سينما

TT

* أفضل أفلام السنة عربيا وأميركيا وعالميا

* تقسيم الأفضل والأسوأ إلى خانات أكثر وضوحا طلبا للتذكير وحبا في الاختلاف حين محاولة النظر إلى الأفضل بين أفلام العام 2012 وبين السينمائيين الذين صنعوا هذه الأفلام أو شاركوا فيها، يصل المرء إلى مفاد بأن السنوات الحاضرة، وعلى عكس ما يعتقده زملاء وجمهور، ما زالت تشهد عددا كبيرا من الأفلام الجيدة بتميز. أي ليست جيدة فقط، بل جيدة على نحو ملحوظ في أضعف الحالات أو مبهر لدرجة التميز الفعلي.

كما تقدم معنا في الأسبوع الماضي، هناك حالات من فوضى الإنتاج العربي، وانخفاض في مستوى الإقبال العالمي كما يبدو أن الأرقام النهائية، التي عادة ما يتم الإعلان عنها في الشهر الأول من العام، آيلة إلى تأكيدها. لكننا لم نتحدث، حقيقة، حول المستوى الفني الذي يمكن ترجمته إلى لوائح عدة عوض الاكتفاء بلائحة واحدة لأفضل عشرة أفلام كما هي العادة. جل النقاد، بين قوسين، يحبون هذه اللعبة، لعبة «أفضل عشرة أفلام» شاهدها كل منهم في سنة. لكن بالنسبة للبعض هي أيضا طريقة لفتح ملف العام الذي تمتلئ صفحاته سريعا وتتطاير جهود من فيه حالما يغرب شمس الإقبال عن أعمالهم. ما نحاوله هنا هو تقسيم الأفضل والأسوأ إلى خانات أكثر وضوحا طلبا للتذكير كما حبا في الاختلاف. علما بأن عدد الأفلام التي شاهدناها هذا العام ما بين الأول من يناير (كانون الثاني) إلى العشرين من ديسمبر (كانون الأول) هذه السنة هو 406 أفلام (آخرها فيلمان يوم أمس) وهي موزعة على النحو التالي:

128 فيلما جديدا عرضت في 5 مهرجانات هي برلين وكان وفينيسيا وأبوظبي ودبي.

162 فيلما تجاريا شوهدت إما في عروض خاصة أو في الصالات.

74 فيلما قديما (من مراحل التاريخ المختلفة) شوهدت بوسائط مختلفة.

41 فيلما جديدا (غير أميركي) شوهدت بوسائط أخرى غير صالات السينما.

الأفلام العربية 1. فيلم العام الروائي: «الشتا اللي فات»:

جديد إبراهيم البطوط يذهب لما بعد الحدث الماثل ليقدم وجهة نظر فردية واجتماعية متوازنة بأسلوب فني عالي النبرة تعبيريا (مصر).

2. فيلم العام التسجيلي: «نادي الصواريخ اللبناني»:

فيلم جوانا حاجي توما وخليل جريج الكاشف لا عن أن المجتمع اللبناني خبر سنوات من محاولات إطلاق صواريخ فضاء على غرار القوتين الكبيرتين، بل عن ارتباط ذلك بالوضع السياسي وانحسار الإبداع. عمل رائع موح (لبنان).

الثورة التونسية، يشير هذا الفيلم الجيد للمخرج سامي تليلي بدأت سنة 2008 عندما ثار أهالي بلدة قفصة فتصدت لهم قوات الأمن التونسية بعنف شديد. رائع في فن التعامل مع موضوعه (تونس).

3. فيلم العام القصير: «لمحة»:

امرأة تلمح رجلا من النافذة لا تعرفه. يستوقفها. تجيب رنين جرس الباب. تترك النافذة وتفتحه ثم تعود إلى النافذة فإذا بالرجل يختفي. ينتهي فيلم نايلة الخاجة القصير جدا معربا عن تفاصيل ذكية وموهبة تكتنز عناصر الفيلم الطويل (الإمارات العربية المتحدة).

4. أفضل فيلم لمخرج أول: «تقاسيم الحب»:

فيلم يوسف الديب الحميمي حول مراحل حياة زوجين من لحظة ما قبل زواجهما مرورا بمحطات منخفضة وأخرى عالية في فترة زمنية قليلة. تمثيل جيد وإخراج برغماتي التفكير في مكانه (لبنان- الإمارات- مصر).

5. أفلام جيدة أو لافتة أخرى:

• «زبانا»: إخراج سعيد ولد خليفة (الجزائر).

• «مانموتش»: إخراج: نوري بوزيد (تونس).

• «وجدة»: إخراج: هيفاء المنصور (السعودية).

