل كراو: إذا وجدت نفسي أنفعل خلال قراءتي السيناريو فإن ذلك يعني أنني سأقوم بتمثيله

* وجد نفسه أمام ستة سيناريوهات جيّدة فوافق عليها جميعا

* في عام 2011 لم نر لراسل كراو أي فيلم. هذا كان نتيجة أنه لم يشعر بالجذب حيال أي مشروع أمامه. لكن فجأة وجد الممثل الأسترالي (48 سنة) نفسه أمام ستة سيناريوهات جيّدة فوافق عليها جميعا: النتيجة ستة مشاريع قام بتمثيلها في عام ونصف، بدأت بالفيلم الجديد «الرجل ذو القبضة الحديدية» وتستمر بنسخة موسيقية - غنائية من «البائسون»، تليهما أفلام مثل «حكاية شتوية» و«مدينة مهزومة»، عدا عن فيلمه الأول كمخرج بعنوان «سيدني مقطوعة»، والفيلم الذي يصوره حاليا وهو «نوح». في «البائسون» الذي يطرح كفيلم منافس في ترشيحات الأوسكار يؤدي راسل دور رجل التحري جافير، ويشارك بالغناء، وهو الذي بدأ عازف ومغني روك آند رول، قبل أن يحصل على شهرته كممثل.

* نجدك تغني وتمتزج بالموسيقى في أفضل حالاتها في هذه النسخة الجديدة من «البائسون».. هل كانت لخلفيتك في الروك آند رول أي دور في قبولك تمثيل هذا الفيلم؟

- نعم لكن إلى حد ضئيل. منذ تلك الأيام البعيدة لم أستخدم صوتي كمغن إلا في حالات نادرة. كان علي إذن أن أستعيد تلك القدرات السابقة. هذا على الرغم من أنني ما زلت أكتب الأغاني. لكن غنائي في هذا الفيلم كان نوعا من إعادة اكتشاف نفسي في هذا المجال.

* المثير في عملية الغناء في الفيلم أن المغني يعيد الغناء مرة بعد مرة، ليس لأنه لا يجيد الغناء بل لضرورات التصوير.. هل حدث هذا هنا؟

- ملاحظة صحيحة وحدثت هذه الإعادات. في الحقيقة إذا ما حسبتها تجد أن الغناء في الفيلم، وهو أمر يختلف عن الغناء في حفلة مباشرة أو في الاستوديو، محكوم بأشياء كثيرة. في بعض المشاهد هناك أكثر من مغن أو ممثل عليه الاشتراك في الأغنية، وإذا ما حسبتها تجد أنك تغني المقطع الخاص بك أكثر من مرة، وحتى الغناء المشترك محكوم بالإعادات. هذا عدا تلك المرات التي يتم تصويرك فيها منفردا في لقطة ثم يعاد تصويرك وأنت تغني المقطع ذاته في لقطة تجمعك وممثلين آخرين، مما يعني أنك في الواقع تغني أكثر بكثير مما يصل إلى الجمهور من مشاهد.

* ما هو أعلى رقم لقطات معادة في هذا الفيلم؟

- 48 مرة للمشهد الذي أغني فيه مع هيو جاكمان في المشاهد الأولى. وبالمناسبة، أعتقد أن المخرج توم هوبر كان مصيبا في إجراء تجارب انتقاء (auditions) لكل الممثلين. كان يبحث عن التجانس وعن القدرات وهذا ما خلق ألفة خلال العمل أيضا.

* هذا هو أول فيلم لك تقوم ببطولته أمام هيو جاكمان.. ما رأيك في التجربة؟

- ما هو مهم عندي هو أننا جميعا كممثلين كنا تحت إدارة توم هوبر. كان الأمر تحديا كبيرا لهذا المخرج. جاك وأنا وكل ممثل في الفيلم جلب إلى العمل أفضل مواهبه. كان مثيرا للاهتمام مراقبة جاك وهو يوفر أبعاد ذلك الدور بكل عفوية. وكلنا كنا على خط واحد واشتركنا في تأمين النجاح الفني لمشروع هناك طريقة واحدة لتحقيقه هي أن تكون الطريقة الصحيحة، ونجاحها كان مسؤوليتنا معا.

