المشهد

TT

* أفلام مفقودة

* لا يترك المخرج مارتن سكورسيزي مناسبة إلا ويدعو فيها إلى الحفاظ على الأفلام القديمة وترميمها وبذل المستحيل لصيانتها.. يتحدث في مراكش وقبل ذلك في لوس أنغليس ونيويورك وواشنطن وعواصم ومدن أخرى عن كلاسيكيات بديعة من الثلاثينات والأربعينات.. عن أفلام صورت بالتقنيات القديمة وعلى أفلام خام وليس الدجيتال وإلا لكانت اهترأت تماما لأن هذا هو مستقبل ما يجري تصويره على الدجيتال بعد عشرين سنة أو نحوها إلا إذا جرى سحبه على دجيتال آخر.

* الآن تعلن «مكتبة الكونغرس» الأميركية في واشنطن أنها تقوم بعملية مسح كامل يشمل أركان الكرة الأرضية بغية تشجيع المؤسسات والأفراد على حد سواء تقديم ما قد يكون لديهم من أفلام صامتة.. تلك التي جرى إنتاجها من مطلع القرن العشرين حتى عام 1929 عندما بدأ الصمت يغيب وتعلمت السينما كيف تنطق.

* ونحن نقرأ من حين لآخر اكتشاف فيلم في مخزن عندما قام أحدهم بتنظيفه أو عندما كانت ممتلكاته تنتقل من مكان إلى آخر آخرها فيلم «الظل الأبيض» أحد أعمال هيتشكوك الصامتة القليلة (حققه سنة 1924) الذي عد مفقودا إلى أن جرى اكتشاف نسخته في «متحف الفيلم» في نيوزيلندا وبمحض الصدفة.. لم يجر اكتشاف كل الفيلم بل ثلاث بكرات فقط من أصل ست صورها المخرج حين كان لا يزال في الرابعة والعشرين من العمر.

* وحسب إحصاءات فإن عدد الأفلام الصامتة من ذلك التاريخ التي لا تزال في حالة جيدة عموما وصالحة للعرض هو 1736 من بينها 562 فيلما ليست كاملة.. لكن هناك أكثر من ثلاثة آلاف فيلم آخر (نحو 70 في المائة مما جرى إنتاجه في عقدين) مفقود تماما.. «مكتبة الكونغرس» تعلم بوجودها بمراجعة القوائم المكتوبة بخط اليد لكن الظن أن هناك احتمالا في أن تكون بعض هذه الأفلام موجودة في المتاحف والمؤسسات المعنية حول العالم أو حتى بحوزة بعض الأفراد من دون علم أي منهم بالثروة التي يكتنزونها.

* وفي حين أن المجموعة الأكبر من هذه الأفلام موجودة في جمهورية التشيك إلا أنه جرى العثور على أفلام أخرى في فرنسا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وإيطاليا.. ومن بين الأفلام التي كان يعتقد أنها مفقودة إلى الأبد وإلى جانب فيلم هيتشكوك المذكور هناك فيلم من إخراج أرنست لوبيتش بعنوان «الوطني» (1928) ونسخة مبكرة من «غاتسبي العظيم» (1926) وهو لمخرج جيد ومنسي اسمه هربرت برينون ثم فيلم بريطاني لتد براونينغ بعنوان «لندن بعد منتصف الليل» (1927).. وأخيرا جرى اكتشاف فيلم قصير من بطولة ماري بيكفورد عنوانه «أول خصومة بينهما» يعود إلى سنة 1911.

* بالمناسبة ماري بيكفورد كانت مشغولة أكثر من سواها من السينمائيين بحفظ تراثها ومن بين 48 فيلما مثلها هناك ثمانية فقط مفقودة.