أليسار: أعتب على نجمات لبنان لعدم احتضانهن أو دعمهن الفنانات الصاعدات

ترى أن الفن ابتعد عن كونه رسالة وأخلاقا وصوتا جميلا

أليسار
TT

قالت الفنانة اللبنانية اليسار إن زمن الأغنية اليوم باتت تحكمه المادة بشكل عام بحيث لا يستطيع صاحب الموهبة الغنائية أن يقوم بأي خطوة في هذا المجال إذا لم يكن يملك الوسيلة المادية اللازمة أو أن هناك من يدعمه ويمسك بيده كشركة إنتاج مثلا. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد بدأت في الغناء منذ فترة لا يستهان بها (1998) ولكنني لم أستطع أن أقدم أعمالا فنية كثيرة لأن ذلك كان يتطلب كلفة باهظة لا أستطيع تحملها بدءا من اللحن والكلام وصولا إلى عملية التسجيل والتسويق والتصوير». واعتبرت اليسار أن هذا الأمر ساهم في تأخير سطوع نجمها وجعلها تمر أحيانا كثيرة في حالات إحباط إذ كانت تشعر بأنها مظلومة وغير مدعومة خصوصا أنها لم توفق في العمل مع شركة إنتاج معينة. وقالت: «في الحقيقة هناك من حصل على الفرص وعلى الاهتمام الكافي من قبل الجانب المسؤول رغم أنه لا يتمتع بالمستوى الفني المطلوب مع الأسف».

واليسار التي بدأت مسيرتها الفنية من خلال اشتراكها في برنامج (استوديو الفن) الخاص بالمواهب الفنية كان لديها تعاون لافت مع الملحن والمطرب مروان خوري الذي قدم لها عملين أحدهما عام 2009 بعنوان (كل شي تغير) وآخر عام 2011 وهو (وقف يا زمن) اللذين نالا صدى طيبا وثبتا هويتها الفنية الطربية وتعلق على هذا الموضوع فتقول: «لقد كنت محظوظة في هذا التعاون فمروان وأنا تربطنا علاقة وطيدة منذ زمن وسعيت دائما إلى الإبقاء على هذه الصداقة التي أعتز بها وكونه وثق بموهبتي شكل هذا التعاون انطلاقة فنية حقيقية لي».

وعما إذا كانت تؤمن بالصداقات بين أهل الفن ردت موضحة: «برأيي الصداقات الفنية تبقى في هذا الإطار لا أكثر ولا أقل فأنا على سبيل المثال لا الحصر صديقة عدد كبير من الفنانين الرجال كفارس كرم وراغب علامة وصابر الرباعي وأيمن زبيب وقد شاركتهم في عدة حفلات وهذا ما لا ينطبق على الفنانات الزميلات إذ لم يصدف أن أحييت حفلات غنائية مع إحداهن». وعندما سألتها عن السبب ردت: «لا أعلم ولكني أعتب على نجمات كبيرات من لبنان لا يشاركن في دعم الفنانات الصاعدات ويحضنهن في بداياتهن لأن النجمة التي لديها الخبرة الواسعة وصاحبة مشوار طويل في هذا المجال لن تسحب فنانة صاعدة البساط من تحت قدميها أو تؤثر على مكانتها الفنية بل على العكس تماما فإنها ستعطيها الفرصة لإطلالة نوعية معها فلا أفهم حقيقة لماذا هذا التقاعس من قبلهن؟ ليس معي أنا فقط بل مع أي فنانة صاعدة أخرى». وتضيف: «أنا حاربت لوحدي لأصل إلى ما أنا عليه الآن ورغم أن أعمالي قليلة ولا تزيد عن الواحد في السنة ولكني استطعت أن أثبت هويتي الفنية وأنا فخورة بذلك».

ورأت اليسار أن الأغنية الجميلة هي التي صارت تحدد نجاح الفنان وليس الصوت الجميل أو الشكل الخارجي أو الموهبة الخارقة وهي عوامل كانت في الماضي مجتمعة تؤلف حالة فنان ناجح ولكن الأيام تغيرت وتبدلت حتى أن الفنان صار بحاجة إلى تصوير العمل وتسويقه وبثه على الإذاعات على طريقة الماتراكاج وكل ذلك من أجل إيصاله كما يجب إلى المستمع وكل ذلك بحاجة إلى مصاريف كبيرة نتكبدها لإنجاح الأغنية».

وعما إذا قدر لها واستطاعت أن تغير واقع الفن اليوم فماذا كانت ستفعل؟ أجابت: «عندها سأقوم بمساعدة الفنان الصاعد صاحب الصوت والمستوى الفني الراقيين إذ أن هناك عددا كبيرا منهم يقبعون في بيوتهم رغم تمتعهم بالعناصر اللازمة ليكونوا نجوما». وتابعت: «أصبحت مقتنعة اليوم بالمثل القائل (قل لي شو معك مصاري بقلك شو فيك تغني) يعني ليس صحيحا ما يردده البعض بأن الفن رسالة وأخلاق وصوت».

وعن الأعمال التي تنوي تقديمها في المستقبل القريب تقول: «أنوي تقديم أغنية فردية خليجية أتعاون فيها مع استوديوهات media 360 لصاحبها أنطوان حداد من ألحان عادل العراقي ويوزعها الموسيقي جاد أبي زيد وبعدها سأحضر لأغنية مصرية إذ غالبا ما يسألوني عن سبب عدم تقديمي أغنية بهذا اللون وأتمنى أن أتعاون فيها مع وليد سعد لأنني معجبة بألحانه.

وعن الدور الذي يلعبه عمر الفنانة في مسيرتها المهنية قالت: «إن العمر لا شك يلعب دورا كبيرا بمسيرة الفنان فأنا مثلا أندم كثيرا لأنني لم أستخدم الحنكة والخبرة اللتين أتمتع بهما من قبل واستفدت من فرص كثيرة قدمت لي فانشغالي بأعمالي خارج لبنان أخرتني عن الفن والغناء وكان علي أن أتنبه لذلك لأن العمر غفلة ويمر بسرعة وكلما استفدنا منه ونحن شباب كلما كان النجاح أكبر ولكن ذلك لا يمنع بالطبع من أن ننجز الكثير ولو نحن في الثلاثينات أو الأربعينات والدليل على ذلك أن هناك فنانات كثيرات لامسن هذه الأعمار وما زلن في قمة عطائهن وتألقهن الفنيين. ومن بين الفنانات اللاتي تعتبرهن من نفس جيلها الفني المطربة يارا والتي تعتبرها صاحبة إحساس كبير وأن مدير أعمالها طارق أبو جودة لعب دورا كبيرا في انطلاقتها وشهرتها الفنيتين فآمن بموهبتها وصوتها وما زال يتابعها حتى اليوم».

أما الفنانات اللاتي تسعد في الاستماع إليهن فهن شيرين عبد الوهاب مشيرة إلى أنها تتمتع بقوة إحساس لافتة في الأداء وكذلك الأمر بالنسبة للراحلة ذكرى صاحبة الصوت الذي لن يتكرر كما تقول ووصفت المطربة نجوى كرم بصاحبة الشموخ وعزة النفس أما نانسي عجرم بالفنانة الخفيفة الظل والمتواضعة.