* لم تظهر مغنيا منذ سنوات كما أشرت، لكن هل تغني حين تكون وحدك؟

- حصلت على أول غيتار لي حين كنت في السادسة من العمر. طلبت من والدتي أن تشتري غيتارا لي لأن جارا لنا، وكان ممثلا مسرحيا أستراليا اسمه ريتش ليفرمور، كان يدعو زملاءه من الممثلين إلى جلسات فنية ويعزف الغيتار خلالها، وأعجبتني الفكرة. وعوض أن أعزف الغيتار مقلدا سواي، بدأت أكتب أغاني الخاصة. نعم، منذ ذلك الحين.

* عادة ما يتم إجراء تجارب انتقاء لممثلين غير معروفين.. لكن هناك حالات كثيرة لممثلين معروفين، فالمعرفة أو الشهرة ليست المقياس هنا.. فكيف تحضر لمثل هذه التجارب وأنت فنان معروف جدا.. وهل صحيح أنك وصلت إلى الاختبار وأنت تصب عرقا؟

- صحيح، لكنه لم يكن عرق الخوف أو التوتر. اسمع. حين كنت فتى شابا وكانت لدي تجارب انتقاء كنت أعالج المسألة على نحو مختلف: أستيقظ في الصباح الباكر، نحو الرابعة والنصف، وأنطلق راكضا في الحديقة العامة. كنت أفكر أنني الممثل الوحيد الصاحي باكرا، وكان ذلك صحيحا، وهذا التفكير كان يجعلني أشعر بأنني متميز، وبهذا الشعور أصل إلى الموعد المحدد وأجري الاختبار.

* هل هذا ما قمت به هذه المرة أيضا؟

- نعم. لذلك وصلت متصببا بالعرق. كنا في نيويورك ومشيت نصف المدينة، علما بأنني كنت أستطيع قيادة سيارتي، ووصلت بالفعل وكلي مبلل، وأجريت الامتحان لساعتين أو ساعتين ونصف الساعة. لكن ذهني كان وقادا. هذه لعبتي الصغيرة بصرف النظر عن أين هو الامتحان أو لأي فيلم. فعلت ذلك مثلا سنة 1998 عندما مثلت «الدخيل» (The Insider)؟!

* هل تابعت روايات فيكتور هوغو قبل هذا الفيلم؟

- تابعت الكثير من الروائيين الفرنسيين وأعتقد أنهم من بين الأفضل عالميا، لكن رواية «البائسون» لم تكن من بين ما قرأته، وشعرت بتأنيب الضمير حين كنت أقوم بقراءة ما كان يجب أن أقرأه منذ زمن بعيد، خصوصا عندما أخبرتني إيما تومسون بأنها قرأت الرواية أكثر من مرة منذ أن كانت صغيرة. لكننا اشتركنا في موقف واحد، فهي مثلي وجدت الرواية بطيئة.

* هل قمت بأبحاث أخرى بخصوص الدور؟

- البحث الآخر الوحيد كان استجابة لما سمعته من آن هاثاواي (تلعب دور فانتين) التي قالت إنها زارت متحف فيكتور هوغو في فرنسا وخرجت بشعور مختلف عن ذاك الذي شعرت به حيال الرواية والكاتب قبل التصوير. في الـ«ويك إند» التالي وجدت نفسي في الطائرة إلى باريس وقصدت المكان ذاته.. و(يضحك) لسوء حظي وصلت إلى متحف هوغو في اليوم الوحيد الذي يتم فيه إغلاق المكان. لكني دققت على النافذة واسترعيت انتباه الموظفة. أخذت أشير إلى وجهي وأقول «غلادياتور» (الدور التاريخي الشهير الذي لعبه) حتى عرفتني وسمحت لي بالدخول (ضحك).

