شاشة الناقد

ذا لون رانجر مع أرمي هامر وجوني دب
TT

إخراج: غور فربينسكي تمثيل: جوني دب، آرمي هامر، هيلينا بونام كارتر، ويليام فتشنر النوع: وسترن | الولايات المتحدة - 2013 تقييم: (من خمسة) آخر مرة زرت فيها «مونيومنت فالي» وصخورها الحمراء الشاهقة قبل سنتين كانت لا تزال في شمالي ولاية أريزونا. لكن «ذا لون رانجر» ينقلها إلى تكساس لتزين الأحداث المفترض أنها تقع هناك. ويضيف عليها شغل المؤثرات الخاصة فإذا بالكاميرا تمر بواحدة من تلك الصخور غريبة التكوين كما لو كانت عمودا صغيرا في متجر كبير. إذا كان هذا ليس كافيا، فما البال برجال يرفضون خلع معاطفهم الشتوية السميكة وهم تحت أشعة الشمس الصحراوية؟ هل خطر للمخرج فربينسكي أنه لا يعقل أن يرتدي عاقل أكثر من قميص وسترة بلا كم في مثل هذا الطقس؟

على الأرجح كل ما خطر بباله هو كيف يستعير (أو هل أقول يسرق) المشاهد الأولى من فيلم سيرجيو ليوني «حدث ذات مرة في الغرب» (1968) حين يصل ثلاثة أشقياء إلى محطة مرتدين معاطف كالحة. ولاحقا مشهد من الفصل الأول من فيلم سام بكنباه «الزمرة المتوحشة» (1969). المشهد الذي يطلب فيه الممثل بو هوبكنز من زبائن مصرف مشاركته الغناء الديني مهددا من عصا بالقتل. هذا المشهد منقول كما هو باستثناء أن الزبائن باتوا راكبي قطار لا تعرف من أين أتى وإلى أين يتجه. مثله في هذا المصير الفيلم نفسه. هذا أسوأ فيلم وسترن في السنوات العشر الأخيرة، ولو وضعته حيال أفلام وسترن صغيرة وسريعة من الأربعينات والخمسينات لاستقر في مركز متواضع بينها أيضا.

الحق على جوني دب. يا ليته ما وافق على بطولة فيلم يستنسخ فيه شخصيته المزعجة في «قراصنة الكاريبي». لكنه واحد من ثلاث شركاء (الآخران هما المخرج غور فربينسكي والمنتج جيري بروكهايمر) جنوا نجاحا كبيرا من تلك السلسلة وحاولوا تكرار النجاح ذاته في هذا الفيلم باستعارة كافة معادلات تقديم عمل يستند إلى نوع قديم من الأفلام (سينما قراصنة البحار وسينما الوسترن) بريشة معاصرة تناسب من لم يشاهد فيلما من هذين النوعين مطلقا من قبل.

ينطلق الفيلم كما لو أن لديه كل الوقت في الدنيا ليؤسس حبكته: رجل القانون المقنع (آرمي هامر) يشكل مع الهندي الأحمر تونتو (دب) ثنائيا للدفاع عن الظلم وتحقيق العدالة و(خلال ذلك) الانتقام من العصابة التي يقودها متوحش (ويليام فتشنر) الذي قتل شقيق المقنع. تمر خمسون دقيقة قبل أن يتشكل ذلك الثنائي الذي هو لب المغامرة أساسا والسبب وراء إقبال الناس المفترض على الفيلم.

غور فربينسكي، ليس معجبا بالغرب ولا يعرف عنه سوى بعض النماذج التي يحاول تقليدها والتخيل بأن الصحراء والصخور والجبال هي بحد ذاتها مواقع ناجحة. لا شيء يملأ الفضاء بينها وبين المشاهد سوى مفارقات تجنح للكوميديا السهلة ولمعان من المشاهد المعجوقة وكاميرا تسعى لتعويض فقر الفيلم الفني بحركة دائمة تهرب دائما إلى الأمام.

بالنسبة لجوني دب، فإن المطلوب منه هنا أن يبدو ساخرا وشاذا شكلا بالمعنى الواقعي للكلمة ومن الغريب كيف يتحسن الفيلم (ولو بمقدار قليل للغاية) حين يغيب عن الشاشة. آرمي هامر لديه مهمة صعبة وهي لعب دور البطولة (هو «ذا لون رانجر» في نهاية المطاف) من المقعد الخلفي فحتى مع كون شخصيته هي عنوان الفيلم إلا أنه منح، في أفضل الحالات، نصف بطولة في عمل مثقل بالمتاعب يمضي في اتجاهات عدة دون أن يكمل أيا منها.