شاشة الناقد

«الآن تراني»
TT

إخراج: لويس لتيريير تمثيل: جيسي أيزنبيرغ، مارك روفالو، وودي هارلسون، إسلا فيشر النوع: تشويق / الولايات المتحدة - 2013 تقييم: (*2)(من خمسة) هناك طريقتان لسرقة المصارف: سرقتها بالتسلل إليها إما عن طريق الحفر تحتها ثم الصعود إلى خزنتها المحصنة، أو سرقتها بهجوم مسلح، أو عبر اختراق المواقع المشفرة ونقل الأموال من وإلى بالنقر على أزرار الكومبيوتر الشخصي. كل طريقة من هاتين الطريقتين (ربما كان هناك سواها لكن هذا الناقد ليس خبيرا) تم تقديمها فيما لا يمكن حصره من أفلام، لكن «الآن تراني» يعمد إلى طريقة جديدة تستحق، في الواقع فيلما، لكن ليس هذا الفيلم.

حسب سيناريو لا جهد فيه، فإنه من الممكن نقل المال من المصارف بسهولة عن طريق السحر. طبعا هناك طرق واستثناءات وحبكات، لكن هذا ما يشكل الفكرة الأساسية لفيلم لويس ليتريير الجديد. إذا كنت ساحرا قادرا على خداع الناس وهما أو عن طريق الحيل الخفية، لم لا تكون قادرا إذن على نقل ملايين الدولارات من مصرف إلى مخزن أو من حساب مليونير إلى آلاف المتضررين مما حدث لهم من جراء أزمة 2008 الاقتصادية؟

روبن هود؟ ربما، باستثناء أن السحرة الأربعة (إلى أن مات أحدهم فأصبحوا ثلاثة) مستفيدين أساسيين يرتكبون جريمة يعاقب عليها القانون وها هو الضابط الفيدرالي رودس (مارك روفالو) يركض في كل اتجاه للقبض عليهم. يتمنى لو أن هناك قانونا فيدراليا ينص على إلقاء القبض على كتاب ومخرجين يقدمون للمشاهد أفلاما من هذا المستوى. ليس أن الفكرة بحد ذاتها هي الرديئة، لكن كيف كتبت وكيف نفذت يجعلها كذلك. هناك مشاهد مطاردات جيدة، ولو أنها ليست بالضرورة جديدة، لكنها ترفع الفيلم لمستوى الأمل المعقود عليه، قبل أن تعيده إلى أرض الواقع الذي اختاره. وهو يبدأ بداية تقليدية كاملة إذ ينطلق لكي يعرفنا على السحرة الأربعة كل بدوره قبل أن يجمعهم، بعد لحظات، في دوامة واحدة. مع مواصلة الفيلم معالجته القصصية يبدو شديد الرغبة في بيع عمل مثير ينقصه روح ما. حبكة تحتوي على معضلة شخصية حقيقية أو عمق فلسفي ولو صغيرا.

الكاميرا تقفز قفزا بين المشاهد من دون إتاحة الفرصة الكافية لكي يقترب المشاهد مما يدور. عمليا هذا الناقد لا يرى ما يراد منه أن يراه. لا يملك الفيلم ما يؤمن هو به ما يجعل المشاهد غير قادر على الاقتناع بأن ما شاهده ضروري. لم يطرح المخرج الفرنسي ليتيرييه، لم يطرح نفسه، عندما انطلق للعمل في هوليوود، على أساس أنه فنان واعد وكبير، بل سارع لإنجاز أفلام سريعة العبور في سماء الفن السابع «العملاق المذهل» و«صدام التايتنز» كانا أوراق اعتماد رفضت على الفور. هذا الفيلم الجديد له مزدحم بالصور لدرجة أن مدينة ديزني للملاهي تبدو، بالمقارنة، كما لو كانت مكانا مثاليا للراحة.

بين الأدوار يطالعنا مايكل كين لاعبا شخصية الملياردير الذي يكتشف أن السحرة - اللصوص سرقوه (قبل أن يكتشف أمورا أخرى). هذا الممثل العريق يبدو تائها في الفيلم، تماما كتوهان المشاهد إذا ما أراد أن يعرف مكان شخصيته من الإعراب.