* لديك فيلم جديد آخر هو «نوح».. ماذا تستطيع إخبارنا عنه؟

- لا أدري إذا كنت أستطيع الحديث عنه الآن. هذا مبكر لأوانه. لقد بدأنا التصوير منذ أيام، وأقوم بدور نوح، وهو من إخراج دارن أرونوفسكي الذي أحترمه كمخرج كثيرا، لكن الفيلم لن يصبح جاهزا للعرض قبل 2014، لذلك من المبكر الحديث عنه. انتهيت من تصوير مشهد عراك بيني وبين راي ونستون. المشهد كان مفترضا به أن يتم تصويره في يوم واحد، لكننا أتممناه في خمسة أيام.

* ما الذي يخيفك عادة.. في الحياة أو في العمل؟

- في الحياة أو العمل، لا شيء محددا. نعم، التفكير في أن «الباباراتزي» يرصدونني كل يوم لالتقاط صورة لي ويفشلون، هو ما يخيفني.. مبدأ أن يصرف المصور يوما كاملا، وربما أياما وهو يلاحقني ولا يحظى بصورة.

* لديك نسبة كبيرة من الأفلام ودائما متلاحقة.. تخرج من تصوير فيلم وتدخل تصوير فيلم آخر.. هل هذا أمر صعب؟

- ما أقوم به وأختار على أساسه الأدوار التي أقوم بها هو مراقبة رد فعلي البدني له. إذا كنت أقرأ ووجدت نفسي منفعلا مع الشخصية وحركاتها ووجدت نفسي أتحرك بدنيا وأنا أقرأ على نحو من يمثل الدور فعلا فإن هذا يعني أنني انفعلت وأريد أن أمثل الدور.

* حققت أربعة أفلام هذا العام.. كيف؟

- صحيح أربعة أفلام هذا العام وفي عام ونصف العام مثلت ستة أفلام، لكن هذا استثناء. قبل ذلك وطوال عام ونصف العام لم أمثل أي فيلم.

* ما الذي فعلته في تلك الفترة التي لم تمثل فيها.. هل أخذت إجازة؟

- لا آخذ إجازات. لدي مزرعة في أستراليا أعود إليها. لكني ذهبت لكي أقرأ سيناريوهات كثيرة. قرأت أربعين سيناريو ولم يعجبني أي منها. لم أرد أن أقوم بتمثيل أي منها. هذا يطمئنني كثيرا لأنني أعرف أنني لم أفقد البوصلة بعد. لا يزال السيناريو هو أول ما أستجيب له، والسيناريوهات الستة اللاحقة التي مثلت هي ما أردت فعلا تمثيله. كانت جيدة

* جولة بين الأفلام الجديدة

* البحث عن الألم

* ما إن خرج «زيرو دارك ثيرتي»، جديد المخرجة الملهمة كاثرين بيغلو، للعروض حتى أخذ يلتهم الجوائز النقدية. إنه الفيلم الذي تحكي فيه مخرجة «خزانة الألم» مراحل من حياة أسامة بن لادن سابقة للأيام الأخيرة من حياته، وكيف تمكنت القوات الأميركية من تحديد مكان إقامته وتصفيته. ذات المشروع الذي كان اسمه «أسامة»، والذي كانت المخرجة فكرت فيه قبل أشهر طويلة قبل مقتل بن لادن واندفعت لتصويره قبل أن يسبقها غيرها للفرصة مباشرة من بعد ذلك.

في البداية كانت هناك جائزة من مهرجان «هوليوود» السينمائي، وهو مهرجان يجذب إليه أبناء المدينة، إذ منح المهرجان جائزة أفضل توليف (مونتاج) لديلان تتشنر. بعد ذلك خطف الفيلم، وهو الذي حظي بإعجاب نقدي يفوق الثمانية في المائة، جائزة نقاد نيويورك، كما نال المخرجة بيغلو جائزة أفضل إخراج، وخطف مدير التصوير كريغ فرايزر جائزة أفضل تصوير.

