مايا دياب: أستمتع بنجاح كليبي.. وكثيرون يحسدونني على علاقتي بزياد الرحباني

أطلقت مؤخرا كليب أغنيتها «شكلك ما بتعرف» بأسلوب الفيلم السينمائي القصير

TT

قالت الفنانة اللبنانية مايا دياب إن كليب أغنيتها الجديدة «شكلك ما بتعرف» سيشكل دون شك علامة فارقة في حياتها الفنية وسيبقى بالنسبة لها من أهم الأعمال التي قامت بها. وأوضحت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن فيلمها القصير هذا (كما سمته) علم في حياتها، خصوصا أنه لا يشبه أي كليبات مصورة سابقا في العالم العربي، وقد استغرق تصويره 27 ساعة متتالية؛ لما فيه من تفاصيل دقيقة وبراعة في التصوير وفي الفكرة ككل، مؤكدة أنها لم تكن لتقدم على هذه الخطوة لو لم تتمتع بهذا المستوى الرفيع على صعيدي الصورة والإخراج.

وتضمن الكليب الذي تصل مدته إلى ثماني دقائق، مشاهد خارجة عن المألوف، إن من حيث الفكرة التي تدور في فلك حرب النجوم الخيالية أو من حيث إطلالة الفنانة شخصيا بحيث لم تتوان مايا دياب عن الظهور فيه حليقة الرأس وهي المعروفة بجاذبيتها وباهتمامها في جمالها من رأسها حتى أخمص قدميها، وتعلق عن هذا الموضوع قائلة: «لم أكن أريد أن أطل كمجرد امرأة جميلة ترفض الاستغناء عن أنوثتها، بل كامرأة تؤدي دورها في الفيلم كما يجب، وعندما أخبرت مخرج العمل سعيد الماروق عن فكرتي هذه فوجئ، وأخذ يضحك ويقول لي: هل أنت متأكدة من ذلك؟»، وأضافت: «كل شيء كان غريبا وغير مستهلك في هذا الكليب حتى إنني طالبت بأن يكون فريق الرقص بإدارة الكوريغراف (مصمم الرقص) هادي عواضة وأن يرافقني فيه الرجال وهم يرتدون حذاء ذات الكعب العالي حتى إننا استقدمنا من الخارج فريقا خاصا من جنوب أفريقيا، سبق أن قام بنفس المهمة مع نجوم من هوليود، للقيام بالحركات البهلوانية من قفزات في الهواء وغيرها المطلوبة في مشاهد الأكشن، وبعد مدة تدريب معهم استمرت ليومين، ولشدة حماسي، قمت بهذه الحركات بنفسي دون تردد».

ورأت مايا دياب أن «الناس اليوم ستتفهم سبب تأجيل إطلاق الكليب في المرة الأولى، أي في العاشر من الشهر العاشر من عام 2012، إذ اعتقدوا أنه مجرد عمل مصور لا يحتاج إلى كل هذا الوقت لإنهائه»، مشيرة إلى أنها لا تستطيع التوقف عن التحدث عنه بسبب حبها وشغفها في كيفية تنفيذه.

وعن سبب اختيارها المخرج سعيد الماروق للقيام بهذا العمل، ردت قائلة: «عندما نريد أن نحصل على عمل بهذا المستوى علينا أن نختار الأفضل، وسعيد الماروق برأيي هو الأفضل، مع احترامي لجميع المخرجين في لبنان، لأنني لا أريد أن أظلم أحد».

وعما إذا كانت أفكار أعمالها تعود عادة إليها، قالت: «في هذا العمل، كنت مصرة على كوريغرافيا عالمية وعلى ظهوري حليقة الرأس وعلى أدائي مشاهد أكشن، وما تبقى منه يعود لسعيد الماروق نفسه، الذي راح يزرع ويوزع هذه الأفكار على أرضية من ابتكاره». وأكدت أنها لم تشعر بصعوبة العمل، بل كانت تنتظر الانتهاء منه لتستمتع به ولتتلقى التهاني، كاشفة عن أن هذه الأفكار تتلقفها عندما تنام وتدونها على دفترها عندما تستيقظ من النوم لكي لا تنساها، وأنها حاليا حضرت أفكارا مسبقة لعمل مصور جديد ستنفذه في المستقبل.

