ما الأفلام التي لن يعرضها مهرجان «كان» هذا العام؟

بانتظار قائمة المشتركين

ليوناردو ديكابريو وكاري موليغن في «غاتسبي العظيم»
TT

بعد أيام قليلة، تعلن إدارة مهرجان «كان» السينمائي برنامج مسابقتها هذا العام. قبل ذلك التاريخ، فإن معظم ما يمكن التنبؤ به هو مجرد ظنون لا تستند إلى تأكيدات. المؤكد هو أن افتتاح الدورة، التي ستنطلق في الخامس عشر من الشهر المقبل، سيتم عبر فيلم أسترالي- أميركي جديد آخر للمخرج باز لورمان هو «غاتسبي العظيم»، بحضور مخرجه طبعا (كيف سيفوت هذه الفرصة؟)، وأبطاله ليوناردو ديكابريو وإيسلا فيشر وكاري مولين.

إعلان أفلام المسابقة لأي مهرجان يـتيح للمتابعين معرفة هويـة الدورة واتجاهاتها. في مهرجان برلين الماضي، كان من الممكن مسبقا لانطلاق الدورة الأخيرة، وضع الأصبع على أن الغالب في أفلام المسابقة هو طرح قضايا نسائية، محورها الاستقلالية الفردية. لكن، حتى وإن واجه المتابع صعوبة في فهم مسبق لخصائص دورة مهرجان ما، فإنه لاحقا - ومع بداية الدورة - ستنجلي أمامه السمات المميـزة لها، والعناصر المكونة لاختيارات لجنة تحكيم اعتادت أن تنجح في ما تنجح فيه وترتكب الأخطاء في الوقت نفسه. طبعا، ليست بالأخطاء الفادحة، لكنها تلك القليلة، مثل رمي فيلم في المسابقة لم يكن يستحق مثل هذه الحظوة.

في كل الأحوال، ما لدينا هذه السنة، وقبل تلك الأفلام الفاصلة، هو مجموعة من الأفلام التي من المرجح أنها لن تنفذ إلى صرح المهرجان الفرنسي الكبير، وذلك - غالبا - لأنها لم تكن حاضرة في الوقت المناسب لعرضها أمام لجنة الاختيار. هذا ما سيكون مدعاة سرور لمهرجانات منافسة، إذ ستثب عليها مدركة أنه لن يكون هناك خيار لمخرجيها ومنتجيها سوى الإسراع في عرضها في أول مهرجان دولي لاحق.

كبداية، فإن اختيار فيلم الافتتاح الذي أعلن عنه قبل أسابيع قليلة وضع خاتمة لتكهـنـات، مفادها أن فيلما للفرنسي أوليفييه دان هو «غريس موناكو» (بطولة نيكول كيدمان في دور الممثلة غريس كـلي) سيكون الاختيار المناسب لذلك. شركة «وينتسين»، المساهمة في تمويل الفيلم وتملك حقوقه، أرجأت عروضه حتى السابع والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) من هذا العام، مما يعني أنها إذا ما أرادت البدء بتنشيطه إعلاميا، فإنها ستختار عرضه في مهرجان «فينيسيا» المقبل وليس قبل ذلك.

المخرج الكندي إتوم إيغويان، لديه فيلم جديد، وهو كثيرا ما اختار «كان» (أو اختاره «كان») لعرض أفلامه على شاشته. لكن هذا العام هناك مؤشرات بأن الفيلم إذ دخل مرحلة ما بعد التصوير إلا أنه قد لا يلحق بالمهرجان الفرنسي. هو من بطولة ريز وذرسبون وكولين فيرث، ويدور حول مقتل ثلاثة أطفال في جريمة بشعة تفتح عين المجتمع الكندي على عنف جماعة «شيطانية».

وإذ يبدو أن نيكول كيدمان وريز وذرسبون، ستفتقدان المشي فوق تلك السجادة الحمراء، فإنهما ليستا الوحيدتين بين الممثلات المشهورات اللاتي لن يحضرن «كان» هذه السنة. هناك ميريل ستريب وجوليا روبرتس، اللتان تشتركان في بطولة «أوغست: مقاطعة أوساج» لجون ولز. إنه اقتباس عن مسرحية لترايسي لتس حول شقيقتين تلتقيان مجددا بعد سنوات من القطيعة. منتج الفيلم ليس سوى جورج كلوني. السبب في احتمال غياب هذا الفيلم ليس واضحا، فهو بات جاهزا من مطلع هذه السنة ولو أن الحديث عن أن عرضه التجاري سيقع في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام.

