بين الأفلام

«حكايات نرويها»: سارا بولي تصور نفسها
TT

(*2)This is the End

* «متى ستقوم بتمثيل دور جيد يا رجل؟».

يسأل عابر سبيل الممثل سث روغن الذي يؤدي في فيلم «هذه هي النهاية» دوره في الحياة، أي سث روغن. ولا تملك حيال السؤال إلا أن تردده باحثا في بالك عن جواب. سث روغن من أسوأ ممثلي ومخرجي الأفلام الكوميدية لجانب شريكه إيفان غولدبيرغ. وليس من المطلوب أن تذهب بعيدا. الفيلم الماثل «هذه هي النهاية» يقدم الجواب على أكثر من نحو: لا الكتابة ولا الإخراج ولا المتوقع من عمل سينمائي يدعي أنه كوميدي يتجاوز النسبة الأدنى من الجودة. معظم ممثليه يلعبون أنفسهم، وهو التعبير المستخدم حين يؤدي الممثل دور نفسه، كما الحال مع سث روغن وجيمس فرانكو، وهذا طموح كبير لفيلم يريد أن يلعب على حبل من الواقعية حين يتحدث عن بضع شخصيات تشهد نهاية العالم بينما كانت تمضي سهرة صاخبة. ما لا ينجح هو أن الفكرة لا تتبلور جيدا. سريعا ما تركبها مناسبات مثل توظيف الحبكة لصالح الإتيان بمواقف هشـة ومجموعة مما يـطلق عليه «نكات المراحيض»، أي تلك التي تناسب ذلك المكان وليس أذواق الناس، أو - على الأقل - الكوميديا الراشدة.

(*4)Stories We Tell

* إذا كان المرغوب هو البحث عن ممثل يعكس ذاته الحقيقية، فليس هناك أفضل من الفيلم التسجيلي «حكايات نرويها». الممثلة والمخرجة سارا بولي اكتشفت أن والدها لم يكن من اعتبرته أباها منذ أن وعت الحياة. اكتشاف صادم تعالجه سارا بولي، وقد أصبحت الآن في الرابعة والثلاثين من العمر، بمنتهى النضج بعدما قررت كشف هذا الغطاء الساتر عن حياتها والبحث عن والدها الحقيقي، لتكتشف، بالتالي، خيانة والدتها (وكانت ممثلة مسرحية كندية) لوالدها. الفيلم ليس مصنوعا كمادة تندر أو لسهرة تلفزيونية من نوع «السوب أوبرا»، وليست سارا بولي من الممثلات المشهورات بأي حال لكي تنجح في هذا الصدد لو حاولت. إنما هو مصنوع كقراءة في تاريخ شخصي مقدمة على أساس من البوح الذاتي تشترك فيه شقيقاتها وبعض معارفها الآخرين، لكنه يبدأ أفضل مما ينتهي، من حيث إن ربع الساعة الأخيرة استعادة لما سبق وروده. على ذلك، يرصف الفيلم حسنات أخرى، فهو بعيد عن روح المعاناة، بل تعالجه المخرجة بجو مناسب من المرح.