وقبل يومين خرج «مجلس النقد الوطني» (وهو أول جمعية نقدية وسينمائية تم تأسيسها في الولايات المتحدة سنة 1909) بجوائز، فإذا بالفيلم ذاته يفوز بجائزة أفضل فيلم، ومخرجته كأفضل مخرجة، وبطلته جيسيكا شاستين بجائزة أفضل ممثلة. وباقي الجوائز توزّعت بين أفلام «أرغو» لبن أفليك (جائزة أفضل إنجاز خاص لفيلم) و«البائسون» (أفضل تمثيل جماعي) و«كتاب مطرز بالفضة» (جائزة أفضل ممثل لبرادلي كوبر وجائزة أفضل سيناريو مقتبس). فيلم ميشال هانكه الذي فاز بجوائز رئيسية في «جوائز الفيلم الأوروبي» حظي بجائزة أفضل فيلم أجنبي في نيويورك.

وكنت قمت بدوري في التصويت لصالح جمعية «هوليوود الأجانب» التي أنتمي إليها منذ عام 1999 والتي توزع في الشهر المقبل جوائز الـ«غولدن غلوب». ولم تأت ترشيحاتي (في الدورة الأولى من الترشيحات تليها دورة ثانية ثم النتائج) مختلفة كثيرا، لكن جوائز «غولدن غلوب» متعددة، وتشمل الدراما والكوميديا والممثلين في أقسام مختلفة (أساسيين ومساندين) وتشمل البرامج والمسلسلات والأفلام التلفزيونية. ووجدت أنني قلما أرشح أفلاما تفوز بالفعل، كون غالبية أعضاء الجمعية هم من الصحافيين وليسوا من النقاد وللصحافيين أذواق مختلفة بالطبع.

الخاسر الأكبر من سطوة فيلم كاثرين بيغلو هو «أرغو» الذي كان استقبل قبل شهر أو نحوه بحفاوة نقدية كبيرة. والسبب هو أن كليهما يتعامل وموضوع في صميمه سياسي. «أرغو» عن إيران مباشرة بعد سقوط الشاه و«زيرو دارك ثيرتي» (ومعناها بكلماتنا نحن الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا) عن بن لادن كما ذكرنا. وكلاهما مثير في صنوه وأسلوبه. سبب الخسارة هي أن «أرغو» لحين خروج فيلم بيغلو كان الوحيد من نوعه في مجاله السياسي، الآن أصبح له منافس وربما منافس أقوى إذ إنه تذكرة مضمونة إلى ترشيحات الأوسكار.

العروض التجارية لفيلم «أرغو» ولّت، ونصيبه كان معتدلا جدّا. لكن تلك الخاصة بـ «زيرو…» تنطلق في مطلع العام المقبل. هذا الأسبوع يصل فيلم «هيتشكوك» الذي كان يحتاج للمخرج العبقري بنفسه حتى يمنحه ثقلا وأهمية. معه في الجولة كوميديات منها «الفتيان السيئون يذهبون إلى الجحيم» وهو سيرة ذاتية يقوم ببطولته بيل موراي ولورا ليني. بكلمات أخرى، لن يكون هناك فيلم قوي ينافس سلطة «توايلايت ساغا: إنبلاج الفجر 2» قبل نحو عشرة أيام من اليوم عندما ينطلق للعروض التجارية فيلم بيتر جاكسون الضخم «ذ هوبيت: رحلة غير متوقعة» وهو جزء أول من رواية ج.ر.ر. تولكين مؤلف روايات «سيد الخواتم» التي كان نقلها جاكسون للسينما بنجاح كبير قبل عشر سنوات. بعض الذين تسللوا لمشاهدة هذا الفيلم قالوا إن ما هو «غير متوقع» الفيلم نفسه إذ أحبط تمنياتهم. لكن من يعلم؟

