المشهد الأول

لقطة من «الهجوم»
TT

* الهجوم على «الهجوم»

* في لوس أنجليس صرح المخرج اللبناني زياد الدويري أن الجامعة العربية أوصت كل أعضائها بمنع فيلمه الأخير «الهجوم» (2012)؛ كون تصويره تم في إسرائيل. وقال لصحيفة «ذا لوس أنجليس تايمز» إن المنع يشمل صالات السينما والمناسبات الخاصة على حد سواء.

* هل حدث ذلك فعلا؟ ليس هناك من مصدر يؤكد أن الجامعة العربية أصدرت توصية بهذا الشأن. لكن السلطات اللبنانية منعت الفيلم وهددت بحبس زوجة المخرج لو عرضت الفيلم حتى ضمن جدران منزلها أو في مناسبات خاصة. لكن الفيلم عرض في مهرجاني مراكش السينمائي (وخرج بجائزته الأولى)، كما عرض في مهرجان دبي حيث انقسم النقاد حوله. لكنّ أحدا لم يطالب بمنعه، علما بأنه كان من الواضح أن المخرج زار إسرائيل وصور فيها ذلك الفيلم المأخوذ عن رواية الكاتب الجزائري محمد مولسهول الذي يوقع أعماله عادة باسم ياسمينة خضرة.

* في مراجعة هذا الناقد للفيلم أبدى تحفظات فنية بحتة. مسألة زيارة مخرج لإسرائيل وتصوير فيلم فيها لم تبدُ حاسمة ولا علاقة للنقد السينمائي بها أساسا. الخطب من كل جهة وطرف لها مجال آخر، أما النقد السينمائي فهو فعل مجتث عن الرأي السياسي أو هكذا يجب أن يكون. لكن المهم أيضا أن عرض أو عدم عرض فيلم في بيروت أو في سواها لا يقدم أو يؤخر في مسيرة أحد. المشكلة هي أن الفيلم لم يكن متوازنا في ما عرضه وبدا، تحت الضغط أو لأي سبب آخر، ينقل وجهة نظر تقول إن الطبيب الفلسطيني كان تمتع برعاية وصداقة واحترام زملائه الإسرائيليين وإن الحق معهم عندما قرر معظمهم تحاشي التعامل معه بعدما قامت زوجته، ومن دون علمه، بتفجير نفسها في قلب تل أبيب، ما نتج عنه موت أبرياء. يضع المخرج كل ذلك في مكيال ويمر على أسباب قد تكون حدت بالزوجة للقيام بفعلتها فإذا بها تبدو واهنة وأقل وقعا.

* من ناحية أخرى، سيبدأ فيلم «الهجوم» عروضا أميركية محدودة في الحادي والعشرين من الشهر المقبل، ومثل هذه التصريحات التي أدلى بها الدويري تصور الفيلم عرضة لغضبة عربية قد تكون أداة المخرج لترويج فيلمه. لا أقول إنها أداة مصطنعة... لكنها في أضعف الحالات صدفة يأمل منها أن تفيده تجاريا.