المشهد

باركر في الماضي وكروز في المستقبل

TT

* في نهاية كل عام، يتساقط المزيد من الممثلين موتى وعلى نحو «من لم يمت بالسيف مات بغيره». الممثل بول ووكر ارتطم بالشجرة وتحطـمت السيارة التي كان يستقلها وروحه معا، وترك فيلمه المقبل «سريع وغاضب 6» في مهب الريح. حاليا، يعالج أهل الفيلم مسألة غيابه غير الموقوتة، وقد بقي له من التصوير نحو عشرة أيام، باستنباط مشهد يجري فيه توديعه، وذلك لإيجاد مخرج مناسب له من الفيلم عوض تركه معلـقا.

* وقبل أيام (يوم الاثنين التاسع من هذا الشهر)، توفيت الممثلة إليانور باركر عن 91 سنة. لم تكن تقود سيارة، بل رحلت نتيجة مضاعفات صحيـة رئوية حادة. إليانور باركر كانت توقـفت عن التمثيل سنة 1979 عندما ظهرت في فيلم للمخرج (الراحل بدوره) ريتشارد سرافيان، عنوانه «حرقة شمس». كان ذلك الفيلم الخمسين لها وهي التي كانت بدأت العمل في عام 1941 عندما لعبت دورا ثانويا في «ماتوا بحذاءاتهم» (They Died with Their Boots On) لراوول وولش الذي تولى بطولته إيرول فلين وأوليفيا دي هافيلاند.

* وهي رشحت ثلاث مرات للأوسكار في الخمسينات ولم تنلها. المرة الأولى سنة 1950 عندما قامت ببطولة «في القفص» حول امرأة شابـة تجد نفسها حبيسة مؤامرات من حولها أخرجه الملم جون كرومول. الثانية سنة 1951 عن دورها كزوجة مايكل دوغلاس في «قصة تحر» لويليام وايلر. والثالثة في العام اللاحق عن «لحن مقطوع»، وهو فيلم منسي لمخرج غير ناجح اسمه كيرتس بنهارد.

* يوم الاثنين أيضا، خرج «التريلر» الدعائي الجديد لفيلم توم كروز المقبل «حافة الغد». مرة أخرى، توم في فيلم أكشن خيالي - علمي كما كان حاله أخيرا في «نسيان». الفيلم الجديد لدوغ ليمان الذي سبق أن حقق أول فيلم من السلسلة الجاسوسية «بورن» (التي تولاها فيما بعد بول غرينغراس)، ومع كروز في البطولة إميلي بلـنت وبل باكستون.

* هناك فيلمان من أفلام «مهرجان دبي» يستدعيان الاهتمام؛ كون كل منهما من إخراج جماعي. الأول هو الفيلم المصري «أوضة الفيران» الذي حققه ستة مخرجين؛ هم: نرمين سالم، ومحمد زيدان، ومحمد الحديدي، ومي زايد، وهند بكر، وأحمد مجدي مرسي. والفيلم اللبناني «وينن؟» الذي أنجزه سبعة مخرجين؛ هم: ماريا عبد الكريم، وناجي بشارة، وسليم الهبر، وكريتسال أغنياديس، وجاد بيروتي، وزينة مي، وطارق قرقماز. هذا عدد أكبر مما يستحقـه أي فيلم متواضع الميزانية والحجم والدراما، لكن التجربة المثيرة أن أيا من هذين الفيلمين ليس مقسوما إلى أجزاء، كل منها من تقديم مخرج معيـن. من ناحية، يخلق ذلك تجانسا في أفضل الحالات، ومن ناحية أخرى يجعلك تتساءل كيف تم للمجموعة العمل على هذا الفيلم الواحد.

* أكثر عدد من المخرجين الذين التقوا على تحقيق عمل واحد أخيرا كان «إيه بـي سي الموت» (ABC of Death) الذي اجتمع له 26 مخرجا لتنفيذ 26 فيلما حسب عدد أحرف الأبجدية الإنجليزية في عام 2012. الفيلم من ساعتين (وتم تحقيق جزء ثان منه في العام التالي)، تتمنى لو أن فيلما واحدا من هذه الأفلام القصيرة المجتمعة كان أفضل من الوسط.