فيلم هندي آخر في الأسواق اللندنية عنوانه «خيلادي 786» من بطولة كومار آخر هو أكشاي كومار. لا شيء غريبا هنا سوى أنه يثير الانتباه إلى تلك الاحتفاءات التي تتولاها المهرجانات العربية بالسينما الهندية. كان من المفترض سابقا أن يكون الاحتفاء لسينما فنية من أي بلد كانت، لكن أفلاما من نوع «دون 2» و«أنا خان» وعلى الأرجح «خيلادي 786» هي التي تقود تلك الاحتفاءات. فهل السينما الهندية الرديئة (تلك التي يسمونها بـ«بوليوود») تحتاج إلى ترويج؟

* بين الأفلام

* حكاية الصاروخ اللبناني (3*) النادي اللبناني للصواريخ (The Lebanese Rocket Society) إخراج: جوانا حاجي توما وخليل جريج تسجيلي | الإمارات – فرنسا - قطر

* عروض: مهرجان الدوحة السينمائي

* كان هذا الناقد ولدا صغيرا عندما سمع أن اللبنانيين أطلقوا صواريخ فضائية. ورد فعله هو ضحكه معتبرا، حتى في تلك السن، أنها مزحة. لكن بالنسبة للمشتركين في برنامج «الأرز» (واحد واثنين وثلاثة وأربعة وما بعد) فإن الأمر لم يكن مزاحا على الإطلاق بل هو فعل جدي بدأ صغيرا بحجم صاروخ يبدو مثل اللعبة ولا يطير بعيدا، ليصل إلى صاروخ حقيقي بات مصدر شكوك الدول المحيطة.

حسب هذا الفيلم التسجيلي الرائع من الزوجين السينمائيين، فإن «الجيران» في الشمال والجنوب (سوريا وإسرائيل) خشوا أن يكون وراء هذا النجاح المطرد غاية عسكرية. فجأة يصل للرئيس اللبناني الراحل شارل حلو اتصال فرنسي في عام 1964 برجاء التوقف عن صنع الصواريخ حتى ولو كانت الغاية بالفعل علمية بحتة.

التجربة الأولى، يروي الفيلم بأسلوب شيق ورشيق، وردت في أواخر الخمسينات. إنها الفترة التي لم يألف بها اللبناني أن باستطاعة هذا البلد الصغير أن ينافس الدولتين الكبيرتين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة مشاريعهما لغزو الفضاء. لكن أساتذة علوم أرمن في جامعة هايكازيان قرب محلة القنطاري في بيروت كانت لديهم الثقة الكاملة في بذلهم وإمكانية تحقيق ما بدا مستحيلا وشمّروا بالفعل عن سواعدهم وأقدموا على تحقيق هذا المستحيل فتحقق! يتابع الفيلم المراحل والنمو ومع كل مرحلة كيف كان الوضع في لبنان والظروف الخارجية. يلحظ كيف ارتبط هذا التقدم بآخر كان مصدره حركة وعي سياسي عربية، ثم كيف قام بعض المتحمسين من أفراد الجيش اللبناني الذي تدخل أول مرة بعدما حط الصاروخ على الجزيرة القبرصية وكاد يفتك بقبارصة ليساعد في توجيه دفة الإطلاق. لم يكن هناك غاز مناسب لعمليات إطلاق الصواريخ، كان ذلك ممنوعا إلا على الدول، مما دعا إلى استنباط طريقة كيماوية لصنع النفط الخاص المطلوب ولشحن الصواريخ بتلك الطاقة.