• «يا خيل الله»: إخراج: نبيل عيوش (المغرب).

• «يلعن أبو الفسفاط»: إخراج سامي تليلي (تونس).

الأفلام الأميركية 1. فيلم العام الروائي:

«إلى العجب» To The Wonder:

ليس بمستوى فيلم ترنس مالك السابق «شجرة الحياة» لكنه لا يزال مذهلا بمستواه ومعالجته الفنيتين وبطريقة شغله مع الكاميرا والممثلين والزمان واضعا كل جهده في تأليف لغة بصرية فذة.

2. فيلم العام التسجيلي:

«إمبراطورية أميركية» American Empire نظرة فاحصة و- سينمائيا - جيدة لحال العالم اليوم بعدما تم تحويله إلى إمبراطوريات اقتصادية محدودة معظمها منتم إلى مؤسسات أميركية تملك زمام عناصر الحياة كالاقتصاد والزراعة والماء.

3. فيلم العام الأنيماشن:

«العالم السري لأرييتي» The Secret World of Arritty كان هناك إفلاس شبه كامل على صعيد الأنيماشن إلى أن أنقذ الموقف هذا الفيلم الذي نفذه الياباني هيروماسا يونباياشي تحت إدارة المخرج والمنتج الشهير في هذا النوع هاياو ميازاكي: فتاة بحجم الدبوس تنتمي إلى شعب من الحجم ذاته في خطر اكتشافها وعائلتها من قبل البشر.

4. أفضل فيلم لمخرج أول: «مراجحة»:

هناك أفلام أولى جيدة أخرى، لكن جهد المخرج نيكولاس جاريكي من حيث صياغة الحكاية على نحو الأعمال السياسية السبعيناتية في مكانه من دون أن يكون تقليدا ودرايته أصول العمل الكلاسيكي يضع هذا الفيلم في المقدمة بين أترابه.

5. أفلام جيدة أخرى:

Argo «أرغو» إخراج: بن أفلك The Company You Keep «الصحبة التي تحتفظ بها» إخراج: روبرت ردفورد The Dark Knight Rises «الفارس الداكن يرتفع»: إخراج: كريستوفر نولان The Master «السيد» إخراج: بول توماس أندرسن Skyfall «سكايفول» إخراج: سام منديز الأفلام العالمية:

1. فيلم العام الروائي:

«حصان تورينو» The Turin Horse:

ما قد يكون آخر فيلم يود المخرج المجري بيلا تار تحقيقه هو مشاهد أخاذة تقبع في عمق تجاربه من حيث رصد حياة روتينية لشخصيات تحاول الخروج من حصارها لكنها لا تستطيع (المجر- ألمانيا).

2. فيلم العام التسجيلي:

«فدائي» Fedai يرصد هذا الفيلم عضوا في جبهة التحرير الجزائرية وهو يستعيد ذكرياته عن الفترة. تلك التي قضاها في فرنسا وقيامه بتنفيذ عمليات اغتيال. المخرج داميال أندوي جيد في بحثه كما في صياغته الفنية (فرنسا).

3. فيلم العام الأنيماشن:

«كروليك - الطريق إلى الماوراء» Crulic - The Path to Beyond حكاية مستمدة كرتونيا من أحداث واقعية حول ذلك الشاب من رومانيا الذي ألقي القبض عليه في بولندا لجريمة هو بريء منها وتم تنفيذ حكم الإعدام. الجثة هي التي تتحدث عما وقع لصاحبها. إخراج أنكا داميان (رومانيا- بولندا).

4. أفضل فيلم لمخرج أول:

«7 صناديق» 7Cajas دراما واقعية من إخراج جديدين هما جوان كارلون مانيليا وتانا شيمبوري حول حمال صبي ينقل دون علمه مخدرات في سبعة صناديق ومغامراته للبقاء حيا. ليس بوليسيا ولا الهدف منه التشويق بحد ذاته، بل دراما واقعية على خطى ما سبقها من أفضل أفلام هذه المدرسة (باراغواي) 5. أفلام جيدة أخرى:

Amour «حب»: ميشيل هنيكه (فرنسا- النمسا) Blancanieves «بياض الثلج»: بابلو برغر (إسبانيا).

Faust «فاوست»: ألكسندر سوخوروف (روسيا- ألمانيا) Gebo and the Shadow «غيبو والظل»: مانويل دي أوليييرا (البرتغال- فرنسا) Caesar Must Die «قيصر يجب أن يموت»: باولو وفيتوريو تافياني (إيطاليا).