مثله في عدم وضوح الصورة بعد «اثنتا عشرة سنة عبدا»، بطولة براد بت ومايكل فاسبيندر وبنيدكت كمبرباتش وبول جياماتي، الذي أنجز تصويره المخرج ستيف ماكوين. حول رجل (أبيض) تم اختطافه في أحداث تقع في منتصف القرن التاسع عشر ليباع في سوق الرقيق بالجنوب الأميركي. هذا الفيلم دخل قبل أسابيع مرحلة ما بعد التصوير وكان من الممكن تجهيزه لـ«كان»، لكن أنباء متواردة من هوليوود تفيد بأن المخرج ما زال مشغولا في عمله ولا يريد أن يرتبط بموعد محدد وقريب.

وهناك فيلم يتردد أن «كان» طلبه، لكن مخرجه لي دانيالز اعتذر بسبب عدم مثول نسخة جيدة لإرسالها للجنة الاختيار (التي تبدأ بمشاهدة الأفلام من مطلع العام). الفيلم هو «النادل» الذي يدور حول الخادم الخاص لرؤساء الجمهورية الأميركية المتعاقبين من دوايت أيزنهاور، وصولا إلى رونالد ريغان، مررا برتشارد نيكسون وليندون ب. جونسون وجون ف. كنيدي. دانيالز كان شارك في العام الماضي بفيلم «عامل توزيع الصحف» (The Paperboy) وسجـل ردود فعل متباينة.

ليست كل الأفلام من تلك التي لم تجهز أو لن تكون جاهزة للعرض للحاق بالمهرجان الفرنسي. بل بعضها سوف لن يتوجـه إلى الكروازيت هذا العام لأسباب أخرى. أحدها، هو الفيلم الجديد للدنماركي لارس فون تراير «مهووسة جنسية» (Nymphomaniac) مع ستيلان سكارسغارد، شيا لابوف، جامي بل، كرستيان سلاتر، ويليم دافون وشارلوت غاينسبورغ. المشكلة هنا هي أن مهرجان «كان» في عام 2011 أعلن أن لارس فون تراير مخرج غير مرغوب فيه نظرا لتصريحاته التي أطلقها حول إعجابه (واحتمال تبنيه) بأفكار هتلر النازية. من غير المعقول، نتيجة هذا القرار النكوص عنه في أول مناسبة ينجز فيها المخرج فيلما جديدا.

وهناك اعتقاد أن المخرج الإسباني بدرو ألمادوفار مستنكف عن حضور «كان»، الذي طالما توجـه إلى «كان» بأفلامه وقلـما حصل منه على جائزة ذهبية. في عام 2011، طمح إلى اعتلاء المنصـة رافعا «البالم دور»، لكن لجنة التحكيم أخفقت هذه المحاولة. الجائزة الوحيدة التي نالها من ذلك المهرجان هي جائزة أفضل مخرج سنة 1999 عن «كل شيء عن أمي».

* ... والمشاركون

* هناك بضعة أفلام شبه مؤكدة في المقابل، من بينها الفيلم الإيراني الجديد لأصغر فرهادي الذي كان عرض «انفصال» في مهرجان «برلين» قبل عامين. ومن أسماء «برلين» في ذلك العام، ج. س. شاندور الذي قدم هناك «نداء هامشي»، والآن لديه «كله ضائع»، بطولة روبرت ردفورد. وفيلم جديد للأميركي ستيفن سودربيرغ عنوانه «كاندلبارا» (عن حياة الفنان ليبرايس)، كما فيلم للأميركيين جوول وإيثان كوون باسم «داخل ليون ديفيز». وهناك حديث قوي عن أن فيلم صوفيا كوبولا «الخاتم الثمين»، بطولة إيما وتسون، قد اختير فعلا. وإشارات إلى أن فيلم ألكسندر باين الجديد (وهو زبون «كاني» دائم، وعنوانه «نبراسكا») سيكون من بين تلك المعروضة أيضا.