بين الأفلام

«حبة للنوم»

«عوارض جانبية»
TT

تمثيل: جود لو، روني مارا، كاثرين زيتا جونز.

النوع: تشويق/ الولايات المتحدة – 2013.

التقييم: (2*) (من 5) أفلام ستيفن سودربيرغ، على نحو عام، تبدو دوما كما لو كانت مسودات عمل لمشاريع أفضل. أحيانا ما يتعامل مع حكاية من القوة وحسن التأسيس بحيث يتجاوز بها تلك الثغرة، لكن حين تخفق الحكاية في تبرير أفعال شخصياتها، أو عندما يحملها المخرج مفارقات مفتعلة، ينكشف الستار عن عمل مثقل بالنوايا التي لا تتحقق.

«عوارض جانبية» الذي ينطلق في عروضه العالمية بدءا من هذا الأسبوع، من هذا النوع: تجربة في الدراما المحملة بالغايات التي لا تتحقق والمفارقات المضخمة و – أحيانا - المفتعلة. ما يحاول أن يكون الفيلم عليه هو تشويق نفسي حول دواء لمعالجة الإدمان على اليأس. ما يتسبب به من تأثير جانبي هو إغلاق المعابر بين الواقع والخيال مما يجعل التفريق بينهما صعبا على المريض. هذا بدوره، وتبعا للحكاية كما كتبها سكوت بيرنز، يؤدي - حسب الفيلم - إلى نتائج خطرة.. ماذا لو أن المتعاطي أصيب بعارض السير نوما؟ ماذا لو أنه أخذ يحضر السلطة وهو نائم ثم ماذا لو عاد شريك حياته من الخارج والمريض لا يزال يعد العشاء وهو نائم؟ والأدهى: ماذا لو استدار فجأة صوب شريك حياته وطعنه بالسكين وهو.. أيضا ما زال نائما.

ما ذكرته هنا هو ما نشاهده على الشاشة: روني مارا هي الزوجة الشابة إميلي التي، من دون دوافع مفهومة، تقود سيارتها سريعا لتصطدم، عمدا، بالجدار. لا تموت من شدة الصدمة (ولا حتى تُصاب بجروح ظاهرة) لكنها تتطلب عناية الطبيب جوناثان (جود لو) الذي يصف لها دواء لشفائها من اليأس خصوصا بعدما كادت تلقي بنفسها أمام قطار المترو. حالتها، تقول للطبيب ولزوجها مارتن (تشانينغ تاتوم) إنها أفضل وترفض التخلي عن هذا الدواء غير مدركة أن عواقبه هي قتل زوجها حين يعود إلى البيت ويجدها في المطبخ؛ إذ يتقدم منها آملا ضمة حنان، فتعالجه بطعنتين في البطن وأخرى في الظهر فيموت.

لكن الطبيب هو من يجد نفسه في موقع المسؤولية رغم أنه ينفيها عن نفسه. لقد وصف لها الدواء المتاح عبر الوصفات القانونية ولا يمكن له تحمل تبعات ما قامت به رغم تضامنه مع حالتها. في المقابل، تصر طبيبة أخرى اسمها فيكتوريا (كاثرين زيتا جونز) على أن جوناثان أخطأ المعالجة. وفقط عندما تعتقد أن قائمة الفيلم أنجزت التفافاته حول نفسه طارحا جوانب نفسية غير ثابتة وقائمة على الافتراضات، يكشف عن مفاجأة أخرى: فيكتوريا وإميلي على علاقة عاطفية بينهما مما يضع جوناثان في موقف أصعب من ذي قبل.

العوارض السريعة لهذا الفيلم هي أن المشاهد يشعر، بدل التشويق المفترض، بحب الاسترخاء في عالمه الأكثر أمنا وأمانة. البعض لن يحتاج لحبة نوم؛ بل سيستولي عليه النعاس بالمتابعة وحدها. الإيقاع سريع، لكن الحكاية لا تبدو ضرورية خصوصا أنها لا تحتوي على طرح لمشكلة عامة (كما الحال مع فيلم المخرج السابق «عدوى».