* جولة بين الأفلام الجديدة

* البحث عن الألم

* إيرادات «ذي هوبيت: رحلة غير متوقعة» جاءت حسب المتوقع: 138 مليون دولار في الأسبوع الأول من العروض العالمية حيث سطا على المركز الأول في كل مكان باستثناء اليابان إذ افتتح بـ3 ملايين و500 ألف دولار مقابل 16 مليون و700 ألف دولار من نصيب الفيلم الياباني «فيلم من قطعة واحدة». في الولايات المتحدة كسر أرقام افتتاح سابقة مسجلا 84 مليون دولار في الويك إند الأول وحتى الآن حصيلة ما جمعه تبلغ 92 مليون و340 ألف دولار.

* استحسان الفيلم هو أمر آخر. تقييم النقاد أميركيين وأوروبيين لم ترتفع فوق الـ60% وزادها شكاوى غير مسبوقة مفادها أن التصوير بسرعة 48 كادرا في الثانية (مقابل 24 كادرا في الثانية كما هو الحال دائما) ساهم في إصابة المشاهدين بالدوخان. شخصيا اخترت مشاهدة هذا الفيلم بالبعدين العاديين والدوخة التي أصبت بها تعود إلى طول التحليق في مشاهد باردة الأوصال (اقرأ النقد في مكان آخر من الصفحة).

* السياسة لها نصيب الأسد في حياة بن أفلك هذه الأيام. ليس فقط أن «أرغو» يتحدث عن عملية أخرى هي تلك التي تم بموجبها إنقاذ حياة ست أميركيين علقوا في طهران خلال مرحلة ما بعد الشاه لولا قيام السفارة الكندية بإخفائهم، ثم عميل للمخابرات الأميركية بتهريبهم، بل من خلال قيامه مؤخرا بالإدلاء بشهادته أمام لجنة «إدارة الخدمات المسلحة» حول الوضع في جمهورية الكونغو. وفي خطابه حث على تقديم المساعدة لدولة مزقتها الحروب الأهلية ملاحظا أنه من دون دفع الولايات المتحدة لسياسيي الكونغو فإن هؤلاء لن يجتمعوا لبحث خطوات السلام.

* تبدأ في الشهر المقبل العروض التجارية لفيلم من بطولة حاكم ولاية كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيغر وعنوانه «عشرة». هل هي عشر سنوات على ظهوره كمخلوق مؤثرات خاصة في «ترميناتور 3» (2003) أو هو إعادة لفيلم «عشرة» لاعبا الدور الذي قامت به بو ديريك وهي تركض بالبيكيني على شاطئ البحر بالسلو موشن؟ لا هذا ولا ذاك. الفيلم هو عن ضابط من قوات خاصة يلاحق المسؤولين عن مقتل زملائه التسعة الآخرين قبل أن يصل إليه الدور. هذا هو أول بطولة لشوارزنيغر منذ «اليوم السادس» سنة 2000 مباشرة قبل عمله الإداري والسياسي. وكان ظهر في أدوار صغيرة في «المستهلكون» في جزأيه ولعب دورا ثانويا (بينما كان لا يزال حاكما) في «حول العالم في ثمانين يوما» وفي دور من الصغر بحيث إن اسمه لم يذكر في قائمة الممثلين هو The Rundown (أو «التعداد») سنة 2003.

*بين الأفلام

* هبوط غير اضطراري The Hobbit: An Unexpected Journey «ذي هوبيت: رحلة غير متوقعة» إخراج: بيتر جاكسون.

أدوار أولى: مارتن فريمن، إيان مكيلين، رتشارد أرميتاج.

التقييم: (3*) (من خمسة)

* عروض: دولية

* الفيلم من ثلاث ساعات ويمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل:

* بعد ساعة من بداية الفيلم لا زلنا ننتظر شيئا يحدث.

عند الساعة الثانية يرتفع النبض بتقديم شخصية «غولام» وخاتمه اللذين كانا موضوع ثلاثية «سيد الخواتم».

مع نهاية الساعة الثانية: كنا لا نزال ننتظر ما يتجاوز به هذا الفيلم منجزات الثلاثية السابقة.