يستعين المخرجان بالأرشيف جيدا. يبحثان عن كل ما يستطيعان الوصول إليه، وواحد من المشاهد الذكية (وهي كثيرة) دخولهما مركز السينما الوطني في بيروت (أول شارع الحمرا) ومقابلة مسؤوله ظافر عازار (كان ناقدا زميلا قبل عقود) الذي يجول في غرف الأرشيف ويفتح علب أفلام خاوية. كذلك يقوم الفيلم بإجراء مقابلات مع بعض العلماء وبعض العسكريين. قبل أن يوضح لماذا توقف ذلك المشروع وهو في أوج نموه! لكن أهم رسالة يبثها الفيلم تتبلور عبر حقيقة أن كل إنسان في هذه المنطقة من العالم كان يستطيع أن يحلم وأن يستطيع مزاولة حلمه، مهما كانت، لو أن الحكم أتاح له ذلك. رسالة مهمة خصوصا أننا نرى تبعاتها الحالية من نظام يقتل أبناءه هنا، وتمزق في أواصر اللحمة الوطنية هناك، ومتاعب متواصلة في جمهوريات لم تؤمن يوما بقدرات شعوبها وتمنحهم ما يستحقونه من إمكانيات. ويختتم الفيلم بفصل من الأنيميشن يفترض فيه أن المشروع اللبناني استمر طارحا السؤال حول ما كان يمكن لنا اليوم الوصول إليه فيما لو فعل. «النادي اللبناني للصواريخ» فوز جديد لمخرجين يطلقان هذا الفيلم كصاروخ جديد في سلسلة مشاريعهما السينمائية الجيدة.

* شباك التذاكر غالبية الأفلام التي تنافست في قائمة العشرة الأولى حافظت على مواقعها بلا تغيير رغم وجود فيلمين جديدين هما «المجموعة»، وهو فيلم رعب، و«اقتلهم بنعومة» وهو من بطولة براد بيت لكن اسمه لم يكن ضمانة نجاح.

1 (1) The Twilight Saga: Breaking Dawn 2 :$17,416,362 * 2 (2) Skyfall :$16,555,894 4*) 3 (4) Rise of the Guardians :$13,388,852 (2*):

4 (3) Lincoln :$13,376,696 (3*) 5 (5) Life of Pie :$12,151,853 (3*) 6 (6) Wreck it Ralph :$6,948,550 (3*) 7 (-) Killing Them Softly :$6,812,900 (3*) 8 (7) Red Dawn :$6,500,245 (1*) 9 (8) Flight :$4,479,067 (3*) 10 (-) The Collection :$3,104,269

* سنوات السينما

* 1929 - مرحبا بلوريل وهاردي كوميديا، لم يكن هناك أكثر رواجا من باستر كيتون وتشارلي تشابلن وهارولد لويد، لكن هؤلاء كانوا ممثلين منفردين كل بقائمة طويلة من الأفلام القصيرة و-لاحقا- الطويلة التي أثرت السينما الكوميدية ودفعتها إلى واجهة الإنتاجات في هوليوود. المشكلة هي أن هذا الجيل كان أخذ يشعر بصعوبة التحديات التي أخذ يواجهها. مترو غولدوين ماير التي تعاقدت مع باستر كيتون أخذت تشترط عليه مقيدة حريته. وتشابلن كان رافضا للسينما الناطقة ويواجه أزمة مصيرية في هذا الشأن ستبرز بعد سنوات قليلة.

في هذا الظرف تحديدا برز أول ثنائي ناجح كوميديا وهو ستان لوريل وأوليفر هاردي: النحيف والبدين. لم يكن «بيزنس كبير» الذي قاما ببطولته سنة 1929 أول أفلامهما معا، لكنه الفيلم الذي أنجز لهما الانطلاقة المثالية. كان لوريل بدأ السينما منفردا سنة 1917 وسبقه هاردي في العمل سنة 1914، قبل أن يلتقيا معا في الأفلام من سنة 1923. هذا الفيلم من إخراج جيمس هورن وليو ماكاري مخرجي هوليوود الحاذقين اللذين لم يحظيا باهتمام النقاد.