شاشة الناقد

سهرة تلفزيونية على شرف الجريمة

إيثان هوك وأفراد عائلته في «حملة تطهير»
TT

إخراج: جيمس ديموناكو تمثيل: إيثان هوك، لينا هيدي، أديلايد كاين، إدوين هودج النوع: تشويق | الولايات المتحدة - 2013 تقييم: (4*)(من خمسة) يقرر «حملة التطهير»، كتابة جيمس ديموناكو وإخراجه، أن أميركا في المستقبل غير البعيد سوف يمنح البشر فرصة ارتكاب جرائم من دون عقاب. ففي سنة 2022 ستقوم الولايات المتحدة بتخصيص يوم واحد تستطيع فيه ارتكاب كل مخالفة تريدها، ولو كانت جريمة قتل. بعد ذلك اليوم، وحتى اليوم ذاته من العام التالي، يسود السلام والأمن بين الناس. فاليوم المشهود هو للتنفيس عن المخزون داخل النفس البشرية كضرورة لـ364 يوما من السنة لا ترتكب فيها الجرائم. والمجتمع راضٍ بذلك لأنه، وحسب مطلع الفيلم، تم تسجيل أقل نسبة من الجرائم في تاريخ الولايات المتحدة، وهو واحد في المائة، طبعا خارج ذلك اليوم الصعب الذي يبدأ به الجميع اتخاذ احتياطات أمنية مكثفة حتى لا يكون ضحية عملية قتل أو اعتداء في ذلك اليوم.

جيمس (إيثان هوك) هو عينة هذه الحكاية: رجل أعمال ناجح في مؤسسة تبتكر وتصمم نظم الأمان التكنولوجية متزوج (من ليناد هيدي) ولديه ولد وبنت في سنوات مبكرة. حين يبدأ الفيلم يكون بقي من الزمن 52 دقيقة قبل أن ينسحب الأمن وتهب الفوضى للساعات الاثنتي عشرة التالية.

السخرية المقصودة هي أن المصمم البارع لأجهزة الأمن يجد نفسه وعائلته بلا حماية في تلك الليلة. في البداية يشاهد وعائلته ما تبثه المحطات التلفزيونية من مشاهد قتل وعنف، وبعد حين ها هو وعائلته أيضا يشهدون غزوا ويتحولون إلى فرجة للمشاهد الذي في الصالة عندما يسمح لمهدد بالقتل (إدوين هودج) باللجوء إلى المنزل هربا من مطارديه.

هناك تعليق اجتماعي ببضعة رؤوس في هذا الفيلم المنفذ، تقنيا، على نحو جيد حيث المخرج يعرف كيف يؤسس للمشهد وكيف يبني التوتر المطلوب لما سيلي. هناك مثلا جانب أن الصراع ينتقل طبقيا ما بين الميسورين وغير الميسورين، وأن المستقبل هو تطور لما يحدث اليوم حيث بات القتل ترفيها تلفزيونيا يبحث عنه ملايين الناس على شاشات التلفزيون مشدودين للبرامج «الواقعية». أيضا هناك عنصر مسحوب من «لعبة الجوع» (وبضعة أفلام أخرى) حيث البشر يتحولون إلى ملهاة لبشر آخرين. قبل حصول الصدام بين العائلة والغازين، تبدأ بالتحضير للحظة التي سيتم فيها فتح أجهزة التلفزيون على ما ستنقله المحطات من مشاهد. من هنا يتفرع رأس آخر: الأمان لا وجود له في نهاية المطاف. أي شيء قد يحدث لأي واحد في أي مكان اليوم أو غدا.

الفيلم محمل بتلك الأبعاد ما يجعله ثقيل الوطأة. وخطابه مباشر بينما يفتقد الفيلم إلى شخصية فنية مستقلة عن المؤثرات الأخرى، بينها فيلم جون كاربنتر اللامع «اعتداء على المقسم 13» (1976)، حيث عصابات تحاول دخول قسم بوليس في ليلة بلا قمر. ولا يمكن تحاشي المشاهد قبل وقوعها. الخيارات المتاحة للتنبؤ بما قد يقع محدودة. رغم ذلك يستمر التشويق فعالا لمعظم مرافق الفيلم، خصوصا عند البداية التي لا يعرف المرء كيف ستنتقل من التحضير لسهرة على شرف الجريمة إلى الاشتراك بها.