حين ينتهي الفيلم فإن خيبة الأمل ليست كلية لكنها موجودة: فيلم بيتر جاكسون الجديد مأخوذ بدوره عن رواية «ذي هوبيت» الضخمة التي وضعها ج.ر.ر. توكين سنة 1937. هوليوود نقلت «سيد الخواتم» التي كتبها توكين بعد «ذي هوبيت» وتقدم الآن «هوبيت» بعد «سيد الخواتم» ما يفرض على هذا الفيلم بداية استذكارية (فلاشباك - عودة - ثم فلاشباك) يقوم بها الممثل إيان هولم. إنه بابلو من الشعب القزم هوبيت ويبدأ حديثه بالقول: إنه لم يكشف كل أسراره. ثم نعود إلى بابلو شابا (يقوم به مارتن فريمن) وكيف أنه شارك غاندالف (مكيلين) ومجموعة من محاربي شعب قزم آخر حمله العودة إلى الجبل الوحيد حيث تكمن مملكة ثورين (أرميتاج) التي تم تدميرها بفعل تنين طائر. إنهم ثلة من أربعة عشر نفرا سيواجهون معا مصاعب الرحلة الطويلة، فالغابات والجبال والوديان مليئة بشعوب من بينها من يأكل لحم البشر ومنها ما يركب ظهر ذئاب متوحشة. منها ما هو بشع لآخر حد ومنها ما هو ليس ببشر أساسا. لكن لا شيء سيوقف أفراد هذه الحملة ولا أذى سيصيب أيا منهم… حتى حين يسقطون في سحيق الوادي بين جبلين متجاورين مرتطمين بالصخور يمنة ويسرة لمسافة عمودية هي ذاتها المسافة بين ساحل سانتا مونيكا ومنتصف هوليوود في لوس أنجليس.

نعم، هو خيال جانح. فانتازيا في أقصى حالاتها، لكن الأمور لا تسير على نحو يجعل من تلك الهفوات أمرا مقبولا. بداية، الفيلم يحتاج لإعادة مونتاج بحيث يتم حذف نحو ثلاثة أرباع الساعة تمر في ثرثرة كلامية متواصلة في أكثر من فصل بما فيها الفصل الأول. بذلك سيشتد عود الفيلم قليلا وسينبثق من المدة المختصرة إيقاعا أكثر إثارة. ثانيا، كان عليه أن يبحث عن شخصية محورية تبقى رائدة (كما الحال مع تلك التي لعبها الإيجا وود في «سيد الخواتم») عوض توزيع الأدوار الأولى على شخصيات عدة ليس من بينها من تكترث له.

مشاهد الأكشن تبقى نيرة تنفيذا وتصميما وإنتاجا. وفي الوقت الذي لا يضيف فيه هذا الفيلم جديدا بصريا على ما سبق، ينضح بتلك المناسبات التي تعرف من خلالها لماذا نحب هذه الأفلام ونأمل أن تأتي أفضل مما هي عليه.

* شباك التذاكر

* «الهوبيت» على القمة بطبيعة الحال ولا أفلام جديدة سواه هذا الأسبوع. «سكايفول» يتراجع للمركز الرابع في حين يتمسك «حياة باي» بالخامس للأسبوع الثالث على التوالي.

1 (- ) The Hobbit: An Unexpected Journey: $84. 617. 303 (3*) 2 (2) Rise of the Guardians: $7، 143. 445 (2*) 3 (4) Lincoln: $7، 033، 132 (3*) 4 (1) Skyfall: $6. 555، 729 (4*) 5 (5) Life of Pi: $5، 413، 066 (3*) 6 (3) The Twilight Saga: Breaking Dawn 2: $5، 136، 074 (2*) 7 (7) Wreck it Ralph: $3، 216، 043 (3*) 8 (6) Playing for Keeps: $3، 146، 442 (2*) 9 (8) Red Dawn: $2. 408، 882 (2*) 10 (11) Silver Linings Playbook: $2، 109. 274

* سنوات السينما

* 1930: لا شيء هادئا في السينما في عام 1930 الذي نباشر حلقاته هذا الأسبوع، بلغت السينما نضجها المتكامل: كل شيء بات مؤسسا على صناعة تجارية أو على صياغات ومدارس واتجاهات فنية أو الاثنين معا. وبل أخذت السينما تأخذ موقفا ووجهات نظر. هذا متبديا في الفيلم الذي نال أعلى درجات الاستحسان آنذاك وأعلى إيرادات شباك التذاكر في تلك السنة وهو «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية»، فيلم معاد للحرب عن رواية الألماني إريك ماريا رمارك ومن إخراج لويس مايلستون. الفيلم انتهى بفوزه بجائزة الأوسكار عن جدارة.

من علامات ذلك العام أيضا المحاولة الجسورة التي قامت بها شركة فوكس لإنتاج أول فيلم مصور بنظام الـ70 مم وهو «الزحف الكبير» أو The Big Trail وهو صور أيضا بالنظام العادي (35 مم) وعرض بالنظامين معا ولا يوجد مرجع يذكر لنا تعامل الجمهور حينها مع هاتين النسختين. الفيلم وسترن من إخراج راوول وولش وكان أول فيلم يقود بطولته جون واين.