ومن يتابع كليب أغنية «شكلك ما بتعرف» (كلمات وألحان سليم عساف) المليء بالإثارة والمشاهد السريعة وجمال الصورة وأداء عال المستوى لمايا دياب نفسها التي مثلت دور الفتاة التي تحاول إنقاذ حبيبها من الأشرار - لا بد أن يتبادر إلى ذهنه فكرة إمكانية دخول الفنانة اللبنانية عالم السينما من بابه العريض، إلا أنها ترد موضحة: «عندما عرضت الإعلان الترويجي للكليب في مصر وشاهده عدد من المنتجين، هناك انهالت علي العروض السينمائية، ولكني لم أقبل أيا منها لأنني أريد أن أستمتع حاليا بنجاح عملي هذا، وبعدها لكل حادث حديث».

والمعروف أن الفنانة مايا دياب ابتكرت خطا فنيا خاصا بها، فشغلت العالم منذ إطلالتها الأولى في برنامج «هيك منغني» على قناة الـ«إم تي في» الذي تصور حلقات جديدة منه للموسم التلفزيوني المقبل، فصارت تمثل صورة محببة لشريحة لا يستهان بها من المعجبين بها في لبنان ومختلف الدول العربية، مما دفع ببعض النساء إلى تقليدها، إن بلون بشرتها البرونزي أو بحاجبيها الكثيفين وشعرها الأشقر الطويل. كما حصلت بعد الشهرة التي حققتها في البرنامج المذكور على عدة ألقاب، من بينها أفضل مقدمة برامج، والنجمة الأكثر جاذبية وغيرها. فكيف خططت للوصول إلى ما هي عليه اليوم رغم أنها سبق أن عملت من ضمن فريق الـ«فوركاتس» الغنائي مع غسان الرحباني في الماضي ولم تلق كل هذا النجاح، فتجيب موضحة: «ما أعرفه أنني أرغب في أن أكون كذلك منذ زمن بعيد، لم أرسم الأمور ولم أخطط لها، بل تركتها تخرج في أوانها، فأنا أترجم أفكاري مباشرة على الأرض تباعا ليس أكثر، ولكن كل شيء يستغرق وقتا، وإذا لم أكن مستعدة لتنفيذها بعد ألغيها بكل بساطة». وتنهي بالقول: «أنا إنسانة قلقة وحساسة جدا، أعرف كيف آخذ قراراتي، وكيف أظهر أمام الناس بلوكي البرونزي وحاجبي الكثيفين ولون شعري وطريقة لبسي، فأنا امرأة تبحث دائما عن الجديد، أرغب في أن يكون كل ما أقوم به كاملا لا شائبة فيه، وهو أمر يتعبني ويتعب من هم حولي الذين لا يتوانون عن انتقادي، كوني متطلبة إلى هذا الحد ويقولون لي ما هالقد بدها (لا تحرز الأمور)، ولكن هذا أنا، وهذه هي خلطة مايا المميزة».

وعن طبيعة علاقتها بالفنان زياد الرحباني (نجل السيدة فيروز)، قالت: «علاقتي به تعود إلى سنين طويلة، ونحن مقربون جدا بعضنا من بعض»، وهنا سألتها مقاطعة إياها عن سبب عدم تعاونها معه في عمل غنائي، فردت موضحة: «لا أعلم، ربما لأن علاقتي بزياد مميزة متفردة بنوعها، تحمل الكثير من الخصوصية، نتبادل الأحاديث بين كل فترة وأخرى وأصغي لما يقوله لي، فهناك احترام متبادل بيننا، ولا أذيع سرا إذا قلت إن كثيرين يحسدونني على هذه العلاقة».

وعن البرنامج التلفزيوني الذي يلفتها، تقول: «لا أحب التكلم في هذا الموضوع، لأن البرنامج الناجح يفرض نفسه بنفسه تماما كبرنامج (حديث البلد) لمنى أبو حمزة الذي يعرض على شاشة تلفزيون الـ(إم تي في) والذي استطاعت من خلاله أن تحافظ على استمراريته لأنها تتحلى بالثقافة والذكاء، فأحبها الناس لأسلوبها الذي لا يشبه أسلوب أي أحد آخر من مقدمي البرامج». وتضيف: «إنه لشعور رائع أن يكون برنامجك محط أنظار المشاهد وأن تستمتعي بنجاحه».